أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - إنطباعات عن الفلم الكردي (نصف قمر )















المزيد.....

إنطباعات عن الفلم الكردي (نصف قمر )


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 19:53
المحور: الادب والفن
    


نصف قمر (مانيفستو السينما الكردية .. )
إنطباعات حول الفلم الكردي (نصف قمر..)
سلام كاظم فرج...
من اجلك يامامو غيرت إسمي الى كاكو..)... جملة يرددها سائق الشاحنة وهو يعقد العزم على الانطلاق بوفد من مجموعة من العازفين بقيادة الموسيقار مامو من كردستان إيران الى كردستان العراق ..
في مجموعة من المؤثرات الرمزية في هذا الفلم ثمة ايحاءات متكررة تغطي المساحة الزمنية التي تتجاوز الساعة ونصف الساعة هي مدة الفلم.. وبضع ليال ونهار هي المدة الفعلية للأحداث وتشتمل ايضا على أزمان تسبق الحدث يمكن ان نسميها( ما قبل القص) تتناثر الإشارات اليها من خلال السيناريو والحوار.
. لكننا نستطيع ان نركز على ثلاثة مؤثرات رمزية تشكل ثيمة الفلم.. هي1 نضال شعب كردستان في كل من ايران وتركيا والعراق وتضحياته ومعاناته,2, دولة وعلم كردستان الكبرى ,,3, إنسانية النضال وإنسانية الحلم ..
هذه المؤثرات والترميزات غمرت الفلم الذي احتوى على قصة رائعة بإخراج عالي القيمة لمخرج عبقري هو المخرج الكردي بهمان قوبادي, وبموسيقى تصويرية وأغان شجية ومؤثرة للموسيقار العالمي علي حسين زاده ,, وإذا أضفنا الى ذلك أداء الممثلين الرئيسيين والثانويين نكون امام تحفة فنية .. مقنعة , رومانسية ممزوجة بواقعية اجتماعية . تتيح لنا ان نسميها ( الرومانسية الواقعية ..)
ثمة شخوص واقعيين وشخوص رمزيين.. الشخوص الرمزيين تنتج حركتهم تداعيات ذهنية وبعناية شعرية لافتة للبحث عن محتوى رمزيتها.. ولقد وجدت في المغنية الرئيسة رمزا لأمة الكرد.. جمال منقطع النظير.. صوت شجي .. رقة.. إنسانية.. تنازع الامل واليأس في داخلها. امل كبير ويأس مرير. وهي (مريضة بوعكة تجعل من صوتها اكثر رقة وشجنا). إضطرار النوم فيما يشبه التابوت لساعات خوفا من بطش السلطات الحاكمة.. حيث الغناء حرام والكلام بلغة الكرد حرام.. والانثى عورة.. والانثى ممنوعة من الغناء والسفر وإن الى بقعة من ارض الاجداد كردستان (العراق..)..
وثمة تداعيات ذهنية تربط بين منتصف الشهر وبين حدوث كارثة في ليلة الرابع عشر منه في نبوءة لزاهد يسكن الجبل يحذر القائد مامو ويطلب منه تأجيل السفر من كردستان ايران الى كردستان العراق.. لكن مامو انتظر عشرات العقود وهو يتهيأ لهذه اللحظة.. لحظة إقامة حفل موسيقي تغني فيه كردستان اغنيتها المكتومة العذبة الشجية في ارض تحررت توا من نير الطاغوت .. يضع النبوءة خلف ظهره ويمضي في طريقه مع ابنائه.. مجموعة الموسيقيين الذين حصل لهم على تصريح بالسفر والمغنية التي لم يصرح لها بالسفر..
تحصل مجموعة من الاحداث والتداعيات تجعل النبوءة تتحقق. فالمساعد تأكله الذئاب . ( وكم اكلت الذئاب من قادة الشعب الكردي وناسه فعلا وترميزا..؟!).. وكم ضيعت على الكرد الفرص في تحقيق حلمهم البسيط. ان تكون لهم دولتهم الحرة المستقلة ؟) لكن دون ذلك اهوال وصعوبات وتضحيات جسيمة لخصتها ثيمة الفلم الذي بدأ بداية عبقرية في تصوير مقهى لصراع الديكة يتراهن فيها المتراهنون والثمن موت احد الديكة. وفي اشارة عبقرية يقول سائق الشاحنة التي اقلت فريق الموسيقيين وهو يجيب عن سبب اصطحابه ديكا صغيرا في رحلة طويلة. هو أعز من اولادي.. وهو يتيم قتل ابواه.. وهو ينتظر ليكبر ويأخذ بالثأر..
لانملك الا ان نثمن بإعجاب عبقرية المخرج وهو يعطي لكل حادثة ترميزاتها وتشفيراتها ولكل شخص ولكل حركة.. وحتى الخاتمة حيث الموت والتابوت والجو البالغ الصعوبة وفي أعلى درجات القنوط .. ثمة حراك ومثابرة ممن تبقى من الشخوص صوب تحقيق الهدف الذي بدأه مامو.. وثمة شعور لدى المشاهد ان الاحتفالية ستقام وسيحضرها اكثر من الف وخمسمائة انسان وستكون هناك فضائيات تسجل الحدث .. الذي انتظرته الامة مئات السنين.. والذي يتلخص باغنية تشدوها حسناء مناضلة وموسيقى شجية. وعلم يرفرف وهو العلم الذي انشغل بنسجه مامو عشرات السنين والمتكون من اربعة قطع منفردة ومتباعدة ,تلعب بها الريح. وثمة إيحاء ان هذه الاعلام توشك ان تكون قطعة واحدة وإن بعد حين.. لتخلد مامو الذي مات في نهاية الطريق والمغنية الاولى التي ماتت وبعثت بغيرها .. وتخلد كل من وضع لمسة في سفر طويل وصعب اسمه حلم الكرد في ان يكونوا احرارا ..
ثمة ترميز بارع في التصوير ايضا حيث المستويات المتقاطعة للجبال والسهول وحيث الثلج يكون في اعلى مستوياته كلما اقتربت الشاحنة من ارض كردستان تركيا والعراق. حيث يجعل ذهن المشاهد يشعر بالوحشة كلما ازدادت كثافة الثلج والظلمة.. لكن ..ثمة إيحاء ان الشمس ستأتي بل ان الشمس ستكون مطلوبة حتى للمشاهد..
هل بقي شيء لم اقله عن هذا الفلم؟؟؟ نعم..
1. من الاشارات اللافتة ان الموسيقيين هم هواة وناس بسطاء ولهم مهن بسيطة وهم اما قرويون او شبه قرويين.. لكنهم يعرفون اسماء كبار الفنانين التشكيليين, فان كوخ.. بيكاسو, رينوار,, والموسيقيون وهدفهم وحلمهم بالاحتفال هم كل شعب كردستان .. واحتفالهم بامسية موسيقية يحمل معاني الاحتفال بتتويج النضال بشيء مفرح..
2 .مامو بطل الفلم الشيخ المسن.. يظهر تارة وهو ينام في القبر منتظر موته يائسا . وتارة يرنو الى تابوت تسحبه حسناء هو حاضره وماضيه ومستقبله... لكنه يفتأ ينسج في راية من عدة خيوط تلعب بها الريح . وهو في نفس الوقت يستعمل الانترنيت ويتابع كل اخبار العالم وينشط في تجميع فرقته .. وهو الاب الروحي للمغنية ذات الحنجرة الشجية. ويبذل الجهد والمال من اجل تحقيق سفرته التاريخية ..
3 .من الاشياء المؤثرة الرائعة ان جثمان صديق مامو وهو في القبر وعلى وشك مواراة التراب عليه يتحرك عند سماع الصوت الشجي. في إشارة الى تركز الحلم المتماهي مع الفن والموسيقى والجمال... الحلم الذي هو الحياة والمستقبل والصوت الجميل..
4 .. ثمة سيدة عجوز يلتقي بها مامو وفرقته في قرية سوراب حيث لم يجدوا غيرها ساكنا. يسألها مامو. اين الناس..؟؟ فتجيبه: في المقابر !! ورغم اننا نعرف فيما بعد ان القوم ذاهبون في مهمة دفن رجل من قريتهم هو صديق مامو. الا ان التشفير لا يخفى على المشاهد الواعي عن هول ما قدمه الشعب الكردي من ضحايا..
5 .. في لقطة بارعة وذكية يهمس مامو في إذن ابنته المعلمة والمريضة ان الاولاد والبنات الصغار الذين تدرسهم هم اهم حتى من السفرة ونصحها ان تمنحهم العلم لا الخرافة حين اخبرهها ان شؤم الرقم 13 او 14 انما خرافة..
6 .. القبلة التي تبادلها سائق الشاحنة مع زوجته بحركة توحي بممارسة العشق وبرقصة تشبه رقص الباليه كانت مؤثرة وعالية الفنية والترميز. .. فقد كانت غاضبة منه قبل قليل. لكن الفن والحب انتصرا في النهاية وبسرعة فبادلته الرقصة وقربت ساقيها من ساقيه.. بعدما عرفت انه ذاهب في سفرة طويلة ونبيلة..
7.. نصف قمر فلم عالي القيمة راق... في قصته وإخراجه وموسيقاه وتمثيله.. السيناريو والحوار حملا تكثيفا خاليا من أي حشو. حتى الممثلين الاطفال كانوا بمستوى ما اراد لهم المخرج...
8... وثمة ملاحظة اتمنى ان لا تكون صحيحة. فقد بقيت حائرا هل انا واهم وعلى ضلالة ام ان تشخيصي صحيح.. لقد اكتشفت ان رامي امام نجل الفنان عادل امام قد سطا على ثلثي ثيمة الفلم في مسلسله فرقة ناجي عطا الله الذي قام ببطولتها والده الممثل الشهير.. حتى ترميز التابوت الذي رقدت فيه الفلسطينية نضال كان متماهيا مع شبه التابوت الذي رقدت فيه المغنية. ونقاط التفتيش. والتنقل بين الحدود.. البعد القومي في ثيمة السيناريو.. شيء مؤلم ان تقتبس الفكرة ولا يشار الى مصدر الاقتباس.. رغم اعجابي العالي وانحيازي لفن عادل امام... لكني وجدت ان ثلثي مسلسله مأخوذ من هذا الفلم العالي القيمة.
اتمنى اني لست مصيبا في هذه الملاحظة الأخيرة !!



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الوردة ثانية وثالثة ورابعة (قصيدة نثر..)
- وجهي القديم , قصائد نثر
- قراءة في مجموعة قصصية
- إقتياد الحروف الى المعنى
- وعن حلبجة تحدثنا
- قصيدة نثر, لانثر شعري
- إشكالية مستحقات شركات التنقيب عن النفط في كردستان العراق
- أسوأ من غريب كامو
- مابين ( استير وجبير) خاصمتني القصيدة.....(مقاصة..)
- انا وجريدة التآخي ( ذاكرة صحفية)
- بلا ورد.. بلا أزهار
- فوضى السرد الخلاق
- الكاشيرة
- قراءة انطباعية في مجموعة انمار رحمة الله القصصية ( عودة الكو ...
- قراءةإنطباعية في مجموعة فاطمة الفلاحي الشعرية....رسائل شوق.. ...
- قصص ليست بقصص لكنها قصيرة جدا
- نداء الى المثقفين العراقيين ..
- مدان في مدن وعقدة الشعور بالاضطهاد
- الامام علي وفائض القيمة
- ذريني الوك صمتي...


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - إنطباعات عن الفلم الكردي (نصف قمر )