أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - كارثة تسييس الدين














المزيد.....

كارثة تسييس الدين


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4026 - 2013 / 3 / 9 - 08:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وإذا كانت جماعات التأسلم السياسى قد قفزت فى غفلة من الشعب للاستيلاء على ما لا تستحق من ثمار ثورة شعبية عظيمة فإن ذلك ليس بالجديد، فخلط الدين بالسياسة ليس بالجديد وبرغم تكرار نتائجه الكارثية فإن البعض لم يزل يندفع نحو هاويته، فعلى مدار عدة قرون تحكم عديد من رجال الدين بالسياسة أو العكس وكانت حروباً ضارية ومذابح ومحاكم تفتيش وتعصباً مجنوناً، وما كانت النهضة الأوروبية إلا أداة للتخلص من ذلك كله.

وفيما بعد الخلافة الراشدة بدأ صراع سياسى يتستر بالدين فكانت حروباً وقتالاً ومذابح حتى صاح الصحابى سعد بن أبى وقاص عندما دعى للقتال مع أحد الجيشين «والله لا أقاتل حتى تأتونى بسيف له لسان وعينان ويقول هذا مسلم وهذا كافر»، فعندما يتحدث السياسى مرتدياً ثياب الدين فإنه يتمنطق به وكأنه يتمنطق سيفاً سريع الاندفاع، فالسياسى الذى يستمد دعوته من زعم بالنطق باسم السماء فإنه يعتقد أن قوله هو وحده صحيح الدين وكل مخالفة له تعنى وبالقطع مخالفة للدين.

ويسرى ذلك على أبناء الدين الواحد أو حتى أبناء المذهب الواحد. وتجرى اليوم وبجشع محاولة الاستيلاء على المخزون التاريخى والشعبى للدين الحنيف وتحويله إلى أداة فى صراعاتهم بينهم وبيننا وحتى بينهم وبعضهم البعض. وعندما يصممون على النص فى الدستور على أن مصر دولة مسلمة فإنهم يستخدمون هذا النص بصورة مسرحية، لأنهم لا يضيفون شيئاً فمصر متدينة بنص أو بغير نص.

ومع ذلك تبقى محاولات استخدام هذا المخزون أداة لتضليل الجماهير. كان ذلك فى الماضى عندما كان الخليفة العثمانى الطاغية يحكم الإمبراطورية العثمانية وفق القانون الأساسى الذى ينص «ذات الحضرة السلطانية مقدسة وغير مسؤولة أمام أحد».. نعم غير مسؤولة أمام أحد وهذا ما يحاولونه معنا الآن. عندما يحاولون تضليل الجماهير بزعم أنهم يأتمرون بأمر القرآن الكريم.

لم يكن النبى يحيى حاكماً بل منحه الله الحكمة وهو صبى. وكذلك لوط «ولوطاً آتيناه حكماً وعلما».. {الأنبياء 74}، وموسى «ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً».. {القصص 14}. فإلى ماذا يستندون؟

ولكن التاريخ يعلمنا أكثر. فالخلافة العثمانية أتت إلى مصر عبر غزو همجى متوحش بناء على فتوى من «مفتى الأنام شيخ الإسلام بأن غزو مصر واجب لأن أهلها قطاع طرق والحرب ضدهم غزو وجهاد والمقتول من الجيوش العثمانية شهيد ومجاهد». وأتى الغزاة العثمانيون بوابل من القتل والنهب وسبى الحرائر وبيعهن فى سوق الجوارى بعد فض بكارتهن.

ومع قيام الثورة العرابية باعها الخليفة العثمانى للإنجليز، وأصدر فرماناً وزع على عساكر الجيش العرابى يقول «بأمر مولانا أمير المؤمنين يعتبر عرابى وكل من معه عصاة بغاة» فصاح المصريون «يارب يا متجلى اهزم العثماللى». وقبل الخلافة العثمانية أتى ممن سموا أنفسهم أمير المؤمنين 14 أموياً و22 عباسياً أى 36 ادعى كل منهم أنه أمير المؤمنين، منهم 17 قتلوا غيلة وكان القتلة أبناء وإخوة وزوجات فعلوها صراعاً على السلطة، بل إن أماً قتلت ابنها فى هذا الصراع البائس. ليقدم كل منهم دليلاً صارخاً على أن الأمر كله صراع سياسى تحكمه شهوة السلطة. هكذا كان الأمر على مدى التاريخ وهكذا استمر.. حتى صرح المرشد: «نحن حكومة إسلامية نسعى نحو خلافة إسلامية وعلى استعداد للشهادة فى سبيلها».. نفس المنطق. نفس الدماء.. نفس الجرائم.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الوطن - الطبقة.. والتأسلم
- عندما يتثاءب د. مرسى
- والقط يأكل ويستمع
- إخوانيون عقلاء
- لندن.. واشنطن.. الإخوان.. والقاعدة
- مصر بين صراع الهوية والصراع الاجتماعى
- رغم الأزمة.. اليونان تفكر
- بعد أن سكتت الصواريخ
- ولعل البعض يتعظ
- ليس مجرد صراع ميادين
- دستور «تيك أواى»
- الطبقة العاملة المصرية .. في غمار النضال (1)
- «الدستورية».. والشريعة فى الدستور
- الإخوان – قطب – مدينة نصر
- الإخوان.. جحا.. قطعة الصلصال
- الإخوان.. الفن.. الفنانين (٢)
- ثورة 1919.. وثورة 25 يناير الفارق بين الثورة وسارقي الثورة
- مرسى بين مستشاريه وآمريه
- إخوانيون ضد الإخوان
- د. مرسى.. الدين.. المصريون


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - كارثة تسييس الدين