أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - عيد الحب .. في زمن الجاهلية














المزيد.....

عيد الحب .. في زمن الجاهلية


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3999 - 2013 / 2 / 10 - 14:20
المحور: الادب والفن
    


البعض يسميه فالينتينو والبعض يقول بأنه عيد الحب أو عيد العشاق أو "يوم القديس فالنتين" ومهما اختلفت المسميات فإن الناس في كل أنحاء العالم به تحتفل في الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام .
ونحن العرب خاصة في ( منطقة الربيع) محظورا علينا أن نحتفل بهذا اليوم ، لأن هنالك فتوى تحرم الحب وتحرم الاحتفال به ، فتاوى تقتل الحب ووروده الحمراء ، في ربيعنا العربي كل شيء محظور إلا الموت يوزع على الجميع بالمجان، و الخوف يمنح للجميع دون تمييز بين هذا وذاك ، أما الحب فهو رجس من عمل الشيطان وعلى الشعوب أن تتجنبه.
عيد الحب لدينا عبارة عن مؤامرة تحيكها النسوة ضد الرجال ، والرجال ضد النساء ،وعيد الحب لدينا عبارة عن دم يراق في الشوارع ، وعصافير تذبح في أعشاشها ، وبقايا فلول وبقايا إرهاب وبقايا همجية.
عيد الحب في أوطاننا مناحة كبيرة ، ومأتم لا ينتهي بتشيع الشهداء لأننا ننتظر قوافل أخرى في طابور الموت الجماعي ونحن نقف ننتظر لحظة موتنا بإستسلام الشاة للجزار .
عيد الحب لدينا أن أقتلك لأنك تختلف عني ، أن أرجمك لأنك غازلت حبيبتك ، أن أقطع يدك لأنك سرقت وردة من حديقة عامة .
عيد الحب لدينا لا يتم إلا بفتوى وقرار وأمير يوحي لنا أن نحب ، وأميرنا يكره الحب ، لكنه يحب الجواري لهذا كان فاتحا وغازيا وبارعا في سوق النخاسة ، وأميرنا يتوضأ لكن دمنا لم يغادر يده بعد، وأمراء الربيع العربي الذين لم يحلقوا لحيتهم منذ أن وضعتهم أمهاتهم عند حافات الطرق المظلمة يكرهون الحب ، ويكرهون الورود الحمراء ويكرهون كل الرجال لأنهم لا يعرفون آبائهم من هم.
عيد الحب في بلاد العرب أكذوبة كبيرة ، لماذا نحب ؟ ونحن أحببنا سيافنا وجلادنا ومن قطع رأسنا ، نحن نحب بطريقة خاصة ونعبر عن حبنا بالانتحار أمام نزوات السلطان ، ونحب بمرسوم جمهوري حينا وإرادة ملكية حينا آخر ، والآن نحن نحب بحد السيف المسلط على رقابنا.
واهمون نحن حين نتذكر عيد الحب .. وواهم فبراير حين حطت أيامه في ربوعنا .. والقديس لا مكان له وسط الشياطين التي لا زالت تعتبر المرأة عورة .. فكيف نحتفل بعيد الحب .. أنحتفل من طرف واحد؟ تعالوا نحتفل بعيد الحب .. ليمرر كل منا شريطه أمامه .. علنا نجد مساحة لم يذبح فيها الحب ألف مرة .. تعالوا نكتشف زعمائنا .. هل يمنحوننا شرف الحب لكي نحتفل بيومه ... لا أدري لماذا يخافون الحب ,ولماذا يحاربون الحب ، ولماذا دمروا حدائق الحب التي كنا نقتطع منها ورودا جميلة لحبيباتنا .. الحب هو المنفى بعد أن كان الوطن .. والحب هو أنا وأنت وهم .. الحب أيها الناس أيقونة علينا أن نفتحها ليفوح عطرها ليزيل روائح الدم الكريهة التي ملأت ( ربيعنا أو ربيعهم) .. تعالوا نحب بعيدا عن إرادة الملك ووصايا الأمير وتراتيل السحرة وعشاق الظلام .. تعالوا نحب وليخاصر كل منا حبيبته ، ولنحرر صدور النساء من الأسر بعد أن نحرر خصورهن من العبودية ، ونحرر حدائق الحب من فرسان الجاهلية ، تعالوا نمنح أنفسنا شرف العشق في ديار غادرها العشق منذ قرون وباتت صحراء رافضة للحياة .. تعالوا نعشق بمزاجنا لا وصاياهم وأوامرهم ، تعالوا نفتح حصون عبوديتهم ونحرر العورات من اسرهن ، تعالوا .. نمزق أكفاننا وقيودنا .. ونبحث معا عن خصر يستوعب كف يدنا .. تعالوا .. لا زال للحب يوما نتذكره .. نسير إليه .. نبحث عنه بين طيات فبراير الباردة .. تعالي حبيتي .. لم تعودي جارية أو أمة أو بضاعة تعرض في سوق النخاسة .. تعالي نتعلم معا رقصة جديدة .. ولنسمها رقصة عيد الحب .. تعالي ألمم بقاياي وبقاياكي .. تعالي كي أنثر على رأسك الجميل ما عندي من فرح وما عندك من شوق إنثريه فوقي .. تعالي نغادر مناطق خوفنا .. ونرسم للشمس أقراصا جديدة , وللقمر تضاريس جديدة .. تعالي .. هات يدك أو خصرك سيان عندي كلاهما دليل على إن الأرض كروية .. وكلاهما يمنحاني شرف الإنتماء لمملكة الحب .
وكلاهما تتقطر منهما أنوثة طالما بحثت عنها في مليار إمرأة ولم أجدها إلا هنا .. في أنفاس أنثى من فصيلة نادرة .. تعالي نسمع العالم بأن يوم الحب لم يكن للقديس فالنتين .. بل كان يوما لنا نحن .



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عامين .. الربيع يحرق الشعوب
- أتركوني أمشط شعر حبيبتي
- إخوان العراق
- عباءة أمي
- وإذا العراقية إنسحبت ؟
- لا إكراه في الشراكة
- الحُسين يجمعنا
- حلول ألأزمة العراقية
- الأنبار تحرق علم إسرائيل
- هل آن الأوان لتقسيم العراق ؟
- قدوري فاد بقرنا
- هل تؤيدون دولة كردية؟
- مسوكجي العائلة
- المطر وأجندات دول الجوار
- رزنامة أزمات 2013
- إنتخبوني رجاءً
- الدور الإسرائيلي .. المخفي والمعلن
- البطاقة التموينية والمبالغ النقدية
- أربيل والكويت
- متى يأتي الأسبوع القادم؟


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علي الحمداني - عيد الحب .. في زمن الجاهلية