أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - حين يفقد المثقف البوصلة أو يغير الاتجاه؟















المزيد.....

حين يفقد المثقف البوصلة أو يغير الاتجاه؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 4050 - 2013 / 4 / 2 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حدثان متزامنان عرفتهما مؤخرا الساحة الاعلامية بالمغرب، يفسران الى أي حد أصبح فيه الجسم الصحافي متعفنا و مثيرا للاستمئزاز و القرف من جراء ردود فعله حول ما يقع بالمجتمع و خاصة ما يقع لزملائهم بالمعنة من تعسفات و اضطهادات تلاحقهم بسبب أرائهم الحرة.
الحدث الاول، فجرته الكاتبة الاعلامية فاطمة الافريقي، حين كتب نهاية الاسبوع المنفرط، عمودا تعلن فيه اعتزالها الكتابة النقدية بعد التهديدات و المراقبة المستمرة لحركاتها و سكناتها. فاطمة قالت في مقالها الاخير أن تهديد بناتها خط احمر و انها لن تضحي بهم مفضلة الانتحار صمتا على الحاق الاذى بفلذات كبدها.
فاطمة صاحبة برنامج " عتاب " في القناة الاولى قبل أن يتم توقيفه رغم الشهرة الواسعة التي حققها، تعتبر أن المعركة من أجل الحرية لم تنتهي. ظلت منذ انطلاق حركة 20 فبراير سنة 2010، تسخر قلمها و أسلوبها الشيق لمساندة الشباب الثائر و الدفاع عنه. هي من الكتاب و الكاتبات القلائل الذين التزموا بتفكيك شعار الحركة المتمحور حول اسقاط الفساد و الاستبداد.
طبعا هذا في الوقت الذي دفن فيه المئات من حاملي البطائق الصحفية رؤوسهم في الرمل، في أحسن الاحوال، أما أسوؤها، فتحول البعض الى الضفة الاخرى مسخرا قلمه لمهاجمة الحراك الشعبي و من يسانده عبر الراي و الكتابة النقدية.
الى هنا فالامر عادي، لان الاصوات التي تشنف أسماعنا و الفنا لغطها، تعودت على فعل ذلك. وظيفتها هي بالضبط التشويش و خلق البلبلة و التشهير بالاقلام الحرة. هذه الاصوات النكرة عبرت عن ردود فعل مخزية اتجاه محنة الكاتبة فاطمة الافريقي. والبعض منها ذهب بعيدا و اعتبر أن الامر مفبرك متهما السيدة فاطمة، التي هي الضحية في هذا المقام، أنها تضغط بحروفها لكي يفك الحصار الذي غيبها عن جمهورها بدار البريهي للاذاعة و التلفزة.
في هذا الزمن الرديء، لا يحتاج المرء لاي تعليق، لاننا تعودنا على تبخيس الشرفاء و تمجيد الأنذال، لكن لم نكن نتصور أن يصل الامر الى الحد الذي تصدر فيه تلك الاراء المخزية من طرف زملاء لها، و هذا شيء يستدعي الوقوف عنده كثيرا؟ كنا نعتقد ان نار الغيرة و الحسد موجودة فقط في العلاقات الاجتماعية التي تتصدر سلوكات الناس على اختلاف أصولهم الاجتماعية، لم نتوقع أن تصل لحملة الاقلام و تصبح مادة ضمن مواد حرية الراي بالمفهوم المخزني العتيق ؟؟
فاطمة ليست في حاجة لتضامن هذه الاقلام التي أعطت بظهرها لشباب 20 فبراير، و يكفيها فخرا ان هذا الشباب عبر صفحاته على الفايسبوك و التويتر و من خلال تدويناته عبر الشبكة الالكترونية ، كان سباقا للتضامن و المساندة غير المشروطة، دفاعا عن حقها في الكتابة و التعبير، و كانت له الجرأة في تسمية الاشياء بمسمياتها، و هي الجرأة التي افتقدها الجسم الصحافي و أصبح يضرب لها ألف حساب؟
في الوقت الذي شكك هؤلاء في قرار احتجاجها عبر امتناعها عن الكتابة، متهمينها بالبحث عن الضجيج و البطولة، قام العديد من محبيها بتغيير صور بروفايلاتهم بالفيسبوك ووضعوا مكانها صورة فاطمة الافريقي. لا أظن أن قلم هذه الكاتبة سينكسر، رغم المرارة الاليمة التي عبر عنها مقالها الاخير، و من يعتقد عكس ذلك فما عليه الا أن يقوم باطلالة سريعة لتعليقاتها النارية بصفحتها الخاصة على الفايسبوك حول ما يجري بالبلاد.
الحدث الثاني، هذه المرة جاء ليكشف لنا عن اهتمامات أخرى لهذه النخبة الاعلامية و المثقفة، و يجيب لنا عن سبب غياب أو امتناع غالبيتها عن التضامن مع الكاتبة الافريقي و من قبلها مع معتقلي 20 فبراير الذين تم الزج بهم في السجون بتلفيق تهم واهية، حيث وقع العديد من الصحفيين و الكتاب و الباحثين و نشطاء حقوقيين و فاعلين " مدنيين" بيانا عبروا فيه عن تضامنهم مع قيادي بحزب "العدالة والتنمية" القائد للحكومة، السيد عبد العالي حامي الدين، و ذلك على خلفية ما يتعرض له هذا الأخير من "حملة ممنهجة ذات طابع إعلامي وسياسي منسق، هدفها الزج باسمه تحت أي ذريعة كانت في تهمة المشاركة في أعمال العنف الجامعي بمدينة فاس التي جرت منذ 20 سنة خلت" كما جاء في لغة البيان الذي توصلت به الجريدة الالكترونية " لكم.كم".
و كانت عائلة الطالب القاعدي آيت الجيد محمد بنعيسى قد طالبت بالكشف عن حقيقة اغتيال ابنها ومحاكمة جميع المتورطين في هذه الجريمة التي وقعت عام 1993 بالقرب من جامعة محمد بن عبد الله بفاس. واتهمت العائلة المخابرات المغربية بتسخير جماعة العدل والإحسان وحركة الإصلاح والتجديد لتنفيذ عملية الإغتيال. كما اتهمت عبد العالي حامي الدين عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بالمشاركة في عملية الاغتيال عندما كان طالبا بنفس الجامعة و مسؤول عن قطاع طلبة الاصلاح و التجديد.
كما قال شقيق بنعيسى في الدعوة التي رفعتها عائلته أمام القضاء، أن احد القتلة المباشرين، الذي صرح كاذبا، حسب محاضر الضابطة القضائية أنه ينتمي لفصيل الطلبة القاعديين التقدميين في حين أنه كان ينتمي إلى حركة الإصلاح والتجديد، هو الآن رئيس إحدى الجمعيات المغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وعضو الأمانة العامة لحزب رئيس الحكومة الحالية .
الموقعون على البيان، الذي يعد شديدا في لهجته، حيث تم فيه اعتبار عودة قضية الشهيد أيت الجيد هدفها النيل من الاكاديمي عبد العالي حامي الدين، و اخراس صوته. و الغريب أن هذا البيان جاء بعد رفض المحكمة لدعوة العائلة و اغلاقها للموضوع؟ ولماذا اذن يتم اصدار هذا البيان بعد ايام فقط من احياء الذكرى 20 لاستشهاد أيت الجيد؟؟
نحن امام موقفين مختلفين بشكل جدري : موقف تمتنع فيه هذه النخبة عن ابداء تضامنها مع مضطهدي و مضطهدات حرية التعبير، و أخر تتضامن فيه مع كاتب يعتبره الكثيرون أنه منظر التجربة البنكيرانية الراهنة، باسم البحث الاكاديمي و حرية التعبير ؟
نحن لا ندين السيد حامي الدين، فالمتهم بريء حتى تظهر ادانته، لكن ما الذي دعا بأعضاء هذه النخبة لاصدار بيانها في هذا الوقت بعد الندوة الصحفية التي نظمها عائلة و رفاق أيت الجيد؟ وما الذي جعلهم يتقاعسون في اصدار نفس البيان لمساندة فاطمة الافريقي مثلا؟
هل هو، التكافل " المهني الوظيفي " لأعضاء النخبة أم هو شيء أخر لانزال نجهله ؟



#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب و دينامية المجتمع المغربي
- النخب المغربية والحراك الشعبي
- الدولة في مواجهة المجتمع
- لماذا يغلب منطق التمرد على منطق الثورة ؟
- الإسلاميون يحكمون و يعارضون ؟
- من الضحية : الإخوان أم الثوار؟
- بروبغاندا الإستثناء المغربي
- هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟
- من يستفيد من عيد الأضحى؟
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي
- التابث و المتحول في السياسية المغربية
- رمضان سياسي بامتياز
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!
- يوم كامل بدار الضريبة !
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...
- أنقذهم يا عمر سليمان !


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السلايلي - حين يفقد المثقف البوصلة أو يغير الاتجاه؟