فياض هو صمام أمان عباس ..

نافزعلوان

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    

بسم الله الرحمن الرحيم

فياض هو صمام أمان عباس ..

يخرج علينا بين الفينة والفينة من يكتب سطرين هنا ومن يكتب سطرين هناك عن وجوب رحيل السيد سلام فياض من منصبه وفي نفس السطرين نجد عبارات تقول بغضب مركزية وثوري حركة فتح من تصرفات سلام فياض وكأن لهذين المجلسين أي قيمة أو ثقل سياسي وذلك بعد الإنهيار والسقوط المدوي لحركة فتح الحرس القديم والذين لازالوا متشبثين بأوهام العودة إلي ما كان لحركة فتح من صولة وجولة فيحسب كاتب السطرين أن لحركة فتح أي قيمة أو وزن لكي تهتز شعرة واحدة في رأس سلام فياض من تلك السطور القليلة لسابق علم سلام فياض بمدي العجز الذي يعاني منه مجلس ثوري حركة فتح وضرته مجلس مركزي حركة فتح.

والمضحك في هذين السطرين المشار إليهما أن من كتب تلك السطور إما جاهل حقاً في ما يكتب أو في الموضوع الذي يكتب فيه وإما هو منافق للسيد محمود عباس بطريقة فاشلة و مفضوحة. فالكاتب من ناحية يتهم سلام فياض بتشويه صورة السيد محمود عباس عن طريق قراراته التعسفية من وجهة نظر الكاتب، والتي من فحوي السطرين الذي كتبهما، نكتشف أنه يقول أن قرارات سلام فياض مصوبة نحو حركة فتح وتهدف إلي زعزعة تلك الحركة وشل حركتها وذلك عن طريق قطع الرواتب والفصل التعسفي والتقاعد المبكر الذي تمارسه حكومة سلام فياض علي منسوبي حركة فتح بالذات دون منسوبي الحركات الأخري علي الرغم من أن نظرة سريعة علي قرارات حكومة سلام فياض توضح للأعمي قبل المبصر أن القرارات تلك طالت منسوبي جميع الحركات الفلسطينية وربما لأن حركة فتح في فترة من الفترات إستفردت وإنفردت بكوادر التعيينات فكانت الأعداد التي تم فصلها وإحالتها علي التقاعد تعكس أرقاماً أكثر عدداً من تلك التي تم فصلهم وإحالتهم علي التقاعد من حركات أخري فبدي الأمر وكأن فيه تقصداً لحركة فتح ، ليس هذا فحسب ولكن يقول كاتب السطرين أنه حريص علي منجزات السيد محمود عباس والتي يقوم سلام فياض بتقويضها وبهدمها مع العلم أن سلام فياض لولا وجوده علي رأس الحكومة الفلسطينية لما نجحت سلطة رام الله في الحصول علي قرش واحد من الدول الداعمة والمانحة لإقامة تلك المنجزات التي يتحدث عنها الكاتب ورغم ما يقال عنها بالأزمة الحالية فإن ذهاب سلام فياض وتركه لمنصبه يعني الجفاف التام لتلك المنابع الداعمة والمانحة رغم شح عطائها هذه الأيام.

وجود سلام فياض في منصبه يعني بقاء السيد محمود عباس في منصبه بل أن مغادرة السيد محمود عباس لمنصبه لن يؤدي إلي إنهيار السلطة الفلسطينية كما يشاع، إن عصب الحياة لسلطة رام الله مرهون ببقاء سلام فياض في منصبه.

سلام فياض مطلوب بالإسم من قبل الدول الأوربية والولايات المتحدة ووجوده هو بالأمر وليس حسب رغبة السيد محمود عباس. يعلم هذا الأمر مركزي حركة فتح وثوري حركة فتح وكل الفصائل الفلسطينية. إذاً من يطالب برحيل سلام فياض فهو يطالب برحيل السيد محمود عباس وهذه الإزدواجية في المطلب من قبل المطالبين برحيل سلام فياض للحفاظ علي رئاسة السيد محمود عباس يعني أنه إما جاهل ببواطن الأمور أو أنه يقصد الخلاص من السيد محمود عباس ولكن بطريقة خبيثة كأن يطالب برحيل سلام فياض والذي يرادفه رحيل السيد محمود عباس.

وجود السيد محمود عباس مرهون ببقاء سلام فياض في منصبه، حتي وإن كان السيد محمود عباس يقبل بهذا الأمر علي مضض، ورحيل سلام فياض يعني الإنهيار التام لكل مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية والتي يعلم السيد محود عباس أن في حال أن فكر وقام بإقالة سلام فياض فإن أول ما سيفقد هو الدعم الأوربي والأمريكي وثانياً هو أن لا يوجد هناك علي الأراضي الفلسطينية حالياً من هو مؤهل لإعادة بناء تلك المؤسسات التي ستنهار أو حتي النجاح في الإبقاء عليها ولا حتي علي عكاكيز كما هو الحال عليه اليوم.

نتفق مع كل الحركات المطالبة برحيل سلام فياض ولكن نختلف معهم في التوقيت فليس هذا هو الوقت المناسب لرحيله. قد يكون الوقت مناسباً لرحيل السيد محمود عباس وقدوم وجه رئاسي جديد للشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية الجديدة والذي سيعني مساحة جديدة من الزمن لكي يتمم سلام فياض بناء المؤسسات الفلسطينية بعيداً عن موضوع تمديد السيد عباس لنفسه فترة رئاسية أثارت ولا تزال تثير الكثير من الجدل حولها وبسببها تعطل أكثر من ثمانين بالمائة من الدعم الدولي للسلطة الوطنية الفلسطينية وأمور كثيرة ستزاح من طريق المصالحة وغيرها من العقبات التي تعرقل المسيرة الفلسطينية.

سلام فياض هو الترياق الذي رغم شدة مرارته إلا أنه لابد منه لإستمرار الحياة في جسد السلطة الفلسطينية وهو الشر الذي لا بد منه والخنجر الذي رغم العديد من طعناته المؤلمة إلا أنه لا بد من وجوده لإستئصال الأورام الخبيثة المنتشرة في جسد السلطة الوطنية الفلسطينية.

نافزعلوان لوس أنجليس

#نافزعلوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات