أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خالد ممدوح العزي - حتى للاطفال مواقف ...!!!















المزيد.....

حتى للاطفال مواقف ...!!!


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 20:42
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



عندما اسافر انا وعائلتي الى روسيا في الشتاء والصيف لقضاء العطل ، اول ما تطلبه زوجتي مني تحديد نوعية الاكل الذي سنتناوله اثناء الاقامة ،اضحك واقول لها كالعادة اكل روسيا بكل رحابة صدر نحن في روسيا في بلاد اهلاك واجدادك لا تريدي الترحب بنا نحن ضيوفك يا عزيزتي بضحكة طويلة ، لاني اصل احب الاكل الروسي الذيتعودة على تناوله طوال فترة الاقامة الطويلة لي في روسيا :"الشوربات المختلفة ، السلطات المتنوعة ، الخضار المجفف والمسلوق ،والحلوة المتنوعة ،الكبيس المتعدد،والكمبود ، بالاضافة الى الطريقة الصيحة في تحضير الاكل ....الخ ...
طبعا بناتي لا يعترضون ابدا على الأكل المحضر من قبل والدتهم لكون زوجتي كما يقال :"ست بيت بكل معنى الكلمة" ، تكون الرحلة دائما دون مشاكل،وخاصة في الأكل الذي يسببه طلب الاولاد المستمروتحديدا في اعمار المراهقة . فالاولاد يحبذون الاكل السريع ،وفي محلات الاكل السريع المنتشرة "السندويش والبرغر" ،لكن بناتي لا يحبون تناول الواجبات السريعة ، ربما هي عادة من عادة الروس الجيدة التي لا تزال تسيطر على الاجيال منذ العهد السوفياتي وحبهم للواجبات البيتية او المطاعم التي تفتح على اساس اخدم نفسك بنفسك والتي تتميز بواجبات طعام بيتي.

ولكن المشكلة في لبنان في تناول الطعام الروسي ، وخاصة عندما تحاول زوجتي الروسية تحضير اطباق روسية لانها تعرف جيدا باني احب هذه الاطباق المميزة ولرغبتها: كست بيت تحاول ان تنويع في الاكل ، لقد كان الصدام مع البنات المعترضات وخاصة بنتي الصغيرة الصدامية التي تجاهر امها علنا وتقول لماذا الاكل روسي في لبنان، نحن عرب ونريد منك ان تحضري لنا اطباق عربية ...والكبيرة ربما ليست صدامية وانما دبلوماسية في التكتيل والحرب واخذ المواقف ،ولكن الموقف واحد، والجبهة مشتعلة ،وانا لم انتبه ابدا لهذا الصدام، باعتباره اشكال عادي يحصل في كل البيوت لان موضع الاكل مشكلة دائما بكل العالم ،ولكن زوجتي تسكت ولا تواجه ولا تثير البلبلة ولكن دموعها تذرف بغزارة الانهار بصمت،بصمت ،بصمت ،منذ مدة ...وخاصة بهذه الايام الصعبة التي ترى موقفي المختلف نحو السياسة الروسية ونظرتهم للمنطقة العربية وكتاباتي الناقدة لهم وتحديدا بعد الثورة السورية ،وانحياز الروس للااخلاقي وللاانساني لدعم نظام الاسد وقتل الابرياء بالسلاح الروسي التي تدعم به موسكو النظام السوري.
البارحة تحديدا انفجرت القصة عندما حاولت زوجتي وضع اطباق روسية على الطاولة للاحتفال بمناسبة عيد العمال ،وهذا العيد اضحى عادة وذكرى جميلة لنا تمارس في بيتي منذ القديم ، وقع الهجوم الصاعق عليها من قبل بناتي بلسان بنتي الصغيرة المتحدث الرسمية عن حزب العروبة ،ذات السان السليط ،ففي اعتراضهما الغير مبرر على نوعية الاطباق المقدمة على الطاولة والتي كانت بمعظمها روسية الصنع والاسم .
تضيقت من تصرفات بناتي وترفاتهما الغير مبررة ،وخاصة من الصغيرة ،لان زوجتي كانت تعمل منذ الصباح وتحاول ان تقدم سفرة مميزة للحضور بهذه المناسبة ،سريعا تكلمت معها كأب بالروسي وسألتها عن هذا الاعتراض الغير مناسب لنا جميعا ولكنها كانت ترد علي بالعربي ، وكنت اتقصد مناقشتها بالروسية كي لا تفهم امها باني انا ادافعهما لهكذا تصرف وانا لا ادافع عن عنها ،لقد ذهلت لاجوبتها وطريقة نقاشها :
ردها كان وباختصار، بعد الحديث الطويل والمطول بالروسي والرد بالعربي على اجبتي المتعمدة :"- انا عربية وهذا ماتعلمته منك لانك تعتز بعروبتك وقوميتك ولكن انت منفتح على كل القوميات والعرقيات ولك اصدقاء من الجميع والدليل على كلامي هو زواجك من امي وانا اعتز بعلاقتكم الجيدة ، ولكني لا احب سياسة روسيا بل احب امي واهلها وروسيا وادبها الكلاسيكي،وثقافتها واسمع اغنيها واشاهد الافلام الروسية القديمة،ولكن انا عربية بكل فخر واعتزاز .
ولكن على امي ان تعترف وتقتنع باننا عرب ويجب ان تحضر لنا اطباق عربية في لبنان ،وعندما نكون في روسيا لا نعترض، وانت لا تلاحظ ابدا انا واختي باننا لا نشتري مآكولات اجنبية عندما نكون مع بعض في نزهة او جولة ولا نشرب المشروبات الغازية المستوردة،ونصر على شراب الجلاب والتمر والتوت واليمون والبرتقال والجلاب ، العصائير العربية والطازجة ، ولا ناكل في مطاعم الاكل السريع ونطلب الفلافل والفول والمشوشة والشارما ،ولماذا نطلب من جدتي بأن ترسل لنا اطباق خاصة من القرية ،عندما نكون في روسيا نكون روس ونأكل الاكل الروسي دون تململ او اي تذمر ،ونحاول ان نتاقلم مع العادات الروسية حبا لامي واحتراما للاقارب الروس".
ولكن نحن هنا عرب، ونريد ان نعيش كعرب .؟
قلت لها من الذي نظمكم في تنظيم العروبة هذا ؟؟؟ انت واختك واصبحتما المدافعات الاوائل عن تنظيم العروبة الجديد ؟؟؟
قالت لي بانك انت الذي تتكلم دوما عن العرب والعروبة والحضارة العربية والتاريخ العربي والقضية الفلسطينية ،وتدافع عنها وتكتب من اجلها نحن نسمع منك ونقراء لك في العربي والروسي ونصغى لك باستمرار دون ان تقول لنا السير بهذا الطريق ...ضحكت وقلت لها ولكن تانيا زوجتي وامكم و هي روسيا ،ولا اريد هذا النفور معها او جرح شعورها بهذه الكلمات ، فكان الجواب منهما هي امنا ونحبها ونحترمها ونعتز بها ولكن لا نحب روسيا ...وقورها ورجال مافياتها ...
سكت وسيطر الصمت على المكان لاستعيد انفاسي من مواقف بناتي ، و بدأت افكر فعليا بمواقفهما المختلف والصريح ، ولكن الصغيرة كانت صيدامية اكثر حتى بناقشها التي رفضت الاجابة عن كل اسئلتي في الحوار سوى بالعربي وامها تسمع والدمع ينهمر من عيناها .... فما كان مني سوى احتضان زوجتي بحنان لكي اثلج صدرها وقلت لها ،ثانيا هؤلاء المناظلات الجدد اللواتي عرفتهن اليوم هم بناتك!!!عذرا منك يازوجتي العزيزة ؟؟؟؟ ضحكت ....و قالت لي اعرف، ولا اشك بذلك ؟؟؟ ولكن انا لست مسؤولة عن مواقف بلادي السياسية ...
ولكن تذكرتك انت في دبلوماسيتك التي تمارسها الكبرى ، وصداميتك الشديدة وعدم تكتيك، منذ ايام الدراسة لك في روسيا وهذا هي مواقفك التي اسعها من بناتك ...المشكلة هي مشكلة تركيب الجنيات البيولوجية لا نستطيع الهروب ،هؤلاء البنات نسختك ليس بالشكل والمنظر وانما بالتصرف والتفكير والكلام والنقاش وعدم التنازل وكل شيء اراه اليوم فيهما اتذكرك انت ....الولد سر ابيه ...
ربما احترم مواقف بناتي لكني اخاف من هذا الصدام واثاره القادم على زوجتي الروسية،اذا لم احسم هذا الصراع ، بالوقت الذي زوجتي الروسية ، لا تتحمل اي شيء،واقدم لها كل الاحترام والمودة ، فان الذي اتخذت الموقف من روسيا وسياستها نحو العرب ...
وربما بناتي قد شاهدوا التلفزيون ونقل الحواث من سوريا وكانوا منفعلين جدا لمايحدث في سوريا من قتل وذبح ودمار وخاصة قتل الاطفال العزل .
بالمناسبة ابنتي الصدامية اسمها "ليسان" وكنت مصر على تسميتها بهذا الاسم العربي الذي ادفع اليوم ثمنا للسانها السليط .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي وباحث مختص بالاعلام السياسي .
Dr_izzi2007@hotmailcom



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكر بالامازيغي، وتكتب بالعربي وتحمل ثقافة فرنسية ، لكن سوري ...
- الكرد والأكراد ، قضية شعب مظلوم: في دول ظلمت حكوماتها الدكتا ...
- موت مدينة : صيدا اللبنانية شطرنج التحرك التصعيدي ...!!!
- اليمن الجديد : التسوية السياسية والحراك الجنبي ...!!!
- العراق صوت الضمير العربي ،النائم في ظل السطوة المذهبية ...!! ...
- ...!!!السوري :هجرة او نزوح الى لبنان ...!!!
- صيدا اللبنانية : ما بين الدين والسياسة ،في ترجمة للمشكلة الس ...
- للترجمة دورا مميزا في التواصل وتعزيز الثقافة بين الشعوب واثر ...
- روسيا البوتينية : حماية أقليات أو تسعير نارها ..!!! (5- 5)
- فلسطين هي القلب النابض للعرب : -في الثورة ،الفكر ،الدم ،الاد ...
- الاعلامية هبة قضامي في حوار مفتوح عن تجربتها الاعلامية الساب ...
- العلاقات اللبنانية -الروسية .....
- عيد المرآة العالمي : والنساء العربيات بعيدات عن حقوقهن المشر ...
- للاعلام التكنولوجي وشبكات التواصل الاجتماعي دورا اساسيا في ح ...
- نسرين المصري وكالة اخبار مستقلة على شبكات التواصل الاجتماعي ...
- روسيا- سوريا : محنة إنسانية وروسيا تساهم بالكارثة الإنسانية ...
- الاعلام السوري مابعد الثورة السورية ...!!!
- مضيق هرمز :ورقة لحماية المصالح القومية ،ام منطقة تجاذب للاعت ...
- العراق الجديد نظرة على الواقع السياسي والاقليمي الحالي ...!! ...
- تاريخ روسيا يختلف في العرض والمضمون ....!!!


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - خالد ممدوح العزي - حتى للاطفال مواقف ...!!!