أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - الشحاذ... هل أعطيه حينما يسألني؟!














المزيد.....

الشحاذ... هل أعطيه حينما يسألني؟!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 23:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقول الكتاب المقدس (من سألك فاعطه و من اراد ان يقترض منك فلا ترده (مت 5 : 42) ) فهل كل من يسألني أعطيه أيّ كان: شاب أو كهل؛ طفل أم إمراءة! الاية تؤكد على إعطاء الجميع والتاريخ الكنسي يحكي عن الكثير من الكرماء الذين كانوا يستغلون من كثيرين لاعطائهم المال وغيره وعلى رأسهم المعلم أبراهيم الجوهري! والاية تؤكد أيضا أن نعطي دون أن ننظر لجنس أو لون أو دين المُعطى له!

وما لاحظته بين المسيحيين أن أعينهم واياديهم عزيزة جداً ولا يمكن أن يمدوا أيديهم لأحد الا من خلال الكنيسة! وقد عشت للعقد الرابع من عمري ولم أرى شحاذاً مسيحياً في الشارع! كل المحتاجين والمعوذين يدخلون في برنامج أخوة الرب الاصاغر، وهو برنامج مخصص لتخصيص مبلغ مالي لكل أسرة محتاجة يُؤخذ من صندوق العشور بالكنيسة. أما عن العشور فهذا وصية كتابية بدفع عُشر دخل الفرد للرب ؛ سواء للكنيسة أم لأوجه خير كثيرة أخرى، ولكن الناس تحب السهولة وتعطي عشورها بالكامل للكنيسة المحلية الذين هم أعضاء فيها. (ايسلب الانسان الله فانكم سلبتموني فقلتم بم سلبناك في العشور و التقدمة (ملا 3 : 8) ) ، (هاتوا جميع العشور الى الخزنة ليكون في بيتي طعام و جربوني بهذا قال رب الجنود ان كنت لا افتح لكم كوى السماوات و افيض عليكم بركة حتى لا توسع (ملا 3 : 10) )!

ولكن لنكن واقعيين ألم تصبح الشحاذة والتسول مهنة مربحة هذه الايام! حينما كنت في مصر، كان دخلي اليومي يقل عن الخمس دولارات! وكنت أرى الشحاذ يدخل الاتوبيس ليخرج منه ومعه ما لا يقل عن خمس أو ست جنيهات أي دولاراً واحداً في غضون أربع أو خمس دقائق! والتي كنت أعمل مقابلها ساعتين كاملتين! وهذا معناه أن المتسول كان دخله أكبر مني بالرغم من الشهادات العليا التى أنا حاصل عليها والتى يمكن عدها على أصابع خمس في اليد الواحدة! أهذا عدل إجتماعي؟! وهل أشجع الشحاذين والمتسولين في التمادي بالامر عن طريق إستقطاع القليل الذي أتحصل عليه لأعطيه له؟! لقد تعلمت أن المحتاج بالفعل دائماً وأبداً يده عزيزة أن يمدها،وعنده إستعداد أن ينام جوعان ولا يمد يده، وهناك الكثيرين منهم رأيتهم بعيني وقد قدمت المساعدة بطريقة لا تهينهم. وكل من يمتهن التسول وخاصة من يقدر على العمل ، هو يساهم في التلاعب بمشاعر الشعب المصري وأبتزاز مالهم اليسير، ليعيشوا ويأكلوا على ( قفا) الناس!!!

ولماذا أُعطي ؟! هل تلبية لوصية الهية؟! أم تضامن و مشاركة مجتمعية ؟! أم طمعاً في دعوات؟! أما عن الوصية الالهية فأنا أستغرب لماذا يؤكد الاله على وجود الفقراء ويشرع مساعدتهم من خلال عشور وزكاة؟! لماذا لا يُقضى على الفقر تماماً بنظم إجتماعية شبيهة بنظم الدول الاسكندنافية بزيادة الدخل القومي وتوزيعه بعدل على الافراد! وبذلك لا نجد شئ أسمه فقر بمعنى عدم المقدرة على تلبية حاجات الفرد في المأكل والمشرب والملبس! أتسائل وسؤالي مشروع لماذا يؤكد الاله على الفقر دون القضاء عليه؟! وإن كان هدفك فى العطاء التضامن الاجتماعي فياليتنا نستفيق أن هذا الامر لا يأتي من خلال أفراد بل هي جهود أحزاب وجمعيات بل جهود قومية. فلننضم لأحزاب تتخذ من هذه الامور مدخلاً لها وسنستطيع أن نصلح من مجتماعاتنا! أما إن كان هناك طمع في دعوات ، فيا عزيزي أن كانت دعوات هؤلاء الشحاذين والمتسولين ذات فعالية حتى تتسبب فى تحويل حالك الأني او المستقبلي أو الأخروي الى الأفضل ، فأنت واهم لأن إن كانت لها فعالية لكانت نفعت المتسولين أنفسهم في تحويل حالهم للأفضل!!

فيجب من فضلكم أن لا نؤكد على الفقر فى مجتمعاتنا بل نفعل كل ما في وسعنا على المستوى الجمعي القومي ، أن نلاشيه من جذوره! لا نريد أي فقير يمد يده لأي أحد! نريد من الدولة أن تعطي نصيب الفرد في الدخل القومي لكافة الافراد بطريقة عادلة وحتى ولو كان الحد الادني! نريد توفير السلع الاساسية بمبالغ زهيدة يقوى عليها الجميع!! ليكن شعارناً لا للفقر نعم للعدالة الاجتماعية!! وأنا لا أريد أن أشجع على العطاء من قبل الاغنياء للفقراء ، لأن هذا يساهم في توسيع الفجوة بينهم مما يزيد في تفاقم مشكلة الفقر ، لا في حلها!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء لوزارة التعليم العالي للإشراف المباشر على كليات وإكليرك ...
- دائرة الخوف المرضي... هل من فرار لا ديني منها؟!!
- الاعمال السحرية والحسد من منطلق علمي لاديني!!
- المنهج الخفي!!
- الميلاد الثاني!!
- ( الشماعة ) و النفس البشرية!!!
- شوم إن نيسيم أو( شم النسيم )!!!
- ماذا كان سيحدث لو لم تكن هناك أي معدة ولا جهاز هضمي ؟!!!
- الصديق الخيالي الأكبر!!!
- رتابة الافلام المسيحية للقديسين !!
- شفاعة القديسين من منظور محايد!!
- الفصامية في السلوك المصري !!
- تسمية الاطفال وأثارها النفسية!!
- الافيون .... والصحة النفسية!!
- ذهب! ياقوت !مرجان! أحمدك يا رب!!
- هل تكلم الحمار؟!
- زهقنا ! كل يوم فول!
- الجهمية والمعتزلة في الاسلام في مقابل الكالفينية و الارمينية ...
- الغناء والانشاد الديني الذى غزا الكنيسة في طريقه لغزو المساج ...
- أصبع الله.... أم عشوائية؟!


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - توماس برنابا - الشحاذ... هل أعطيه حينما يسألني؟!