|
يابسة على تمن
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 13:17
المحور:
كتابات ساخرة
اليوم لو تسأل اي عراقي ، السؤال التقليدي : ( شكو ماكو ) ، فسيجيبك من دون اي مقدمة : (يابسة على تمن ) ،حتى صار هذا مثلاً متداولاً بين العراقيين . ومن هذه الفلسفة ، او هذا المنطلق كان النظام السابق ، حينما فكر في توزيع الحصة التموينية ، ان يضع على رأس ذلك مادة الفاصوليا (فول الصويا) حتى اشتكى بعض البطرانين وقال: ان الفاصوليا قد دودت في بيوتنا ، كأنه يريد ان يوصل رسالة الى وزارة التجارة كي تقطع هذه المادة عن المساكين. بطرانين اخرين اطلقوا عليها احدى المظرطات الخمسة ، ولهم في ذلك حجة دامغة . المهم ان الفاصوليا تعتبر اهم وجبة غذائية عند العراقيين – في الحرب و السلم – حيث يتناولونها مع التمن (الرز) ، ومن دون التمن ما تسوه فلسين ، كما يعبرون. ومن اللافت للنظر ، انك حينما تدخل الى اي مطعم في بغداد ، ويأتيك الخادم (النادل) وبعد ان تسمع منه كلمة الله بالخير ، وتسأله عن انواع (المرك) اول ما يذكر اسم اليابسة . ومن الجدير بالذكر ان اسم اليابسة له عدة معاني في قاموس العراقيين ، ففي المطعم له معنى وفي الشارع له معنى ، وفي البيوت له معنى ، وفي البرلمان له معنى ، وفي الحكومة له معنى ، وهكذا دواليك . ففي نهاية اي اجتماع لمجلس الوزراء العراقي تسأل اي محلل سياسي او اي بائع طماطة في الباب الشرقي او في العلاوي ، عما تمخض من الاجتماع ، يقول لك بكل ثقة : يابسة على تمن اي لا حل ولا ربط ، او تسأل هؤلاء عن اي جلسة للبرلمان العراقي ، فيأتيك نفس الجواب ( يابسة على تمن ) . الشعب العراقي اليوم يسأل الحكومة الحالية ، منذ تشكيلها الى ساعة كتابة هذا المقال : ماذا قدمتم للشعب ، والجواب معروف ، وحتى لا تزعل علينا اليابسة ، نقول الجواب : يابسة على تمن ) . لكن ثمة مشكلة كبيرة ، وهي ان الحكومة تريد قطع الحصة التي لا توجد فيها اليابسة ، فقط الذي فيها التمن اخو اليابسة غير الشقيق ، يعني ذلك ان الاسعار سوف ترتفع للستار ، (واخو اخيته) بعد اليوم من يفكر في اكل اليابسة ، الا ان يكون احد اقرباء الوزير الفلاني او ابن عم المدير العام العلاني ، فان هؤلاء سوف يأكلون اليابسة على التمن ربما اكثر من وجبة واحدة في اليوم ، والف عافية . والله ان قلبي يتقطع على الشعب العراقي ، هذا الشعب الطيب المسالم ، لان جميع الحكومات السابقة والحالية قد (يبستها ) عليه ، فدولة نفطية كالعراق ينامون اهله من دون كهرباء ، وان البطالة والفقر والعوز تعصف به من كل جهة ، وان كثيراً من الاسر العراقية الكريمة بطلوا ابنائهم من المدارس فراحوا يبيعون السكائر والكلينكس في الساحات وتقاطع الشوارع حتى لا يموتون من الجوع ، ومسؤول فلاني يصرف على حفلة زواج ولده ملايين الدولارات ، وكثير من العراقيين يتمنون اليابسة فلا يجدونها . فحتى اواسي الفقراء ، وانا على رأسهم اقول : يابسة في اليد خير من قيمة عند الحكومة ، والعاقل يفتهم .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكراماً للسلاطين
-
الشعب: اضحك كرر ... اوعى تفكر
-
البطاقة التموينية : الجانت عايزة التمت
-
اطار ابو الريحة والعملية السياسية
-
حينما اكلت حماراً بحاله
-
هي وكرّتها ب14
-
عذر ملوح
-
عراقي يقترن اسمه بالسماء
-
يا اميو العالم اتحدوا
-
استيراد قضاة
-
سولفها عالكرطة
-
محمد والسحر
-
مي بارد بربع
-
ديلاب الهوا يغلب الطيارة
-
انا استاذ ارسطو
-
بوهان العماري
-
سوادي ابو الدمام
-
الحرامي الشريف
-
الكرسي
-
ابو مصطفى وبطاقة السكن
المزيد.....
-
الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو
...
-
تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري
...
-
وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب
...
-
“أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m
...
-
فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
-
الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش
...
-
أكشاك بيع الصحف زيّنت الشوارع لعقود وقد تختفي أمام الصحافة ا
...
-
الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود
...
-
“نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|