أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى ملو - منذ متى أصبح التعريبي يهتم بقضايا الشعب المغربي؟














المزيد.....

منذ متى أصبح التعريبي يهتم بقضايا الشعب المغربي؟


مصطفى ملو

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 18:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قيل لأحد النشطاء الأمازيغ "ما ردك على من يقول إن الحركة الأمازيغية لا تدافع عن الخبز-في إشارة من السائل إلى الحقوق المادية و الاقتصادية-فأجاب:أقول له إذا كنت أنت تدافع عن الخبز,فنحن ندافع عن الأرض التي تنبت ذلك الخبز".
انبرى أحد فلاسفة التعريب المعروف بعدائه لكل ما هو أمازيغي,انبرى منذ مدة ليست بالطويلة في أحد المواقع الأكثر شوفينية بالمغرب محاولا كعادته تضليل القراء,إذ لا هم له سوى ممارسة الكذب نهارا جهارا مصرحا تارة مضمنا أخرى,ناهجا في هذه المرة طريقة جديدة قديمة,حيث نصب نفسه المدافع عن الحقوق والقضايا الأكثر أهمية بالنسبة للمغاربة و التي لخصها في التغذية و السكن و النقل.
بما أن من صفات التعريبيي الجبن و غياب المروءة و القدرة على المحاججة فقد لجأ فيلسوف التضليليين إلى أسلوب المراوغة و التضمين متهما الحركة الأمازيغية بأنها تفرق المغاربة حول قضاياهم الرئيسية التي سلف ذكرها.فلنحاول إذا أن نتعرف من المدافع الحقيقي عن القضايا الملحة للمغاربة و من يفرقهم و يلهيهم عنها؟
إن تتبع مسار الحركة الأمازيغية منذ نشأتها يكشف بالواضح أنها حركة وقفت و مازالت تقف إلى جانب نضالات الشعب المغربي من أجل حقوقه ليس الثقافية فقط و إنما الاجتماعية و الاقتصادية كذلك,بل لقد كان لها السبق في فتح مجموعة من الملفات الشائكة و ذات الأولوية,كملف نهب أراضي السكان و خيرات مناطقهم و استثمارها في مناطق أخرى,كما كان لها السبق في تفجير ملف ضحايا قوارب الموت الذين يدفعون حياتهم ثمنا لسرقة المال العام و انتشار البطالة,أيام كانت الحكومات تنفي تماما وجود شيء اسمه"قوارب الموت",إلى جانب تأكيدها على ضرورة التوقف عن معاملة المناطق المهمشة بمنطق"المغرب غير النافع"...
وفي يومنا الراهن نلاحظ بأن أغلب الانتفاضات الشعبية المتفجرة في الكثير من القرى و البوادي و المطالبة برفع التهميش و الإقصاء و بالحق في تنمية حقيقية إنما تنظم من طرف شباب الحركة الأمازيغية,في الوقت الذي يسارع فيه التعريبيون إلى تنظيم مسيرات مليونية تسخر لها كل الإمكانيات من جهات رسمية و غير رسمية للدفاع عن قضايا لا تهم الشعب المغربي في شيء,هدفها صرفه عن قضاياه الحقيقية,فمن يا ترى يحاول إلهاء الشعب المغربي عن قضاياه؟ومن يجمع ملايير الدراهم من أموال الشعب ليرسلها إلى مناطق بعيدة جدا,متجاهلا أبناء و طنه ممن يموتون جوعا و بردا و يأسا و بطالة؟
إن التعريبي لو سئل عن شوارع غزة و أزقتها فالأكيد أنه سيجيب بسرعة,ولو سألته عن القرى التي تعاني الأمرين في المغرب,فالأكيد أنه جاهل عنها أبسط الأشياء,أما نحن أبناء هذا الوطن,الغيورين عليه,والمدافعين عن كدحه وبؤسائه,فنقول بكل تواضع و ليس افتخارا أن لنا الشرف و السبق في تحمل المشاق,والدفع من جيوبنا لنقل معاناة مواطنينا و مشاطرتهم همومهم في أقصى المناطق الجبلية و الصحراوية و الحدودية و لا ننتظر من أحد ثناء و لا تشجيعا و لا جزاء و لا شكورا,أما التعريبي فأغلب الظن أنه لم يحضر ولن يحضر مسيرة من أجل قضايا الشعب المغربي ولو مرت بباب بيته,فأنى له أن يتنقل بين الجبال و الصحاري لاكتشاف هموم الشعب,لأنه مشرقي الهوى و الغرام,مغرم بالشرق و مقدم لقضاياه و مفضل لأطفاله على أطفال و طنه وهمومهم.باختصار إنه يعيش هنا جسدا و العقل و الروح و القلب عند أسياده هناك.
إن التعريبي المضلل يحاول أن يصور للناس الحركة الأمازيغية على أنها حركة مدافعة عن اللغة فقط أو عن الهوية فقط,في حين هو أول من يعلم أن القضية الأمازيغية كل لا يتجزأ,يتداخل فيها ما هو تاريخي,هوياتي,ثقافي,اجتماعي,اقتصادي(للمزيد في هذا الشأن أنظر مقالا لنا بعنوان:الحركة الأمازيغية لمن لا يعرفها).فكيف للتعريبي الذي يحتقر ثقافة الشعب و لغة كدحه و مسحوقيه,كيف له أن يدافع عن حقوقهم و عن خبزهم؟
الأنكى أنه يضلل القراء,مقدما لهم الحركة الأمازيغية على أنها حركة ضد مطالب الشعب المغربي,وذلك حين يتهمها بالسعي لتفريق المغاربة عن همومهم الحقيقية حسب زعمه,وإن لم تكن له الجرأة لقولها صراحة و لكنا لكثرة تتبعنا لخرافاتهم فنحن نفهم ما يرمي إليها من وراء كل كلمة يتفوه بها,وهنا لا ننتظر منه أن يجيب عن سؤال:من حاول و يحاول فعلا تفرقة المغاربة بإنشاء كيانات وهمية على أرضنا,هل الحركة الأمازيغية أم التعريبيون البعثيون و أساتذتهم في الشرق؟

إن فيلسوف التعريبيين هذا,يذكرنا كثيرا بالمرحوم عابد الجابري,الذي اعتبر ذات مرة في إحدى حواراته أن ما ينقص الأمازيغ في الجبال ليس هو الأمازيغية و لكن يخصهم الشغل و التطبيب...الأكيد أن الجابري لم تطأ قدمه يوما هذه المناطق ليسأل عن حاجياتها,كما أنه لم يسأل نفسه:إذا لم تكن الأمازيغية هي ما ينقص هؤلاء فهل ما يعوزهم هو التعريب باعتباره من أكبر المدافعين عنه؟
إن فيلسوف التعريبيين هذا لمتناقض مع نفسه,حين يعتبر أن موضوع الهوية و اللغة موضوع هامشي,وأن الخبز و السكن أولى من هذا كله,والدليل على تناقضه أن كل مقالاته لم تكن حول الخبز و التغذية و السكن,بل كانت ومازالت تحوم و تكرر نفس الأسطوانة المشروخة,بمحاولة إثبات الهوية العربية للمغاربة,وقدسية اللغة العربية و أمته العربية في مقابل اعتبار الأمازيغية مسخا و "نقد تماسيخت",وإذا قال العكس فنحن نتحداه و أمثاله أن يأتينا بمقال إخباري له أو تقرير أو تغطية صحفية قام بها ينقل فيها معاناة الأهالي و تظلماتهم و "مطالبهم الخبزية",وفي المقابل نتحداه أن نأتيه بعشرات "التغطيات" و عشرات المقالات و التقارير التي تتثبت أننا-فعلا-إلى جانب هذا الشعب في معاناته و أننا خير ناقلين لهمومه نقاسمه جوعه,مرضه و برده,أحزانه و جراحه,و لو كان في أقصى المناطق.
الخلاصة أن التعريبي لم و لن يدافع عن هموم و قضايا هذا الشعب,لأنه إنسان مستلب,محتقر لذاته و لمواطنيه,فكيف لمن يحتقر ذاته أن يدافع عن نفسه فما بالك أن يدافع عن الآخرين؟



#مصطفى_ملو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رسائل أقصوصة-إضراب-
- -إضراب-
- من سخافات التعريبيين
- -لم أعد أستغرب- قصيدة شعرية تكريما للشاعر الكبير أحمد مطر.
- -فلاح اغتصبت أرضه-
- ما بعد -الشرعية-
- شهيوات مصطفى الخلفي:طاجين بالأرقام و البرامج
- تناقضات التعريبيين
- باقة من أقوالي(ج1)
- -باش كتمشي السفينة بالصلاة على نبينا- أو هكذا تزرع الخرافة ف ...
- منذ متى أصبح ربيع الشعوب يهدد الأوطان؟
- حين صدق بن كيران و لا أحد أنصفه
- مات العيد,فمتى العيد؟
- و يستمر استحمار الشعب المغربي
- -نكافو للا الحكومة-
- مريدو بن كيران و شعار-دعه يعمل..دعه يمر-
- قل للبجيديين إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و أتباعكم
- فقط في أكادير
- بؤساء فيكتور هيكو و بؤسائي.
- لم تنتقدون الحكومة؟


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى ملو - منذ متى أصبح التعريبي يهتم بقضايا الشعب المغربي؟