أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - مقتل بائع البطاطا قصيدة














المزيد.....

مقتل بائع البطاطا قصيدة


خليل فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


وجّه صلاح عمران، والد الطفل عمر صلاح، بائع البطاطا، الذي توفي برصاصة بميدان التحرير في 3 فبراير 2013، رسالة إلى الرئيس محمد مرسي، قائلًا: «ابنك اسمه عمر وابني اسمه عمر، عمر (بتاعي) مات يا مرسي وأنت المسؤول». وقال «عمران»، في حواره لبرنامج «آخر النهار»، على قناة «النهار»، مساء الخميس، إنه توجه إلى مشرحة زينهم بعدما أخبره أحد الضباط بذلك، وأنه رأى الرصاصة في صدر ابنه.
جرّ العربة
حمّلها على ظهرها
بالبطاطا
أوقد نار الفرن
وشوّاها
جَرّ قدميه مُتعبًا
جَرّ العربة بالفرن التي زادت اتقادا
يتدفأ بنارها
وينادي ...
"معسِّلة يا بطاطا
بنار الفرن..
مشوية يا بطاطا"
...
اشتري منه الشيخ والصبي
البنت والفتى
البلطجي وقاطع الطريق
الهارب من الخدمة
ومن لا يحمل بطاقة
الثائر والعسكري
والرابض فوق الدبابة
أكل البردُ سترته الفقيرة
فاخترقتها الرصاصة
تركت فوقها فتحة مُحترقة
ودماءُ فوارة
اخترق الرصاص الضلع والرئة
واستقرّ
كنحلةٍ تشرد عن سربها
نحلة حيرانة
عزف عازفُ الحيَّ لحنًا مأساويًا
على الربابة
غنى موّاله
عن الصنايعية والأفندية
وصاحب السموّ والسعادة
...
اشتعلت النار أكثر
في الفرن ..
استوت البطاطا
انطفأت النار في الطريق
طلع الدخانُ من المآذن
دقت أجراس الكنائس
وارتفع الدعاء
شبّ الحريق
في باب قصر الرئاسة
...
مات بائع البطاطا
هكذا كانت مانشيتات الصحافة
وهكذا ظلّت العربة بمفردها
وسط الشارع المضاء
قريبًا من السفارة
سقط الفتى
مضرجًا في دمائه
ونام الفتيةُ الآخرون
على ريشِ النعام
توسدوا حرير الوسادة
راحوا مدارسهم الأمريكية
تعلّموا التاريخ المغلوط
والأبجديات المعادة
عبر الناس الشوارع
قرأوا الفاتحة
تلوا الشهادة
أذّن المؤذن لصلواتٍ
لم تؤدَّي
خفتت كل الأصوات المُستاءة
من أجهزة التلفاز
طارت قطع البطاطا
مع البارودِ والرصاصِ الحيّ
وذبابة
حطّت عليها ونامت
في انتظار الصبي ليهشها
لكنها
أغمضت عينيها
كما أغمض عينيه
على صورة عسل البطاطا
ولزوجة الدم المُتجمد
على قشرها الأسود المُتفحم
على لحمهِ ولحمِها
...
الحزن مسكوبٌ في كوب شاي
لمثقفٍ كان على المقهى قدّامه
كان يكتب مقالة ..
نعم ككل المقالات، مقالة
تطبعها المطبعة
يقطعها الفتى ويلفُّ بها،
قطع البطاطا
برَدت والجو قارص
والنيل على مقربةٍ يشهق
يلتقط أنفاسَه
تهتز جدران الفنادق
ويغطُّ المتحف المصري في إغفاءة
تمثال عبد المنعم رياض
رئيس الوزارة
صوت المطربة الآتي من بعيد
حشرجةٌ تزحف من الجبّانة
صوب العربة المهجورة
من صاحبها
النار فوقها
والبطاطا
نعيق البوم
حفيف أجنحة الغربان
سُعال الحشاشين
ملوك القمار في الكازينو
يسكرون ويسخرون
ملك أم كتابة
آه .. الجنيه في القرعة المصري
سبعة منه بدولار
والعشرة باسترليني
هل من زيادة
...
مات الولد في تؤدة
تــُوج الملك في خدعة
طلعت الصور على الشاشات
تدفع بعربة البطاطا
ناحية النهر
وأعمدة الإضاءة
...
فلا نامت أعين الجبناء
ولا كانت،
مصر التي في خاطري
...
يا بائع البطاطا
مصر هانت
فوداعًا يا فتى
سندير ظهورنا
نشيّعُ آخر
ونصرخ كالحمقى
زواج عتريس من فؤادة
باطل
أصْغِ يا صاحبي
لطنين الذبابة
تمتصُّ آخر قطرة عسل
في آخر قطعةٍ نضجت
من البطاطا
اضحك ضحكتك الرقيعة
كحسن فايق
كالمومس التي اختفت من وسط البلد
لا تستسلم
لا تقل كفاية
ها هو الولد المُلثم وسط النار
يقرع الطبلة في قوة
ينشد إنشاده
المجدُ للشيطان
والجنة
لبائع البطاطا ..



#خليل_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة محمد الجندي
- ساعة الحظر
- عصفور البدرشين
- الحُسَيْني أبو ضَيْف
- الشخصية المصرية إبّان ثورة 25 يناير وما بعْدها
- التحليل النفسي للحالة المصرية الآن
- قُبَّعة الخواجة
- سيكولوجية الدم فى مصر الآن
- الفسيفساء في مواجهة الخفافيش ملامح الشخصية المصرية .. في ثور ...
- القلق المستَبِدّ وضراوة الإشاعة
- سيكولوجية رجل الأمن فى جمهورية الخوف (مصر سابقاً)
- مظاهر الاكتئاب في المجتمع العربى
- سيكولوجية المرأة العربية....
- كَرْبْ ما بَعْدْ الصَدْمَة تداعيات ما بَعْدْ الحرب مصر ولبن ...
- الأبعاد السيكولوجية لعقوبة الإعدام
- بعض الآثار النفسية لانتشار المدارسة الأمريكية في مصر
- سيكولوجية أمناء الشرطة في مصر
- محاولة لفهم المعادلة الحكومية المصرية الصعبة
- أحمد نظيف ما بين تضاد اللغة ونضوب الموهبة
- الأبعاد النفسية لحرب الشرق الأوسط السادسة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل فاضل - مقتل بائع البطاطا قصيدة