أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - 55















المزيد.....

55


حامد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 18:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


55


إلى أين يتجه العراق.... بعد عشر سنوات من التغيير ...
وسط هذا التجاذب التي يضع العراق أمام خيارات أحلاها مر وأفضلها خراب ودمار وتقسيم واقتتال إلى مئة عام قادمة على مساحة من الأرض تمتد من لبنان إلى سوريا وانتهاء بالعراق ....لا بد لنا من وقفة مع التاريخ ... ووقفة مع العراقيين ....المعنيين بالأمر ....
لقد تأسس العراق على النموذج البريطاني ....بنظام الملكية الدستورية واقتصاد السوق مع بعد توافقي يشمل الأكراد والمسيحيين واليهود بحقوق تمثيل سياسية ...وقد كان هناك وزراء من كل هذه المكونات تقريبا مع جميع الوزارة التي شكلت بعد عام 1921 ... وعلى نظرية العيش المشترك أرادوا ان يبني العراقيين دولتهم بهذا الفهم او التصور الانكليزي ...الا أنهم فوجئوا بان العراقيين وخاصة العسكر اختاروا النموذج الألماني للأمة المركزية التي تدار بقوة الدولة من فوق ....ولهذا شهدنا انقلاب بكر صدقي عام 1936 ثم انقلاب رشيد عالي الكيلاني عام 1941....ودخل العراق صراعات داخلية دامية بعد قيام النظام الجمهوري في عام 1958 وصولا الى الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.
وجاء الأمريكان وعملوا على إزاحة الدولة العراقية وتدميرها تدميرا شاملا ليجربوا بناء الأمة على قاعدة الفيدرالية اللا مركزية ....وهذا حدث وسط اقتصاد ريعي ووسط فوضى الاقتصاد وعنف الصراع الذي تتميز بها الخلافات السياسية .... وها نحن بعد عشر سنوات لم نبني نظام فدرالي لامركزي ..فكل ما هو موجود ...إقليم كردستان يتقاطع مع المركز تقاطعات عميقة جدا ....فطبيعة النظام في العراق نيابي اما في كردستان فهو رئاسي شديد المركزية ... كما ان دستور كردستان يتقاطع في كثير من مواده مع الدستور الاتحادي ... فلا نستطيع القول ان للأكراد خصوصية وليس للسنة او للتر كمان اية خصوصية ...هذا أمر غير منطقي ...ومستفز للكثير من العراقيين ... وقد يستغرب المراقبين من ان الشعب وهو في ظل الحرية النسبية التي يتمتع بها الان هو يمارس صناعة الأصنام ففي القريب كان يسمي الملك فيصل الثاني ...المليك المفدى ... وأطلق على عبد الكريم قاسم ...الزعيم الأوحد .. وأطلق على عبد السلام عارف ...قائد الثورات الثلاث ...وعلى احمد حسن البكر ...الأب القائد ...وعلى صدام حسين .. القائد الضرورة ...وحارس البوابة الشرقية ,,,,وهم ألان يطلقون على المالكي ....مختار العصر ....ولا ندري ماذا سيطلق على من يأتي بعده .
الشعب لم يحاسب من في السلطة على عدم انجاز القوانين المهمة للشعب مثل قانون الأحزاب او قانون النفط والغاز او قانون المحكمة الاتحادية او حزمة القوانين التي تنظم العلاقة بين المركز والمحافظات الأخرى للتخلص من فوضى تداخل الاختصاصات والمركزية التي تقيد تنفيذ المشاريع في المحافظات ....
نحن نتكلم عن ضياع 55 سنة من عمر العراق ...
البلد الذي يعد من البلدان الغنية والتي تبلغ ميزانيته أرقاما يحسد عليها قياسا إلى البلدان المحيطة به هذا مع فارق التقدم في تلك الدول بمراحل كبيرة قد لا يصل إليها العراق بعد مائة عام رغم عوائده الكبيرة من البترول .... إضافة الى الإمكانيات البشرية التي يتصف بها العراقيون ...والموروث التاريخي و ألقيمي لبلد تجاوز تاريخه السبعة ألاف سنة ....إضافة لموارد أخرى لم تستغل بعد ....
أجد ان نحج الى التاريخ البعيد عسى ان نجد في تراث شيوخنا ما يجمعنا ويوحد رؤيتنا ويأخذ بأيدينا الى نقطة وسط بين جرفي الاعظمية والكاظمية ...
ولكي نحاكم الفترة من 1958 ولغاية عام 2003ومن 2003 ولحد الان ... لا بد من القول انها اختزلت كل الدمار الذي حصل للعراق منذ الاحتلال العثماني ولغاية الاحتلال الأمريكي ...حيث شهد العراق تراجعا في كل مناحي الحياة ودمارا شمل أهم ما كان يمتاز به الشعب العراقي من خصائص وثوابت قيمقية توارثها الأبناء جيلا بعد جيل وهي التي حفظت النسيج العراقي وتنوعه العرقي والمذهبي لفترة طويلة جدا ..... فكانت بغداد تتكون من عدة محلات متآلفة ...فتجد عكد الأرمن وعكد اليهود وعكد النصارى وحتى لم يكن هناك حرج في تسمية المناطق فنجد محلة رخيتة وكمب سارة ...الخ وهناك اختلاط وتفاعل أنساني فاليهودي جار للكردي وهو كذلك جار للبغدادي والكل يمارس طقوسه الدينية بحرية تامة والكل يشارك الكل والجميع في حياة مبغددة ...تمتاز بإيقاع عراقي لا يشبه أي من الشعوب المجاورة ....فبغداد سابقا مدينة وسط غابات من الفواكه والخضر والنخيل يخترقها نهر دجلة ويقسمها الى صوبين ...صوب الكرخ وصوب الرصافة وكان لنهر دجلة الخالد ... سحره فيهب البغداديون لزيارة ضفافه العذبة على ضفتي جانب الكرخ والرصافة .....كل مساء ليضفي على حياة الناس الشعور بالامن والغبطة والفرح ...حيث كان دجلة يعني للعراقيين تدفق الروح وتجدد انبعاثها ....
كل هذا الموروث قد تم اغتياله ونزعه من العقول والقلوب بإجراءات خبيثة
وبحصارات وحروب لا إنسانية اشترك كل العالم بها ليغتالوا خصوصية وقيم شعب ....عمره سبعة ألاف سنة .
فامتلأت النفوس بالغل والكراهية وأصبح الواحد بداخله وحش..لا يحتمل الإنسان الأخر وينظر له نظرة ريبة وتحفز ...
كل هذه التحضيرات قد تم إجرائها على الشعب العراقي وألان يتم سلخ الشعب السوري من أدميته وكذا الإنسان المصري والتونسي والليبي والبقية تأتي ... ليزج بهم في أتون حروب مذهبية وعرقية قادمة والتي تعد سيناريوهاتها في أمريكا وقطر والرياض وتركيا .... وفي الحروب ستجد الشعوب المغرمة بصناعة الرمز فرصتها لممارسة الوله الباطني للزعماء والتزلف لهم .
ما السبب الذي يعيق العراقيين من ان يتحدثوا فيما بينهم دون وساطات ...ما الذي يمنع من الاتفاق على إيجاد الحلول التي تجنبنا الدمار والخراب الذي ينتظرنا إن لم نصغي لصوت الحكمة والرشد .... كل هذه الأزمات التي عصفت بالعملية السياسية منذ عام 2003 كان ممكن تجاوزها لو توفرت الشروط التالية ... اولا.. الشفافية في تناول القضايا وإشاعة جو الصراحة والمكاشفة وتبادل الثقة . ثانيا .. المواجهة ..اي مواجهة المشكلات والتصدي لها وبذل الجهود من اجل ايجاد الحلول وعدم تركها والعبور عليها لتتراكم وتشكل عبئا ثقيلا ....ثالثا ..المشاركة ...وتعني مشاركة الجميع في صناعة القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفي رسم السياسات . رابعا.. .احترام سيادة القانون واستقلاليته ....خامسا ... حرية الصحافة والإعلام باعتبارها السلطة الرابعة التي تضبط إيقاع العملية الديمقراطية وهي المعنية بالرقابة الشعبية على عمل وأداء السلطات الثلاث .
لقد فشل رؤساء الوزارات الثلاث ...الدكتور إياد علاوي والدكتور الجعفري والسيد المالكي في وضع برنامج علمي مدروس لكيفية بناء الدولة ...كل بلدان العالم تتعرض الى مخاطر ومؤامرات وأزمات ولكنها لن توقف البناء وإقامة مشاريع البنى التحتية والمشاريع ذات الطبيعة الاستراتيجية ..أننا في العراق أغفلنا بناء مؤسسات الدولة ووضعنا كل بيضنا في سلة مكافحة الإرهاب والنتيجة لم نقضي على الإرهاب ولم نبني مؤسسات دولة .
ان المظاهرات التي تتسع يوما بعد أخر لتشمل قطاعات أخرى ومناطق أخرى من العراق .... ومهما يقال عن دوافعها او من يقف خلفها ...تحتم على النخبة الحاكمة الحاجة إلى إعادة النظر في كل العملية السياسية وتصحيح مساراتها ... والتخلص بالدرجة الأساس من المحاصصة كنظام حكم وإدارة ... وإجراء التعديلات الدستورية بما يتفق عليه الجميع ......


حامد الزبيدي
16/2/2013



#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس .... في حضن الجماعة
- فشل امريكا في عبور اسوار دمشق
- فيروس الاخونة...يهاجم مصر
- سوريا ...والتحدي الكبير
- حديث الساعة المتأخر
- اللهم فاشهد اني حلمت
- جيكا
- سقوط القناع التركي
- لماذا الان ....وما الذي يحدث في الانبار ...؟
- جحوش الاخوان
- مصر ...تتأهل ..للدخول في مرحلة الفوضى الخلاقة
- عمر ... ورط ....مرسي
- حكومة الاغلبية ...هل هي الحل ....ام بداية الحرب ..؟
- السيانيم
- عبد العظيم ....اشوكت اتحج.....؟
- عبد العظيم ... اشوكت ترتاح
- يحكم ...من داخل قبره
- بيدي ...لا بيد عمر ...؟
- بوتين ... وعودة التوازن
- طوب ابو خزامة


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الزبيدي - 55