أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الديانات والعلمانية














المزيد.....

الديانات والعلمانية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأت المسيحية دعوة لتجديد قيم التعايش بين الناس,و شد وثاق التآخي,لم يكن مشروعها بناء الدولة أو التفكير في سياسة تفرضها على الدولة,فصارعت الوثنية,و واجهت اليهود الرافضين لرسالة المسيح دفاعا عن الديانة التي أتى بها موسى,و غدوا في نظر أنفسهم أصحابها و حماتها,و خصوا أحبارهم الرافضين للتسامح المسيحي و المساواة بين البشر,كما أنهم كانوا يعرضون رفض العقوبات على الم-نبين و الخطائيين و عدم ترك أمرهم لله ليجزيهم بما فعلوا,لكن مع اتساع المسيحية,و كثرة أتباعها,اهتدت الدولة الرومانية إلى تبنيها و اعتبار نفسها دولة مسيحية,و كانت هذه التجربة السياسية و ليدة قراءة لتاريخ الدول القديمة,بما فيها الدولة الفرعونية و حتى الفارسية,بحيث أن كل حكم يحتاج لمشروعية,كلما كانت مقدسة,ضمن الحكم استمراريته و قدرته على تجديد سلطته و مد نفوذه باسم نشر الحق و الحقيقة,فلماذا تحققت العلمانية في الدول الغربية وريثة الرومان,و فشلت هذه التجربة في دول الشرق و منها الدولة الإسلامية؟؟؟؟؟
1 المسيحية و الدولة
لم تنشئ المسيحية الدولة كما ذكر سابقا,و في خضم الصراعات التي عاشتها الدولة الرومانية,استغلت الفكر المسيحي لتبرير هجوماتها على الغير,و إعطاء حروبها قداسة,لتبدي أنها تحارب باسمه,و تقتل بسيفه,غير أن السياسة طغت على الدولة,و عاشت صراعات مريرة ضد الرهبان الذين صاروا فيما بعد هم الحكام الفعليون,و كان الوعي بحضور الديني و تحويله للحكام إلى مستبدين,مشرعين و منفذين,لما يختاره رجالات الدين,تجاه المجتمع و حتى باقي الدول المجاورة و البعيدة,بل حتى التي تتبنى المسيحية,و هنا ظهرت فئات و تجمعات اقتصادية و نخب ثقافية اصطدمت مبكرا بدينية الدولة المسيحية الرومانية,بل و مجمل الدول الأروبية قبل الثورة الفرنسية و النهضة الثقافية,التي مهدت للتحولات السياسية التي عرفتها أروبا,مما حتم إعادة النظر في النظم السياسية,و البحث عن بديل مناهض للتجربة التيوقراطية,التي كانت الحضارات العتيقة,و التي عاشت مغلقة في الشرق,مما حدا بأرسطو إلى اعتبار الإستبدادا ملائما لطبيعتها,و ما كان لليونان تصور احتكام الرومان لآليات الديانة المسيحية,كصيغة مناقضة لمجرى التاريخ العقلاني كما اعتقده رجالات الغرب الأروبي منذ اليونان,هكذا استطاع الفكر الأروبي,فرض رهاناته الجديدة على الكنيسة,بأن تتجنب الممارسات السياسية,و تترك مجال الدولة بعيدا عن رجالاتها و أساقفتها,مما سمح للديانة المسيحية بمراجعة ممارساتها التاريخية في ضوء التحولات التي عاشتها أروبا,و هو ما عرف بالإصلاح الديني,كتأويل للمقدس ليصير في خدمة الإنسان روحيا,بدل أن يعتبر الإنسان خادما له و خاضعا في أمور دنياه و آخرته له,بوساطات بشرية استغلت الدين لتحقيق سلط موازية,سرعان ما تحولت إلى سلط فعلية,كلفت كثيرا من الجهد و الأرواح,دون نسيان أن هناك رهبانا و علماء,ساهموا بمجهودات تاريخية,للحد من سطوة الديني و الكنسي على السياسي.
2الدعوة و الدولة في الإسلام
بدأ الإسلام روحيا,لكنه كان مضمرا لغاية الدولة,بفعل عدم وجوده في ظل دولة قائمة,فمكة لم تكن خاضعة بشكل مباشر لدولة مؤسسة سياسيا,بحكم وجود نظام قبلي,له أعرافه,التي اندمجت مع العبادة الوثنية,المختلفة هي الأخرى عما عرف بتعدد الديانات اليونانية مثلا,بل كان الإنسان العربي,يقر بوجود الله,و يعيش داخله اليهود و النصارى,كموحدين,رغم قول المسيحية بألوهية المسيح,و قول اليهودية بأبوة الله لعزير,غير أن الإسلام بالمدينة لم يخض في صراعات ضد أهل الكتاب,بل اكتفى بوضع أسس الدعوة,أي التوحيد و الحث على مساواة البشر لبعضهم,و لم تتبلور الرؤية السياسية للإسلام إلا بعد الهجرة إلى المدينة,هناك دخل في جدالات دينية مع أهل الكتاب,مستبعدا أي حوارات سياسية,بحكم عدم إلمام العرب بما هو سياسي مقارنة باليهود و النصارى,و هنا بدأت التصنيفا السياسية للأعداء و الخصوم,فقد كان المسيحيون أقرب إلى المسلمين,امتنانا لما قام به ملك الحبشة تجاه المسلمين الفارين من سطوة سادة قريش,الذين أرادوا تحريض ملك الحبشة عليهم,فرفض رغم هداياهم,أما اليهود,فقد كانت جدالاتهم للمسلمين مؤججة للغضب,بما أثاروه من إشكالات حول النبوة,و الله,رغم اعتراف الإسلام بعلمهم,و سبقهم,غير أنهم لم يستصيغوا ظهور نبي من خارجهم,وهنا يبدو أن النبي عليه الصلاة و السلام,أدرك قوة الخصومة و خطرها على المسلمين بعده,و لذلك حسب المصادر الشيعية,فإن النبي عقد البيعة لعلي,فيما عرف بغدير خم,لكن بعد الوفاة,اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة,فلحق بهم المهاجرون,و في خضم النقاشات عقدت البيعةاتفاقا لتظل في قريش,فسمي أبو بكر خليفة للمسلمين بدعم من عمر و عائشة زوجة النبي,مما ولد رفضا من طرف شيعة علي إبن أبي طالب,حكيم بني هاشم رضي الله عنه,فقد كان في نظر الكثير من الصحابة أجدر الناس بها,و أدرى بخطط اليهود و الأقدر على مجادلتهم و تسفيه خططهم,و باختصار فإن السلطة السياسية في صيغة الخلافة,اعتبرت ثابتا دينيا في الفكر الشيعي,فالمسلم ملزم بالإنتصار للإمام,و تصديق ما لمح إليه,فالخلافة لا تصح إلا بوصية مكتوبة أو مشهود لمستحقها,و من ينكث العهد لا يصح إيمانه,غير أن الصحابة و في مقدمتهم أبو بكر و عمر,أتوا ما عرف بحديث أحادي,رووه عن النبي,قيل فيه لا تجتمع النبوة و الخلافة في بيت واحد,و أضاف لها في خطبة تسلم الخلافة,قوله ,أيها الناس وليت عليكم و لست بخيركم,فمن كان يعبد محمدا,فمحمد قد مات,و من كان يعبد الله,فالله حي لا يموت,هنا تبدو صعوبة التمييز في الإسلام بين الديني و السياسي,رغم أن المسلمين فعلوا التمييز بدون إعلانه .
خلاصات
من الصعب خلق تشابه بين تاريخ الأديان,بغية تسطير مسار واحد لها,حتى إن تقاربت مبادئها,و من غير المجدي استنساخ إصلاح ديني,أو استيراده من ديانة أخرى ,لإصلاح محتوى ديانة مغايرة أو حتى مشابهة,بدون الإحاطة بمختلف الإجتهادات التي تعرفها الديانة الواحدة,و رصد إمكانات التطوير من داخل النسق نفسه,ما دامت المجتمعات العربية عاجزة على فرض التحديث الثقافي مجتمعيا.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرد المعاصر المغربي
- الحكومة المغربية
- الثقافة عربيا
- النفحة الروحية في الزجل المغربي المعاصر
- صورة الشيء و جمالياته الشعرية
- المرأة و السياسة
- الحكومة المعارضة
- السرد و النقد في المغرب
- الهوية و العولمة
- القضاء و العدالة في المغرب
- الكاتب و الثقافة في المغرب
- الإغتيالات في الإسلام
- قوة الإسلام السياسي
- الأخوة الإسلامية و الوطنية
- تجارب حكومية مغربية
- هفوات اليسار المغربي
- الخيال و الصورة
- لاهوت التكفير و لاهوت التدبير
- الفكر الديني والفقه الإسلامي
- التربية و التعليم في المغرب


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الديانات والعلمانية