أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لهذه الأسباب لا يُسلِّح الغرب المعارَضَة السورية














المزيد.....

لهذه الأسباب لا يُسلِّح الغرب المعارَضَة السورية


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4010 - 2013 / 2 / 21 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
لا تسليح للمعارَضَة السورية، ولو كان، من الوجهتين الكمية والنوعية، لا يُحْدِث فَرْقاً يُعْتَدُّ به في نتائج الصراع العسكري بين الطرفين (جيش بشار والمعارَضَة). إنَّه خيار (أو قرار) تواضع عليه الغرب، أيْ الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (باستثناء بريطانيا وبعض حلفائها في "الاتحاد"). وتقود ألمانيا والسويد (وفرنسا ضِمْناً) المعارَضَة الأوروبية لإمداد المعارَضَة السورية بالسلاح والذخيرة خشية أنْ يؤدِّي ذلك إلى مزيدٍ من "العسكرة" للنزاع، الذي، بحسب حجَّة غربية أخرى، "يفيض" عُنْفاً، ولا يحتاج، من ثمَّ، إلى مزيدٍ من السلاح، الذي يخشون من انتشاره بين "جماعات متطرفة (وإرهابية)" بعد إطاحة بشار الأسد.
ومع أنَّ بعض القوى الغربية يَعْتَبِر أنَّ إمداد المعارَضَة بالسلاح يمكن أنْ يؤدِّي إلى توازن جديد في القوى العسكرية بين الطرفين، وإلى زيادة الحماية للمدنيين، فإنَّه يستمسك بخيار "عدم تسليح" المعارَضَة بدعوى الحاجة إلى إنجاح جهود الإبراهيمي الرامية إلى "تسوية سياسية" من طريق حوارٍ (ومفاوضات) بين رئيس الائتلاف السوري المعارِض معاذ الخطيب وبين "وفد مقبول" يمثل نظام الحكم السوري؛ وبدعوى أنَّ سورية فيها من السلاح (ومن القتل والتقتيل) ما يكفي ويفيض.
وهذه القوى نفسها تستطيع تصوير موقفها هذا على أنَّه متوازِن؛ فهي (وفي مقدَّمها إدارة الرئيس أوباما) تَلْتَزِم في آن "عدم تسليح المعارَضَة السورية"، و"عدم السماح لبشار باستعمال ترسانته من الأسلحة الكيمائية والبيولوجية".
إنَّ أوَّل ما أفهمه من هذا الموقف (الذي لا يفيد عملياً وواقعياً إلى بشار الأسد وحربه) هو أنَّ القوى الغربية، وفي مقدَّمها الولايات المتحدة، لا تَجِد بين قوى وجماعات المعارَضَة السورية التي لها ثقلها الميداني من تثق بولائه الصادق، والثابت، والنهائي، لها؛ ولا مصلحة حقيقية لها، من ثمَّ، في مدِّه بالسلاح والذخيرة؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ تلك القوى والجماعات لن تكون، بحكم طبيعتها، أداة في يد قوى الغرب الإمبريالية، تستخذي لمشيئتها السياسية، وإنْ كان هذا لا يتعارَض مع قبولها التسلُّح من أيٍّ كان، إلاَّ من العدو القومي الإسرائيلي,
حتى مبدأ "عدو عدوي صديقي" لا يصلح لإصلاح الموقف الغربي هذا؛ لأنْ لا معنى لهذا المبدأ في الصراع بين بشار ومعارضيه؛ فإذا كانت المعارَضَة السورية عدوَّاً حقيقياً (لا ريب في عدائه) لنظام حكم بشار، فإنَّ نظام الحكم هذا، ومن الوجهة الموضوعية، على الأقل، ليس بعدوٍّ حقيقي للقوى الغربية الإمبريالية حتى يتغيَّر الموقف الغربي بما يوافِق مبدأ "عدو عدوي صديقي".
وإدارة الرئيس أوباما تَفْهَم أخْذَها بخيار "تسليح المعارَضَة" على أنَّه، ولجهة عواقبه، قبول للتورُّط العسكري المباشِر للولايات المتحدة في هذا الصراع القابل للأقلمة والتدويل أكثر من أيِّ صراعٍ آخر؛ وهذا التورُّط هو آخر ما تُفكِّر فيه إدارة أوباما، أو تتمنَّاه.
وإذا كانت المواقف العملية والواقعية لإدارة الرئيس أوباما من الصراع السوري تتناقَض مع "المبادئ" التي تستمسك بها، في العلن، فإنَّ مواقفها الإعلامية تبدو منسجمة مع هذه "المبادئ"؛ وهذا إنَّما يعكس حاجة تلك الإدارة إلى إخفاء وحجب هذا التناقض قدر الإمكان؛ وكأنَّ شتمها الإعلامي لنظام حكم بشار يكفي وحده لوقف المجازر اليومية التي يرتكبها في حقِّ الشعب السوري.
إنَّ "عدم تسليح المعارَضَة السورية" هو موقف غربي في العلَنَ والظاهر؛ لكنه إسرائيليٌّ في السِّر والجوهر؛ فالقوى الغربية، وفي مقدَّمها الولايات المتحدة، تتبنَّى وجهة النَّظر الإسرائيلية التي مؤدَّاها أنَّ "استمرار النزاع مع عدم تمكين أيٍّ من الطرفين من حسمه لمصلحته" هو فحسب ما تريده إسرائيل، وما يخدم مصلحة إستراتيجية لها؛ فسورية الضعيفة المدمَّرة الممزَّقة هي الغاية الإسرائيلية؛ وهذه الغاية هي الكامنة في جوهر الموقف الغربي، وهي ما يُفسِّر تناقضات هذا الموقف؛ ولقد اختبرت إسرائيل أهمية وجدوى سورية هذه إذ ضربت ضربتها في عمق الأراضي السورية من غير أنْ تُواجَه ولو بردٍّ من نوع يشبه "أضعف الإيمان".
والولايات المتحدة تَعْلَم ما هي العاقبة الحتمية المترتِّبة على اجتماع الوحشية التي يقاتِل فيها بشار، ويُقتِّل، معارضيه مع هذا التخلِّي الغربي العملي والواقعي عن نصرة الشعب السوري، ولو نصرة إنسانية حقيقية.
إنَّها تعلم أنَّ هذه العاقبة هي ما ينجبه دائماً اشتداد الشعور بالإحباط، ألا وهو "التَّطرف"، فكراً وجماعات؛ وكأنَّها لم تَقِف هذه المواقف المخزية من الشعب السوري وثورته إلاَّ لكونها تطلب مزيداً من التطرُّف في سورية؛ فهذا التطرُّف هو ما يسكب مزيداً من الزيت على نار صراع يطول من غير أنْ يتمكَّن أحد طرفيه من حسمه لمصلحته، وهو، في الوقت نفسه، خير ما تستذرع به إدارة الرئيس أوباما لمنعها السلاح عن المعارَضَة، وعن الضحايا من المدنيين الأبرياء.
نظام حكم بشار سقط من الدَّاخل منذ زمن طويل؛ لكنَّ جملة المصالح الدولية والإقليمية المتناقضة هي التي أسعفته، وأغاثته، ومدَّته، على عَجَل، وبما تيسَّر، من أسباب البقاء؛ لكنَّ كل هذا "الخارج الإيجابي (بالنسبة إلى بشار)" لن يتمكَّن من هزم "الدَّاخِل السلبي (له)"؛ فالمعارَضَة السورية لا تحتاج إلى سلاح من الخارج ما دام جيش بشار نفسه يتولَّى (بهزائمه) مهمَّة تسليحها!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضَعْفٌ يعتري -قوَّة المثال- في -الربيع العربي-
- -مجموعة العشرين- تنزلق في -حرب عملات سرِّيَّة-!
- مجرمون في عيون الشعب.. أبرياء في عيون القضاء!
- -عَبُّود- يَصْنَع التاريخ!
- ما معنى هذا الذي اتَّفَقوا عليه في القاهرة؟!
- معاذ الخطيب مَدْعُوٌّ للتوضيح!
- مِن -انتحار بوعزيزي- إلى -نَحْرِ بلعيد-!
- خَيْرٌ لكم أنْ تُنْتِجوا فيلم -هيكل سليمان الضائع-!
- ضَرْبَة ذهبت بما بقي من أوهام!
- خط أحمر ثانٍ!
- الانتخابات الأردنية.. ثُلْثا مَنْ يحقُّ لهم الاقتراع -قاطعوا ...
- -ثُقْب أسود- في قَلْب مجرَّتنا.. من أين جاء؟!
- رواتب أردنية للوقاية من -التَّسَوُّل-!
- عندما تنادي موسكو بحلٍّ -يقرِّره الشعب السوري-!
- نِصْف الطعام في العالَم -تأكله- صناديق القمامة!
- صورتنا في -مرآة الزعتري-!
- بشَّار الثالث!
- حتى لا يعيث التعصُّب الطائفي فساداً في الربيع العراقي!
- تباشير فَجْرٍ عراقيٍّ جديد!
- نتنياهو إذْ جاء متأبِّطاً -الكونفدرالية-!


المزيد.....




- اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في ...
- هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو ...
- مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو ...
- السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق ...
- ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
- ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
- وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر ...
- هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
- مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب ...
- هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - لهذه الأسباب لا يُسلِّح الغرب المعارَضَة السورية