أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فدى المصري - أولاد الشارع بين الإنحراف والتشرد وفقدان الأمن الإجتماعي















المزيد.....

أولاد الشارع بين الإنحراف والتشرد وفقدان الأمن الإجتماعي


فدى المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 02:09
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


من خلال ملاحظتنا لانتشار هذه الظاهرة مؤخرا ً أي عبر انتشار ظاهرة تشرد الأولاد في الشارع ،و ممارسة حياتهم اليومية في المجتمع في ظل انعدام للأمان الاجتماعي عبر تنقلهم عبر الطرقات دون أي منزل يأويهم أو سقف يحمي أجسادهم الصغيرة ، يفترشون الأرض للنوم والسماء كسقف لهم متشردين عبر الأزقة والحدائق العامة ومحطات لوسائل النقل دون أي حسيب أسري أو رقيب قانوني، ونجد ما يمارسونه من سلوكيات قد تكون مخلة للآداب العامة أو خارجة عن القانون العام لمجتمعهم،وما يمثلون من انحراف أخلاقي ، وما يشكلون من أداة للإجرام بشتى أنواعه ، كالسرقة والنشل ، والاعتداء الجسدي أتعاطي المخدرات والإتجار به، وما يتعرضون إليه من أنواع الاغتصاب أو ممارسة الجنس الجماعي ، عدا عن تعرضهم للاستغلال من قبل العصابات وتجار الأعضاء ، وما يلقونه من عنف ، عدا عن الحالة النفسية المزرية من جراء الإهمال الأسري والاجتماعي من قبل ذويهم أو من قبل السلطات الرسمية ،ومن قبل الهيآت الأهلية والمنظمات الإنسانية ، والتي تدفع بهم هذه الحالة النفسية إلى نقمة عارمة على المجتمع وممارسة الانحراف دون أي رادع. شكل لدينا دافعاً لإلقاء الضوء على هذه الظاهرة لما تحتويه من مآسي إنسانية قضت على معالم الطفولة،كما قضت على النمو السوي الجسدي للطفل في ظل بيئة تخلو من مستلزمات الحياة الإنسانية الأساسية الواجب تأمينها للطفل، وما تشكل من انعدام للأمن الأسري ، وهذا ما يشكل بؤرة اجتماعية سيئة ، وملوثة ، عدا عن فقدان النمو الذهني والقيمي السليم لهؤلاء الأطفال الذين زاد عددهم بشكل مطرد من قبل الجنسين البنات والبنين .
وبسبب الأهمية والنتائج الوخيمة الناجمة عن انتشار أولاد الشارع وما ينعكس سلبا ًعلى هذه البيئة من أطفال الشوارع وعلى المجتمع ككل نجد اهتمام إعلامي قد سلط الضؤ مؤخراً على هذه الظاهرة من خلال برامج الإعلام بشكل عام والدراما بشكل خاص ،والتي جسدت ما تعانيه هذه الفئة المشردة من آلام ، وما تتعرض إليه الطفولة من فقدان للحد الأدنى من للأمن الغذائي والأسري ، والمنصوص عليه بصريح العبارة وفق ما جاء به تقرير الأمم المتحدة من تأييد لحقوق الطفولة واحتياجاتها ،والصيغة الاجتماعية الواجب توفيرها في سبيل الاعتناء بمرحلة الطفولة وتأمين احتياجاتها الأساسية والرفاهية منها، وما تحقق من نمو جسدي وذهني بشكل سليم . ورغم ما جسده مثلث "ماسلو" من احتياجات واجب تأمينها الأساسية منها والثانوية ولا سيما الحاجة الإيوائية والغذائية والأمان الأسري للطفولة ،عدا عن أعمال ونشاطات صدرت عن منظمات عالمية كاليونسف وإتحاد غوث الأولاد في سبيل تعزيز الاعتناء بهذه المرحلة لما لها من انعكاسات مهمة على المجتمع البشري للإنسان مستقبلا ً وعلى بنية الثقافية والقيمية والسلوكية بشكل عام، وما تعمل على تعزيز مبادئ حماية الطفل كسبيل أساسي لتأمين طفولة رغيدة لهم ، عبر حمايتهم وتأمين مستلزمات حياتهم ، إلا أن ظاهرة أولاد الشارع الآخذة بالازدياد بشكل مطرد ، قد انتشرت في المجتمع المصري بشكل خاص والمجتمع العربي ككل ولا سيما من جراء ما يتعرض إليه من كوارث الإرهاب والحروب ، وخاصة الأطفال في العراق وفلسطين الذين فقدوا ذويهم ولم يجدوا البديل في توفير الحماية لهم وذلك بسبب فقدان قدرة الدولة السياسة الحمائية والميزانية المالية المناسبة لتغطية نفقات هذه الحالة .
وبسبب أهمية ونتائج هذه الظاهرة ،وجدنا دور الإعلام وما جسده من خلال عرض مسلسل المصري" أولاد الشارع " والذي لاقى شهرة واسعة وتفاعل الجماهير نفسياً مع هذه الحالة الاجتماعية الخطيرة، وقد جاء هذا التفاعل الجماهيري من جراء ما تم تجسيد لمعاناتهم ، بكل ظروفها ونسق حياتهم بأدق التفاصيل ، وخاصة تجسيد الاستغلال الجنسي لهم من قبل أصحاب النفوس الضعيفة والضمائر الميتة ، أو استغلال معاناتهم وفقرهم بشراء أعضاء من أجسادهم ، ولا سيما شراء الكلى ، أو تعرضهم للابتزاز النفسي والاستلاب الإنساني ودفعهم لارتكاب الجرائم إذا ما تم دفعهم للترويج المخدرات ودفعهم للإدمان .
وبسبب خطورة هذه المسألة وانعكاسها السلبي على الطفولة المعذبة تم تجسيد معاناة هذه الفئة الاجتماعية أيضا ًعبر فيلم سينمائي نقل لقطات حية للواقع الميداني لهؤلاء الأطفال ،وخاصة الحالة التي تجسد الاغتصاب الجنسي الجماعي فيما بينهم، مما دفع المسؤولين إلى محاكمة مخرج الفيلم قضائياً بسبب تناوله سينمائياً لهذه الحالة بسبب ما يجسد الفيلم الوجه السلبي للمجتمع المصري،والذي دفع المخرج تسليط الضوء على هذه الحالة كقضية إنسانية وجد عبرها انه لا بد ومن عرض ونشر هذه البيئة إعلامياً للإطلاع على هذا الواقع البائس الذي يحيط بها وحث المسؤولين على الاطلاع عليها وإيجاد المساعدة اللازمة لهؤلاء الأطفال ،أهم من أي محاكمة قد يتعرض إليها بسبب ما قد تم تسليطه سينمائياً، وذلك عبر عرضه هذه اللوحة المزرية عن هذه البيئة القذرة التي أحاطت بواقع ومعيشة للطفل الشارع الممتد والمنتشر بسبب ارتفاع أعداد أطفال اللقطاء وارتفاع معدل الأسر الفقيرة وازدياد أعداد أطفالها التي باتت هذه الأسر المعدمة غير قادرة على تحمل مسؤولية نفقات أبنائها بما تتعرض إليه من غلاء معيشي ،أو ارتفاع البطالة لديها ، عدا عن تدني الأجور ، مما تدفع بها إلى التخلي عن أطفالها وإيقاع بهم عبر أزقة الشوارع دون أي حسيب أو رقيب لما يفعلونه من سلوكيات وممارسات لا تتوافق مع القوانين ولا تتناسب مع سلوك الأطفال الذين حرموا من طفولة آمنة بسبب الوضع المأساوي الذين وضعوا فيه لمهب الطرقات في ظل واقع معيشي كادح ، أو أطفال من أسر تم تشتيتها بفعل سكر الأب وطلاق الأم عدا عن الحالات المتعددة يجسدها إهمال الأسر لأطفالها . وكل هذا سوف يؤدي إلى النتائج الوخيمة على المجتمع مستقبلا ً وما يسببه من انتشار للحالات المرضية وأشكال متعددة من الانحراف والجريمة وما ينعكس على تخلخل بنية المجتمع وانهياره،أما القضية هنا..................... فكيف يمكن للمجتمع تخطي هذا الواقع المرير ؟ كيف نجد حل لهذه المشكلة المأساوية والتي تكمن من خلال الإجراءات التالية :
_ دعم الأسر الفقيرة معيشيا ً عبر تأمين احتياجاتها الأساسية من خلال دور وزارة الشؤون الاجتماعية وما تخطط من برامج إنسانية تشمل هذه الفئة عبر إحاطة متطلباتها من جهة ، ودعمها ماديا من جهة أخرى.
_دعم دخل أضافي للأسر عبر برامج التنموية حرفية يدوية للأم ضمن منزلها .
_إيداع أطفال الشوارع في مراكز ودور خاصة بهم ، مع برنامج رعائية يتناسب وفق تأهيلهم على حرفة ، مع تأمين إيوائهم بما يكفل لهم الحياة الكريمة .
_تكثيف دوريات للأمن وقوى الشرطة المحلية وشرطة البلدية في مراقبة أطفال الشوارع عبر منع تشردهم وإيداعهم بمؤسسات رعائية وما تقوم به من برامج تربوية وإعداد مهني وتعليمي لهم وفق سياسة تنموية فاعلة وخاصة بهم .
_تكاتف المختصين ضمن المجتمع المدني بتأمين المراكز الإيوائية اللازمة ، و العمل على تأمين التمويل اللازم من هبات ورصد من ميزانية لدى الدولة تكفل هذه الحالة .
_ التثقيف الإعلامي الأسري لأهمية حماية الطفل ضمن بيئته ،ودفع الأهل إلى حماية أطفالهم من التشرد .
_تفعيل برامج الإعلام أكثر لتسليط الضوء على هذه البيئة وعرض واقعهم البائس وخطورة هذا الواقع على المجتمع ككل ، ودفع المجتمع للمشاركة في معالجة هذا الواقع.
_تفعيل القيم الدينية لتقويم السلوكيات الشاذة ضمن المجتمع وإحياء مؤسسة الزواج الشرعي وتسهيل شؤون الشباب عبر تأمين مستلزمات زواجهم كبنية أساسية لواقع الأسري السليم الذي يتولى حماية الأطفال.



#فدى_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع البيئي للمجتمع العربي وآثاره على الإنسان
- التكنولوجيا البيئية
- المرأة والحجاب في المجتمع الإسلامي المعاصر
- واقع العنف الممارس ضد المرأة العربية
- االتحولات لدى الاسرة العربية المعاصرة
- الامن المائي في الوطن العربي
- الحرية والمجتمع اللبناني الديمقراطي
- التنمية وأسس التخطيط لها داخل المجتمع
- أي حرية نريدها للبناننا?!
- الإنماء السياسي في المجتمع اللبناني
- الانتحار بين رحم المعاناة ومأساة الحياة
- أثر الطائفية في المجتمع اللبناني بين الداء والدواء
- السجن هو إصلاح أم تأديب


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فدى المصري - أولاد الشارع بين الإنحراف والتشرد وفقدان الأمن الإجتماعي