أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فدى المصري - المواطن اللبناني وأزمة حكم














المزيد.....

المواطن اللبناني وأزمة حكم


فدى المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4051 - 2013 / 4 / 3 - 03:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


وعليه يرزخ المواطن اللبناني عند عتبة السياسيين الذين يتحكمون في مصيره ويبيعون ويشترون به. فالمواطن قد اختفى انتماءه الوطني وتقلصت مواطنيته، وذلك بسبب آداء السياسيين في الحكم، والذين يمارسون دورهم انطلاقا ً من مصالح شخصية؛ ويستغلون منصبهم السياسي في تحقيق غاياتهم السلطوية على رقاب العباد وفي تجميع الثروات. كأن النظام الليبرالي الكلاسيكي الذي اطلق عنان الإقتصاديين قد صحي من مضجعه واستفاق على ابواب النفوس الجشعة وتسابقها نحو تكديس الأموال منطلقة من شعار مونتسكيو الذي شرع مبدأ " الغاية تبرر الوسيلة" ، فإستغل الرأسماليون هذا الشعار في المجتمع اللبناني متجاهلين احتياجات العمالية بالأجور العادلة، ومتناسية الحقوق في الرفاهية وتأمين الكرامة والعيش بإنسانية.
فالمواطن اللبناني كُتب عليه الإستغلال بكافة الأطياف وبكافة الأمور الحياتية والمعيشية. فإن أجره يتعرض للإنتهاك أمام فواتير متعددة تسحب القيمة الفعلية للأجر من دخله ومن قوته اليومي. بحيث يدفع الفاتورة مرتين، مرة للقطاع الرسمي ومرة للقطاع الخاص، سواء في الكهرباء، أو الاتصالات، أو المياه، أو ..... فضلا ً عن التكاليف المرتفعة للأقساط المدرسية، وللصحة والطبابة والإستشفاء.
كل ذلك التدهور الإجتماعي والمعيشي لم يأتي من فراغ، إنما هو حصيلة ممارسات للحكومات المتتالية بعد الحرب المشؤومة التي اصابت بنيان لبنان وهدمت كل مؤسسات الدولة وإداراتها الرسمية، وما أصابها من تفشي للرشاوة وللمحسوبيات وللإنتماء المذهبي على حساب خدمة المواطن وتأمين حاجاته وتلبية شؤونه الحياتية المختلفة. فدولة العناية التي ارسى قواعدها "فؤاد شهاب"، وحقتت العدالة والمساواة والرفاهية، وبنت المواطنية في نفوس الأفراد، قد انهارت أمام جهل وتخبط المسؤولين وتفككت بنيانها على أعتاب المصالح الضيقة، والنفوس الجشعة تجاه رغبة السلطة واستغلالها في ادارة شؤونها وشؤون اتباعها وأزلامها من المواطنين.
فالمواطن اللبناني خضع لهذه المهاترات السياسية ، وخضع للإستغلال والعبودية السياسية، أمام ممارسات سلطوية لا تحقق الرغبات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والحمائية، إلا بالخضوع والركوع للطبقة الحاكمة، والتي غلغلت هذه الايديولوجيا السياسية في نفوس الشعب ومبادئه من أجل ضمان وجودها بالسلطة واحتكارها للمفاتيح الحكم.
فشعارات الرنانة الإصلاحية، وما تتضمن من تنمية وتفعيل دور الادارات وتحسين الانتاجية بقيت شعارات وحبر على ورق وفق البرامج الإنتخابية امام تفشي الجهل والضياع لدى المواطن مع مرور دورات الانتخابية المتتالية منذ 1990 للوقت الراهن. بحيث بقي دور المواطن مقتصرا ً على صب الأصوات في خانة الجشع والعمل على توصيل الأيادي المستغلة إلى سدّة الحكم تحت عنوان الإرث السياسي، الطائفية والمحسوبيات المذهبية، دون أي ادراك لما تؤول إليه الأوضاع الإجتماعية، والتدهور المعيشي، وما احتوت إليه من سياسة للإفقار طال أكثر من ثلثي الشعب اللبناني. وهذا ما حصدته الثورة الشعبية لهيئة التنسيق النقابية تحت عنوان " ثورة الجياع" أمام الهيئات الإقتصادية، وتأثيراتها على الآداء الحكومي، والتي بلغت تأييد شعبي واسع النطاق من أجل تحقيق مطلب معيشي ألا وهو " إقرار سلسلة الرتب والرواتب" وتحصيل قيمة للأجور التي تم هضمها أمام التضخم والغلاء المعيشي المتراكم لأكثر من نصف قرن.
أمام هذا الواقع المتردي الذي يتخبط فيه اللبناني، كيف لنا أن نستعيد بكيان دولة اعتمدت مبدأ العناية، والرعاية، والعدالة في صلب نهجها ومكوناتها السياسية. كيف لنا ان نستعيد دور المواطن الفاعل في تشكيل طبقته الحاكمة وفقا ً لمبدأ النزاهة والإصلاح الحقيقي، كيف للمواطن اللبناني ان يستعيد ثقته بدولته، ويستعيد مواطنيته ويستعيد انسانيته التي فقدها مع مر الزمن وعلى اعتاب سياسات متعاقبة من الاستغلال والتبعية العمياء، والمحاصصة المذهبية التي حصدت معها تركيبة مجتمع الجدارة.
مع استحقاق الانتخابات للعام 2013، بدأ التسابق من قبل المرشحين الى الوقوف في الصفوف امام إعلان التبعية التامة للكوادر السياسية والحزبية علّها تنصفهم بمقعد نيابي ، أو حقيبة وزارية تعلم بشكل جيد أسس الاستغلال لهذه المناصب من أجل تحقيق مآربها وتجميع الثروات من خزينة اعتبرت ملك الشعب.



#فدى_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القومية العربية وإستراتيجية التغيير لبنيتها الداخلية
- صرخة المعوق ... صرخة حق أم شفقة
- أزمة العبودية الحديثة بحق أطفالنا
- الأزمة الأسرية للأرامل العراقيات
- آثار العنف على المسنات العراقيات في زمن الاحتلال
- آثار الإدمان وواقعه السلوكي على المراهقين
- أبناءنا بين فخ المخدرات وفخ السياسات الاجتماعية والسياسيين
- النساء المسترجلات واقعهن وظروفهن
- لحظة غروب
- القيادة في لبنان وواقعها القيمي الأخلاقي
- التنمية البشرية المستدامة بين واقعيتها وبين نتائجها
- ظروف الجسم التعليمي في النظام الرسمي
- تهنئة لبنانية لمضي ايجابا نحو تحرر المرأة وفق شعار-خذي كسرة ...
- التعليم الرسمي اللبنانية واستنهاض مناهجه التربوية
- العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين (2)؟؟؟؟؟
- العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين ؟؟؟؟؟
- صناعة الأعراس وأثرها على المنظومة الاقتصادية
- الانتخابات اللبنانية للعام 2009 واقعها وآليتها
- العناية النفسية والاجتماعية بالسنوات الأولى من حياة الطفل
- يوم الوفاء لرجل الكبير رفيق الدرب


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فدى المصري - المواطن اللبناني وأزمة حكم