أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - المتهمون بإحداث الفتنة














المزيد.....

المتهمون بإحداث الفتنة


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 22:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



كما هي العادة دائما، فإن الاتهامات جاهزة لدي قادة جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسة الرئاسة وأنصارها من تيار الإسلام السياسي لتحميل ما يسمي بالطرف الثالث، وفلول النظام السابق، وقبل هذا وذاك قيادات جبهة الإنقاذ والإعلام الخاص الفضائي والمكتوب مسئولية كل ما يقع من كوارث منذ صعود الإخوان للسلطة بعد 25 يناير قبل نحو عامين، وآخرها بطبيعة الحال الفتنة الطائفية في «الخصوص» وفي المقر البابوي بالعباسية، الذي أطلق أفراد الأمن للمرة الأولي في تاريخ الكاتدرائية الرصاص الحي علي من بداخله، كما شاهد ذلك المصريون عبر شاشات الفضائيات المختلفة مباشرة علي الهواء، كل هذا لتغطية الفشل الذريع الذي تدار به شئون البلاد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وعدم الاعتراف بالعجز عن التصدي العقلاني المخطط لمشاكلها المتراكمة، والاكتفاء بسياسات التخوين والتكفير للمعارضين، وحملات العلاقات العامة التي تكتفي بالأدعية والابتهالات والصلوات.

المتهم عن أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة غير مجهول بل معلوم المصدر، يعرفه جيدا كل من يتقلدون شئون السلطة العليا في مصر، الذين يسعون بخطاب إنشائي ودعائي مراوغ لتسمية الأسماء بغير أسمائها، ونفي صفة الطائفية عن الأحداث الأخيرة، والبحث عن متهم آخر غير سياساتهم التي تفرق بين المصريين جميعا، بين الرجل والمرأة، بين المسلم وغير المسلم، بين الإخوان والتيار الإسلامي، وبين جموع المصريين، بين الأهل والعشيرة وبين كل المعارضين.

المتهم في أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة هو صمت السلطة الحاكمة وتشجيعها للإعلام الفضائي الديني، الذي لم يترك نقيصة، إلا ولصقها بالمسيحيين ودعوتهم الدائمة لهم بالهجرة إلي كندا والدول الأوروبية، وتوجيه إصبع الاتهام لهم مع كل تحرك شعبي يعترض علي السياسات القائمة بالإعداد له وبقيادته، والتحرش بعدد لا يستهان به من رجال الأعمال الأقباط، بتلفيق تهم لهم بتمويل تلك التحركات والمظاهرات والاحتجاجات الفئوية.

المتهم الأول في أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة، هو الإصرار علي تمرير دستور يهدر حقوق المواطنة، ويتجاهل اعتراض ممثلي الأقباط في الجمعية التأسيسية عليه وانسحابهم منها، ومنع المسيحيين قسرا في محافظات قنا وسوهاج وأسيوط والمنيا من الخروج من منازلهم للتصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاءات لأن معظمهم من المطالبين بدولة مدنية ديمقراطية حديثة مما يعني أن اتجاهات التصويت لديهم ستكون لممثلي تلك الدولة.

المتهم الأول في أحداث الفتنة الطائفية هو الاعتداءات المسلحة المتكررة علي أراض يمتلكها الأقباط في محافظات الصعيد وتهجيرهم من منازلهم، والتحرش الدائم بمشاريعهم الاستثمارية وفرض إتاوات عليها، وتحريض دعاة المساجد والمشايخ المواطنين علي حرق الكنائس وهدمها دون تدخل من السلطات التنفيذية بل ربما بتشجيع منها، وزرع بذور الكراهية والحقد والقطيعة بين المسلمين وغير المسلمين.

المتهم بالفتنة الطائفية هو من ترك دون مساءلة ملاحقة أنصار النظام للإعلاميين في مدينة الإنتاج الإعلامي وتهديدهم بالقتل والاعتداء عليهم، وفرض قيود علي حركتهم بسيرهم بحراسة خاصة لحماية أرواحهم.

المتهم بالفتنة الطائفية هو من صمت علي حصار المحكمة الدستورية لمنعها من إصدار حكم بحل الجمعية التأسيسية ومجلس الشوري المطعون في شرعيته ومن يرفض تنفيذ أحكام القضاء بعزل النائب العام الخصوصي وعودة المستشار عبدالمجيد محمود إلي موقعه كنائب عام تم عزله بطريق غير شرعي، وتحدي سلطة القضاء والتعدي علي أحكامه وعلي القانون بإعلان الرئاسة التمسك ببقائه.

المتهم الأول هو تمرير قانون انتخابي، يمنح الحق للتيار الإسلامي باستخدام شعارات دينية في كل أنواع الانتخابات، وإصدار بيانات إحصائية مزورة عن عدد الأقباط في مصر، للتنصل من مسئولية وقف السياسات الإعلامية والتشريعية التي تميز ضدهم.

ينتج الاستبداد الديني السائد بشكل طبيعي دون مؤامرات داخلية أو خارجية، فتنا طائفية، وأزمات اقتصادية واجتماعية، وانقلابا في سلم القيم والأولويات، بعد أن أصبح النظام الحاكم في مصر جزءا من منظومة الأممية الإسلامية التي يتفاني في خدمتها علي حساب المصالح المصرية، وما لم يفتح ملف مشاكل الأقباط والفتن الطائفية منذ حادث الخانكة مرورا بالكشح وحتي كنيسة القديسين والمريناب وتجري مراجعة لكل أنواع التشريعات التي تكرس واقع التمييز الديني والطائفي والجنسي والعرقي، فلن يكون حادث الخصوص والكاتدرائية آخر كوارث العنف الطائفي في مصر!



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضيحة دولية
- الشيطان يعظ
- عودة الوعي للجماعة الصحفية
- ظاهرة نجيب ساويرس
- وحدة اليسار ضرورة وطنية
- تعظيم سلام للجيش المصري
- ليته يبگي علي حالنا
- دستور الشيخ برهامي
- مصر تقاوم
- أزمة سياسية لا قانونية
- الشرعية الانتخابية لا تحمي النظم
- انسحب يا فضيلة الإمام
- مليشيات الإخوان الفضائية
- خيمة علي النويجي
- فضيحة من القاهرة
- أخونة نصر أگتوبر!
- ليس بإسمي
- الخائفون من المنافسة
- الفاجومى
- أليس للشيعة حقوق يا مولانا؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أمينة النقاش - المتهمون بإحداث الفتنة