أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فدى المصري - العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين ؟؟؟؟؟















المزيد.....

العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين ؟؟؟؟؟


فدى المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2727 - 2009 / 8 / 3 - 07:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثار الأستاذ إبراهيم علاء الدين عبر مقاله الذي نصب من خلاله موقف وولادة نظرية جديدة للعلمانية التي عبرت عن صدى للمتعلمنين الذين تبنوا محاربة الدين كسياسة مباشرة لتعزيز العلمانية ومبادئها ، كأن الدين هو العائق الوحيد أمام مسار العلمانية وتوجهها النضالي عبر الزمن ، ولكن السر بهذا المقال أنه قد أثار وجه حقيقي لموقع الحوار والتمدن الذي سقط عنه لغة الحوار عبر هذا التعصب الأعمى وتدهور للغة الاتصال والتواصل وعذرا لهذا الاستنتاج إلا أن المتابع لهذا الكم الهائل من الردود الممزوجة بأسلوب حاقد اعتمد السباب شق أساسي في تفريغ تعصب فكري أعمى كان السبب الأبرز لهذه الخلاصة ، وهذا ما كشفه المتحاورين من خلال مشاركتهم الذين استخدموا عبرها لغة الابتذال والهجوم وسيلة أساسية لتفريغ حقد مضمر أمام من عبر عن وجهة نظر تمثلت به الكاتبة رشا ممتاز أو الأستاذ إبراهيم عبر مقالاتهما جعلت من خلالها انعكاس لما آلت إليه واقع العلمانية في المجتمع المعاصر .
لما هذه الحرب المضمر بين النفوس والتوجهات الفكرية التي تدعي الاستنصار للعلمانية أم لأهداف أخرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لما هذا الأسلوب المتدني في تجسيد حرب وعنف لفظي تجاه من يخالفنا الرأي ؟؟؟؟؟؟؟
أين الحوار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين التمدن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أين لغة الإبداع في النقاش الحي الفاعل نحو الالتقاء والرقي ،الذي قد عبر عنه الأستاذ إبراهيم علاء الدين بلغة صريحة وواضحة يدعو عبرها الالتقاء وعدم التعصب ، نحو اجتهاد فكري يضم التكامل عنوانا ً كبيرا ً يحتوي الأقلام تحت جبته من أجل تنمية اجتماعية واعدة تصوب وتقوم مبادئ العلمانية التي تنتصر المغلُبون على أمرهم بالتحكم والاستعباد باسم الدين ، وما آلت إليه استخدام فئة ما لمبادئ الدين تكرس سلطتها على رقاب البشر وتحقق لها مكاسب شخصية ، إلا أن الرسالة لم تصل وقد وجدنا لائحة من الردود أثارت عبرها كم هائل من الأسلوب المستفز الذي لم يخلوا من المغالطات والاعتداءات اللفظية ، والفكرية لتحقيق غرض تدعي عبرها نصرة العلمانية من المتأسلمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كيف نعبر عن هذا الاستنصار باسم الثقافة التي تجعل العنصرية الفكرية أداتها لتمرير مآربها الشخصية .
سقطت لغة الثقافة هنا على أعتاب تراهق ثقافي لدى من يدعون الثقافة والفكر الحر التنويري ، سقطت لدى من يدعوا التثاقف وهم لا يمثلون سوى لغة مأجورة لمآرب شخصية ليس إلا ؟؟؟؟؟؟؟
فما الضرر في تحديث مصطلحات ومعايير برى عليها الزمن من التعفن والتصدع الاجتماعي ؟؟؟؟؟؟؟؟
أين التطور والإبداع الفكري ؟؟؟؟؟ يكمن في صب التعصب على الأديان مهما كان شأن هذا الدين ومضمونه، متناسين أن أصل الدين واحد مهما يكن سواء المسيحي أو الإسلامي أو اليهودي ، أصل القيم الدينية واحدة ومرجعها واحد ألا هو الكتاب السماوي الرباني الذي شكل مصدر أساسي لتنوير الفكر البشري وملء مكامن تفكيره العلمي إزاء ما يحيط بالإنسان من تساؤلات أثارت فكره حول معطيات كونية وبشرية . ولكن تشويه البشر للمعايير الدينية والقيمية تبعاً لمصالح وأنانية فردية سلطوية يتم تجسيد التغيرات بهذه المعايير الدينية لرصد عنجهية فكرية جعلت فكرها محور رئيسي تعصبي آمنت به بل ذهبت لأبعد من ذلك بل تقوقعت حوله رافضة الانفتاح لفكر الآخر .
فمن خلال المراقبة لسير الفكر العلماني الذي جسد على يد ماركس نصرة للمعايير الدنيوية من استغلال كنسي لاهوتي تم لرجالات الدين احتقار البشر من الطبقات الكادحة باسم سلطة روحية تجسد بقيم ومبادئ دينية كرست لصناديقهم المادية ، واستغلت نفوسهم الضعيفة تحت شعار الأيمان لغة إقناع وتجيش النفوس عبر التخويف والترهيب النفسي ، إلا أن للحركة التنويرية على يد الماركسيون والهيغليون قد حرر النظام السياسي من هذه السلطة الكنسية لرجال الدين في المنتصف القرن التاسع عشر لدى المجتمع الأوروبي ،وحررتهم من التبعية السلطوية، كما أنصفت الإنسان من استغلال أخيه الإنسان ماديا ً ونفسيا ً وحررت قيوده وحققت له المكاسب المعيشية والدنيوية في ظل الحفاظ على المبادئ الدينية كممارسات فردية تغني وتنمي الروح الاجتماعي وكمرجعي للمبادئ الأخلاقية الجامعة وهذا ما عبر عنه دوركايم المفكر الاجتماعي عبر بحثه اللحمة الاجتماعية الذي قدمه من تحليلات لبناء الأمثل للنظام الاجتماعي وذلك مع بناء قيمي يعزز اللحمة والتماسك الاجتماعي امتدت جذورها من القيم الدينية ، وكذلك ماكس فيبر الذي أشار بأهمية القيم الدينية في تعزيز التماسك الاجتماعي والأخلاق البشري الجماعي وكل هذه المبادئ لم تعارض العلمانية إنما شكلت مؤازرة فعلية لها .
وهذا ابرز نجاح ما قد حققته العلمانية للطبقة الكادحة المظلومة أمام أرباب العمل ورجال الدين المستغلين للنظام السياسي والاجتماعي باسم الدين ، والذين كرسوا مبادئه لأغراضهم وبسط نفوذهم و سيطرتهم ومعتقداتهم تجاه الطبقات المغلوبة على أمرها. فقد حققت العلمانية ذلك عبر تكريس مبادئ سامية لم تتعارض مع القيم الدينية إنما شكلت تكامل لها من مبادئ سامية روحية كرست للجماعة أصول أخلاقي في السلوكيات تعزز البناء السوي الذي يحارب الاستغلال والأنانية الفردية تجاه مصلحة الجماعة والتكامل والعوّنة والمؤازرة بين الطبقات المختلفة وما يفرضه على الأغنياء من واجب محق تجاه الفقراء والبسطاء من المجتمع ، ليسود المجتمع اللاطبقي كما بينه لنا كارل ماركس في نظريته الشهيرة .فمن هنا نجد عما آل إليه الفكر المعاصر تجاه مبادئ العلمانية وتوجهاتهم الفكرية نحوها من صب مكابح حقدهم على المعايير الدينية ولا سيما الدين الإسلامي والمسلمين أغراض وأهداف أساسية لحركاتهم الثقافية المعاصرة ، كأن التاريخ يعيد نفسه هنا عبر مواجهة المتعلمنين والمفكرين للدين الإسلامي من أجل استنصار للعلمانية ، وهنا نجد تكريس فكري لمواجهة مبادئ الإسلام بطرق مستباحة بشتى الوسائل والحجج والعمل على استغلال هذه المبادئ لصب الحقد على المجتمع الإسلامي بشكل عام من قبل المتطرفين والمتعصبين لتحقيق مكاسبهم الفردية والسياسية الخاصة ، كأن الدين الإسلامي المسئول الأوحد عن كل هذا الفجور والتقاعس والتخلف بالمجتمعات البشرية ككل والعربي بشكل خاص .
فكيف نجد هنا أن الإسلام ومبادئه أن يشكل العنصر الفاعل في استباحة لأمن الشعوب واستلابها أمانها الاجتماعي والسياسي في ظل تكريس هذه الحروب ؟؟؟؟؟؟؟ كأن الإسلام مسئول عن حرب أفغانستان .......... ، وتشريد الفلسطينيين من بلادهم ........ وهو المسئول الأكبر عن حرب العراق وسلب أمنه وتشريد شعبه وإدخال فنون جديدة من الديمقراطية لنظامهم الاجتماعي من مخدرات وإيدز ودعارة وفسوق وفساد إداري وتدهور خدماتي طال كافة ميادين امن المواطن العراقي ...... والإسلام مسئول الأكبر عن أزمة إيران وما حصدته من تعنيف للمتظاهرين وتكريس رغبتهم وحرياتهم بالتعبير عن واقع ما كلف الإعدام ضريبة لهذا التعبير الحر ، ولا ننسى أن الإسلام كذلك هو المسئول عن إفقار الشعوب وإرغامها على ترك مبادئها الدينية الأصلية بقوتها اليومي في مناطق مختلفة من المجتمع الإفريقي......... والإسلام مسئول أيضا عن حركة المقاومين الذين يدافعون عن أرضهم تجاه طغاة معتدين سلبوا منهم خيرات بلادهم ودولتهم في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين وكافة البلدان العربية التي تعيش أزمتها تجاه عدو أوحد ألا وهو الكيان الصهيوني الغاصب، لينقلب السحر على الساحر فيتحول عبرها المظلوم إلى المعتدي الذي يجب محاربته ومحاكمته ، لتلقى غزة محاكمتها من المجتمع الدولي الذي شكل اعتدائها للأمن الإسرائيلي وسبي أهلها بأبشع أنواع العنف والتهويل النفسي المحاكمة التاريخية الخالدة لاستنصار القوى الدولية تجاه استحقاق سجل لإسرائيل مكاسبها التي تضاف على مكاسبها السابقة .
هل هذه العلمانية التي تنتصرون لها وتنتفضون إليها لتكريس مبادئكم ، وتعزيز وجهة نظركم تجاه علمانية يكون محاربة الإسلام أساسا لتجسيد مبادئها . متعامين عن التدهور الإقليمي للشعوب الذي يستعبد وما زال يستعبد باسم العلمانية وغطاءً بالديمقراطية الرنانة بالشعارات الحرية والعدالة . أي مغالطة تقعون فيها لتبرير حرب أعمى على الدين الإسلامي كسياسة تخدم مصالح غربية بالدرجة الأولى لتفكيك المجتمع العربي من مضامينه ومبادئه القيمية بشتى الوسائل ، تارة بصب مكامن الحقد على الوهابيين والسلفيين ، وتارة أخرى على الأحاديث النبوية التي تم تفريغ مضامينها بأسلوب يتخذ القلم العقلاني لتبرير أسلوب أكثر استهزائي منه لغرض تقويمي كما يدعي البعض .
إلى متى يتم استغلال المبادئ الدينية بين ثنايا العلمانية ، رغم أن فصل الدين عن الدولة هو الغرض الأبرز في تكريس بناء سليم لمعايير تنموية للدولة ، ولكن بعيد عن صب الحقد للشعائر الدينية ومبادئها التي تظل معايير شخصية وحرية فردية يحق لكل فرد تكريسها وفق نظرته الخاصة وفق تصوراته إليها ، فعوضا عن تفريغ الإنسانية من معاييرها الروحية التي تكرس صفاءها ونقائها في التعامل البناء القائم على احترام الآخر ، يجب أن نطلق يد العلمانية ومبادئها التي تكرس بناء الاجتماعي الوضعي والتنظيم المدني للمجتمع البشري في إطلاق قيود الإبداع ومحاربة الفساد والتلطي وراء محاربة الدين لإفساد المجتمع بشتى أشكال الانحرافات السلوكية تحت شعار الحرية الشخصية . فالعلمانية البناءة القائمة على الاتزان والعقل يجب أن تستعين بالمضامين الدينية لتكريس القيم الدينية وأحياء هذه القيم من أجل تنشيط المجتمع العلماني المدني الرائد . فالتحية وكل التحية للمتحاور المتزن العاقل والمفكر المبدع الذي يكرس مبادئه وتوجهاته الفكرية نحو الرقي والتطور وليس نحو الانحطاط والفجور والتهجم وتبديل الحقائق .





#فدى_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الأعراس وأثرها على المنظومة الاقتصادية
- الانتخابات اللبنانية للعام 2009 واقعها وآليتها
- العناية النفسية والاجتماعية بالسنوات الأولى من حياة الطفل
- يوم الوفاء لرجل الكبير رفيق الدرب
- الأعضاء البشرية بين الوهب الإنساني والتجارة المادية
- التنمية السياحية في لبنان بين فاتورة الحرب وأزمة الإرهاب
- الخط الأحمر ؟؟؟؟؟؟
- قضايا الشرف في المجتمع العربي
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (4*)
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (3*)
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (2)*
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية
- الطلاق واقعه وأسبابه وتأثيره على بنية المجتمع
- الجلسة الرابع عشر للبيان الوزاري بين الكسوف وإبصار النور
- الثروة الحرجية اللبنانية إلى أين ؟
- الأمن الغذائي وواقعه أمام الغلاء العالمي
- أولاد الشارع بين الإنحراف والتشرد وفقدان الأمن الإجتماعي
- واقع البيئي للمجتمع العربي وآثاره على الإنسان
- التكنولوجيا البيئية
- المرأة والحجاب في المجتمع الإسلامي المعاصر


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فدى المصري - العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين ؟؟؟؟؟