أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تأسيس المحاصصة : دور الساسة الأكراد والعرب السنة















المزيد.....

تأسيس المحاصصة : دور الساسة الأكراد والعرب السنة


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقاسم مسعود البارزاني وجلال الطالباني طوال العقود الماضية وحتى اليوم زعامة الطبقة السياسية الكردية وجماهيرها في العراق، ومعها تقاسما الجزء الأخير والمتواصل من التاريخ السياسي الحديث لأكراد العراق. من الجدير بالذكر أن جلال الطالباني ذاته خرج من رحم حزب البارزاني الأب، الملا مصطفى، الحزب الديموقراطي الكردستاني، حين انشق عليه سنة 1964 وأسس حزبه الخاص "الاتحاد الوطني الكردستاني" سنة 1975 من سوريا. عُرف الطالباني بمواقفه وتحالفاته المتقلبة والمتناقضة وبعدم ثباته على رأي أو موقف مثلما عرف بقسوته ودمويته مع خصومه فقد نسبت له عدة مجازر من أشهرها مجازر فترة الاقتتال بينه وبين قوات البارزاني، ومجزرة بشتآشان التي قتلت مليشياته فيها أكثر من سبعين مقاتلا شيوعيا عراقيا، وهناك مجزرة السليمانية التي نفذتها مليشياته وبأمر شخصي منه سنة 1991 بحق 125 عسكريا عراقياً أسيراً وقد وثّقها الصحفي الألماني كورت شورك بالصور ونشرها في كتاب.
ورث مسعود البارزاني، الذي ولد بتاريخ 16 آب 1946 في مدينة مهاباد الكردية في إيران، في اليوم ذاته الذي أسس فيه والده حزبه الديموقراطي الكردستاني، يوم قيام جمهورية مهاباد الكردية / كردستان إيران. لم تعش هذه الدولة طويلا بل سحقتها قوات الشاه وأعدمت زعيمها القاضي محمد وعدد من أركان قيادته، ولكن الملا مصطفى الذي كان رئيس أركان جيشها نجا من المجزرة و عاد إلى العراق مع أسرته مشيا على الأقدام؛ ورث مسعود زعامة والده، ومعها ورث الحزب والعشيرة والولاء الكبير الذي كان يتمتع به الراحل في أوساط أكراد العراق. لم يكمل مسعود دراسته المتوسطة بسبب التحاقه مقاتلا في صفوف مليشيات حزب أبيه "البيشمركة"، ولكنه عُرف بدماثته الشخصية وحسن معشره بصرف النظر عن مواقفه السياسية وتحالفه مع المحتلين الذي أفقده الكثير من رصيده الشعبي عراقيا.
لعب الرجلان دورا كبيرا وأساسيا في عملية احتلال العراق، وقاتلت المليشيات التابعة لهما جنباً إلى جنب مع قوات الاحتلال في شمال العراق، و في السيطرة على بغداد وتشكيل القوات العسكرية التأسيسية للجيش العراقي "الجديد". معروف أيضاً، أنّ الرجلين كانا يحكمان ثلاثة محافظات كردية منذ سنة 1991، بعد أن فرضت القوات الغربية آنذاك حظراً جوياً وحماية عسكرية عليها بعد خروجها من سلطة وسيطرة الحكومة المركزية. مرت علاقات الرجلين بمراحل مختلفة وصعبة بلغت حد الاحتكام للسلاح ذهب ضحيتها الآلاف من أنصار الطرفين وارتكبت خلالها تجاوزات بشعة. ولكن حالة العداء والمجابهات المسلحة انتهت بينهما مع احتلال العراق وتشكيلهما تحالف مناصفة أطلقا عليه "التحالف الكردستاني" يهيمن على حكم الإقليم الكردي. حاليا، يقود البارزاني حزب والده وحكم الإقليم منذ ربع قرن تقريبا يساعده في أداء مهماته عدد من أولاده الثمانية وأقاربه الذين يحتل بعضهم مناصب أمنية وسياسية مرموقة.
من السياسيين المحسوبين على مكون العرب السنة، الذين التحقوا بالعملية السياسية التي أطلقها الاحتلال، وبعد أن قاطعوها في بداية الأمر، يمكن التذكير بغازي عجيل الياور وهو من مشيخة إحدى القائل العربية العراقية "شمر" والتي كانت الأكثر ولاء للدولة العثمانية. وهو من مدينة الموصل أصلا لكنه عاش ردحا من الزمن في السعودية كرجل أعمال، ومنها قدم إلى العراق بعد الاحتلال ليكون عضوا في مجلس الحكم ثم رئيسا مُعينا للجمهورية. وبانتهاء فترة رئاسته انسحب من السياسة وعاد إلى إدارة أعماله وثرواته ولم يترك أي أثر سياسي أو غير سياسي الأمر الذي يدل على أنه جاء من السعودية إلى العراق للقيام بدور محدد ومحدود وقد انتهى.
أما صالح المطلك الذي يحتل اليوم منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات فهو من عشيرة عربية سنية ولكن من مدينة الناصرية جنوب العراق هي "الصبيحات"، كان أستاذاً جامعياً في كلية الزراعة وحائزا على الدكتوراه من جامعة أسكتلندية و كان عضوا عاملا في حزب البعث الحاكم فصل من الحزب لأسباب يقول البعض إنها تتعلق بخلافاته الشخصية مع الرئيس المعدوم صدام حسين سنة 1977 فاعتزل السياسية واهتم بعمله كرجل أعمال. بعد الغزو كان أميناً عاماً لحزب الوسط الديموقراطي الذي تحول في ما بعد إلى جبهة الحوار العراقي وخاض الانتخابات الأخيرة ضمن قائمة " العراقية" وفازت جبهته بأحد عشر مقعدا. رفض المطلك على الدوام المحاصصة الطائفية والعرقية مع موافقته عمليا على النشاط السياسي ضمن سقفها مثلما عرف برفضه لإنشاء إقليم خاص بالعرب السنة وتقسيم العراق وأخيرا فقد عرف بخلافاته ومناكفاته الكثيرة مع رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.
يعتبر طارق أحمد بكر الهاشمي واحدا من أكثر زملائه تأثيرا وعلاقات خارجية. كان ضابطا سابقا في الجيش العراقي في عهد النظام السابق، ولكنه لم يُعرف بأي دور أو موقف ولم يكن معروفا في الوسط السياسي أو الثقافي آنذاك. بعد الاحتلال، ظهر في المشهد السياسي كأحد قادة الحزب الإسلامي، الفرع العراقي لجماعة الإخوان المسلمين، وأصبح قياديا في جبهة التوافق التي قادها هذا الحزب، وبعد أن فشلت الجبهة في تحقيق أي إنجاز في آخر انتخابات استقال الهاشمي منها ومن الحزب وأسس حركة ذات توجهات لبرالية هي " تجديد" وانضم لقائمة "العراقية" بقيادة إياد علاوي. عرف الهاشمي الذي أصبح نائبا لرئيس الجمهورية بموقفه الرافض لسحب قوات الاحتلال الأميركية لخشيته من "سيطرة العرب الشيعة" على الحكم، كما عرف بإفشاله خطة تقاسم الحكم بين القوتين البرلمانيتين الأكبر، كتلة دولة القانون وكتلة العراقية، لتشكيل حكومة أغلبية لأسباب لا تخرج عن الإطار الطائفي. كان الهاشمي من أقرب الساسة العراقيين للإدارة الأميركية ولجورج بوش الابن شخصيا وظل يتمتع بحمايتها وبعلاقاته الخاصة معها حتى هروبه من العراق بعد اتهامه بالتورط في عمليات مسلحة وتفجيرات ضد عسكريين ومدنيين عراقيين هو وأفراد حمايته الشخصية وحكم عليه غيابيا بالإعدام. يقيم الهاشمي حاليا في أنقرة ويتمتع بحماية حكومة أردوغان، ولكنه لم يترك خلفه في العراق قوة سياسية مؤثرة أو جمهورا واسعا يدافع عنه، وحتى حركته السياسية "تجديد" لا تعير كبير اهتمامٍ له ولمشكلته.
الاسم الأخير الذي سنتوقف عنده من هذا المكون العراقي المهم وهو أسامة عبد العزيز النجيفي رئيس مجلس النواب الحالي. أسرة النجفي من الأسر الإقطاعية المهمة في الموصل، وتعود بنسبها الى القائد العربي المسلم خالد بن الوليد، وهي أسرة لأغلب أبنائها ميول إسلامية وقومية عروبية، عرف بعضهم بمعارضتهم لحكم البعث وخصوصا في عهد رئيسه صدام حسين الذي اعتقل وسجن عددا منهم وأعدم أحدهم. كما عرفت هذه الأسرة بعلاقاتها الطيبة مع الحكم الملكي الهاشمي الدائر في الفلك البريطاني، وكان جده، محمد النجيفي، و والده، عبد العزيز، نائبين لعدة دورات في البرلمان الملكي.
النجيفي حائز على شهادة في الهندسة الكهربائية من جامعة الموصل عام 1978، وكان قد عمل موظفا كبيرا في وزارة الكهرباء في الحكومة العراقية لمدة 12 عاما، وفي عام 1992، أسس شركته الخاصة.
عُين وزيرا للصناعة بعد الاحتلال وفي عهد الرئيس المعين وابن مدينته غازي الياور، فتولى خصخصة معظم الشركات المملوكة للدولة والتي تعمل في قطاعات البتروكيماويات والاسمنت والحرير والسكر والصناعات الثقيلة وقد بيعت بأرخص الأثمان للقطاع الخاص وهُرّب قسم كبير منها إلى الدول المجاورة. كما قام بحملة ضد التصديق على الدستور في العراق. ولكنه أصبح نائباً في مجلس النواب الذي أقرّ ذلك الدستور بعد الانتخابات التشريعية العراقية في ديسمبر 2005.
في انتخابات سنة 2009 فاز حزبه الخاص" تجمع عراقيون" بتسعة عشر مقعدا ضمن قائمة " العراقية" التي رشحته لرئاسة مجلس النواب ضمن صفقة تقاسم السلطات بموجب المحاصصة وما يزال في منصبه هذا حتى اليوم.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديباجة الدستور العراقي مقارنة بأربع ديباجات أجنبية!
- معركة مطار بغداد:مجزرة أم مأثرة؟
- صدام وضباطه : مَن خان مَن ؟
- أحمد القبنجي: مفكر مستنير أم هرطوقي صغير!
- أربعة مسلحين احتلوا وزارة، كم مسلحا لاحتلال بغداد!
- ويسألونك عن التمويل!
- حول مؤتمر القوى المدنية اللاطائفية الأخير في بغداد
- تجربة لاهوت التحرير بنكهة الربيع العربي!
- عناصر خطة شاملة دفاعاً عن وجود دجلة والفرات
- معنى الدكتاتورية والفاشية بين العلم والسجلات الحزبية!
- كتاب جديد لعلاء اللامي : -القيامة العراقية الآن .. كي لا تكو ...
- العراق: التيار الصدري بين مآلَين!
- -شيعة- جيمس جيفري المدجّنون!
- التحالف «الشيعي الكردي» ليس كذبة بل سبب البلاء!
- على مَن يضحك السفيرالأميركي بيكروف ؟
- إطلاق سراح أوجلان..إطلاق سراح أمتين!
- السدود والبحيرات كمسبب للزلازل في تركيا وشمال العراق/ج2 من 2 ...
- قضية الهاشمي: شهادة ليست للقضاء العراقي!
- احتمالات انهيار السدود التركية بسبب الزلازل
- توظيف العامل -الديني- في قضايا المياه


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تأسيس المحاصصة : دور الساسة الأكراد والعرب السنة