أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - صفاء الليثى ناقدة من طراز نادر















المزيد.....

صفاء الليثى ناقدة من طراز نادر


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 23:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صفاء الليثى ناقدة من طراز نادر
طلعت رضوان
صفاء الليثى خريجة المعد العالى للسينما قسم مونتاج عام 1975وفى عام 93حصلتْ على جائزة أفضل مونتاج من مهرجان دمشق الدولى عن فيلمها الروائى الثانى (ثلاثة على الطريق) وعضولجنة تحكيم فى أكثرمن مهرجان دولى وعضومجلس إدارة جمعية نقاد السينما ، ولكن تميزها الخاص هوكتابتها النقدية، خاصة عن الأفلام التسجيلية وأفلام جيل الشباب التى لاتلقى قبولا من الثقافة السائدة. وكان أحدث كتبها (المُلهم والمُبدع فى السينما الأخرى) الصادرعن مهرجان الشاشة العربية المستقلة- عام 2013، فيه إشارة إلى فيلم (ربما لم يسمع عنه كثيرون) بعنوان (أمازيغ مصر) وفى فصل عن المخرجة منى عراقى عرّفتْ قارئها بأهم أفلامها مثل فيلم (جمعة الرحيل) ورؤية المخرجة أنّ (الرحيل) بدأ يوم 4فبرايربعد الانتصارفى معركة الجمل يوم 2فبراير، وأنّ 11فبرايرتتويج لأجمل 18يومًا فى تاريخ شعبنا. أما فيلمها (طبق الديابة) فهوعن الاتجار فى مخلفات المستشفيات وإعادة تدويرها بدلا من حرقها. وأهمية الفيلم أنّ المخرجة خاطرتْ بحياتها وقابلتْ المسئولين على أنها ترغب فى شراء المخلفات ونجحتْ فى مهمتها كى تـُبدع فيلمها عن تلك الجريمة الإنسانية. أما فيلمها (الصومال- أرض الأرواح الشريرة) فيكشف جرائم القراصنة الصوماليين الذين هاجموا السفن المصرية واحتجازها مقابل فدية. قابلتْ المخرجة مثقفة صومالية اسمها (عائشة) رشحتْ نفسها لرئاسة الصومال وقالت أنّ مواردنا تسرق وأنّ (الأمريكان) لايريدون أنْ نستخرج بترولنا إلاّبعد أنْ يجف بترول العرب. وأنّ السفن الإيطالية تدفن النفايات الذرية فى أرض الصومال. وسجّلت المخرجة مع مواطن مصرى احتجز القراصنة ابنه. وناشد مبارك للتدخل. وأنّ مبارك قابل الرئيس الصومالى واتفقا على الاستجابة لطلب القراصنة بدفع الفدية، فتكون الجريمة مركبة : القراصنة ونظام مبارك، فتكون رسالة الفيلم كما كتبتْ صفاء ((تشجيع القراصنة فى الاستمرار فى أعمالهم الاجرامية)) وكشف الفيلم أنّ القراصنة صناعة حكومية ليبقى التدخل الأجنبى بقواعده ويدفن النفايات الذرية لقاء مبالغ مالية.
فى فيلم للأخوين سونى ورمضان صلاح عن الثوارالذين فقدواعيونهم من فرقة(قنص العيون) مشهد العسكرى (الغلبان) وهويقول للضابط ((جدع يا أفندم جبتْ عين الواد)) لأنه تعلم أنّ أى معارض (هوكافربالضروره) الفيلم 52ق واسمه (عيون الحرية- شارع الموت) وكان من رأى الناقدة الاكتفاء ب (عيون الحرية) كعنوان للفيلم وأشادتْ بالتركيزعلى الجرافيتى فى الشارع والاشارة إلى المناضل أحمد حراره الذى فقد عينه اليمنى يوم 28يناير2011واليسرى يوم 19نوفمبر2012. شارك الفيلم فى أربعة مهرجانات دولية وحصل على الجائزة الذهبية الأولى فى مهرجان إيران وجائزة لجنة التحكيم بمهرجان بيروت.
زارت صفاء الليثى شارع محمد محمود وانبهرتْ بفن الجرافيك وقدرة الشباب على الإبداع ، بينما كانت صدمتها عندما قال لها شاب يمارس هذا الفن ((رمسيس الثانى هوفرعون الخروج وأنّ المصريين القدماء كفارإلخ)) فكان تعليقها ((كيف يمكن أنْ تكون فنانـًا وتعتقد بأنّ قدماء المصريين كفرة؟ كيف وقد تعلمتَ فن الجرافيك الذى طوّره من تعتقد أنتَ أنهم كفرة؟)) وبدأتْ هذا الفصل عن إدعاء اليهود أنّ رمسيس الثانى هو فرعون الخروج كى يُثبتوا أنّ الحضارة المصرية من صنعهم. وأنها تعمّدتْ الكتابة فى هذا الموضوع ((لأنّ الإسلاميين الجُدد يُردّدون دعاوى اليهود دون أدنى حس قومى ولاغيرة على الوطن. وهكذا يجتمع الوهابيون مع الاستعمار الصهيونى والغربى لطمس الحضارة المصرية ))
أعتقد أنّ أهمية هذا الفصل تعود إلى أنّ غالبية المتعلمين المصريين مشغولون بسؤال من هو فرعون الخروج؟ فى حين أنّ علماء المصريات واللغويات والآثارلم يستقروا على اسم الملك الذى أخرج اليهود من مصر. وافق السادات على خروج مومياء رمسيس الثانى بحجة العلاج فى باريس. رفض د. جمال مختاررئيس هيئة الآثارآنذاك (ديسمبر75) طلب الرئيس الفرنسى ديستان وقال له ((هذا شىء صعب. فهذا الملك هومن ملوك مصرالعظام. ومن غيرالمقبول أنْ تسافرالموميا لتـُعرض فى فرنسا. وهل توافقون سيادتكم على أنْ نأخذ منكم التابوت أوحتى غطاء تابوت نابليون لنعرضه هنا فى مصر؟)) كما أنّ أستاذة فرنسية عارضتْ الرئيس ديستان وقالت إنّ هذا عبث وأنّ هذه المومياء التى يريدون إخراجها من مصرلعرضها فى فرنسا هى لواحد من أعظم ملوك مصر. وأنها سوف تقود مظاهرة تـُندّد بهذا العبث إذا لم يتراجع ديستان. وبالفعل تراجع ديستان. ولكن بعد تدخل أبو وافيه (عديل السادات) تغيّرالموقف ووافق السادات على سفر المومياء. وحصل الطبيب الفرنسى (بوكاى) على موافقة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على خروج المومياء من مصر. وكتبتْ صحيفة (الهيرالد تريبيون) أنّ الضجة التى أثيرتْ حول مرض المومياء ، لم تكن سوى حيلة لإخراج الملك رمسيس من مصر، لوضعه تحت البحث والفحص لمعرفة أسرارهذه الشخصية. وهل هو(فرعون الخروج أم لا) أثبتت الفحوص الطبية والمعملية أنّ المومياء ليس بها أية آثارتدل على الغرق. وزارموشى ديان المومياء فى المستشفى ونقرعلى أصابع القدميْن بعصاه وقال بكل أحقاد العبريين ((أخرجتنا من مصرأحياءً وأخرجناك منها ميتـًا)) بينما عالمة المصريات (كريستين نوبلكور) كتبتْ فى كتابها عن رمسيس الثانى الذى طُبع منه مليون نسخة أنّ ((التوراة ظلمتْ رمسيس وكل ما قالته غيرصحيح. وظلمتْ مصر والمصريين)) وأنّ التوراة كتاب مليىء بالقصص والحكايات التى جُمعتْ من هنا وهناك وأنها لايمكن أنْ تـُعد وثيقة تاريخية خاصة بالنسبة لمصر. وكتبتْ ((إننى أرفض الافتراء على التاريخ وعلى الملك رمسيس. وأنّ الادعاءات اليهودية على الملك رمسيس محض افتراء وليس لها أى أساس من الصحة. إنّ سفرالخروج يُشيرإلى وقائع لايوجد لها أى أثرفى كل ما وجدناه من كتابات ونقوش مصرية. على الرغم من أنّ هذه الكتابات والنقوش كانت ترصد تفصيلات صغيرة جدًا لاتـُقارن بخروج مئات الآلاف من البلاد.. مثل تسجيل حركة المرورعبر الحدود. إنّ واجب عالم المصريات أنْ يقول رأيه بأمانة. إنّ ما تقوله التوراة من أنّ المصريين كانوا يُسخّرون اليهود لضرب الطوب ، يجعل أى دارس لتاريخ مصرالقديمة يبتسم. إنّ ضرب الطوب فى مصرقديم قدم الزمن. وأنا أرفض تمامًا الافتراء على التاريخ لإدانة فترة أو زمن بعينه. ولم يكن الفراعنة قساة لأنّ الساميين الذين كانوا يفدون إلى مصرللعمل بها، كانوا يعيشون حياة هادئة. هذه هى حقائق التاريخ الثابتة. إنّ الشعب المصرى يتمتع بحكمة هائلة لا أجدها فى الشعوب الأخرى ، كما يتمتع بنظرة فلسفية للأمور. وعندما أرى أفلامًا مثل فيلم (الوصايا العشر) تـُصوّر المصريين وهم يدوسون فوق رقاب العبيد الساميين، أشعربالغضب فهذا كذب وافتراء))
هذا هورأى عالمة مصريات فرنسية عن جدودنا. وذكرتْ أنه عند نقل تابوت الملك رمسيس إلى مركب بالنيل تتجه به نحو القاهرة ((وقف المصريون على الشاطىء عند الأقصر وكأنهم يُشاركون فى جنازة عصرية. فالنساء يُولولن من الحزن والرجال يُطلقون النارمن البنادق)) انتقل الطبيب (بوكاى) من رمسيس للبحث عن ملك آخر، فركب رأسه العبرى وقال إنّ فرعون الخروج هوالملك العظيم مرنبتاح. ولكن د. جمال ختار رفض هذا الرأى لأنّ النقوش المصرية فى عهد مرنبتاح على جدران معبد الكرنك وبها عبارة (وإسرائيل انقطعت بذرتها) ويرى د. عبدالعزيزصالح أنّ تلك اللوحة اعتبرتْ إسرائيل من نزلاء فلسطين. وأنّ مرنبتاح لم يذكرتتبعه لهم ، وهوما يؤكد أنّ بنى إسرائيل خرجوا من مصرقبل عهده. وأكثرمن ذلك فإنّ جثة مرنبتاح تم العثورعيها فى طيبة الغربية.
وعرضتْ الناقدة فيلم (سلطه بلدى) للمخرجة ناديه كامل ابنة المناضل اليسارى سعد كامل ويحكى الفيلم عن رغبتها فى زيارة أقاربها فى إسرائيل . وجسّدتْ حيرتها : هل تذهب إليهم أم تبقى مع إحساسها بالفقد ، خاصة وأنّ والدتها السيدة نائلة كامل من أصل إيطالى واكتسبتْ اسم زوجها سعد كامل وعاشت فى مصر. وساهمتْ فى نضال المرأة المصرية لنيل حقوقها . وأنّ الفيلم يطرح قضية زيارة إسرائيل ((والتطبيع مع عدونا حتى تعود الحقوق لأهلنا فى فلسطين وحتى ينتهى الادعاء بأنّ حضارتنا المصرية من صنع اليهود)) واختتمتْ كتابها بفصل عن فيلم (يهود مصر) للمخرج أمير رمسيس الذى بدأ تنفيذه منذ عام 2009وأنه تقابل مع د. محمد أبوالغارصاحب كتاب (يهود مصر) ومع د. رفعت السعيد وأحمد حمروش . تقاطعتْ المعلومات التاريخية والتحليلات التى سردوها مع لقاءات لمصريين يهود بعضهم هاجر مضطرًا ولكن ليس إلى إسرائيل وبعضهم بقى فى مصرمع قبوله الاعتقال . وكلهم يهود يرفضون الصهيونية وضد قيام دولة إسرائيل. وقال أحدهم ((أنا مصرى أولا وبعدين يهودى . لستُ يهودى مصرى بل مصرى يهودى)) وكتبتْ الناقدة أنّ الفيلم ((يتميّز بتكامل عناصره الفنية. وظهر به روح الفريق المُتجانس فوصلتْ فكرته بوضوح دون محاولات التدخل بتعليق من خارج الصورة إلاّنادرًا . وغنى بتفاصيله التى تحتمل وجهات نظرتاريخية ودينية وسياسية. انتصرتْ فيه وجهة النظرالتى يحملها كثيرون من مثقفى مصرعن المواطنة التى تكلم عنها أحد الشخصيات الذى تعرّض للسجن لمشاركته الحركة الوطنية اليسارية وأنّ الاعتقال لم يكن يُضايقه فكل ما كان يسعى إليه هو تغيير المجتمع نحو الأفضل. إنّ كتابات صفاء الليثى جديرة بالقراءة ، لأنها تحفر فى المسكوت عنه فى الثقافة السائدة وتنطلق من حس قومى بدور مصر الحضارى .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيكل الأستاذ المقدس وآفة الأيديولوجيا
- تحية شكر وتقدير للأستاذ طاهر النجار
- رد على الأستاذ محمد بن عبد الله عندما سأل : دنشواى أم كفر ال ...
- جمال حمدان وتعريب مصر
- محمد نجيب بين سجن الواقع ورحابة الخيال
- تطور دراماتيكى فى نقابة الصحفيين
- العلاقة العضوية بين الحداثة والديمقراطية
- متعلمون محسوبون على الثقافة المصرية
- الأهرام وحضارة البناء والتشييد
- حوار بين حواء وآدم عام 1915
- الأسياب الثقافية والاجتماعية للتحرش الجنسى
- 9مارس 1932 واستقلال الجامعة
- كارثة تأجير الآثار المصرية
- الجلطة السياسية بين الشعب والسلطة
- اللغة المصرية أم لغات العالم
- أنور عبد الملك : ماركسى بعمة إسلامية
- هل يمكن الجمع بين التراث والحداثة ؟
- تاريخ اليهود المصريين بين لغتىْ العلم والسياسة
- الزراعة ونشأة الحضارة المصرية
- جدل الواقع مع التراث العربى فى رواية (رحلة الضباع)


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - صفاء الليثى ناقدة من طراز نادر