أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بعض القَساوة















المزيد.....

بعض القَساوة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 12:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الحديثُ يدور عن نتائج إنتخابات مجالس المحافظات ، التي جرتْ في 12 مُحافظة عراقية في 20/4/2013 . وعن تسعة أو عشرة مقاعد ، فازَ بها مُمثلوا الحزب الشيوعي العراقي ، ضمن التحالفات " المدنية " التي دخلوا فيها ، مع عِدة أحزاب وتجمعات مدنية ويسارية . وعلى الرغم من إتفاق الجميع ، ان عدد المقاعد التي حصلَ عليها الشيوعي العراقي ( قليل ) ، إلا ان الجميع أيضاً ، إعتبروا ، أن تلك خطوة مُهمة ونجاحٌ واضح ، إذا أخذنا بنظر الإعتبار ، الحِصار المفروض ، على اليسار عموماً والحزب الشيوعي خصوصاً ، مِن قِبَل احزاب الإسلام السياسي والأحزاب القومية ، الحاكمة والمتنفذة .. إضافةً الى الحرب الشرِسة ، ضد اليسار ، التي يخوضها بصورةٍ غير مُباشرة ، رِجال الدين بِمُختلَف مذاهبهم ، وكذلك شيوخ العشائر .
قلتُ له : هل تعتقد ، ان الحزب الشيوعي الكردستاني ، سوف يحصل على بعض المقاعِد ، إذا جرتْ إنتخابات مجالس المحافظات قبل نهاية هذه السنة ؟
قال : من المعلوم ، ان الحزب الشيوعي الكردستاني ، حصل على مقعدَين في مجلس محافظة أربيل ، ومقعدٍ واحد في دهوك .. في إنتخابات عام 2005 ، حيث كان متحالفاً مع الحزب الديمقراطي والإتحاد الوطني في المحافظتَين .. وليس له أي مقعد في السليمانية ، ولم يكن متحالفاً مع الإتحاد الوطني فيها . علماً ان " مُناوئي " الحزب ، يّدعون ، بأنه لولا ، تَكّرُم الحزب الديمقراطي الكردستاني ، لِما حصلَ الشيوعي الكردستاني ، على أي مقعد ، في المُحافظتَين ! .. في حين أن المُؤيدين للحزب ، يعتقدون انه ، كان يستحق عدداً أكبر من المقاعد في اربيل ودهوك ، وحتى في السليمانية التي له فيها شعبية تقليدية ، كانَ ينبغي ان يحصل على بعض المقاعد .. لكن هيمنة الحزبَين الحاكمَين ، حالتْ دون ذلك ! .
قلتُ : وهل سيشترك الحزب الشيوعي الكردستاني ، في الإنتخابات القادمة ، سواء البرلمانية أو مجالس المحافظات ، مُنفرداً .. أم سيتحالف مع أحزابٍ اُخرى ؟
قال : لم يُحسم الموضوع لحد الآن .. علماً ، ان الرأي الغالب لدى معظم الشيوعيين الكردستانيين كما يبدو، هو النزول للإنتخابات في قائمة لوحدهم .. أو بالتحالف مع قوى اليسار الاخرى ، مثل حزب الكادحين والإشتراكيين وبعض الأحزاب والحركات الاخرى . أو حتى مع أحد الحزبَين الحاكمَين أو كِلاهما .. ولكن بشروط جديدة ! .
قلت : هل تؤيدني ، في ان الحزب الشيوعي الكردستاني " الذي هو نتاج طبيعي للحزب الشيوعي العراقي " ، قد تَحّولَ فعلاً خلال العشرين سنة الماضية ، الى مُجرد [ حزب صغير ] ليسَ له دَورٌ حقيقي يُذكَر ، في الساحة الكردستانية ؟ وإذا كان الجواب : نعم .. فما هي الاسباب برأيك ؟ .
قال : أؤيدك جُزئياً .. إذ ان " تراجع " اليسار عموماً ، في العالم .. برزَ بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي والأنظمة الإشتراكية ، نهاية الثمانينيات .. والحزب الشيوعي الكردستاني ، ولدَ أبان هذه الفترة الصعبة ، المليئة بالإحباطات والنكوص . هذا بالنسبة الى العامل الموضوعي . أما ذاتياً .. فأن " تقليدية " و " تعب " قيادات الشيوعي الكردستاني .. وتعّودهم التدريجي ، على " الراحة " والإسترخاء .. والقبول خطوة بعد اُخرى ، بشروط الحزبَين الحاكمَين المُجحفة .. جعلتْهُم .. يبتعدون عن " الإبداع " وعن " الثورية " الحقيقية ! . وتحّولَ الحزب ، كما يترأى للكثيرين ، من حزبٍ يُفتَرَض ان يكون مُدافعاً عن العمال والفقراء والمعدمين وشغيلة اليد والفكر ، بدرجةٍ أساسية ، الى حزبٍ ، يُدافع عن حقوق وإمتيازات أعضاءهِ ومُنتسبيهِ !! .
قلتُ : أليسَ هذا الكلام ، فيهِ الكثير من القسوة ؟
قال : يا عزيزي .. أين هي " طبقية " الحزب الشيوعي الكردستاني ؟ هل تستطيع ان تدُلني على الفرق بينه وبين الإتحاد الوطني والحزب الديمقراطي وحركة التغيير وحتى الاحزاب الإسلامية .. فيما يخص حقوق العمال والشغيلة والطلبة ؟ فما عدا " الشعارات " التي تتصدر صحافة الحزب او المؤتمرات والكونفرنسات .. فما الذي قام به الحزب الشيوعي ، من اجل الطبقات المسحوقة في الأقليم ؟ هل قاد أو شارك على الاقل ، في تظاهرات او إضرابات ؟ هل قاد أي حركة جماهيرية ، ضد التدخلات التركية والإيرانية السافرة في الأقليم ؟ هل تصّدى بصورةٍ عملية ملموسة ، للدفاع عن حقوق المرأة والوقوف بحزم ضد التجاوزات المختلفة على كرامتها وحريتها وحتى حياتها ؟ هل قاد الحزب بصورةٍ منهجية ، حملات ضد الفساد المستشري ، حملات حقيقية لفضح الفاسدين والمُطالبة بمحاسبتهم بأثرٍ رجعي ؟ ! .
قلت : أنك كما يبدو مُتحامِل أو حاقد ؟!
قال : كلا ياعزيزي .. بالعكس من ذلك تماماً .. بل أعتقد ، ان الشيوعي العراقي ، إستطاع الفوز ببعض المقاعد في الإنتخابات الأخيرة .. بسبب خروج منتسبيهِ من ( المقرات ) وإختلاطهم اليومي ، مع الناس في الشارع ، والشعور بمعاناتهم والتعاطف الحقيقي معهم ، وإبتعادهم عن مفاسد السُلطة في بغداد والمحافظات .
بينما هنا .. فأن الشيوعيين الكردستانيين .. في معظمهم ، أصبحوا مثل " الموظفين " .. يُداومون بضع ساعات داخل المقرات .. ثم يذهبون الى بيوتهم او يقضون الوقت في المقاهي والكازينوهات .. بدون إنتاجٍ فعلي .. بدون إبداع وسائل جديدة للنضال .. تعودوا على الكسل .. راضون بالفُتات المُتساقِط من أحزاب السُلطة . باتوا لا يفكرون بشئٍ أسمه : المُجابَهة ! .. في حين ، ارى انه ، لن يكون هنالك أي تغييرٍ فعلي نحو الاحسن .. بدون مُجابهة . أولاً وقبل كُل شئ : [ مُجابهة الذات ] بشجاعة .. نقد الذات والإعتراف بالأخطاء والمبادرة الى الإصلاح الحقيقي .. وهذه أي مُجابهة الذات ، هي الأصعَب .. ثم بعد ذلك سوف تسهل المُجابهات الأخرى ! .
............................
قال : لا أعتقد ، ان الركون الى " التأريخ المجيد " .. ولا حتى الإكتفاء ب " النزاهة والايادي البيضاء " .. يكفي .. للحصول على أصوات الناخبين والفوز بمقاعد في الإنتخابات .. إذ ينبغي تَبني قضايا الجماهير : الحقوق / العدالة في التوزيع / حُكم القانون / الحُريات / محاربة الفساد . وإشعار تلك الجماهير ، بان هنالكَ [ فرقاً ] واضحاً ، بين الشيوعي الكردستاني وكُل الاطراف الأخرى .
كُل هذه " القساوة " .. وراءها ، حرصٌ على أن يكون " اليسار الكردستاني " فاعلاً ونشطاً وإيجابياً .. على الساحة ، في المرحلة القادمة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعبُ من فعلِ لا شئ
- ملاحظات على نتائج إنتخابات مجالس المحافظات
- العراقيين .. والخيارات الضيقة
- إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- تصعيد خطير في - الحويجة -
- اللعب بالشعوب والأوطان
- سَفرة ربيعية ، للشيوعيين وأصدقاءهم
- - السارقون - في دهوك
- مبروك .. عيد الأربعاء الكبير
- النتيجة .. قبل الإمتحان
- لا صوت ولا رائحة
- هل الناخب العراقي مُجّرَد سَمَكة ؟
- إنتخابات المحافظات / صلاح الدين
- - الفساد الإنتقالي - في العراق
- الوضع العراقي و ( اللواصِق )
- التمدُن والنزاهة ، مُقابل التخلُف والفساد
- - الأجنبي - أحسَن
- ( دالغة ) نفطِية
- يومٌ حزين للصحافة العراقية
- الطلاقُ بالثلاثة


المزيد.....




- سلاف فواخرجي تدفع المشاهدين للترقب في -مال القبان- بـ -أداء ...
- الطيران الإسرائيلي يدمر منزلا في جنوب لبنان (فيديو + صور)
- رئيس الموساد غادر الدوحة ومعه أسماء الرهائن الـ50 الذين ينتظ ...
- مجلس الأمن السيبراني الإماراتي يحذّر من تقنيات -التزييف العم ...
- -متلازمة هافانا- تزداد غموضا بعد فحص أدمغة المصابين بها
- ناشط إفريقي يحرق جواز سفره الفرنسي (فيديو)
- -أجيد طهي البورش أيضا-... سيمونيان تسخر من تقرير لـ-انديبندت ...
- صورة جديدة لـ -مذنب الشيطان- قبل ظهوره في سماء الليل هذا الش ...
- السيسي يهنئ بوتين بفوزه في الانتخابات الرئاسية
- الفريق أول البحري ألكسندر مويسييف يتولى رسميا منصب قائد القو ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - بعض القَساوة