أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فدى المصري - أبناءنا بين فخ المخدرات وفخ السياسات الاجتماعية والسياسيين














المزيد.....

أبناءنا بين فخ المخدرات وفخ السياسات الاجتماعية والسياسيين


فدى المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 14:19
المحور: المجتمع المدني
    



في وسط الأزمة اللبنانية السياسية والإقليمية؛ والتي تطال أزمة الحكومة والقوى السياسية المختلفة حول الأرقام المالية ضمن مشروع إقرار الموازنة ، وما تطالعه الأرقام التي تصدرت الأزمة عبر تلميح بالهدر والفساد المالي ، وما يتناوله من هدر مالي كبير ورشاوي طال أكثر من 11 مليار دولار، أفرزتها سياسة الحكومات المتعاقبة ، ولا سيما من قبل تخاذل الأفرقاء مجتمعين. رغم أن الإنقسامات السياسات ورمي التهم تجاه بعضهم البعض لم نستطع أن نتحرر منه، وخاصة بين الإنقسام التقليدي أي قوى 14 و8 آذار ، والمواطن اللبناني التعيس يتأرجح وسط هذه الإنقسامات ويدفع ثمنها بشكل أو بآخر من معيشته ومن معيشة أبناءهم واستقرار عائلته.

كأن كتب على لبنان هذا الصراع السرمدي الذي لم يستطع قواه من السياسيين أن يتحرروا ويخرجوا من هذا الإنقسام متجاهلين الأزمات الأخرى الإجتماعية والمعيشية والإقتصادية .... وما إلى ذلك من أزمات تستهدف الكيان اللبناني وأمنه وإستقراره بطريقة أو بأخرى . والأهم من كل ذلك تلك الأزمات التي تغتال شبابه وتنعي قدراتهم وهمومهم المعلقة على أكتاف الضياع والفساد والإنحراف واللهو والعبثية . رغم أن انتشار المخدرات والأدمان ليس وليدة المجتمع اللبناني وحسب إنما منشرا ً في كافة المناطق العربية ككل ، ولعل المؤتمر الذي انعقد في بيروت لهذا العام 2010 بين قوى الأمنية لعديد من الدول العربية ليس وليدة الصدفة، إنما الغاية هو التنسيق وتوحيد الإجراءات والخطط والتدابير بين البلدان العربية في سبيل مواجهة هذه الظاهرة التي تقضي على شبابنا وعلى أوطاننا بشكل مباشر.

فمن يغتال شباب لبنان؟؟ من يغتال أحلامهم وطموحهم؟ من يقف حجرة عثرة أمام الفساد والضياع الفكري والثقافي ... من يرمي هؤلاء في أحضان الإدمان والمخدرات الذي استفحل بطريقة واسعة النطاق لدرجة بات الأهل يغشى على أولاده من هذه الآفات وهو على مقاعد دراسته.

والجدير بالذكر هنا بأن التقرير الأمريكي السنوي عن المكافحة المخدرات في العالم الصادر عام 2009 قد أفاد بأن لبنان ليس من الدول المنتجة للمخدرات ، رغم إن لديه زراعة عشبة القنب ، بل هو من البلدان المستهلكة، وقد إرتفع نسبة تعاطي على المخدرات من قبل المجتمع اللبناني بشكل كبير ولا سيما بين صفوف الشباب. حيث إرتفع التعاطي بين صفوف من يقل عمرهم عن الـ 18 عاما ً بنسبة كبيرة جدا ً ، خاصة ممن يجلسون على مقاعد الدراسة الثانوية والمتوسطة من صفوف المراهقين. وعليه فإن اغتيال هذا الوطن قد صب في صميمه عبر أطفاله وشبابه . وعليه فإننا نلحظ بأن هناك أسباب عديدة قد ساهمت في هذا الارتفاع بين صفوف الشباب ولعل أبرزها تكمن فيما يلي:

أولا ً، غياب دور الأهل في حياة الأبناء عبر الثقة العمياء لهم ، وعدم وجود جو من الثقة والتواصل ، في ظل إلتهاء الآباء بأمورهم الشخصية والمعيشية والاقتصادية على حساب أبناءهم. فيتعرض الأبناء لمعاشرة رفاق السوء والأدمان بطريقة أو بأخرى دون أي وعي منهم للنتائج السلبية لهذه الآفة .

ثانيا ً، ثمة قطيعة بين القوى الأمن والشعب من حيث تطبيق القوانين أو من حيث التواصل بين المجتمع المدني والمجتمع الأمني بمختلف أقسامه.

ثالثا ً ، إلتهاء القوى الأمنية والعسكرية في السنوات الأخيرة ببعض الأزمات الداخلية من حروب كالحرب البادر وحرب تموز 2006، أو إلتهاءهم في مكافحة الأرهاب على حساب الإرهاب الاجتماعي الذي يحدثه المخدرات في صفوف ابناءه وما ينعكس عليهم بطريقة سيئة وخاصة الانعكاس السلوكي للمدمن. وفي ظل هذا التغييب نجد قد انتشر بشكل واسع التجارة بهذه المادة وترويجها بشكل صارخ بين صفوف المراهقين رغبا ً بالثراء السريع أمام غياب القرار السياسي تجاه مواجة ومكافحة الموت الذي ازداد جريانه في دماء الشباب وعقولهم، وما يطال من ادمانهم على اصناف عديدة من المخدرات بدرجات سُمية متنوعة وعالية.

رابعا ً، عدم وجود في لبنان لجنة لمعالجة المدمن ، فالكثير من الآباء يخافون ضياع مستقبل أبناءهم نتيجة دجهم بالسجن، نتيجة ادمانهم ، وتأثير ذلك على وضعهم المهني المستقبلي وخسرانهم فرصة دخولهم العمل، فيفضلون عدم التبليغ عنهم.

خامسا ً، وضع المراهقين والشباب اللبنانيين وما يعيشونه من غياب الأهداف لديهم ، وعدم وجود تحفيز لتفريغ طاقاتهم وطموحهم بالسبل البناءة تجاه خدمة مجتمعهم ، مما يعرضهم للسلوك الأنحرافي والانخراط أمام الفساد والادمان أمام انتشار البطالة، تقلص فرص العمل، عدم الاستقرار الاجتماعي، فشل الدراسي والتسرب المدرسي وما الى ذلك من هموم سلبية تسيطر على فكر الشباب بشكل أو بآخر، خاصة أمام مغريات الحياة المنتشرة دون أي حسيب ورقيب سواء من قبل الأهل أو من قبل القوى الأمنية.

سادسا ً، غياب الاهتمام الرسمي لدى السياسيين في تبني سياسة اجتماعية موجهة تجاه معالجة هذا الواقع بشكل جدي، أمام إلتهاء السياسيين بإنقساماتهم السياسية، تبعيتهم، خوفهم على مستقبل مكتسباتهم ومصالحهم. وهذا ما انعكس على وضع البرنامج لدى الحكومات المتعاقبة المغيب عنها الأمن الاجتماعي والمعيشي للمواطنين اللبنانيين. رغم أن الوضع تجاه مكافحة المخدرات قد تحسن نوعا ً ما للعام 2010 أمام بعض التدابير والاجراءات المُتخذة من قبل رجال الأمن وسياسة وزارة الداخلية تجاه هذه الظاهرة.

إن هذه الأسباب التي تتفاعل في تخاذل القوى الأهلية والمدنية والرسمية قد شكلت مرتعا ً للتجار والمروجين والمتعاطين والثمن يدفعه أبناءنا بشكل أو بآخر أمام انتشار ثقافة الفساد والجهل وقلة الوعي لدى أبناءنا من صفوف المراهقين الذين يدفعون الثمن مرتين ، من صحتهم ومن مستقبلهم، فكيف السبيل لتجاوز هذه الظاهرة وتقليص حدود انتشارها بين أولادنا.



#فدى_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساء المسترجلات واقعهن وظروفهن
- لحظة غروب
- القيادة في لبنان وواقعها القيمي الأخلاقي
- التنمية البشرية المستدامة بين واقعيتها وبين نتائجها
- ظروف الجسم التعليمي في النظام الرسمي
- تهنئة لبنانية لمضي ايجابا نحو تحرر المرأة وفق شعار-خذي كسرة ...
- التعليم الرسمي اللبنانية واستنهاض مناهجه التربوية
- العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين (2)؟؟؟؟؟
- العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين ؟؟؟؟؟
- صناعة الأعراس وأثرها على المنظومة الاقتصادية
- الانتخابات اللبنانية للعام 2009 واقعها وآليتها
- العناية النفسية والاجتماعية بالسنوات الأولى من حياة الطفل
- يوم الوفاء لرجل الكبير رفيق الدرب
- الأعضاء البشرية بين الوهب الإنساني والتجارة المادية
- التنمية السياحية في لبنان بين فاتورة الحرب وأزمة الإرهاب
- الخط الأحمر ؟؟؟؟؟؟
- قضايا الشرف في المجتمع العربي
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (4*)
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (3*)
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (2)*


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فدى المصري - أبناءنا بين فخ المخدرات وفخ السياسات الاجتماعية والسياسيين