أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إسماعيل حسني - الإخوان وإسرائيل إيد واحدة














المزيد.....

الإخوان وإسرائيل إيد واحدة


إسماعيل حسني

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 23:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


سلام من صبا بردى أرقُ، ودمع لا يكفكف يا دمشقُ، ومعذرة اليراعة والقوافي، جلال الرزء عن وصف يدقُ، وبي مما رمتك به الليالي، جراحات لها في القلب عمقُ، ألست دمشق للإسلام ظئرا، ومرضعة الأبوة لا تعقُ، جزاكم ذو الجلال بني دمشق، وعز الشرق أوله دمشقُ.
هذه أبيات هز بها أمير الشعراء أحمد شوقي وجدان الأمة تنديدا بالعدوان الوحشى الذي شنه المستعمرون الفرنسييون على دمشق عام 1925، واليوم تستدعيها أفئدتنا للتنديد بالقصف الإسرائيلي للمدينة الباسلة، إلا أن الفارق الكبير بين اليوم والبارحة يدمي القلوب، وتفوح منه رائحة الخسة والخيانة.
فالعدوان الفرنسي يومئذ ألهب الشعور القومي وهبت الشعوب العربية لنجدة الشعب السوري المنكوب بكل الوسائل حينها، بينما القصف الإسرائيلي لدمشق اليوم يقع تلبية لدعوة خبيثة تجرأ بها نفرٌ من بني جلدتنا، أعماهم سعيهم للسلطة إلى حد التحالف مع الأعداء لإسقاط أوطانهم وتفتيتها.
لقد قامت إسرائيل بقصف دمشق بعد تمهيد إعلامي وسياسي قام به العملاء من قادة الإسلام السياسي في بلادنا، طالبوا فيه الولايات المتحدة بضرورة التدخل العسكري في سوريا لنجدة المرتزقة من عناصر الجيش الحر بعد الضربات المتلاحقة التي وجهها لهم الجيش النظامي السوري.
ففي خطبة الجمعة بتاريخ 3/5/2013 بمسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، وقف الشيخ الإخواني يوسف القرضاوي ليدنس المنبر، وليضرب أوقح أمثلة العمالة وهو يدعو الولايات المتحدة للتدخل عسكريا في سوريا لنجدة عصابات تنظيمات القاعدة والجهاد أو ما يسمى بالجيش الحر (النصرة)، فاستجابت أمريكا لدعوة الشيخ العميل وأرسلت الطيران الإسرائيلي لقصف أهالينا في دمشق.
وقف الشيخ المتصابي، صريع الغواني الصغيرات، في الدوحة، في أحضان أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط ليثير اشفاقنا وحسرتنا عليه وعلى أتباعه وهو يهذي بما يخالف الشرع والمنطق والضمير مطالبا أمريكا أن تقف "وقفة مع الحق" و "وقفة مع الله !! أي والله طالب أمريكا أن تقف "وقفة مع الله" لإنقاذ المجرمين الذين يحرقون سوريا تنفيذا للمخطط الصهيوأمريكي بتفتيت البلاد العربية لحساب إسرائيل.
وكان الأكثر إيلاما في هذيان الشيخ وهو يقوم بالتمهيد للعدوان الإسرائيلي أنه لم يستحي أن يؤكد لأمريكا أن انتصار الجيش الحر في سوريا لن يشكل تهديدا لإسرائيل بأي شكل من الأشكال.
إن القاعدة الشرعية الأصيلة تقول بدرء المفاسد الكبرى بالمفاسد الصغرى، ولكن الشيخ الداعية الفقيه وأتباعه من تجار الإسلام السياسي لا يعبأون بالمفاسد الكبرى المتمثلة في تخريب سوريا، وتدمير جيشها الذي شارك في حرب أكتوبر، وقتل الآلاف من أبنائها في المعارك، وتشريد الملايين غيرهم في الشوارع ومخيمات اللاجئين، ولا تثير حفيظتهم صور البنات السوريات وهن يبعن بحفنة من الدنانير في هذه المخيمات لأنكحة الدعارة من مسيار ومسفار وعرفي ومتعة، فالأهم عند الشيخ العلامة التقي الزاهد الورع أن يؤدي دوره في مخطط التفتيت الذي ترعاه قطر وتستثمر فيه عائداتها من النفط والغاز.
وعلى الرغم أن كافة مواقع المتأسلمين ومنتدياتهم قد فاضت بالتهليل والتكبير والإنشراح لهذا العدوان، الذي اعتبروه انتصارا وتسليطا من الله لليهود على النظام البعثي الكافر، إلا أن العملاء من أتباع الشيخ في مصر والأردن توزيعا للأدوار، وإخفاء لأثر التواطؤ، سارعوا بإصدار بيانات تشجب العدوان. يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم، لأن الشعوب قد كشفت نواياهم، والتاريخ لا يرحم، والديان حي لا يموت.
لم نختلف يوما حول ضرورة إسقاط النظام البعثي الإستبدادي المتخلف، ولكن حين تكون عصابات الإسلام السياسي المدعومة إسرائيليا هي البديل، يكون الهدف هو إسقاط سوريا وتفتيتها وليس إسقاط النظام، وهو ما نقف دونه حتى الرمق الأخير.



#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإقتصاد الإسلامي في دولة الإخوان
- الحضارة الإسلامية بين الحقيقة والإدعاء
- هل الدين هو المشكلة ؟
- بين وعد بلفور ووعد مرسي
- ربط التصويت بالمؤهل العلمي
- ليلة تقطيع الأصابع
- صفعة على وجه الوطن
- خصوصية الست باكينام
- مرسي يتحدث في غسق الدجى
- حسن البنا الرمز والخطيئة
- جمعة الرحيل
- هل يطفئ مرسي الحريق ؟
- مصر تبحث عن زعيم
- أخونة التعليم تشعل لهيب الثورة
- من ينقذ جبهة الإنقاذ
- دولة المشايخ في مصر
- القضاء المصري في مواجهة الفاشية
- مصر تحت حكم العصابات المسلحة
- الإخوان يسقطون رئيسهم
- الدين والأخلاق (2)


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إسماعيل حسني - الإخوان وإسرائيل إيد واحدة