أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مفيد بدر عبدالله - في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد














المزيد.....

في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد


مفيد بدر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن ندخل انا وبعض اصدقائي معرض الزهور المقام على حدائق القصور الرئاسية ، ضحكوا كثيرا مشككين ، ساخرين ، بصدق عباراتي ولم ينتظروني حتى أكملها ليعرفوا انها صادقة لا تقبل اللبس ، وقد تكون صياغتي للعبارات هي من شككتهم بصحتها، فكان غريبا بعض الشيء وانا اتحدث عن حقبة ما قبل عام 2003 حيث قلت : "كنت ادخل هذا المكان ( القصور الرئاسية) بشكل يومي تقريبا " فانفجروا ضاحكين ، لم اابه بهم واسترسلت قائلا " انا من المساهمين بأنشاء هذه القصور " فقاطعني احدهم ساخرا " لم اكن ادري بانك من المقربين لراس السلطة ان ذاك ، وانك تملك اموالا ضخمة تمكنك من ان تساهم في بناءها " ، التمست له العذر ، ولكنه سرعان ما ندم هو والاخرون على تسرعهم في التشكيك بصدقي وانقلب ضحكهم الى صمت واصغاء حينما قلت : " كنت ادخلها بصفتي احد عمال البناء لأتمكن من توفير مصاريف دراستي بالكلية وثمن علاج امي المريضة ان ذاك ، والا فلم اكن اجرأ على الاقتراب من السياج الخارجي لمسافة تقل عن الكيلو متر .
تجولنا في المعرض ، استمتع اصدقائي وبقية الزائرين ، الا انا ، فكل ما في المكان كان يشدني لا اراديا لتلك الحقبة العصيبة من حياتي ، فالهوة كبيرة جدا بين ما كنت اشاهده في عملي من رصف وتغليف بالمرمر وما يرسمه النقاشون من نقوش المغربية وغيرها ،وتغليف لبعض السقوف بأنواع الخشب الفاخر المستورد ، وبين ما اشاهده عند عودتي المنزل من قحط وعوز يضطرنا احياننا لبيع بعض اثاثنا المنزلي لسد جوع اطفالنا او لعلاج مرضانا ، ولكن ثمة أشياء جميلة لازالت في مخيلتي نفتقدها هذه الايام ، كنا نتقاسم نحن العاملون رغيف الخبز بألفة ومحبة ، وكان اخوتنا الكرد البارعين في رصف الحجر يرضون بنفس الاجر الزهيد الذي نتقاضاه ، ولا اضن بان مزاجهم بصيرورته الحالية يسمح بتكرار مثل هذا ، فاليوم وعلى الرغم من ان مدنهم هي الاجمل ، الا انهم اكثر من يعترض على الميزانية ويطالب بالمزيد ، ولم يفعل مثل هذا البصريون على الرغم من ان اكثر من 80 بالمئة من ايرادات العراق من مدينتهم .
العمل كان مرهقا ونضطر نحن الطلبة للبقاء لساعات متأخرة من الليل ( شفت مسائي ) ، كان يواسي بعضنا بعضا بعبارة " اصبروا انها ظروف استثنائية وان شاء الله تمر" ، وانا اليوم رغم مرور عقدين من الزمان اتساءل ، اذا كان الحصار ظروفا استثنائية ، ومن قبلة الحرب ظروفا استثنائية ، واليوم نسمع من المسؤولين في تبريراتهم للخروقات الامنية الارهابية والتي يذهب ضحيتها مئات العراقيين بانها ظروف استثنائية ، ولم تنته على مدى عشرة اعوام ، فهذا يعني باني عشت اربعين عاما كلها استثنائية ، وقد اموت واورث لأبنائي ( التركة الخبيثة ) والمسماة الظروف الاستثنائية .
عدت بذاكرتي ، لأرض الواقع وتطلعت لأصدقائي وهم مسرورين ، فضحك قليلا ، وقلت في نفسي " انا في العراق ، بلد الصدارة الاول في الموت اليومي ، ولست في بوسطن الامريكية التي قامت الدنيا ولم تقعد لوفاة ثلاثة من الابرياء في حادثة المارثون ، التي سبقها بيومين انفجار عشرين سيارة في بغداد .
خالص التعازي مني لذوي ضحايا بوسطن ، فهم ابرياء ، وما دمت انا في معرض الزهور ، اهدي لروح كل منهم زهرة من المعرض ، ومعذرة لشهداء العراق ، فلن تكفيهم زهور المعرض بأكمله ،لذلك سأقرأ سورة الفاتحة واهديها لأرواح الملايين الذين ارتوت ارض العراق من دمائهم الزكية .



#مفيد_بدر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزه وصلت البرلمان
- مقتنيات الحاج خنياب تدخل موسوعة جينيس
- لن تعود لزوجها الا بقرار سياسي
- اوباما للبيع
- حريق نهر
- مهندسا في الصباح حمّالا في المساء
- رجل بحاجة لحرب عالمية ثالثة
- هم ليسوا اغبياء
- مد ايدك للسمه اكرب
- لن اصفق لافتتاح المجسرات
- دولة سيد فرج
- ترحموا على جدي والنخيل
- ما تعلمت من القطة
- كفى تجاهلا للسياب
- ثلاثون مليون محلل سياسي
- جاسمية وهيلري كلنتن


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مفيد بدر عبدالله - في معرض الزهور ذكرى لبوسطن وبغداد