أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عارف معروف - الله اكبر !













المزيد.....

الله اكبر !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 4033 - 2013 / 3 / 16 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الله اكبر !

عارف معروف
حينما انطلقت قبل اكثر من اربعة عشر قرنا كانت فتحا مبينا اشار الى افق جديد من الوعي وفجر آخر اوسع مدى بما لاحد له . " الله اكبر "...كانت خلاصة جهد معرفي انساني طويل انبجست نتائجه الزاهرة في بشر وسط صحراء العرب. وهكذا حملتها الاكف وتلاقفتها الاكف حتى تخوم المعمورة راية وبشارة بصبح مختلف . لكنها ، مثل كل عبارة في فم البشر ، قديما وحديثا ، عبّرت عن المعنى مرة وتجاوزته الى نقيضه مرات ! فغلفت غاياتهم، على اختلافها ، صفحة تستهوي الافئدة وفتيلا يفجر الحماسة او دثارا يحجب البصيرة ويمنع الاسئلة !
وهكذا ..فاذ جعلت " الله اكبر " سنابك الخيل تطأ تخوم الصين في بواكيرها ،انطوت، كذلك ، على غايات مطلقيها الخاصة ، المضادة ،في ذات البواكير . فمن المحتمل ، بل من المؤكد ، ان الاسياف التي اعملت في جسد الحسين تمزيقا كانت تخوض بمهرجان الدم، ذاك ، تحت صرخات "الله اكبر" . ومن المحتمل ، كذلك ، بل ومن المؤكد ، ان المرهفات اللواتي قطعن سلاميات نائله واحتززن رأس عثمان ، كن يستمدن العزم والحماسة من صرخات " الله اكبر " . كذلك كان امر سيف ابن ملجم وهو يهوى على رأس علي وخنجر بن لؤلؤة وهو يغور في جانب عمر !
و على مدى التاريخ اللاحق، كانت "الله اكبر" ، منيرة مرة ومظلمة مرات ومرات ..تهدر بها الحناجر وهي ترفع الوضيع الى سدة الامر والنهي و....تهتف بها صرخات الدهماء وهي تحط السامق الشريف الى درك السحل والمثلة !... " الله اكبر " كانت نشيد انقلاب شباط 1963 الذي لعلعت به اذاعة بغداد في الوقت الذي كان العراق يغرق في الدم ، و .. " الله اكبر " كانت صرخات الموتورين وهم يقيدون عبد الكريم قاسم وصحبه الى الكراسي ليعدمونهم بالرصاص دون محاكمة ، " الله اكبر " كانت العبارة التي اضافها صدام حسين ، بمكر ، الى العلم ليمهر اسلامه الزائف ويشهد الناس على دولته العربية الاسلامية الكاذبة في مواجهة ايران الاسلامية وليعصم راية السلطة من التغيير ، مهما اختلفت الاعصر وفعل المناؤون!
يطلق تاجر الغرائز ،الاريب، اليوم ، صرخته وسط الجموع : "تكبير" ....فتستجيب لها صرخات قصيرة ، حادة ، لاتشبه الصوت البشري في شيء تصدر عن اعماق سحيقة لاصلة لها بالوف السنوات من تحضر وتفكر وتأنسن الانسان.. "الله اكبر "... " الله اكبر "، وتندفع ، اثرها ،قطعان من "البشر " وهي تطأ باظلافها وحوافرها كل جميل وحميم وعريق وبنّاء..
" تكبير "...وتشد الاكف على السكاكين والخناجر وهي تتعطش بضمأ خرافي الى الدم والظلام والغاب ... "تكبير"... وتنعدم الرؤيا ويغلف الحجر المشاعر فتدمر الاوطان وتمزق الرايات ويذبح الطفل ويغدر الصديق ويحرق الجار ....
ليست مصادفة ابدا ، ان يتم بيع وتداول عقار الهلوسة الجماعية .. " تكبير " .. حيث تفوح روائح الجاسوسية ونوازع التخريب ومرامي التقسيم واعادة التقسيم بل وبيع اوطان وشعوب كاملة بالجملة والمفرد.
قلنا اذن ، ان "الله اكبر" ، مثل كل عبارة في فم البشر ، عبّرت عن معنى حقيقي ، ناصع ، صادق ،مرّة وتجاوزته الى ان تكون غطاءا لغايات ومآرب حالكة مرات ومرات ! لكنها المرة الاولى التي يبدو وكأن طلاقا بائنا بينونة كبرى قد فسخ العلاقة بين الله وهذه الصرخة ، بين الاسلام وانسانيته وبين تجارة " التكبير "، حيث اسفر تاجر الدم والظلام ، بائع عقار الهلوسة الجماعية ، لاول مرة ، عن وجهه في عز النهار بعد عقود من تجنب الضوء والسير الحذر لصق جدران الشوارع الخلفية المعتمه ليبدو ...هازئا ، شامتا ، ومطالبا بنصيب اكبر بازاء الاسياد :ان كل اسلحتكم المتطورة الفتاكة وجيوشكم الجرارة ، ان كل ما تظهرون وتبطنون من ركام المعلوماتية والرقميات ، ان كل وكالات تجسسكم وشبكات معلوماتكم ، ان كل ما تنفقونه من مليارات ومليارات ، لايعدل ، اليوم ، بأثره ونتائجه، كلمة واحدة مما توفرت عليه عبقريتي: " تكبير " ... " الله اكبر " !



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجمع شيوخ الليزر !
- نظرية المؤامرة!
- امراء الحرب وسياسة حافة الهاوية !
- نصف قرن على انقلاب 8 شباط 1963 .... من يجيب على الاسئلة؟
- الانتهازية ..... والعلاقة بين الفطري والمكتسب . (5)
- الانتهازية والسلطة في العراق ...رجال لكل العصور !
- رزكار عقراوي .. دعوة مخلصة ولكن!
- مع السيد عصام الخفاجي في -ثورات الربيع العربي وآفاقها- اكبر ...
- الانتهازية والسلطة في العراق ... من اجل فك الاقتران !(3)
- الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (2)
- الانتهازية والسلطة في العراق... من اجل فك الاقتران ! (1)
- الثورة الشعبية في سبعة ايام وبدون معلم !
- محلل ... سياسي !!
- ليلة زفاف - صمود مجيد - !
- ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية ...هل هي سبب معاناة العراقيي ...
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ... هل ثمة امل ؟ الجزء ...
- دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ....هل ثمة امل ؟ ..... ...
- ثورات العرب ضد عيدي امين داده!
- العراق ينتج السيارات وسيصدرها الى دول المنطقة! الضحك على الذ ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عارف معروف - الله اكبر !