أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة














المزيد.....

«ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انخرط الجميع بُعيد الثورة، فى نظم المدحيات وذكر الفضائل والمحاسن والاحتفاء بسردية التحرّر أو كما يسمّيها البعض «النصر الربانيّ»، وما كان بالإمكان إلاّ مجاراة الحالة الوجدانية العامّة التى عاشتها بلدان «الربيع العربى». وفى المقابل كان كلّ من يتجرّأ على الخروج عن النسق متّهم بالخيانة ، يحشر فى زمرة «أزلام» النظام وأعداء الثورة الذين يستحقون التصفية المعنويّة والماديّة.

ولكن شيئا فشيئا تغيّرت المواقف والتصوّرات وما عاد بالإمكان «إسدال الكساء على عورات» بانت وانكشفت بعد أن سقطت الأقنعة وأزيلت الحُجب وبات الكشف عن المستور ممارسة يوميّة حاضرة على صفحات الفايسبوك وغيرها من المواقع التواصلية الاجتماعية وصفحات الجرائد.


واليوم تفضح الثورة أبناءها وتُزيل عنهم الحجب فتثبت زيف الأقاويل وضعف البراهين وتُبيّن حقيقة النوايا وتورّط «مختلف «الأطراف» وتفضح الرياء الدينى والمتاجرة باسم الدين وتُوضّح النفاق السياسى والمغالطات والتلاعب وتومئ إلى الهوامات والطموحات و»التدافع» من أجل كسب الصفقات...تعبّر الثورة عن حنقها وإحباطها وفقدان أملها فى أصحاب اليمين وأصحاب اليسار ممن جعلوا السلطة هدفًا والتناحر على المصالح مقصدًا ...لا مشاريع اقتصادية لديهم ولا تصوّرات ولا خطط ولا مخارج ولا حيل ...يندّدون بالغزو الغربى ويسكتون عن الغزو الوهابى، ينتقدون الرأسمالية المتوحّشة ويخفون تورطهم فى النظام الليبرالى حتى النخاع، يُلهيهم التنابز بالألقاب عن العمل والكدّ من أجل البناء، تجرّهم أحلامهم ومخاوفهم من فقدان بهرج السلطة نحو نفق مظلم ومع ذلك يصرّون على خطاب الاستعلاء، يجنحون نحو الاستبداد رويدًا رويدًا بخطى واثقة ولا يعقلون حجم اتساع الهوة بين المقول والمعيوش .... ومع كلّ يوم نقول :هل من مزيد؟


تعبّر الثورة عن سخطها وحنقها وخيبة أملها فى شباب أبلى البلاء الحسن ثم ركن للراحة أو عاد إلى مواقعه بعد أن خذله من تربّعوا على عرش السلطة أو من تنافسوا على مواقع هنا وهناك، سكتت أغلب هذه الأصوات بعد أن تعدّدت النكسات ولوّح بعضهم بمقاطعة السياسية والانتخابات والاكتفاء بالاحتجاج قولا وفعلا ونقشا على الأجساد ورسما على الجدران وكلمة يؤديها مغنّو الراب.


ولأنّ منبت الثورة بيئة عربية إسلامية فإنّها تمتنع عن إزالة ورقة التوت، تبقى لأبنائها إمكانية كتم بعض الأسرار ، والحفاظ على شيء من ماء الوجه ...يمنعها الحياء عن ممارسة العرى بكلّ حرفية ، وإن كانت تعى أهميّة الشفافية.


وككل ممتهن/ة لفنّ «الستربتيز» تواجه الثورة بفيلق من الأعداء يرشقونها بوابل من الشتائم والنعوت، فهى ثورة الجياع ، بل إنّها ليست ثورة إنّما هى مجرد تملل أو «هبّة شعبية» أو حراك تلقائى لا يملك أصحابه قيادة ولا برنامجا ولا رؤية وهى أيضا حدث لا يرقى إلى مستوى ما عرفته الشعوب من تحولات غيّرت مجرى التاريخ ...تتحوّل الثورة لدى هؤلاء إلى لعنة أو بلاء أو مصيبة تصبح ككلّ ممتهنة لفنّ الستربتيز منبوذة عفوا محبوبة. فوراء الكره قصّة عشق ووراء العشق حكاية كره.

تُعشق الثورة حين تعرّى الأعداء بمهارة وحرفية عالية... يصير قدر الثورة عاليا حين تُعلى من نرجسيّة نفوس مجروحة ومكسورة ، حين تدغدغ حواسهم وترفعهم إلى عالم السماء فينتابهم جنون العظمة فيهدّدون من يقف أمام طريقهم بنصب المشانق وإحداث الدمار.

وتنبذ الثورة حين تكشف المستور وتخرج للعلن ما اقترفه أصحاب القرار وأتباعهم من جرم فى حقّ أنفسهم وشعوبهم وفى حقّ التاريخ ...حينها تصير الثورة مجرّد عاهرة تتفنّن فى عرض مفاتنها، لا دين لها ولا أخلاق.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية
- بئس الراب / Rap music إن تحوّل إلى مديح للكراهية
- د.آمال قرامي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الفتاوى ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة