أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - التنين الحادي والخمسون - قصة قصيرة ساخيرة للقاص الأمريكي هيوود براون -مع النص الأصلي















المزيد.....



التنين الحادي والخمسون - قصة قصيرة ساخيرة للقاص الأمريكي هيوود براون -مع النص الأصلي


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 4089 - 2013 / 5 / 11 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


من الأدب القصصي العالمي الساخر
التنين الحادي والخمسون
هيوود براون
ترجمة: ماجد الحيدر

من بين جميع الطلبة في معهد الفروسية كان "جاوين لو كور هاردي" أقلهم تبشيراً بالخير. كان قوياً طويل القامة، لكن مدرسيه سرعان ما اكتشفوا أنه يفتقر الى العزيمة، فقد كان يسرع الى الاختباء في الغابة حين يبدأ درس المثاقفة ، رغم أن زملاءه وأعضاء المعهد كانوا يحثونه على إبراز أفضل ما في طبيعته بأن يصيحوا به كي يخرج ويدق رقبته كما يفعل الرجال. وحتى عندما كانوا يخبرونه إن رؤوس الرماح ملفوفة بالقماش وإن الخيول ليست أكثر من بونيات كان "جاوين" يرفض أن يتحمس.
في إحدى الأمسيات الربيعية كان مدير المعهد والأستاذ المساعد لشؤون الترفيه يناقشان هذه الحالة. وكان الأستاذ المساعد لا يرى حلاً سوى الطرد.
-"كلا" قال المدير وهو يتأمل التلال الأرجوانية التي تحيط بالمعهد "أعتقد أنني سأدربه على قتل التنائن "
-"لكنه قد يموت" اعترض الأستاذ المساعد.
-"هذا أمر وارد" أجاب المدير وقد أشرقت أساريره، لكنه أردف في رزانة "علينا أن نفكر بالمنفعة الأعظم، فنحن مسؤولون عن تكوين شخصية هذا الولد"
-"وهل تنائن هذا العام شرسة أكثر من المعتاد؟" قاطعه الأستاذ المساعد. كان هذا جزءً من طبعه، فقد كان يشعر بالضجر حين يشرع المدير بالحديث عن الأخلاق وعن مُثُل المعهد.
-"أسوأ من أي وقتٍ مضى" أجاب المدير "هناك عند التلال قتلتْ عددا من الفلاحين وبقرتين وخنزيراً، وإذا ما استمرت موجة الحر هذه فمن يعلم متى تشعل النار في الغابة بنفخة طائشة من منخريها"
-"وهل سيتحمل المعهد أية تبعات مالية إذا تعرض الفتى "كور هاردي" الى حادثٍ ما؟"
-"كلا" أجاب المدير بحصافة "العقد الموقّع يغطي كل هذه الأمور. لكنه -في الحقيقة- لن يموت، لأنني سأجهزه بكلمة سحرية قبل أن أرسله الى التلال"
-"هذه فكرة جيدة" قال الأستاذ "إنها تفعل الأعاجيب أحياناً"
ومنذ ذلك اليوم تخصص "جاوين" بالتنائن. وكان منهاجه الدراسي يتضمن دروساً عملية ونظرية. فكان يتلقى في الصباح محاضراتٍ مطولةً عن تاريخ التنائن وتشريحها وعاداتها وتقاليدها. لم يكن "جاوين" متفوقاً في هذه الدراسات، فقد كان يملك موهبة عظيمة ورائعة في نسيان الأشياء. لكنه كان يكشف بعد الظهر عن ميزة أفضل، إذ ينزل عندها الى المرج الجنوبي ويتمرن بفأسِ الحرب. ولقد كان في تمرينه هذا مثيراً للإعجاب حقاً. فقد كان في غاية السرعة والقوة والمهارة حتى إنه طوّر استعراضاً ماكراً في استخدام القوة. يقول الخريجون القدامى إنهم كانوا يشعرون بالإثارة وهم يراقبون "جاوين" إذ يقتحم الميدان نحو دمية التنين الورقية التي نصبت لتدريبه. كان يندفع راكضاً وهو يلوّح بفأسه ويصيح "فليصبك الطاعون!" أو غيرها من العبارات المتداولة في حرم المعهد. ولم يكن الأمر ليحتاج إلا الى ضربة واحدة ليطيح برأس التنين الدمية.
كانت مهمته تُزاد صعوبة بالتدريج؛ فقد استُبدِل الورق بنشارة الخشب المضغوطة وأخيراً بالخشب نفسه، لكن أصلب تلك الدمى لم تكن لتثير الخوف في نفس "جاوين"، إذ كانت ضربة واحدة تفي بالغرض على الدوام. صحيحٌ أن البعض ادعى أنه لم يكن يندفع بالتهور نفسه أو يرفع صوته بالقدر نفسه عندما كان تمرينه يطول حتى يحل الغسق وتلقي التنائن ظلالها الطويلة على أرض المرج، لكن هذه التهمة ربما شابها شيء من الخبث. على أية حال، قرر المدير مع نهاية شهر حزيران أن الوقت قد حان لأجراء الاختبار، ففي الليلة السابقة اقترب أحد التنائن من باحة المعهد وأكل عددا من رؤوس الخس من الحديقة. فارتأت إدارة المعهد أن "جاوين" أصبح مستعداً فمنحته شهادة دبلوم وفأساً جديدة واستدعاه المدير الى اجتماعٍ خاص.
-"اجلس" قال المدير "خذ سيجارة" ....تردد "جاوين"
-"أعرف أن هذا مخالف للوائح" قال المدير "لكنك نلت شهادتك الأولية ولم تعد صبيا. أنت رجل، وغدا ستخرج الى عالم الأفعال العظيمة"
تناول "جاوين" سيجارة وقدم له المدير علبة ثقاب لكنه أخرج علبته وشرع ينفذ الدخان بمهارةٍ أدهشت المدير.
-"لقد تعلمتَ هنا نظريات الحياة" قال المدير واصلاً خيط أفكاره "لكن الحياة على أية حال ليست نظريات فقط، الحياة حقائق، وهي تطالب الكبير والصغير على السواء بأن يواجه هذه الحقائق حتى لو كانت قاسية أو مرة أحياناً. مشكلتك، على سبيل المثال، هي ذبح التنائن"
-"يقولون أن التنائن في الغابة الجنوبية تبلغ الخمسمائة قدما طولاً" غامر "جاوين" بالقول وهو يشعر بالهلع.
-"هراء وأكاذيب!" قال المدير "لقد رأى مساعد الخوري واحداً منها من قمة تل آرثر. كان التنين يتشمس في الوادي. لم يتح لمساعد الخوري أن يطيل النظر إليه لأنه أحس بأن من واجبه أن يسرع بالعودة ويقدم لي تقريراً بالأمر، لكنه قال إن الوحش، أو لنقل السحلية الكبيرة، لم تزد إنجاً واحداً عن المائتي قدم. غير أن الأمر لا يتعلق بالحجم. بل إنك ستكتشف أن التنائن الكبيرة أسهل من تلك الصغيرة، فهي أبطأ وأقل عدوانية كما قيل لي. أضف لذلك أنني سأقوم بتجهيزك قبل ذهابك بطريقة لا تحتاج معها الى الخوف من أي تنين في العالم"
-"أرغب في طاقية مسحورة" قال "جاوين"
-"وما ذاك؟" أجاب المدير منزعجاً.
-"طاقية إخفاء" أوضح "جاوين"
أطلق المدير ضحكة متسامحة.
-"عليك ألا تصدق قصص العجائز تلك" قال المدير "لا يوجد شيء كهذا. قبعةً تجعلك خفياً، عجباً! وماذا تفعل بها؟ أنت حتى لم تظهر بعدُ. أي بنيّ، إن في مقدورك أن تسير من هنا الى لندن دون أن يكلف أحد نفسه عناء النظر اليك. أنت لاشيء. ولن تكون أكثر خفاءً مما أنت فيه"
كان "جاوين" على شفا النكوص الى عادته القديمة من الأنين والبكاء، لكن المدير طمأنه:
-"لا تقلق، سأعطيكَ شيئاً أفضل بكثير من الطاقية المسحورة. سأعطيك كلمة سحرية. كل ما عليك هو أن تنطق بهذه التعويذة السحرية مرةً واحدةً ولن يقدر أي تنين أن يؤذي شعرةً واحدةً في رأسك، وسوف تستطيع قطع رأسه على راحتك"
وسحب كتاباً ثقيلاً من رفٍ خلف منضدته وشرع بتقلبيه.
-"أحياناً" قال المدير "تتكون التعويذة من عبارة كاملة أو حتى جملةٍ برمتها. ربما أعطيك، على سبيل المثال"ليتحول الـ..."-لكن لا، هذا قد لا ينفع. أعتقد أن كلمة واحدة ستكون أكثر نفعاً مع التنائن"
-"كلمة قصيرة" اقترح "جاوين"
-"يجب ألا تكونَ شديدة القصر وإلا لن تكون قوية. هاك. هذه كلمة سحرية رائعة: "رامبلزنتز" هل تظن أنك قادر على تعلمها؟"
بذل "جاوين" جهده وفي خلال ساعة تقريباً بدا عليه أنه تمكن منها، وكان يقطع الدرس مرة بعد مرة ليسأل:
-"وماذا إذا نسيت أن أقول رامبلزنتز؟ هل يُحتمَل أن يؤذيني التنين؟"
وكان المدير يجيبه كل مرة:
-"لو قلت رامبلزنتز وحسب فسوف تكون في أمان تام"
ومع اقتراب الصباح بدا أن "جاوين" تقبل مهنته الجديدة. وعندما انبلج النهار شيعه المدير حتى حدود الغابة وأراه الجهة التي ينبغي أن يمضي فيها. فعلى مسافة ميلٍ الى الجنوب الغربي كانت غمامة من البخار تحوم فوق مرج مفتوح وسط الغابة وأكد له المدير أنه سيجد تحتها تنين ما. تقدم "جاوين" في بطء. وتساءل مع نفسه إن كان من الأفضل أن يندفع راكضاً كما في التمارين أو أن يسير نحوه على مهل وهو يصيح رامبلزنتز طوال الطريق.
لكن القدر حل المسألة نيابة عنه. فما أن دنا من حافة المرج حتى أبصره التنين وبادر الى التقدم نحوه. كان تنيناً ضخماً لكنه شرس للغاية على عكس ما قاله المدير. كان يتقدم وينفث من منخريه سحائب ضخمة من بخار ذي هسيسٍ مخيف فبدا مثل إبريق شايٍ عملاق أصيب بنوبة من الجنون.
كان التنين يقترب بسرعة عظيمة وكان خوف "جاوين" عظيماً هو الأخر فلم يملك من الوقت إلا ليقول رامبلزنتز مرة واحدة فقط لوح معها بفأسه وهوى على رقبة التنين فتدحرج رأسه على الأرض.
اضطر "جاوين" الى الاعتراف بأن قتل التنين الحقيقي أسهل بكثير من التنين الخشبي لو انه فقط نطق بكلمة رامبلزنتز، وعندما عاد الى المعهد حاملاً أذني التنين وقطعة صغيرة من ذيله قابله زملاؤه ومدرسوه بالحفاوة والتبجيل، لكن المدير رأى بحكمته أن يبعده عن الدلال وذلك بأن أصر على أن يمضي في عمله. في كل يوم، وعندما يكون الجو صاحياً، كان "جاوين" يستيقظ عند الفجر ويخرج ليقتل التنائن. أما في الأيام الماطرة فكان المدير يبقيه في الداخل ويفسر ذلك بأن الغابات تكون رطبة ومضرة بالصحة في تلك الأجواء وبأنه لا يريد أن يعرّض الولد الى مخاطر إضافية لا داعي لها. قليلة هي الأيام الصاحية التي لم ينجح فيها "جاوين" في اقتناص تنين، لكن الحظ حالفه مرة بشكل غير معتاد فاقتنص ثلاثة منها في يوم واحد: زوجاً وزوجة وقريبا كان يزوهما. وأخذ "جاوين" يطور شيئاً فشيئاً تكنيكه الخاص. فقد قال التلاميذ الذين كانوا يراقبونه أحياناً من مسافة بعيدة فوق قمة التل أنه كان في مرات كثيرة يسمح للتنين بالاقتراب الى مسافة بضعة أقدام قبل أن يقول رامبلزنتز. ثم إنه صار يلفظها بنبرة ساخرة أو يعمد الى استعراض براعته؛ ففي ذات مرة، وعندما كان المشاركون في سفرةٍ مدرسية قادمة من لندن يراقبون عمله، أقدم على منازلة التنين وقد شد ذراعه اليمنى خلف ظهره، لكن رأس المسكين طار بنفس السهولة المعتادة.
كان المدير يجد صعوبة متعاظمة في التحكم بالفتى كلما تعاظم سجله في قتل التنائن. فقد صار معتاداً على الانسلال في الليل والانهماك في حفلات سكر طويلة في حانة القرية. وقد حدث في صباح صيفي رائع بعد واحدة من جلسات العربدة هذه أن نهض قبيل الفجر وخرج باحثاً عن تنينه الخمسين. كان جسده ثقيلاً وعقله مشوشاً غير أنه كان ثقيلاً في مجال آخر أيضاً، فقد تبنى العادة الفظة بعض الشيء المتمثلة بحمل كل نياشينه وأشرطته وما الى ذلك عندما يخرج في أثر التنائن. كانت الأوسمة تبدأ من أعلى صدره وتنزل حتى بطنه، فكان وزنها ثمانية أرطال على أقل قدير.
عثر "جاوين" على تنين في نفس المرج الذي قتل فيه تنيناً أول مرة. كان متوسط الحجم لكنه طاعن في السن، كما ظهر من وجهه المجعد الذي جعل "جاوين" يجزم أنه لم ير مثيلاً له في البشاعة. ومما زاد في اشمئزاز الصبي أن التنين رفض التقدم فاضطر "جاوين" الى أن يسير نحوه. كان يصفر بفمه هو يقترب، ونظر اليه التنين في يأسٍ مشوب بالمكر. لقد سمع طبعاً بأخبار "جاوين" فلم يحرك ساكناً حتى عندما رفع الصبي فأسه ليقينه بأن لا خلاص له حتى لو اندفع مهاجماً بكل سرعته، فقد أخبروه أن هذا الصياد محروسٌ بتعويذةٍ سحرية فاكتفى بالانتظار، آملاً أن يحدث ما يقلب الأمور. رفع "جاوين" فأسه وفجأةً أنزلها ثانية وهو يختض من الخوف وقد شحب وجهه تماماً. شكَّ التنين بوجود خدعة ما.
-"ما الأمر؟" سأل في قلقٍ كاذب.
-"نسيتُ الكلمة السحرية" تمتم "جاوين".
-"يا للأسف" قال التنين "هذا هو السر إذن. أنت تدري، كل تلك السخافات السحرية تبدو لي بعيدة عن العدالة. ليس فيها روح رياضية كما اعتدنا على القول عندما كنت تنينا صغيراً. ولكن، وعلى كل حال، هذه مسألة وجهات نظر"
كان الخوف قد شل "جاوين" فارتفعت ثقة التنين بنفسه الى درجة عظيمة حتى لم يعد قادراً على مقاومة ما يغريه باستعراض بعض مواهبه.
-"هل يمكنني أن أفيدك بشيء؟" سأل التنين "ما هو الحرف الأول من الكلمة السحرية؟"
-"إنها تبدأ بالراء" أجاب "جاوين" في وهن.
-"دعنا نفكر" قال التنين "هذه المعلومة لا تفيدنا كثيراً، أليس كذلك؟ أي نوع من الكلمات هي، هل هو لقب؟ ماذا تقول؟"
لم يستطع "جاوين" إلا أن يومئ برأسه.
-"آه، طبعاً" صاح التنين "رجعي من أنصار الحزب الجمهوري؟"
هز "جاوين" رأسه نافياً.
-"حسنا إذن. من الأفضل أن نبدأ بالعمل. هل تستسلم؟"
شجع اقتراح التسوية هذا "جاوين" على أن يستجمع ما يكفي من شجاعته ليسأل:
-"وماذا ستفعل إذا استسلمتُ؟"
-"سآكلك بالطبع"
-"وإذا لم أستسلم؟"
-"سآكلك أيضاً"
-"لا فرق بالنسبة لي إذن، أليس كذلك؟" تأوه "جاوين".
-"لكن هناك فرق بالنسبة لي" قال التنين مبتسماً "أنا أفضّل ألاّ تستسلم"
انتظر التنين طويلاً حتى يسأل "جاوين" عن السبب، لكن الصبي كان أكثر خوفاً من أن ينطق بشيء، فاضطر التنين الى يعطي تفسيراً دون أن ينتظر دوره في المهزلة:
-"أنت تدري" قال التنين "إن لم تستسلم سيكون طعمك ألذ لأنك ستموت مفتَرساً"
كانت هذه إحدى حيل التنين القديمة المعروفة. فقد اعتاد عن طريق مثل هذه المراوغات أن يشل ضحاياه بالضحك ثم يقضي عليهم. لكن "جاوين" كان مشلولاً دون حاجة الى الضحك. ومع آخر كلمة من النكتة رجع التنين برأسه الى الخلف ثم انقض مهاجماً. في تلك الثانية أبرقت الكلمة السحرية في ذهن "جاوين" لكنه لم يملك الوقت كي ينطقها. كان لديه فقط وقتاً ليضرب بفأسه دون كلام فقابل اندفاع التنين بضربة قاصمة وضع فيها كل ما في ظهره وكتفيه من قوة. وكانت النتيجة رهيبة، فقد طار رأس التنين مائة ياردة تقريباً ثم حط على إحدى الأجمات.
زال خوف "جاوين" بعد موت التنين. لكنه كان في حالة من الذهول. كان شديد الحيرة والارتباك. فقطع أذني التنين دون أن يشعر تقريباً. وظل يفكر مرة بعد مرة "لم أنطق كلمة رامبلزنتز" كان متأكداً من ذلك ولكنه قتل التنين دون أدنى شك. بل إنه في الحقيقة لم يقتل واحداً بمثل هذه الشدة. ولم يسبق له أن أطار رأساً الى هذه المسافة. كان أفضل رقم سجله قبل ذلك هو خمس وعشرون ياردة في أفضل تقدير. وظل طوال طريق العودة الى معهد الفرسان يدمدم في داخله باحثاً عن تفسيرٍ لما حدث.
توجه من فوره الى مكتب المدير. وبعد أن أغلق الباب أخبر المدير بما حدث:
-"لم أقل رامبلزنتز" شرح للمدير بكل جد. فضحك المدير وقال:
-"أنا سعيد لأنك اكتشفت ذلك. هذا ما يجعلك أكثر بطولةً. ألا ترى ذلك؟ ها إنك تعرف الآن أن من قتل كل تلك التنائن هو أنت، لا كلمة رامبلزنتز التافهة الحمقاء"
تجهم وجه "جاوين" وسأل مديرَه:
-"لم تكن كلمة تلك إذن سحرية؟"
-"كلا بالطبع" أجاب المدير "يجب أن تكون أنضج من هذه السخافات. لا يوجد شيء اسمه كلمة سحرية"
-"لكنك أخبرتني أنها سحرية" احتج جاوين"لقد أخبرتني أنها سحرية. وتقول الآن إنها ليست كذلك"
-"لم تكن سحرية بالمعنى الحرفي" أجاب المدير "لكنها كانت أروعَ من ذلك بكثير؛ فقد منحَتك الكلمةُ الثقة بالنفس، وأزالت عنك كل مخاوفك. لو لم أخبرك بذلك لمتَّ من أول مرة. لقد كان الفضل لفأسك في إنجازاتك الرائعة"
أثار موقف "جاوين" حيرة المدير. لقد كان واضحاً ما أدخله هذا التفسير من اضطراب على نفسه، إذ ظل يقاطع حديث المدير الفلسفي والأخلاقي قائلاً:
-"لو لم أكن ضربتهم بقوة وسرعة هائلتين لكان أي واحد منهم قد سحقني مثل، مثل ...." وتلعثم باحثاً عن الكلمة المناسبة.
-"قشرة بيضة" اقترح المدير.
-"مثل قشرة بيضة" أكد "جاوين" وكررها عدة مرات. وظل الطلبة الذين جلسوا قربه خلال العشاء يسمعونه وهو يدمدم "مثل قشرة بيضة، مثل قشرة بيضة"
كان اليوم الثاني صحواً، لكن "جاوين" لم يستيقظ عند الفجر. بل إن الوقت كان قد شارف الظهر عندما وجده المدير منكمشاً في فراشه وقد تغطى حتى رأسه، فاستدعى المدير الأستاذ المساعد لشؤون الترفيه وجرجراه سوية حتى الغابة.
-"سيكون على ما يرام ما أن يضع زوجاً آخر من التنانين تحت حزامه" شرح المدير. فوافقه الأستاذ المساعد لشؤون الترفيه:
-"سيكون من العار إيقاف هذه السلسلة الرائعة من النجاحات"
-"بالتأكيد. لو حسبنا تنين البارحة سيكون قد قتل خمسيناً منها"
ودفعا الصبي نحو أجمة تعلقت فوقها غيمة نحيلة من البخار. كان تنينا صغيراً كما هو واضح، لكن "جاوين" لم يعد في تلك الليلة ولا في الليلة التالية. وبعد عدة أسابيع أقدم بعض شجعان المعهد على تفتيش الأجمة لكنهم لم يعثروا على ما يذكرهم بـ"جاوين" غير الأجزاء المعدنية من أوسمته، فلم تسلم حتى الأشرطة من الالتهام.
اتفق المدير مع الأستاذ المساعد لشؤون الترفيه على أن من الأفضل ألا يخبرا المعهد كيف أنجز "جاوين" هذا الرقم القياسي وأن لا بأس في كتمان الطريقة التي مات بها. فقد ارتأيا أن ذلك سيكون له أثر سلبي على معنويات التلاميذ. وبناءً على ذلك ظل "جاوين" يعيش في ذاكرة المعهد باعتباره أعظم أبطاله. ولا يستطيع زائر أن يغادر البناية هذه الأيام دون أن يرى الدرع العظيم المعلق على جدار صالة الطعام. كان خمسون زوجاً من آذان التنائن مثبتاً على الدرع وقد خُط تحته بحروفٍ مذهبة "جاوين لو كور هاردي" ثم وبخطٍ بسيط "قتل خمسين تنينا" ولم يصل أحد الى هذا الرقم القياسي.
......
هوامش:
1)) Heywood Campbell Broun (1888-1939) صحفي وناقد وناشط سياسي أمريكي. أسس نقابة الصحف الأمريكية وشارك بقلمه في الدفاع عن المحرومين والمظلومين وكان مؤمناً بقدرة الصحفي على معالجة الشرور والأمراض الاجتماعية والأخلاقية. بدأ حياته المهنية كاتباً للتعليقات الرياضية ثم تحول الى ناقد درامي الى جانب استمراره في كتابة الأعمدة اليومية وأشهرها عمود أسماه "يبدو لي" واظب على كتابته لسبع سنوات. شارك دون نجاح في انتخابات الكونغرس لعام 930 ممثلاً عن الاشتراكيين وكان أحد شعاراته التهكمية أثناءها "أفضّل أن أكون مصيباً على أن أكون روزفلت". ترعى نقابة الصحف الأمريكية جائزة سنوية باسمه تمنحها للصحفيين الذين يقدمون أعمالاً متميزة وخصوصا تلك التي تساعد على مكافحة الظلم. نشر العديد من الكتب والقصص والمقالات المجموعة. من أقواله الساخرة: سرعة البديهة هي الأقوال التي تتمنى لو إنك قلتها في حينها.
2)) Gawaine le Cœur-Hardy : جاوين في الإصل اسم أحد أبطال أسطورة الملك آرثر وفرسان المائدة المستديرة، وغريم أشهرهم السير "لانسيلوت" ويقال إنه حارب فارساً أخضر غامضاً. ومعنى "Cœur-Hardy " هو القلب الشجاع.


The Fifty-First Dragon
By Heywood Broun

OF all the pupils at the knight school Gawaine le Cœur-Hardy was among the least promising. He was tall and sturdy, but his instructors soon discovered that he lacked spirit. He would hide in the woods when the jousting class was called, although his companions and members of the faculty sought to appeal to his better nature by shouting to him to come out and break his neck like a man. Even when they told him that the lances were padded, the horses no more than ponies and the field unusually soft for late autumn, Gawaine refused to grow enthusiastic. The Headmaster and the Assistant Professor of Pleasaunce were discussing the case one spring afternoon and the Assistant Professor could see no remedy but expulsion.
“No,” said the Headmaster, as he looked out at the purple hills which ringed the school, “I think I’ll train him to slay dragons.”
“He might be killed,” objected the Assistant Professor.
“So he might,” replied the Headmaster brightly, but he added, more soberly, “we must consider the greater good. We are responsible for the formation of this lad’s character.”
“Are the dragons particularly bad this year?” interrupted the Assistant Professor. This was characteristic. He always seemed restive when the head of the school began to talk ethics and the ideals of the institution.
“I’ve never known them worse,” replied the Headmaster. “Up in the hills to the south last week they killed a number of peasants, two cows and a prize pig. And if this dry spell holds there’s no telling when they may start a forest fire simply by breathing around indiscriminately.”
“Would any refund on the tuition fee be necessary in case of an accident to young Cœur Hardy?”
“No,” the principal answered, judicially, “that’s all covered in the contract. But as a matter of fact he won’t be killed. Before I send him up in the hills I’m going to give him a magic word.”
“That’s a good idea,” said the Professor. “Sometimes they work wonders.”
From that day on Gawaine specialized in dragons. His course included both theory and practice. In the morning there were long lectures on the history, anatomy, manners and customs of dragons. Gawaine did not distinguish himself in these studies. He had a marvelously versatile gift for forgetting things. In the afternoon he showed to better advantage, for then he would go down to the South Meadow and practise with a battle-ax. In this exercise he was truly impressive, for he had enormous strength as well as speed and grace. He even developed a deceptive display of ferocity. Old alumni say that it was a thrilling sight to see Gawaine charging across the field toward the dummy paper dragon which had been set up for his practice. As he ran he would brandish his ax and shout “A murrain on thee!” or some other vivid bit of campus slang. It never took him more than one stroke to behead the dummy dragon.
Gradually his task was made more difficult. Paper gave way to papier-mâché and finally to wood, but even the toughest of these dummy dragons had no terrors for Gawaine. One sweep of the ax always did the business. There were those who said that when the practice was protracted until dusk and the dragons threw long, fantastic shadows across the meadow Gawaine did not charge so impetuously nor shout so loudly. It is possible there was malice in this charge. At any rate, the Headmaster decided by the end of June that it was time for the test. Only the night before a dragon had come close to the school grounds and had eaten some of the lettuce from the garden. The faculty decided that Gawaine was ready. They gave him a diploma and a new battle-ax and the Headmaster summoned him to a private conference.
“Sit down,” said the Headmaster. “Have a cigarette.”
Gawaine hesitated.
“Oh, I know it’s against the rules,” said the Headmaster. “But after all, you have received your preliminary degree. You are no longer a boy. You are a man. To-morrow you will go out into the world, the great world of achievement.”
Gawaine took a cigarette. The Headmaster offered him a match, but he produced one of his own and began to puff away with a dexterity which quite amazed the principal.
“Here you have learned the theories of life,” continued the Headmaster, resuming the thread of his discourse, “but after all, life is not a matter of theories. Life is a matter of facts. It calls on the young and the old alike to face these facts, even though they are hard and sometimes unpleasant. Your problem, for example, is to slay dragons.”
“They say that those dragons down in the south wood are five hundred feet long,” ventured Gawaine, timorously.
“Stuff and nonsense!” said the Headmaster. “The curate saw one last week from the top of Arthur’s Hill. The dragon was sunning himself down in the valley. The curate didn’t have an opportunity to look at him very long because he felt it was his duty to hurry back to make a report to me. He said the monster, or shall I say, the big lizard?—wasn’t an inch over two hundred feet. But the size has nothing at all to do with it. You’ll find the big ones even easier than the little ones. They’re far slower on their feet and less aggressive, I’m told. Besides, before you go I’m going to equip you in such fashion that you need have no fear of all the dragons in the world.”
“I’d like an enchanted cap,” said Gawaine.
“What’s that?” answered the Headmaster, testily.
“A cap to make me disappear,” explained Gawaine.
The Headmaster laughed indulgently. “You mustn’t believe all those old wives’ stories,” he said. “There isn’t any such thing. A cap to make you disappear, indeed! What would you do with it? You haven’t even appeared yet. Why, my boy, you could walk from here to London, and nobody would so much as look at you. You’re nobody. You couldn’t be more invisible than that.”
Gawaine seemed dangerously close to a relapse into his old habit of whimpering. The Headmaster reassured him: “Don’t worry; I’ll give you something much better than an enchanted cap. I’m going to give you a magic word. All you have to do is to repeat this magic charm once and no dragon can possibly harm a hair of your head. You can cut off his head at your leisure.”
He took a heavy book from the shelf behind his desk and began to run through it. “Sometimes,” he said, “the charm is a whole phrase or even a sentence. I might, for instance, give you ‘To make the’—No, that might not do. I think a single word would be best for dragons.”
“A short word,” suggested Gawaine.
“It can’t be too short or it wouldn’t be potent. There isn’t so much hurry as all that. Here’s a splendid magic word: ‘Rumplesnitz.’ Do you think you can learn that?”
Gawaine tried and in an hour or so he seemed to have the word well in hand. Again and again he interrupted the lesson to inquire, “And if I say ‘Rumplesnitz’ the dragon can’t possibly hurt me?” And always the Headmaster replied, “If you only say ‘Rumplesnitz,’ you are perfectly safe.”
Toward morning Gawaine seemed resigned to his career. At daybreak the Headmaster saw him to the edge of the forest and pointed him to the direction in which he should proceed. About a mile away to the southwest a cloud of steam hovered over an open meadow in the woods and the Headmaster assured Gawaine that under the steam he would find a dragon. Gawaine went forward slowly. He wondered whether it would be best to approach the dragon on the run as he did in his practice in the South Meadow or to walk slowly toward him, shouting “Rumplesnitz” all the way.
The problem was decided for him. No sooner had he come to the fringe of the meadow than the dragon spied him and began to charge. It was a large dragon and yet it seemed decidedly aggressive in spite of the Headmaster’s statement to the contrary. As the dragon charged it released huge clouds of hissing steam through its nostrils. It was almost as if a gigantic teapot had gone mad. The dragon came forward so fast and Gawaine was so frightened that he had time to say “Rumplesnitz” only once. As he said it, he swung his battle-ax and off popped the head of the dragon. Gawaine had to admit that it was even easier to kill a real dragon than a wooden one if only you said “Rumplesnitz.”
Gawaine brought the ears home and a small section of the tail. His school mates and the faculty made much of him, but the Headmaster wisely kept him from being spoiled by insisting that he go on with his work. Every clear day Gawaine rose at dawn and went out to kill dragons. The Headmaster kept him at home when it rained, because he said the woods were damp and unhealthy at such times and that he didn’t want the boy to run needless risks. Few good days passed in which Gawaine failed to get a dragon. On one particularly fortunate day he killed three, a husband and wife and a visiting relative. Gradually he developed a technique. Pupils who sometimes watched him from the hill-tops a long way off said that he often allowed the dragon to come within a few feet before he said “Rumplesnitz.” He came to say it with a mocking sneer. Occasionally he did stunts. Once when an excursion party from London was watching him he went into action with his right hand tied behind his back. The dragon’s head came off just as easily.
As Gawaine’s record of killings mounted higher the Headmaster found it impossible to keep him completely in hand. He fell into the habit of stealing out at night and engaging in long drinking bouts at the village tavern. It was after such a debauch that he rose a little before dawn one fine August morning and started out after his fiftieth dragon. His head was heavy and his mind sluggish. He was heavy in other respects as well, for he had adopted the somewhat vulgar practice of wearing his medals, ribbons and all, when he went out dragon hunting. The decorations began on his chest and ran all the way down to his abdomen. They must have weighed at least eight pounds.
Gawaine found a dragon in the same meadow where he had killed the first one. It was a fair-sized dragon, but evidently an old one. Its face was wrinkled and Gawaine thought he had never seen so hideous a countenance. Much to the lad’s disgust, the monster refused to charge and Gawaine was obliged to walk toward him. He whistled as he went. The dragon regarded him hopelessly, but craftily. Of course it had heard of Gawaine. Even when the lad raised his battle-ax the dragon made no move. It knew that there was no salvation in the quickest thrust of the head, for it had been informed that this hunter was protected by an enchantment. It merely waited, hoping something would turn up. Gawaine raised the battle-ax and suddenly lowered it again. He had grown very pale and he trembled violently. The dragon suspected a trick. “What’s the matter?” it asked, with false solicitude.
“I’ve forgotten the magic word,” stammered Gawaine.
“What a pity,” said the dragon. “So that was the secret. It doesn’t seem quite sporting to me, all this magic stuff, you know. Not cricket, as we used to say when I was a little dragon; but after all, that’s a matter of opinion.”
Gawaine was so helpless with terror that the dragon’s confidence rose immeasurably and it could not resist the temptation to show off a bit.
“Could I possibly be of any assistance?” it asked. “What’s the first letter of the magic word?”
“It begins with an ‘r,”’ said Gawaine weakly.
“Let’s see,” mused the dragon, “that doesn’t tell us much, does it? What sort of a word is this? Is it an epithet, do you think?”
Gawaine could do no more than nod.
“Why, of course,” exclaimed the dragon, “reactionary Republican.”
Gawaine shook his head.
“Well, then,” said the dragon, “we’d better get down to business. Will you surrender?”
With the suggestion of a compromise Gawaine mustered up enough courage to speak.
“What will you do if I surrender?” he asked.
“Why, I’ll eat you,” said the dragon.
“And if I don’t surrender?”
“I’ll eat you just the same.”
“Then it doesn’t mean any difference, does it?” moaned Gawaine.
“It does to me,” said the dragon with a smile. “I’d rather you didn’t surrender. You’d taste much better if you didn’t.”
The dragon waited for a long time for Gawaine to ask “Why?” but the boy was too frightened to speak. At last the dragon had to give the explanation without his cue line. “You see,” he said, “if you don’t surrender you’ll taste better because you’ll die game.”
This was an old and ancient trick of the dragon’s. By means of some such quip he was accustomed to paralyze his victims with laughter and then to destroy them. Gawaine was sufficiently paralyzed as it was, but laughter had no part in his helplessness. With the last word of the joke the dragon drew back his head and struck. In that second there flashed into the mind of Gawaine the magic word “Rumplesnitz,” but there was no time to say it. There was time only to strike and, without a word, Gawaine met the onrush of the dragon with a full swing. He put all his back and shoulders into it. The impact was terrific and the head of the dragon flew away almost a hundred yards and landed in a thicket.
Gawaine did not remain frightened very long after the death of the dragon. His mood was one of wonder. He was enormously puzzled. He cut off the ears of the monster almost in a trance. Again and again he thought to himself, “I didn’t say ‘Rumplesnitz’!” He was sure of that and yet there was no question that he had killed the dragon. In fact, he had never killed one so utterly. Never before had he driven a head for anything like the same distance. Twenty-five yards was perhaps his best previous record. All the way back to the knight school he kept rumbling about in his mind seeking an explanation for what had occurred. He went to the Headmaster immediately and after closing the door told him what had happened. “I didn’t say ‘Rumplesnitz,’” he explained with great earnestness.
The Headmaster laughed. “I’m glad you’ve found out,” he said. “It makes you ever so much more of a hero. Don’t you see that? Now you know that it was you who killed all these dragons and not that foolish little word ‘Rumplesnitz.’”
Gawaine frowned. “Then it wasn’t a magic word after all?” he asked.
“Of course not,” said the Headmaster, “you ought to be too old for such foolishness. There isn’t any such thing as a magic word.”
“But you told me it was magic,” protested Gawaine. “You said it was magic and now you say it isn’t.”
“It wasn’t magic in a literal sense,” answered the Headmaster, “but it was much more wonderful than that. The word gave you confidence. It took away your fears. If I hadn’t told you that you might have been killed the very first time. It was your battle-ax did the trick.”
Gawaine surprised the Headmaster by his attitude, He was obviously distressed by the explanation. He interrupted a long philosophic and ethical discourse by the Headmaster with, “If I hadn’t of hit ’em all mighty hard and fast any one of ’em might have crushed me like a, like a—” He fumbled for a word.
“Egg shell,” suggested the Headmaster.
“Like a egg shell,” assented Gawaine, and he said it many times. All through the evening meal people who sat near him heard him muttering, “Like a egg shell, like a egg shell.”
The next day was clear, but Gawaine did not get up at dawn. Indeed, it was almost noon when the Headmaster found him cowering in bed, with the clothes pulled over his head. The principal called the Assistant Professor of Pleasaunce, and together they dragged the boy toward the forest.
“He’ll be all right as soon as he gets a couple more dragons under his belt,” explained the Headmaster.
“The Assistant Professor of Pleasaunce agreed. “It would be a shame to stop such a fine run,” he said. “Why, counting that one yesterday, he’s killed fifty dragons.”
They pushed the boy into a thicket above which hung a meager cloud of steam. It was obviously quite a small dragon. But Gawaine did not come back that night or the next. In fact, he never came back. Some weeks afterward brave spirits from the school explored the thicket, but they could find nothing to remind them of Gawaine except the metal parts of his medals. Even the ribbons had been devoured.
The Headmaster and the Assistant Professor of Pleasaunce agreed that it would be just as well not to tell the school how Gawaine had achieved his record and still less how he came to die. They held that it might have a bad effect on school spirit. Accordingly, Gawaine has lived in the memory of the school as its greatest hero. No visitor succeeds in leaving the building to-day without seeing a great shield which hangs on the wall of the dining hall. Fifty pairs of dragons’ ears are mounted upon the shield and underneath in gilt letters is “Gawaine le Cœur-Hardy,” followed by the simple inscription, “He killed fifty dragons.” The record has never been equaled.



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الالكتروني أحد السمات البارزة لعصرنا-حوار أجراه حسين ...
- من الأدب العالمي الساخر - كل كلب ينبغي أن يحظى بإنسان
- أغنية صباغ الأحذية الصغير - شعر مؤيد طيب
- دعاء ليلة الجمعة للشيخ أبي الأحزان الأعزل
- شاعر قرية بريخان - شعر: بدرخان السندي
- الغرانيق تحلق جنوباً- قصة من الأدب الكندي
- أغنية .. لسيد الحرب
- قصص مختارة من أدب د. ه. لورنس - السمكة الطائرة
- أيها الجدار .. أيها الجدار البليد -شعر
- إفتحي الباب يا أمي
- عن الشاعر الهمام وأخطاء سيده الضرغام
- دعاء.. أو جنة الكردي
- لا خادم للشبكة - شعر
- من أقوال صاحب الجلالة الأعور بين العميان-المجموعة السادسة
- صور ومؤثرات مسيحية في أدب أبي نؤاس
- ثلاث قصائد للشاعر الإيراني سيد علي صالحي
- من أقوال صاحب الجلالة الأعور بين العميان-المجموعة الخامسة
- من الشعر السويدي المعاصر - قصيدتان للشاعرة لينا إكدال
- من الشعر الكوردي المعاصر-كل عام مع العشبِ نورق شعر: حسن سليف ...
- من أقوال صاحب الجلالة الأعور بين العميان-المجموعة الرابعة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - التنين الحادي والخمسون - قصة قصيرة ساخيرة للقاص الأمريكي هيوود براون -مع النص الأصلي