أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - الاسلام والطقوس الجاهلية/الحلقة الثانية













المزيد.....

الاسلام والطقوس الجاهلية/الحلقة الثانية


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 4044 - 2013 / 3 / 27 - 11:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الفصل الثاني
الطقوس الاجتماعية
تعدد الزوجات

في نظر علماء الاجتماع ان الزواج ارتباط جنسي رسمي دائم لعدد من الرجال وعدد من النساء مع ما يترتب من حقوق وواجبات وكذلك تكون علاقة الزوج بالزوجة مسألة تخضع للضبط العام الذي يحدد مقدما نطاق الحق والواجب قبل الدخول في علاقة من هذا النوع .
وقد جوزوا عرب ما قبل الاسلام الارتباط بأكثر من زوجة ، بمعنى ان يكون للرجل عدد من الزوجات ثلاث او اربع وحتى اكثر من هذا العدد . والاسباب التي ادت الى تعدد الزوجات – كما يرى بعض الباحثين الاسلاميين – كثيرة وذلك لانشغال الرجال بالحرب والصيد مما كان يعرّض حياتهم الى الاخطار فكانت الوفيات في الرجال اكثر منها في النساء مما جعل عدد النساء يزبد على عدد الرجال ، وادى بالتالي الى ان يسود نظام الزوجات او بقاء الكثير من النساء عازبات ، ولما كانت عوامل الموت والفناء كثيرة في تلك العصور ، فليس من المنطق ان تبقى اعداد كبيرة من النساء بدون زواج ، اذن كان تعدد الزوجات في ذلك الزمان امراً لا بد منه ( ) .
وهذا الرأي قد يكون صحيحاً الى حد ما ، لكن نقول : ان الحروب التي وقعت في عصرنا هذا اكثر من تلك الحروب واعظم دموية وفضاعة حيث ان الاسلحة الحديثة من طائرات ودبابات ومدافع وقنابل وهاونات وصواريخ تصل عبر القارات تقل بالدقيقة الواحدة عشرات بل مئات الاشخاص . فالحرب العالمية الاولى وثانية وما حدث في البوسنا والهرسك وفي الحرب العراقية الايرانية وحرب امريكا على افغانستان والعراق ، وغير ذلك من الحروب التي حدثت قبل هذه الحروب التي راح من جراءها ملايين الرجال فضلا عن الشيوخ والاطفال والنساء . فلماذا لم يتزوج الرجال بأكثر من امرأة ، وبتعبير آخر لماذا لم يشاع نظام تعدد الزوجات في هذا العصر ؟ .
وتؤكد الدكتورة واجدة الاطرقجي ان نظام تعدد الزوجات في العصر الجاهلي كانت تسوده الفوضى وعدم الانتظام ، الا انهم كانوا جد حريصين على العفاف والصيانة ( ) .
إذن ( كان العرب يجيزون تعدد الزوجات الى غير حد ولم يكونوا يستسيغون تحديد عدد الزوجات ) ( ) . والاسلام قد ورث هذه السجية من العصر الجاهلي كما ورث غير هذا الاشياء والبسها لباس القداسة .
وهذا ما اكده مرتضى المطهري بقوله : ( ان تعدد الزوجات لا يرتبط بالإسلام ابداً ، اذ انها كانت شائعة قبل الاسلام بين جميع شعوب الشرق من اليهود والايرانيين (الفرس) والعرب وغيرهم ... نعم ان الاسلام لم يبتدع تعدد الزوجات ، انما حدده ، وجعل له حداً اعلى ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى ، وضع له قيودا وشروطا ثقيلة . فاضطروا – مرغمين – الى قبول القيود والحدود التي فرضها الاسلام عليهم ) ( ) .
ولما جاء الاسلام اقر تعدد الزوجات (فانكحوا ما طب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) النساء الآية 3 . وهناك رأي له وزنه من بين المفسرين من يقول ان هذه الآية لا تعني الوقوف عند اربع زوجات ولكن اجمعت عليه الامة خلاف ذلك والاكتفاء بأربع ، ولكن هذا القيد لم يكن عائقاً امام التقليد العربي وهو ان العرب لم يكونوا يستسيغون تحديد عدد الزوجات . فكان الطريق الى الافلات منه والاستمتاع باي عدد من الزوجات هو الطلاق . فمن حق المسلم ان يطلق زوجته ويتزوج غيرها بشرط الا تجتمع لديه في وقت واحد اكثر من اربع زوجات ، هذا بخلاف الامة والجواري او كالسراري او ملك اليمين . فهؤلاء لا حد على امتلاك اي عدد منهن . ولذا وجدنا من الصحابة من تزوج اعداد وفيرة من الزوجات بخلاف ملك اليمين منهم الخلفاء الراشدون :
أ‌- ابو بكر تزوج اربعا منهن اثنان في الجاهلية :
(1) قتيلة بنت العربي .
(2) ام رومان بنت عامر ، تزوجها في الجاهلية .
(3) اسماء بنت عميس .
(4) حبيبة بنت خارجة بن زيد توفي عنها وهي حامل .
ب‌- عمر بن الخطاب : تزوج تسعاً :
(1) زينب بنت مظعون بن حبيب .
(2) ام كلثوم بنت علي بن ابي طالب .
(3) ام كلثوم بنت جرول بن مالك . فرق الاسلام بينهما .
(4) جميلة بنت ثابت بن ابي الافلح .
(5) ام ولد سرية تسمى لهبة . انجبت له ابا المحبر .
(6) ام ولد . انجبت له عبد الرحمن الاصغر .
(7) ام حكيم بنت الحارث بن هشام .
(8) ام ولد وتسمى فكيهة . انجبت له زينب .
(9) عاتكة بنت ويد بن عمرو بن نفيل . وهي بنت عمه .
جـ - عثمان بن عفان تزوج تسعاً ايضاً :
(1) رقية بنت النبي .
(2) ام كلثوم بنت النبي ايضاً .
(3) فاطمة بنت غزوان .
(4) ام عمرو بنت جندب .
(5) فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس .
(6) ام البنين عيينة بنت حصن .
(7) رملة بنت شيبة بن ربيعة .
(8) نائلة بنت الفرافصة بنت الاحوص .
(9) ام ولد . انجبت له ام البنين ، وقتل وعنده رملة ونائلة وام البنين وفاختة . وطلق ام البنين وهو محصور .
د- علي بن ابي طالب تزوج ايضاً تسعاً :
(1) فاطمة بنت النبي .
(2) خولة بنت جعفر بن قيس .
(3) ام البنين بنت حزام .
(4) ليلى بنت مسعود بن خالد .
(5) اسماء بنت عميس .
(6) الصهباء ام حبيب بنت ربيعة .
(7) امامة بنت ابي العاص .
(8) ام سعد بنت عروة بن مسعود الثقفي .
(9) محياة بنت امرئ القيس بن عدي ( ) .
*******************
ورأيت لأحدهم بهذا الخصوص – تعدد الزوجات – من يناقض نفسه بنفسه . يقول : ومن ضرورات الامم ما يعرض لها ابان الحروب من نقص عدد الرجال عن عدد النساء ، وحاجتها الى تعويض ما نقصها من الايدي العاملة في ميدان الاقتصاد والحروب . والمعروف ان تعدد الزوجات كان هو الوسيلة التي قامت بعمليات التعويض فيما خاضه المسلمون في الصدر الاول من حروب طاحنة متواصلة في الداخل والخارج ، لولاه لأكلتهم الحروب . وفي عصرنا الحديث حين طحنت الحروب شباب المانيا الهتلرية ، فكر هتلر تحت ضغط الضرورة في اجراء يجبر النقص المروع الذي تخلخل به كيان امته ، فلم يكن امامه سوى قانون يشرع به تعدد الزوجات ، وقد جاء في جريدة الاهرام بتاريخ 13 ديسمبر 1960 انه قد اكتشفت وثيقة بخط يد مارتن بورمان نائب هتلر ، كان قد كتبها في عام 1944 يقول فيها : ان هتلر كان يفكر جديا في ان يبيح للرجل الالماني الزواج من اثنتين شرعا لضمان مستقبل قوة الشعب الالماني .
ان المنادين عندنا والمناديات بتحريم تعدد الزوجات يعرفون تلك الحالة حق المعرفة ، ويعرفون ان اوربا عالجتها بالإغضاء عن الزنا . ثم يضيف : من ذلك يتبين ان العيب ليس في تشريع اباحة اكثر من زوجة ، وانما في طريقة تطبيقه ، او في سوء استعماله خارج نطاق الضرورات . العيب في اولئك الذواقين الذين يظنون الحياة مأكلة وشهوة ، فراحوا يطلقون ويتزوجون ذهابا مع محض اللذة ( ) .
ونحن هنا اكبر من ان نرد على هذا الكلام المتناقض ، الذي يعتبر ان الممارسة الجنسية لذة ، بينما هناك من الاسلاميين انفسهم من يعدها دفع الم .




زواج المتعة

ويعنون به الزواج الوقتي ، بمعنى ان يعقد الرجل على امرأة عقد زواج الى اجل مسمى فمتى انقضى الاجل بطل الزواج . وكان هذا الزواج شائعاً في عصر الجاهلية ، ولما جاء الاسلام اقر هذا الزواج . اذن (فالمتعة ضرب من ضروب الزواج التي كانت شائعة في الجاهلية ) ( ) .
والمسلمون لهم في هذا رأيين : السنة تقول ان النبي قد حلله في بداية ووسط الدعوة الاسلامية ثم ما لبث الى ان حرمه . وفي قول اخر ان عمر بن الخطاب هو الذي حرمه ، فالسنة لا يقرون بهذا النوع من الزواج . لكن الشيعة لا زالوا يقولون بذلك وهو عندهم حلال ، ويقولون ان الثابت لديهم ان النبي لم يحرمه ( فحلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة ) والشيعة ما زالوا يمارسون هذا النوع من الزواج ولاسيما في ايران .
والشيعة في ذلك قد وضعوا مؤلفات وبحوث عديدة يثبتون فيها رأيهم في هذا الصراع . ومن تلك الكتب كتاب البيان للسيد الخوئي ، فهو بهذا الكتاب يعقد فصلاً يدافع فيه عن رأي الشيعة دفاع المستميت ( ) .
وانا باعتقادي انه زنا مقنن اضفت عليه هالة الشريعة لغايات واهداف واضحة المعالم ولا تحتاج بيان وتفسير .
ونحن هنا لا نريد ان نسلط الاضواء على هذا النوع من الزواج فنثبت او ننفي صحته او بطلانه ، ولا يعنينا قول السنة او قول الشيعة . لذلك اعرضنا عن ذكر هذه الفئة وتلك الفئة ، انما الذي يعنينا في هذا المعترك ، هو ان زواج المتعة كان جاهليا ولما جاء الاسلام عمل به ، وسواء قد ابطله الاسلام كما قالت السنة او ابقاه الاسلام الى يومنا هذا كما ترى الشيعة فهو اولا واخيرا نظام جاهلي .




الختان

في هذا المبحث سوف نعتمد على ما كتبه الدكتور كامل النجار بهذا الشأن ، وذلك لما لهذا الموضوع من اهمية وحساسية كون الذي كتبه النجار مادة علمية غنية كثيرة الفائدة .
يقول الكاتب ان الختان من العادات الجاهلية القديمة ، والعرب في ذلك كالعبرانيين الذي سبقوهم بالختان . الختان امر لم يشر اليه القرآن انما ورد ذكره في الحديث . وترجع الكلمة الى اصل سامي شمالي قديم ، والختان هو في الاصل نوع من انواع العبادة الدموية التي كان يقدمها الانسان الى الارباب ، وتعد اهم جزء من العبادات في الديانات القديمة . فقطع جزء من البدن واسالة الدم منه هو تضحية في عرف اهل ذلك العهد ذات شأن خطير ، كما كان حلق الشعر كله او جزء منه نوعا من انواع التقرب الى الالهة .
والختان في الاسلام وان لم يُنص على وجوبه في القرآن غير انه من شعائر المسلمين . وكان الجاهليون يقولون لمن لم يختن ((الاغلف)) و((الاغرل)) وهم يعيبون من لم يختن ويعدون الاغلف ناقصاً .
وعندما جاء النبي ابراهيم برسالته اتخذ الله معه عهدا ، كما تقول التوراة : وقال الله لإبراهيم : (( وانت فاحفظ عهدي ، انت ونسلك من بعدك مدى احيالهم . هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من يعدك يختن كل ذكر منكم . فتختنون في لحم قلفتكم ويكون ذلك علامة عهدي بيني وبينكم . وابن ثمانية ايام يختن ، كل ذكر منكم من جبل الى جبل )) .
وجاء موسى واستمر عهد اليهود مع الله وختنوا وما زالوا يختنون اولادهم ، لكنهم لم يختنوا البنات . وجاء عيسى بن مرين بعد موسى ، ومع انه جاء ليكمل رسالة موسى الا انه لم يطلب من اتباعه الختان ، ولا تخبرنا سيرته في المسيحية عما اذا كان هو نفسه مختونا ام لا . والقرآن كذلك لم يتعرض لهذا الجزء من حياته الشخصية .
ولما جاء الاسلام تقبل محمد اسلام رجال كثيرين دون ان يفحص عليهم ليرى ان كانوا مختونين ام لا . وهو نفسه لم يختن كطفل ولكن كتب السيرة تخبرنا انه ولد مختونا . وما دام الرسول قد ولد مختونا ، اصبح الختان واجبا على كل مسلم ، غير ان الاسلام لم يحدد متى يختن الطفل ، فمنهم من كان يختن بعد الولادة مباشرة ومنهم من يختن بعد البلوغ ، كما حدث في منطقة جيزان بالمملكة العربية السعودية.
وعلى مر العصور تمسك المسلمون بأن الختان يجعل المسلم اكثر نظافة لأنه يزيل تراكم ( الحشفة ) ( مادة بيضاء ذات رائحة كريهة تتجمع بين الحشفة والجلد اذا لم يفسخ الجلد ) . وفي بداية القرن الماضي طلب جراح امريكي من الامريكان ختان اولادهم الذكور لان الختان ، كما قال ، يقلل من العادة السرية التي تقود الى الجنون . واخذ بعضهم بهذه النصيحة وختنوا اولادهم ، غير ان النسبة لم تكن كبيرة . ثم جاء بعد الحرب العالمية الثانية جراح امريكي من اصل يهودي اسمه مادن ادعى ان الختان يمنع حدوث سرطان القضيب في الرجال ، وبني ادعاءه على احصاءات اثبتت ان نسبة سرطان القضيب في الرجال اليهود بإسرائيل ضئيلة . وعليه انتشر ختان الاطفال الذكور في امريكا وبلغت نسبة الاطفال المختونين في امريكا 90% في الستينات من القرن الماضي . وطبعاً هلل المشايخ وقالوا ان الاسلام قد عرف هذه الحقيقة منذ اربعة عشر قرنا من الزمان .
وجاء من يشكك في ادعاء الجراح الامريكي ، واجروا دراسات اثبتت ان سرطان القضيب اصلا نادر الحدوث في المختونين وغير المختونين ، ونسبته لا تتعدى : 100000:1 (رجل واحد في كل مائة الف رجل ) ولا تختلف هذه النسبة بينهم كثيراً . واثبتوا كذلك ان الختان ، لان يجعل الحشفة مكشوفة كل الوقت وتحتك بالملابس الداخلية باستمرار ، يجعل الرجل يفقد بعض حساسية الحشفة وبالتالي تقلل نسبة تهيجه ولذته عند الجماع . وتحدث مضاعفات جراحية كثيرة منها ومنها قطع جزء كبير من الحشفة مع الجلد .
قال هؤلاء العلماء ان الله خلق هذا الجلد ليغطي الحشفة لحكمة معينة ، لأنه لا يعقل من الله ان يخلق الاشياء عبثاً وبدون فائدة تعود منها للمخلوق . فلماذا يخلق الله هذا الجلد ليغطي الحشفة ويحميها من الاحتكاك بالملابس ، ثم يقول للناس اقطعوا هذا الجلد او يقطعه هو بنفسه كما فعل مع الرسول محمد .
وبناءً على هذه الاحصاءات الجديدة تكونت جمعيات في امريكا تطالب بوقف الختان ، وتخصص بعض الجراحين في اعادة الجلد المقطوع من الذكر بتعليق اوزان صغيرة على جلد القضيب ، تزيد هذه الاوزان تدريجياً ، حتى يمتط فيغطى الحشفة .
وفي عام 1971 اصدرت اكاديمية طب الاطفال الامريكية منشورا يقول انه لا يوجد اي سبب طبي لختان الاطفال وليس هناك اي فائدة من الختان ، وبالتدريج قلت نسبة الاطفال المختونين في امريكا 50% في عام 1995 . ونفس الشيء حدث في انكلترا وفي كندا ، التي نسبة الذكور المختونين فيها في عام 1975 44% واصبحت الان 4% وفي فلندا نسبة الختان صفر بالمئة ( ) .
اما نسبة الختار للذكور في الدولة الاسلامية فهي 100% .
طرفة : يقال ان قبيلة كبيرة مسيحية في جنوب السودان نهاية الاربعينيات من القرن المنصرم ، ارادوا ان يصيروا مسلمين فكتبوا الى الازهر بمصر ان يبعثوا لهم بتعاليم الاسلام من حلال وحرام وامور اخرى تتعلق بشؤون الدين ، فكتب لهم القائمون بالأزهر : ان اول عمل تقومون به هو الختان . فأجابوهم بعد مداولات ومشاورات : اننا نرفض الدين الذي يكون به قطع مذاكيرنا !! .




الرقي والتعاويذ

لا زال الى يومنا هذا وعصرنا هذا عصر العلم والتكنولوجيا وما وصل اليه الطب في ذروته ، من يؤمن بهذه الترهات والخزعبلات ، وبالمقابل هناك مشاريخ ودجالون ينصبون ويحتالون على السذج من الناس ، بل وعلى بعض المثقفين فيأخذون اموالهم حيث يصرف هؤلاء السذج ملايين الدولارات باسم السحر واخراج الجن وفك المعقود والمربوط (الذي لا يستطيع ممارسة القضايا الزوجية ) في جميع الدول العربية . وللأسف هناك بعض الفضائيات من يروج لهذه البضاعة ، وبالمقابل هناك من يستجاب لها ويؤمن بها من المشاهدين ، وهي عادة جاهلية بحتة.
عن عوف بن مالك الاشجعي قال : كنا نرّقي في الجاهلية ، فقلت : يارسول الله ، ما ترى في ذلك ؟ فقال اعرضوا علي رقاكم فلا بأس بالرقي ما لم يكن فيها شرك ( ) .
قال ابن ابي الحديد : كان ناس من اصحاب النبي في سفر ، فمروا بحي من احياء العرب ، فاستضافوهم فلم يضيفوهم وقالوا لهم : هل فيكم من راق ، فان سيد الحي لديغ ، فقال رجل منهم : نعم فاتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرئ ، فأعطى قطيعاً من الغنم ، فأبى ان يقبلها حتى يأتي رسول الله ، فكر ذلك للنبي ، وقال : وعيشك ما رقيته الا بفاتحة الكتاب ، فقال : ما ادراك انها رقية اخذوا منهم ، واضربوا لي بسهم ( ) .
ورووا عن النبي انه قال : العين حق ، ولو كان شيء يسبق القدر بسبقته العين . ولابن ابي الحديد تعليقه على هذا الحديث اذ يقول : قالوا في تفسيره : انهم كانوا يطلبون من العائن ان يتوضأ بماء ثم يسقى منه المعين ( اي المصاب بالعين ) ويغتسل بسائره ( ) .
وعن عائشة قالت : العين حق كما ان محمداً حق.
وقال شارح نهج البلاغة : ان للحكماء في تعليل ذلك قول لا بأس به ، قالوا : هذا عائد الى نفس العائن ، وذلك لان الهيولي مطيعة للانفس ، متأثرة بها . الا ترى ان نفوس الافلاك تؤثر فيها بتعاقب الصور عليها !
والنفوس البشرية من جوهر نفوس الافلاك ، وشديدة الشبه بها ، الا ان نسبتها اليها نسبة السراج الى الشمس ، فليست عامة التأثير ، بل تأثيرها في اغلب الامر في بدنها خاصة ، ولهذا يحمى مزاج الانسان عند الغضب ، يستعد للجماع عند تصوّر النفس صورة المعشوق ، فإذن قد صار تصور النفس مؤثرا فيما هو خارج عنها ، لأنها ليست حالة في البدن ، فلا يستبعد وجود نفس لها جوهر مخصوص مخالف لغيره من جواهر النفوس تؤثر في غير بدنها ، ولهذا يقال : ان قوما من الهند يُقتلون بالوهم ، والاصابة بالعين من هذا الباب ، وهو ان تستحسن النفس صورة مخصوصة وتتعجب منها ، وتكون تلك النفس خبيثة جداً ، فينفعل جسم تلك الصورة مطيعا لتلك النفس كما ينفعل البدن للسم ( ) .
وقال ابو عثمان الجاحظ : كان علماء الفرس والهند واطباء اليونانيين ودهاة العرب واهل التجربة من نازلة الامصار وحذاق المتكلمين يكرهون الاكل بين يدي السباع يخافون عيونها للذي فيها من النهم والشره ، ولما ينحل عند ذلك من اجوافها من البخار الرديء ، وينفصل من عيونها مما اذا خالط الانسان نقض بنية قلبه وافسده . وكانوا يكرهون قيام الخدم بالمذاب والاشربة على رؤوسهم خوفاً من اعينهم وشدة ملاحظتهم اياهم ، وكانوا يأمرون بأسباعهم قبل ان يأكلوا ، وكانوا يقولون في الكلب والسنور اما ان يطرد او يشغل بما يطرح له ( ) .
ويروي الذهبي حول العيون والرقية وطرق الوقاية منها احاديث كثيرة نسبها للنبي منها ما يرويه عن ام سلمة ان النبي رأى في بيته جارية في وجهها سفعة (علامة او اثر ) فقال استرقوا لها فان بها النظرة خ م النظرة العين وبه نظرة اي اصابته عن والجن .
قال حرب سألت ابا عبد الله عن رقية العقرب فلم ير بها بأسا اذا كانت تعرف او من القرآن .
وعن عائشة ان النبي كان اذا اشتكى الانسان الشيء او كانت قرحة او جرح قال النبي بأصبعه هكذا بالأرض ثم رفعها وقال : بسم الله تربة ارضنا بريقة بعضنا يشفى بها سقيمنا باذن ربنا .
ويعلق الذهبي على هذا الحديث فيقول : تربة لان طبيعة التراب البرد واليبس والتجفيف للرطوبات ، فان القرحة والقراحة يكثر فيها الرطوبة التي تمنع الطبيعة من جودة فعلها وسرعة ادمالها ، واما بريقة بعضنا اي ببصاقه فاذا اضيف الريق الى التراب وجفف ووضع على القرحة والجرح برئ بأذن الله ( ) .
وكانت العرب تؤمن بالسحر والحسد . لذلك جاء في القران : ( قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد اذا حسد ) وكانوا يرون ان العائن هو ليس الحاسد فهم يفرقون بين هذا او ذاك .
وكان الذي يقوم بالمعالجة الكاهن وغالبا ما يستخدم السجع في تعاويذه ورقيته . والكهان من وراء ذلك (لعلهم كانوا يتوخون ذلك للتمويه على الناس بعبارات تحتمل غير وجه ، كما يفعل بعض مشاريخ التنجيم في هذه الايام ، حتى اذا لم يصدق تكهنهم جعلوا السبب قصور الناس في فهم قول الكاهن ) ( ) . ومن هذه الاشياء ما هو مسطور في كتب البوني وغيره والتي لا زال من يؤمن بها الى يومنا هذا ككتاب (شمس المعارف) و(منبع اصول الحكمة) وكلاهما للشيخ البوني.
وطبعا كان ولا زال من يروج لهذه الكتب والافكار ، الامر الذي يعود الى تخلف المجتمعات اضافة الى عامل الفقر ، فمثل هذه الاشياء تنتشر بين الفقراء اكثر من الاغنياء ، للعمال نفسه .
وقبل ظهور الاسلام كان النفث – وهو اشد من النفخ واقل من التفل – في العقد احد ضروب السحر الذي تمارسه السواحر لقاء جعل معين يعطيه الرجل اياها للإضرار بخصمه في نفسه او ولده او اهله . واكثر ما يكون طلب الاضرار في البدن وهو قريب مما تسميه العامة في العراق وفي مصر وبعض الدول العربية (العمل) ، كان هذا الاعتقاد شائعاً في عرب الجزيرة سابقي الاسلام .
قال عنترة بن شداد :
فان يبرأ فلم انفث عليه
وان يفقد فحق له المفقود
وقال متمم بن نويرة :
نفثت في الخيط شبيه الرقي
من خشية الجنة والحاسد
وجاء الاسلام واقر النفث في العقد وعده حقيقة ثابتة وطلب من المسلمين التعوذ بالله كما جاء في سورة الفلق . وعن محمد بن حاطب ان يده احترقت فاتت به امه النبي فجعل ينفث عليها ويتكلم بكلام زعم انه لم يحفظه . وقال محمد بن الاشعث : ذُهب بي الى عائشة وفي عيني سوء فرقتني ونفثت ( ) .
ويذكرون في كتبهم المعتبرة ان احد اليهود سحر النبي حتى جاءه جبريل فرقاه وفك عنه السحر .
يروي البخاري عن عائشة قالت : سحر رسول الله رجل من بني زريق ، وقال له لبيد بن الاعصم حتى كان رسول الله يخيل اليه انه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى اذا كان ذات يوم ، وذات ليلة وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال يا عائشة اشعرت ان الله افتاني فيما استفتيته فيه ، اتاني رجلان فقعد احدهما عند رأسي ، والاخر عند رجليّ ، فقال احدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطيوب ، فقال : من طبه ؟ قال لبيد الاعصم ، قال : في اي شيء ؟ قال : في مشط ، ومشاطة ، وحق طلع نخلة ذكر . قال : واين هو ؟ قال : في بئر ذروان . فاتاها رسول الله في ناس من اصحابه ، فجاء فقال : ياعائشة كان ماءها نقاعة الحناء ، او كانه رؤوس نخلها رؤوس الشياطين . قلت يارسول الله :افلا استخرجته قال : قد عافاني الله فكرهت ان اثور على الناس فيه شراً ( ) .



النجاسة

قال اهل اللغة : ان النجاسة تعني القذارة ، وهي عكس الطهارة . والنجاسة في عرف الشرع قذر مخصوص وهو ما يمنع جنسه الصلاة كالبول والدم ( ) .
وهذا المعنى يعرف عند اهل الجاهلية كذلك . وهناك كلمة اخرى تعطينا المعنى . نفسه ، هو لفظ (الرجس) بمعنى القذر . ومن الامور النجسة في نظر اهل الجاهلية (الطمث) ومن معاني الطمث (الدنس) ( ) .
والاسلام قد اقر هذه الامور ، بل واكد عليها كما هو مبسوط في كتب الفقه .
ففي كتاب (بلوغ المرام) لابن حجر العسقلاني (باب ازالة النجاسة وبيانها ) .
عن انسى بن مالك قال : خطبنا النبي بمنى وهو على راحلته : ولعابها يسيل على كتفي .
وعن عائشة كان النبي يغسل المني ، ثم يخرج الى الصلاة في ذلك الثوب ، وانا انظر الى اثر الغسل .
وعن ابي السمح ، قال رسول الله ، يُغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام .
وعن اسماء بنت ابي بكر ان النبي قال – في دم الحيض يصيب الثوب : تحته ، ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ، ثم تصلى به .
وعن ابي هريرة قالت خوله : يارسول الله فان لم يذهب الدم ؟ قال يكفيك الماء ولا تضرك اثره ( ) .



حرمة النسب

ان من اهتمام العرب بالانتساب الى الاب معروفا في الجاهلية ، وهو لا غبار عليه ، وبالمقابل وجد عندهم نظام (الخلع) (فكان الرجل اذا ساءه امر من ابنه ، سواء كان صريحا او دعيا خلعه ، اي نفاه عن نفسه فيتخلص من تبعة ما قد يرتكبه الولد من المكروه ، وقد تفعل ذلك القبيلة او العشيرة ، فيذب جماعة منها الى سوق عكاظ ومعهم المراد خلعه ، ويشهدون على انفسهم انهم خلعوه ، ويبعثون مناديا بذلك فلا تحمل القبيلة جريرة له ، ولا تطالب بجريرة يجرها احد عليه ، كما فعلت خزاعة بقيس بن الحدادية الشاعر الجاهلي ، وقد يكتبون بالخلع كتاباً ( ) .
اذن ، هم يحافظون على النسب ، لكن اذا فعل احد ابناءهم الذي هو من صلبهم امراً يسوء الى سمعة القبيلة او العشيرة ، فانهم يتبرؤون منه لأجل ذلك الفعل الذي ينزل بسمعة القبيلة الى الحضيض .
ومن امثلة استلحاق الابن بابيه : ان قصي بن كلاب الجد الاعلى للنبي امه فاطمة بنت سعد بن سيل ، فلما هلك ابوه تزوجت ربيعة بن حرام بن ضبة واحتملها الى بني عذرة من قضاعة وتوجه الى مكة موطن اهل ابيه كلاب بن مرة من قريش نزولاً على العرف المستقر وهو اتباع نسب الاب ( ) .
وقال الشاعر معبرا عن هذا المعنى :
بنونا بنو ابنائنا وبناتنا
بنوهن ابناء الرجال الاباعد
وكانت العرب اذا ارادت استنقاص احداً قالت : انه (دعي) والقول بالدعي من اشنع السباب لدى العرب ، لذلك ترى الامام الحسين يخاطب عبيد الله بن زياد بقوله : ( ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنين بين السلة والذلة ) ( ) . اي بين سل السيوف وهي كناية عن نشوب الحرب ، وبالذلة الانقياد والمداهنة . وكان زياد من الادعياء وقد دعاه ابي سفيان بن حرب ويقال عنه زياد بن ابيه ، فهو لم يعرف من ابيه .
والقرآن ينهي الادعاء والاستلحاق الى غير الاب يقول : (ادعوهم لآبائهم هو اقسط عن الله ) الاحزاب : 5 .
ولما جاء الاسلام اقر اهمية النسب واعطاء القيمة نفسها التي تمتع بها لدى العرب الذين سبقوه حتى جعل نفي النسب جريمة لها حد معلوم ( ) كما جاء في الآية : ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهن ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون ) النور : 4 .
وتسمى هذه الجريمة في الفقه الاسلامي ( قذف المحصنة) او (القذف) وليس معنى ذلك ان القذف يقتصر على النساء فحسب بل ان قذف الرجل داخل في حكم الآية ، وقد ادعى خليل عبد الكريم اجماع الامة على ذلك ( ) .
وشرائط الاحصان عند ابي حنيفة ستّ : الاسلام والحرية والبلوغ والتزوج بنكاح صحيح والدخول . واذا فقدت واحدة منها فلا إحصان ، وعند الشافعي الاسلام ليس بشرط لما روى ان النبي رجم يهوديين زنيا ، وحجة ابي حنيفة قول النبي من اشرك بالله ليس بمحصن ( ) .
فالنظام (ألجاهلي) اذن قد كان يعمل بهذا المبدأ (حرمة النسب) قبل مجيء الاسلام ، وبتعبير دقيق ان الاسلام قد ورث هذا المبدأ من اهل الجاهلية ومن ثم اعتبره نظاما اصيلاً فسار على خطاه .




الرق والاسترقاق

عند اهل اللغة (الرق) ملك العبيد (بكسر الميم) والرقيق المملوك منهم وجمعه ارقاء ( ) .
يرى العقاد ان الاديان جميعا – قبل الاسلام اباحت الرق والزمت الارقاء طاعة سادتهم ومسخريها في خدمتهم وخدمة ذويهم ، واعتبره بعضهم قضاء مبرما يعاقب به الخالق من يعصونه من خلقه . وجاء الاسلام فشرع العتق ولم يشرع الرق ، وقد ندب المسلمين الى فك الاسار عن الاسرى فجعله فريضة من فرائض التكفير عن ذنوب كثيرة ( ) .
وكلام العقاد (فشرع – الاسلام – العتق ولم يشرع الرق) كلام غير صحيح نابٍ عن تعصب مقيت ولندع الباحث خليل عبد الكريم ليرد عليه .
يقول عبد الكريم : الاسلام اذا كان حقاً وصدقا لم يشرع الرق الا انه اباحه واجازه ولم يحرمه . ومن ثم فقد كان للرسول عبيد واماء ، وللخلفاء الراشدين وللعشرة المبشرين بالجنة ولغيرهم من الصحابة ، ثم لائمة المسلمين وعامتهم . واستمر الحال كذلك حتى الغي الرق بقوانين وضعية او دنيوية او علمانية ، وهي الصفاة التي يطلقها الدعاة على القوانين اللاغيبية مهما حققت للإنسان من كرامة او حرية او خير . وليس صحيحاً ما ذهب اليه العقاد من ان الاسلام لم يعرف سوى (رق السبي) في غارات القبائل بعضها على بعض وهي التي تحولت الى غزوات او سرايا ثم الى فتوحات ، فقد عرفت الشريعة الاسلامية (رق البيع والشراء) كما عرف الاسلام ( رق الاستدانة او الوفاء بالديون) ( ) .
ولو اردنا ان نحقق من مسألة الرق ، ومن اين جاء بها الاسلام ، وبتعبير اخر من اين الاسلام اقتبس نظام الرق ، لوجدنا ان نظام الرق كان سائدا في شعوب ما قبل الإسلام بعصور طويلة ، ولما جاء الاسلام ابقى على ذلك النظام ، فقد ذكر لنا التاريخ ان نظام الاسترقاع كان معروفا لدى اليهود والرومان واليونان ، كما عرف بين قدماء الالمان ، ولقد افرط الاخيرون في استخدام الرقيق حتى ضرب بهم المثل في ذلك . ولقد وجد عند اليهود منذ نشأتهم نوعان للاسترقاق : احدهما استرقاق بعض افراد منهم لسبب ارتكابه خطيئة من الخطايا المحظورة شرعاً او في دين عليه ، وكان لهذا الرقيق ان يتحرر بعد مضي ست سنوات عليه ، في خدمة من هو في ملكه الا اذا فضل البقاء رقيقاً .
والنوع الآخر : استرقاق غير اليهود ممن قضى عليهم ان يصيبهم شيء من عسف اليهود وحروبهم التي كانوا يقيمونها بلا مسوغ سوى الشره على السيادة وارضاء نفوسهم بما شاءت ، فكانوا يبيعونهم كما يباع المتاع ، ويعاملونهم اقبح معاملة ، سواء في ذلك العبيد المستخدمة في المنازل ، وعبيد الحقول والمزارع ، فانهم كانوا يقضون حياتهم بذل وهوان . ولما جاء السيد المسيح ، فلم يمنع الاسترقاق ، ولم يضع حدوداً تراعى ولا وسيلة تؤدى يوما ما الى نسخة او تقليله ( ).
ويرى جرجي زيدان ان الاسترقاق قديم مثل قدم الانسان ، وكان الانسان في اول عهد العمران اذا غلب عدوه وقبض عليه لا يستعبده بل يقتله ، الا النساء فقد كانوا يستعبدونهن للاستمتاع نهب . ثم صاروا يستعبدون الاسرى ويستخدمونهم في حرث الارض ورعاية الماشية ، يتبعونهم بيع المتاع . وكان للاسترقاق سوق رائجة في الدول الرومانية ، فكانوا يأتون بالأسرى بالمئات والالوف ، ويبيعونهم بيع الاغنام ويعاملونهم معاملة الحيوانات ( ) .
( والعرب ايضا كانوا يستخدمون العبيد من اسرى الحرب ، او ممن يبتاعونهم من الامم المجاورة لجزيرتهم ، كالحبشة وما حولها من الامم المتوحشة . فكان النخاسون يحملون العبيد والاماء من تلك البلاد وغيرها الى جزيرة العرب ، يبيعونهم في اسواقها بالمواسم ، وكانت قريش تتجر بالرقيق مثل اتجارها بسائر السلع ) ( ) .
وكان من اصناف العبيد عندهم (القن) وهو العبد الذي يعمل في الارض ويباع معها . ومن العبيد من يدخل الرق بالمقامرة ، كما اتفق لابي لهب مع العاص بن هشام ، فانهما تقامرا على ان من قمر كان عبداً لصاحبه ، فقمره ابو لهب فاسترقاه واسترعاه ابله ( ) . وهذا النوع من الاسترقاق قليلاً ونادراً ، إذ لم يذكر لنا التاريخ من امثاله الا القليل ، والسبب باعتقادي ان الاثرياء وحدهم الذين يمارسون القمار ونادراً ما يقامر احدهم او يجازف بذلك ، الا ان هذا النوع من الاسترقاق كانت العرب تعرفه ، وحادثة ابي لهب خير دليل .
وعندما تولى يزيد بن معاوية الخلافة بوصية من ابيه ، كان يأتي بالرجل الى يزيد ليبايع على انه عبد قن ، ومع ذلك هناك من ينفي ابعاد نظام الاسترقاق عن الاسلام. وحوادث من هذا النوع كثيرة لسنا في صدد البحث عنها فمن يريد المزيد فليراجع التاريخ .





الجوار والاستجارة

وتعني الحماية والحفظ ، وكان الرجل اذا احس بمكامن الخطر وشعر بالخوف يستجير برجل معروف محترم مهاب حتى يأمن من المخاطر ولم يشعر بوحشة او بسطوة من عدو . فيكون المستجار اذا قال فلان دخل في جواري ، او استجار بي ، بمعنى انه اسبغ عليه الحماية فلا احد يعترض طريقه او يصيبه بسوء ما دام بجوار ذلك الشخص المحترم.
ومن امثلة ذلك ان الاعشى امتدح الاسود العنسي فأعطاه جائزة من الحلل والعنبر ، فرجع وطريقه على بني عامر فخافهم على ما معه من المال ، فأتى علقمة بن علاته فقال له : اجرتي ، فقال : قد اجرتك ، قال من الانس والجن ، قال : نعم ، قال : ومن الموت ، قال : اذا مت وانت جاري بعثت الى اهلك الدية ، فقال : الان علمت انك تجيرني ( ) .
وقد وصل الى اكثر من ذلك اذ ان المستجير اذا اتى دار المستجار ولم يجده ، فانه يعقد طرف ثوبه الى جانب طنب البيت ، فاذا فعل ذلك صار جاراً ووجب على المعقود بطنب بيته الالتزام بذلك فيطلب له بظلامته اينما تكون فيعودها له عن طيب خاطر .
وفي القرآن ( وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بانهم قوم لا يعلمون ) . التوبة : 6 .
والمعنى – كما يرى الزمخشري - : وان جاءك احد من المشركين لا عهد بينك وبينه ولا ميثاق فستأمن ليسمع ما تدعو اليه من التوحيد والقرآن ،وتبين ما بعثت له فامنه حتى يسمع كلام الله ويتدبره بعد ذلك يبلغه داره التي يامن فيها ، فعن الحسن هي حكمة الى يوم القيامة ( ) .
وعند فتح مكة اجرت ام هانئ والتي كان يجلها الرسول ويكن لها كل الاحترام – رجلان من بنت مخزوم ، وهذه القصة ترويها ام هانئ نفسها ، تقول : لما نزل رسول الله بأعلى مكة ، فر الي رجلان من احمائي ، من بني مخزوم ، وكانت عند هبيرة بن ابي وهب المخزومي ، قالت : فدخل على علي بن ابي طالب اخي ، فقال : والله لا قتلنهما ، فأغلقت عليهما باب بيتي ثم جئت رسول الله وهو بأعلى مكة ، فوجدته يغتسل من جفنة ان فيها لأثر العجين ، وفاطمة ابنته تستره بثوبه ، فلما اغتسل اخذ ثوبه فتوشح به ثم صلى ثماني ركعات من الضحى ثم انصرف الي ، فقال : مرحبا واهلا يا ام هانئ ما جاء بك ؟ فأخبرته خبر الرجلين وخبر علي ، فقال قد اجرنا من اجرت وامنا من امنت ( ) .
والرجلان كما يقول ابن هشام هما : الحارث ابن هشام وزهير بن امية بن المغيرة.
ومع ذلك ( فكل ما طرأ على عرف الاجارة او الجوار عندما انتقل الى الاسلام او وافق الجزيرة هو ان المستجير ان كان مشركاً قبل ان يبلغ مأمنه يسمع ما تيسر من كتاب الله العزيز او بمعنى ادق واوضح يعرض عليه الاسلام فان قبله فبها ونعمت والا فلا تثريب عليه ولا يسقط اصراره على شركة حقه في ابلاغه مأمنه اي توصيله الى موطنه الذي يأمن فيه. اذن هذا العرف القبلي ادخل عليه الاسلام تعديلاً طفيفاً اما في الجوهر فلم يتغير منه شيء ) ( ) .




العشور (التعشير)

وهي رسوم تؤخذ على اموال وعروض من تجارة اهل الحرب واهل الذمة المارين على ثغور الاسلام . وكانت القبائل العربية تفرض على القوافل اجراً مقابل حمايتها لها اثناء مرورها عبر ارضها ، وهو ضريبة تؤخذ قسراً من دون رضا فليس لأصحاب القوافل حيلة سوى دفع هذه الضريبة شاءوا ام ابوا ، باستثناء قوافل قريش لان القريشيين كانت لهم حرمة على اعتبار انهم اهل البيت الحرام الذي تقدسه العرب قاطبة . وهذه الرسوم التي تحصل عليها القبائل تشكل مورداً كبيراً لها ، وان القوافل التي تمتنع عن دفع هذه الضريبة او الاتاوة فانها تتعرض للسلب والنهب ، فهي بدفعها لهذه الضريبة تأمن وصولها سالمة الى المكان الذي تروم الوصول اليه .
( بعث كسرى انوشروان الى عامله باليمن بعير تحمل نبعاً (شجر للقسي وللسهام) وكانت عير كسرى تبذرق اي تخفر من المدائن حتى تدفع الى النعمان بن المنذر بالحيرة ، والنعمان يُبذرقها بخفراء من بني ربيعة حتى تدفع الى هوذة بن علي الحنفي باليمامة فيبذرقها حتى يخرجها من ارض بني حنيفة ثم تدفع الى تميم وتجعل لهم جعالة فتسير بها الى ان تبلغ اليمن وتسلم الى عمال كسرى باليمن .
ولما بعث كسرى بهذه العير ووصلت الى اليمامة قال هوذة بن علي للأساورة (وهو القائد من الفرس) الذين يرافقونها : انظروا الذي تجعلونه لبني تميم فاعطونيه ، وانا اكفيكم امرهم ، واسير بها معكم حتى تبلغوا مأمنكم .
وخرج هوذة والاساورة والعير منهم من هجر (اسم الارض البحرين) حتى اذا كانوا بنطاع (اسم لوادي باليمامة) بلغ بني تميم ما صنع هوذة ، فساروا اليهم واخذوا ما كان معهم ، واقتسموه ، وقتلوا عامة الاساورة وسلبوهم ، واسروا هوذة بن علي ، فاشترى هوذة نفسه بثلاثمائة بعير ، فساروا معه الى هجر ، واخذوا منه فداءة ) ( ) .
فهذا نموذج من نماذج كثيرة تدل على ما قلناه من اخذ او فرض جعالة على القوافل التجارية ، اذ حتى كسرى على رغم نفوذه وسطوته ، ومع ذلك تفرض على قوافله جعالة لغرض وصولها الى المكان الذي تروم الوصول اليه .
فلما جاء الاسلام استمر هذا العرف وبقي كل ما في الامر ان اسمه تغير الى (العشور) وهي الرسوم ( ) .
(كتب ابو موسى الاشعري الى عمر بن الخطاب ان تجاراً من قبلنا من المسلمين يأتون ارض الحرب فيأخذون منهم العشر . فكتب اليه عمر : وخذ من اهل الذمة النصف من المسلمين وخذ من اهل الذمة النصف من المسلمين ومن كل اربعين درهماً درهماً وليس في ما دون المائتين شيء فاذا كانت مائتين ففيها خمسة دراهم وما زاد بحسابه) ( ) .
ويرد خليل عبد الكريم على قطب ابراهيم بالقول : ( وليس صحيحاً ما ذهب اليه قطب ابراهيم محمد من انه : تحدد العشر على الحربين تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل اذا كانوا يعاملون تجار المسلمين على نفس الاسس . فلو كان الباعث الدافع على (التعشير) هو (معاملة المثل) اي كما يعامل تجار المسلمين في (دار الحرب) فلماذا اذا فرضت (العشور) على (اهل الذمة) المقيمين بدار السلام ولماذا فرضت ايضاً على (التجار المسلمين) ؟ اين هي (معاملة المثل) كما يرى الباحث ؟ اذ هذا التعليل غير مقبول ) ( ) .
وكان بعض المسلمين الاوائل يرى فيها نوع من الظلم او اغتصاب حق غير مشروع، لذلك يرون انهم بعملهم هذا (العشور) قد يدخل احدهم النار ويحاسب حسابا عسيراً فهم ، بتعبير آخر يعدون (العشور) حكماً غير منطقي ولا ينسجم مع ما شرعه الاسلام .



الاهتمام بالابل (الانعام)

لقد لعبت الابل دوراً عظيماً في حياة العرب الاقتصادية قبل الاسلام . فكانوا يهتمون بها ويولونها عناية كبيرة لأنها مصدر من مصادر رزقهم ومعيشتهم . فهم مثلاً عندما يخطب احدهم امرأة له ، سواء من قبيلته او من قبيلة اخرى – يطلبون منه (السياق) اي المهر وهو ما يسوقونه من الابل ، فكان مثلا ان يطلب ابو الفتاة مائة من الابل مهراً لابنته ، فيسوق لها او لأبيها ذلك المهر وهو عادة ما يكون من الابل . لذلك جاء الاهتمام بالابل وولوها عناية خاصة .
وليس هذا فحسب بل وحتى لو حصل بينهم حالة قتل فتكون الدية ، اي دية المقتول تدفع الى اهله عدداً من الابل قد تصل الى ثلاثمائة او اربعمائة وربما اكثر ، تدفع كتعويض لأهل المقتول .
واما الفائدة الاقتصادية فهي تكمن في الجلود والاصواف والاوبار بالإضافة الى الالبان حيث تعد هذه الاخيرة من اهم الاشياء او الاغذية التي تعتاش عليها تلك القبائل . كذلك فان هذه الابل تعد من اهم وسائل النقل التي يعتمدون عليها في نقل بضائعهم وركوبهم عليها لقطع مسافات طويلة لربما تصل الى مئات الاميال .
ولما جاء الاسلام ابقى على تلك الاهمية التي كان العرب يولونها للأنعام (الابل) بل ان الاسلام قد زاد من تلك العناية حيث ان في القرآن سورة كاملة اسمها (الانعام) .
فمن ذلك : (والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون . ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون . وتحمل اثقالكم الى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس) النحل / الآيات 5-6 .
وقال : (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم اقامتكم ومن اصوافها واوبارها واشعارها اثاثا ومتاعا الى حين ) النحل / 80 .
وقال : ( وان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون ) المؤمن :21 .
وهذه الآيات تؤكد على المنافع الجمة التي تخص الانسان ولولاها لفقدت فائدة ما بعدها فائدة ولا تعوضها فائدة اخرى . وليس هذا فحسب ( بل ان الابل كانت تقوم في كثير من الاحيان مقام النقود نظراً لعدم تعامل المجتمع القبلي بالنقود باستثناء مكة التي كانت مركزاً تجارياً – ومن ثم كانت المهور والديات تدفع بعدد من الابل باختلاف الاحوال ، وعبد المطلب جد محمد هو اول من حدد دية القتيل بمائة من الابل ، وقد انتقل هذا التقليد الى الاسلام فيما بعد . وعندما جاء الاسلام ظلت للابل مكانتها في عملية التبادل في جميع المجالات وبخاصة في المسائل المالية . ففي الزكاة تجد الابل لها دوراً بارزاً سواء في تحديد النصاب الذي تفرض عليه الزكاة او في مقدار الزكاة التي يجب اخراجها . ولم يقتصر الامر على تحديد الانوثة من حيث اعمارها واسنانها ) ( ) .
والعرب كانت اهم حرفة لديهم هو رعي الحيوانات (الابل) ، فكانوا ينتقلون من مكان الى آخر طلبا للماء والكلأ ، لذا فانهم لم يعرفوا حياة الاستقرار وما يرتبط بها من تشييد المساكن واقامة المدن والقرى واتخاذ الصنائع والحرف ( ) .



الميراث

قال الدكتور كامل النجار : الميراث في الجاهلية كان خاصا بالكبار من اولاد المتوفي . اما الاولاد الصغار والبنات فلم يكن لهم شيء . وقاعدتهم في ذلك لا يرث الرجل من ولده الا من اطاق القتال . ولذا كان اخوان الميت يرثونه اذا لم يكن له اطفال ، ويرثونه وكذلك اذا كانت ذريته بنات . ولكن الاخبار متضاربة في موضوع ارث المرأة في الجاهلية ، واكثرها انها لم تكن ترث ابدا . والمرأة نفسها كان يرثها الابن الاكبر اذا لم تكن امه .
غير ان هناك روايات تقول ان من الجاهليات من ورثن ازواجهن وذوي قرباهن ، وان عادة حرمان النساء لم تكن عامة عند جميع العرب . وهناك رواية تذكر ان اول من جعل للبنات نصيباً في الارث من الجاهلين هو ذو المساجد عامر بن جثم بن غنيم بن حبيب بن كعب بن يشكر ، ورث ماله ولده في الجاهلية فجعل للذكر مثل حظ الأنثيين ، فوافق حكمه حكم الاسلام ( ) .
جاء في القرآن : (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون) ( ).
ويدعي المفسرين في اسباب نزولها ان اوس بن ثابت الانصاري توفي وترك امرأة يقال لها ام كحة وثلاث بنات له منها فقام رجلان هما ابناء عم الميت ووصياه يقال لهما سويد وعرفجة فاخذ ماله ولم يعطيا امرأته شيئاً ولا بناته وكانوا في الجاهلية لا يورثون النساء ولا الصغير وان كان ذكرا يورثون الرجال الكبار وكانوا يقولون : لا يعطى الا من قاتل على ظهور الخيل وحاز الغنيمة فجاءت ام كحة رسول الله فقالت : ان اوس بن ثابت مات وترك علي بنات وانا امرأة وليس عندي ما انفق عليهن وقد ترك ابوهن مالاً حسناً وهو عند سويد وعرفجة ولم يعطياني ولا بناتي من المال شيئاً وهن في حجري ولا يطعماني ولا يسقياني ولا يرفعان لهن رأساً فدعاهما رسول الله فقالا : يا رسول ولدها لا يركب فرساً ولا يحمل كلا ولا ينكى عدواً فقال رسول الله : انصرفوا حتى انظر ما يحدث الله لي فيهن فانصرفوا فنزلت الآية ( ) .



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام والطقوس الجاهلية/ الحلقة الاولى
- انتخبوني قبل ان تفقدوني
- الساسة :السفر يطيل العمر
- اللوكي
- البطاط في عصر البطاطة
- كرة القدم افيون الشعوب
- الحمار والثور والسياسة العراقية
- نوال السعداوي مثال للمرأة العلمانية المتحررة
- الافعال الناقصة
- يابسة على تمن
- اكراماً للسلاطين
- الشعب: اضحك كرر ... اوعى تفكر
- البطاقة التموينية : الجانت عايزة التمت
- اطار ابو الريحة والعملية السياسية
- حينما اكلت حماراً بحاله
- هي وكرّتها ب14
- عذر ملوح
- عراقي يقترن اسمه بالسماء
- يا اميو العالم اتحدوا
- استيراد قضاة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - داود السلمان - الاسلام والطقوس الجاهلية/الحلقة الثانية