أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الدكتور علي الوردي وشخصيات عمارة يعقوبيان














المزيد.....

الدكتور علي الوردي وشخصيات عمارة يعقوبيان


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 11:04
المحور: الادب والفن
    



إن ولادة الحضارة المصرية لم تكف عن اثارة دهشة المؤرخين, فخلال الالفي سنة التي سبقت تكوين مملكة موحدة ,استمرت الثقافة النيوليتيكية بالتطور لكن دون تغييرات عميقة, مع ذلك فان الاحتكاك مع الحضارة السومرية في الالف الرابعة قبل الميلاد أثارت تحولات حقيقية ,فهناك استعارات متبادلة بينهما وتأتي خاصية الكتابة في المقام الاول, ومن خلالها نجد ان المعتقدات والافكار الدينية والتي منها تصاغ ثقافة اي مجموعة اثنية قد نضجت من تلاقح واندماج اساطير هاتين الحضارتين وتأصلت في التراث الفكري للإنسان, ومنها صيغت الكثير من التجارب الوجودية التي تأخذ وسطا بين الامتدادات في هذه المتاهة الكونية في تنويع جميل لتفسير الرموز والاشارات.
ولاشك ان العمل الفني عندما يقرأ من خلال صياغته في اطار فني آخر ,هو في الواقع رواية محورة, كما هو الحال في فيلم عمارة يعقوبيان ,اذ يشكل المكان(العمارة) مكان سياقي ورمزي وكانه يشكل نمذجة ممثلة لشريحة واسعة داخل المجتمعات العربية المعاصرة, وبالرجوع لدراسات الدكتور علي الوردي بالرغم من تركيزه على الجانب الاجتماعي من الشخصية, لكن تحريك الكلمة في بعدها النظري سيحرك العدد المتزايد من الروابط التي تبدو وللوهلة الاولى انها غريبة بين المجتمعات, وقد تثير الحماسة نحو التقييم ,اذ نحن نستقي معرفتنا بالعادات الاجتماعية ولو بشكل جزئي من الاعمال الفنية التي تداعب الذاكرة شعوريا وتعبيريا(الفيلم)ويأتي ذلك من جعل الحكم العقلاني والطريقة الواقعية في التمثيل الصوري يستلهم بقايا التجربة المخزونة في الذاكرة(كتابات د. علي الوردي)لتأكيد العلاقة بين مجتمعين على الرغم من وجود صيرورة.
ويبدو ان الاحتكاكات الحضارية ظلت تمارس فعلها منذ البداية والى الآن, وهو شيء موجود في الوجدان الاخلاقي داخل المجتمعات ,ياترى ماهي الاسباب.؟يركز الدكتور علي الوردي في دراساته الاجتماعية على ميزتين مهمتين في شخصية الفرد العراقي وهما الازدواجية والشذوذ الجنسي ويرجعهما الى طريقة التربية واحتجاب المرأة, وهما ميزتين منفصلتين في التقدير النهائي الا اننا نجد من خلال المتابعة ان هاتين الميزتين متقاربتين من ناحية سببية ولو ان علماء النفس والفيزيولوجيا يرجعون الشذوذ الى اسباب اخرى لا مجال لذكرها هنا.
إن ابطال الفيلم وان كانوا يعيشون خلف ابواب مغلقة في عمارة شاهقة تختلط فيها الاصوات الصاعدة من الشارع بأصوات من فوق السطوح, لكن الواقع بتنوعه واحد هناك الباشوات وفي العراق الأفندية ,هناك البواب وفي العراق الفراش ,هناك من يكسب قوت يومه بيومه, وهنا عمال البناء ,وهذه قاعدة اصيلة في المجتمعات التي يتخفى فيها الصراع الطبقي بين تخومها, وهذه الميزة نجدها واضحة في العالم النامي بشكل خاص وذلك لعدم نضوج الحدود الفاصلة بين الطبقات ,وكذلك تبادل الادوار في السلم الاجتماعي تبعا لقدرات الاشخاص في استثمار النمط الاقتصادي والسياسي لحقبة ما ,وهذا بالتالي يسرع في نمو الشخصية الازدواجية للأفراد, والتي تتسم احيانا بالغرابة والانتهازية ,لا نجد لها تفسيرا في المسلك التقليدي للعادات الاجتماعية في مواجهة مصاعب الوضع الاقتصادي و هي بالتالي الحاضنة الثقافية لنمو هذه النزعة لدى الفرد, وتكون قالب الثقافة الاجتماعية في مواجهة العوز المادي والفكري, وبغض النظر عن التشوهات الاجتماعية الناتجة, يتمدد الاستلاب الاقتصادي بشكل آمن وإن بطريقة غريبة في التوسع والسيطرة ,وكما معروف في الشرق فان العديد من الخلافات يجري حلها في المقابر, كما ورد في التاريخ الديني, لذا فان الازدواجية الفردية والاجتماعية تفسح مجالا للمواكب الشعائرية, وكأي حدث ديني يستطيع لعب دور حاسم في التناقضات الروحية ,والشذوذ بحد ذاته هو نتيجة تموضع يشق سره في الجسد بطريقة توالديه تبعا للحضر المعلن, ولن يقاومك ممارسيه الا عندما تتكلم عن إلههم(المال)بسوء والاحتمالية تأتي دائما من عناصر دخيلة, وبناء الطبع هو تسوية بين الاختلاف, النتيجة هي اسهم ثراء فاحش وفقراء بلا مؤوى مما يحدث تغييرا في النظام الاجتماعي والثقافي, وكلما اتسعت الفجوة ازدادت قاعدة النفوذ والضحية هو الانسان, تراه يدور في فلك اقتصاد مدمر, لان المزايا الربحية السريعة تلحق الدمار بالبنية الحضارية وتعتمد على استراتيجيات تنموية تفتقر للحس الوطني, وغالبا ما تتم وفق اتصالات حميمية تثير الريبة ,والمتابع لشخصيات الفيلم ويقارنها بخلل الشخصية العراقية الذي نوه عنه د. علي الوردي يجد ان هناك تقاربا في التشخيص يصل حد التماثل رغم اختلاف المكان, الا ان البحث المنهجي يهتم بجميع مظاهر الشخصية وعواقب انحرافها ,وهو الذي يطرح اجوبة هذه الاشكالية,لذا نجد ان المجتمع المصري كان قد خضع من ناحية وضعية لوقائع هي في حد ذاتها منهجية سرعان ما تعلقت بها كل العمليات التالية داخل المجتمعات العربية, أي انها ولادة تأويلية وهي استعادة وتأثر وتأثير كما كانت في الحضارات الاولى, غير ان الاحتكاك الاول كان ابداعيا, اما مسارها المعاصر مليء بالانزياحات الضبابية, فلا غرابة ان نجد ما يميزها هو الازدواجية والشذوذ, وهذه نتائج مباشرة لصراع جوهره اقتصادي يتخذ من الرموز المظلمة والافكار الملغزة ,والتقليد واختزال العقلانية بتقنيات المنطق الاسطوري, وبقوم بتشكيل الذاكرة الفردية والجماعية ,وهذا هو المنطق الخاص عندما تكثر الازدواجات والانحرافات, وهو تشكيل ايديولوجي يصاحب المجتمعات التي تحاول التمسك بالبقايا التي لا تصلح لان تكون نقاط انطلاق, وتريد ترجمتها الى منجز دون نجاح, لأنها دائما مصحوبة بالخيبة, فلا غرابة ان نجد رسالة دكتوراه في حكم الرطوبة التي تخرج من المرأة, أو نجد مثقفون مقاولون حكوميون, اونلغي من الذاكرة انجازات المبدعين.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في الحداثة بين الواجب الديني واضطراب الذاكرة
- كيف نؤسس للحداثة
- خام برنت....والعنف الدموي
- في الذكرى الحادية عشر لتأسيس الحوار المتمدن: الاعلام الالكتر ...
- صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم
- في العيد.......اليها
- فن الواقع بين الماهية والوجود
- عندما تصل المرارة حد الحلقوم
- قصيدة حب الى شالا
- نار وماء وجسد
- سلمى
- ثقافة الفوضى الخلاقة وجمهوريات الكارتون
- وجد...صوفي
- بين الخواتم ضاع حبيبي
- أفاتار)AVATAR(
- بناء الأوطان وثقافة العربان
- البصمة الحضارية والبصمة الغبية
- مومس عوراء-كتابة ممسرحة
- متعة الكتابة ونفايات الزمان
- الطرق على آنية الخراب


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - الدكتور علي الوردي وشخصيات عمارة يعقوبيان