أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي الاخرس - العراق من دولة مظمة لفوض طائفي














المزيد.....

العراق من دولة مظمة لفوض طائفي


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 15:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العراق من دولة منظمة لفوضى طائفية
الحديث عن العراق السابق أصبح كوخز الجسد بسهام سامة في جسد كان جامع لكل طوائف ومذهبيات فسيفساء اجتماعية متعددة شهدت تناحرًا منذ خلافة علي بن أبي طالب_ رضي الله عنه_ حيث بدأت الفرق والطوائف تتوالد وتتكاثر لتعبر عن حالة متوترة وملتهبة اجتماعيًا، ودينيًا، وسياسيًا، لم تتآلف أو تتوحد وتشكل حالة من التماسك وان لم تدفن ألسنة الفتنة كليًة، ولكنها شهدت وأدًا لها سوى في حقبة الشهيد صدام حسين وأن كانوا أطلقوا عليه ديكتاتور، إلاَّ أن هذه الديكتاتورية هي القانون المطلوب لتآلف هذه الفسيفساء، ومحاربة رؤوس وأفكار الفتنة، والتدمير لدولة مثل العراق تتمتع بواقع جغرافي واقتصادي مميز، ديكتاتورية كان المواطن العراقي يعيش فيها بأمن وأمان، وينال نصيبه من ثروات وطنه وبلده. واستطاع أن يكون العراق قوة إقليمية لها ثقلها في المنطقة، وتصطف إلى جانب قضاياه العربية القومية، وهي الحالة التي لم ترق للولايات المتحدة الأمريكية والقوى العميلة في المنطقة التي ساهمت في تنفيذ المخطط الأمريكي وفق ما هو معد بسيناريوهاته الخبيثة التي ابتلع العراق منجلها، فتحقق لهم ما أرادوا، حيث قضوا على العراق كدولة موحدة قوية، وفتتوها لدويلات منقسمة سياسيًا وإن كانت ظاهريًا تبدو موحدة، إلا أن ما يجري على الأرض يؤكد أن العراق عمليًا مقسم طائفيًا وسياسيًا وجغرافيًا، وكذلك اقتصاديًا، وأيضًا استطاعوا القضاء على زعيم عربي قوي استطاع أن يجعل من العراق وحدة قوية مؤثرة في المنطقة، وبذلك تحقق للولايات المتحدة الأمريكية وعملائها ما أرادت.
بعد عشرة سنوات من الاحتلال الأمريكي، والعراق لا زال يشهد تمزقًا وقتلًا ودمارًا في كلًّ ربوعه، قتل على الهوية الطائفية والمذهبية ومفخخات في كل شارع وحي وزقاق، وثروات منهوبة حسب الهوية الطائفية، ومواطن لم يَعُد يجد قوت أطفاله وحياته، يلاحقه الفقر والاعتقال والقتل بذنب أو دون ذنب وقوى دولية وإقليمية يسيطر كل منها على فصيل أو حزب سياسي ينفذ أجندته الخاصة، ولم يعد يملك العراق في خضم هذه الحالة سوى تهجير لمواطنيه من كل الطوائف والمذاهب، وتدمير لمؤسساته وبناه الوطنية، ومراكز نهضته وقوته، ونهب لخيراته، حتى أضحى العراق الذي كان يمتلك ثروات بشرية علمية بكل المجالات يعاني من تصحر علمي وفكري، وساد قانون العصابة والعربدة والزندقة، حتى أن الطائفة نفسها انقسمت على ذاتها.
من خلال هذه الحالة السوداوية لا زال الشعب العراقي المنقسم يبحث عن خلاصه، وعن حياته، ويحاول استعادة ولو جزء من العراق المغتصب من خلال حراك شعبي متواصل، ولكنه حراك يحتاج لوحدة شعبية تذوب فيها الطائفية والمذهبية لتستطيع تصليب الجبهة الشعبية القوية القادرة على تخليص العراق ممّا هو فيه وعليه، وهو ما لم يتحقق بعد، حيث لا زال هذا الحراك رغم شرعية مطالبه تنقاذفه مصالح قوى خارجية سواء كانت إقليمية أو دولية، تستغل الوضع العراقي في إغراق العراق بمزيدٍ من الفوضى والموت والتدمير، وتبعده رويدًا رويدًا عن ثورة شاملة تقتلع قاتليه وناهبيه وتعيد الأمل للعراق من جديد.
من هنا فإن الحراك الشعبي العراقي لازال في بداية إرهاصاته الذي يحتاج لقوى ثورية وطنية تقوده باسم جموع الشعب العراقي، وتنأى بالعراق من السيطرة والاحتلال غير المرأى للولايات المتحدة الأمريكية والقوى الإقليمية الممثلة بإيران ودول الخليج العربي اللتان أصبحت بصماتهما واضحة في الساحة العراقية.
د. سامي الأخرس
29اذار(مارس) 2013
[email protected]



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الدوحة الواقع والمأمول
- أوباما يعتذر لتركيا بلسان نتنياهو
- أوباما عصا بلا جزرة
- الربيع العربي بين الحجاج وهولاكو
- انتهى موسم الانطلاقات
- فلسطين مائة وأربعة وتسعون
- الرفع والنصب في الحالة المصرية
- معركة غزة دروس وعبر
- سيمفونية العصا والعزف بالركل
- أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير
- رجعية الانقسام وامبريالية الصمت
- أحمد سعدات مناضل وقائد
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة


المزيد.....




- حميميم.. قوات روسيا تحيي عيد النصر
- الروس يحتفلون بعيد النصر في باريس
- بايدن: -لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتح ...
- بوادر توتر جديد بين إيطاليا ومنظمات إغاثية ألمانية
- انفجار إطار طائرة -بوينغ- أثناء هبوطها بتركيا (فيديو + صور) ...
- تقارير غربية تؤكد توجيه الجيش الروسي ضربات مدمرة لعتاد قوات ...
- الحوثي: ضوء أمريكي أخضر للإسرائيليين في رفح واستعراض ضد الشع ...
- غالانت يرد على تصريحات بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة الأمري ...
- -مواجهة متوترة- بين ستورمي دانييلز وترمب في نيويورك
- البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي الاخرس - العراق من دولة مظمة لفوض طائفي