أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - متى نرى خوسية موخيكا الفلسطيني















المزيد.....

متى نرى خوسية موخيكا الفلسطيني


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3974 - 2013 / 1 / 16 - 17:49
المحور: حقوق الانسان
    


بقلم – عطا مناع
ما بين الفقر والوعي الطبقي بون شاسع، ولطالما كان الفقر المسلح بالفقر المحرك الرئيسي للتغيير والانقضاض على الطبقات التي تسيطر على خيرات الشعوب، فمع ظهور الحضارة ولد الصراع الطبقي بين السواد الأعظم من الطبقات الفقيرة والطبقة المسيطرة على وسائل الإنتاج والمدعومة من الدولة والمؤسسة الدينية، وعملت هذه الطبقة على إحلال الإيمان بالغيبيات واستخدام ما توفر لها من وسائل للسيطرة على الطبقات المقهور سواء باستخدام سياسة العصا المتمثلة بالبوليس والسجون وكل ما يتوفر للدولة، وبما أن هذه الوسائل لا تكفي لكبح جماح التكوين الطبقي فقد استندت للبعد الثقافي والقيمي كوسيلة ناجعة للانقضاض على الشرائح المؤهلة لإحداث التغيير وهذا مربط الفرس.
قد لا احتاج للتسلح بالأمثلة والأرقام والدراسات البحثة لإثبات أن المجتمع الفلسطيني يئن تحت ظاهرة غير مسبوقة من الفقر جراء اتساع الهوة بين طبقات الشعب، والخطير في ظاهرة الفقر هذه هو التحالف الغير مقدس ما بين الرأس المال بإشكاله المختلفة الذي يفترض أن يكون رأس مال وطني وبين الطبقة الممسكة بزمام البلد الذي تتنازع علية قوى دولية وعربية لتفريغ القضية الفلسطينية التي لا زالت تدور في فلك حركات التحرر الوطني من مضمونها .
أن ينقسم المجتمع ما بين غني حتى التخمة وفقير يكاد يطبخ الحجارة هو أمر خطير، والأخطر أن تسود سياسة الاستهلاك والتكسب وشراء الذمم من خلال السيطرة على الفرد بالوظيفة التي تدفعه لرفع شعار" المهم يسلم راسي" معتقداً انه باعتناق هذه الفلسفة سيسلك طريق السلامة متناسياً أن فلسطين تحت الاحتلال من رأسها إلى أخمص قدمها، وان ما يطرح من قبل المتنفذين ما هو إلا سراب والدليل على ذلك التأكيدات التي تلقاها شعبنا الفلسطيني من قبل رئيس الحكومة سلامة فياض بأننا على أبواب المأسسة وان هذا الشعب جاهز لتجسيد الدولة، هذا النهج الذي شكل للبسطاء من أبناء الشعب إبرة مورفين لكنهم سرعان ما اكتشفوا وبالاستناد للواقع المعاش ديماغوجية هذا الخطاب الذي سقط أمام الحقيقة التي تقول أن السلطة الفلسطينية تعجز عن دفع رواتب جيش الموظفين لديها.
من ضمن ما أثار إعجاب الكثيرين فلسفة الحياة التي اعتمدها رئيس وزراء الاوروغواي خوسية موخيكا الذي يصنف كأفقر رئيس دولة في العالم، ويقدر راتب السيد موخيكا بحوالي 12 ألف و500 دولار وهو مبلغ يكفي أن يعيش في بحبوحة اقتصادية لكنة قرر أن يتبرع بحوالي 90% من راتبه للفقراء ولصالح الأعمال الخيرية وابقي على مبلغ 1250 دولار للعيش منها كما قرر أن يسوق سيارة "فولكس فايجن"، ويعتقد الرئيس خوسية موخيكا أن هذا المبلغ يكفيه خاصة أن الكثير من أفراد شعبة يعيشون بالفقر ولا يتوفر لهم القليل للعيش.
مثال خوسية موخيكا ليس بالفريد فكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يعيش كمواطن عادي لدرجة على راتبه الذي لم يتجاوز آل 395 جنية و60 قرش و7 مليم، وحسب معلومات رسمية للجهات التي حصرت ثروة عبد الناصر بعد وفاته فلم يترك وراءه شيئا سوى بعض البدلات والأحذية واسهم معنوية في بعض الشركات الوطنية، وسجلت اللجنة أن الرئيس الراحل كان قد توجه للبنك للحصول على قرض بهد تزويج واحدة من بناته .
الأمثلة كثيرة في هذا المجال، ونحن لسنا بحاجة للقول أن الواقع الفلسطيني الاقتصادي وصل لنقطة الصفر على صعيد الطبقات الشعبية، ما ساعد في اتساع رقعة الإحباط واليأس لدى الطبقات الأكثر فقراً في المجتمع وبالتحديد التي تقطن في المخيمات وفي هذا لدي حديث خاصة أن المجتمع الفلسطيني فقد توازنه جراء السياسات الحكومية التي تحرض شرائح المجتمع على بعضها البعض معتقدة أنها بهذا النهج العقيم ستسيطر على الحال الراهنة التي عبرت عن نفسها قبل أشهر بحراك ضد سياسة الحكومة الاقتصادية المتحالفة مع البنوك ورأس المال والشركات الكبيرة التي تمتص دم المواطن دون رقابة.
ما سبق يضع حكومتنا في مأزق أخلاقي، كيف تقبل حكومتنا أن يعيش شعبها الفقر المدقع لدرجة أن بعض العائلات لا تستطيع أن توفر قوت يومها ما يضطر أرباب الأسر الفقيرة للتسول على أبواب المؤسسات سواء الرسمية أو المدنية التي تخلت عن واجبها في مساعدة الفقراء، وقد يقول قائل أن الحكومة تشغل السواد الأعظم من الشعب وان الرواتب وحدها تصل لحوالي 150 مليون دولار، لكنني أتساءل وعلى لسان المواطن .... هل أصبح دور الحكومة جمع التبرعات والتسول أمام أبواب الحكومات العربية والأجنبية لتوفير الرواتب؟؟؟؟ وهل هناك عدالة اجتماعية حتى على صعيد الوظيفة؟؟؟؟ هل هناك موظفين لا يستطيعوا العيش من رواتبهم؟؟؟؟؟ ماذا عن بعض الموظفين الكبار الذين لم يكتفوا بالراتب ليمارسوا السطو في وضح النهار على حقوق الشعب؟؟؟؟ هل العلاج متوفر للفقراء؟؟؟؟؟ أين الفقراء من التعليم وهل أصبح التعليم طبقيا بمعنى من يملك يتعلم ومن لا يملك في ستين داهية؟؟؟؟ هل أصابنا العمى تجاه القطط السمان التي تنهش لحم الشعب وتتلاعب به؟؟؟؟؟ كم مليونير وكم مدير عام وكم تفريغ غير مبرر وكم مساعدة غير عادلة تقدم يومياً أو أسبوعيا لان هذا صاحب فلان وهذا ابن عم علان؟؟؟؟ لماذا لا تسود العدالة في هذا المجتمع ويخرج علينا كبار الموظفين من نواب ومدراء عاميين ووزراء لضربوا لنا مثلاً محترماً ويحتذوا برئيس الاوروغواي خوسيكا موخيكا؟؟؟؟ أليس علينا أن نعيش كشعب تحت الاحتلال بعيداً عن البذخ وصرف السيارات والعلاوات وبدل السفريات؟؟؟؟
إن الشعب الفلسطيني لا زال يرزح تحت وطأة الفقر ولا أبرء الاحتلال الإسرائيلي المسئول الأول عن الأوضاع التي نعيشها، لكن ألا نتحمل المسئولية نحن الفلسطينيين الذين اعتقدنا أننا أصبحنا نضاهي الصين في مؤسساتنا ووزرائنا ونوابنا وبذخنا؟؟؟؟ متى تصحوا الحكومة وتعلن للشعب أن من حق كل مواطن أن يأكل؟؟؟؟؟ الم يسمعوا بذلك الرجل الذي يقول لزوجته اذهبي واحضري مئة شيكل؟؟؟؟ الم يستطيعوا أن يقرؤا الحالة الصعبة التي قادتنا لاسؤء أنواع الرذيلة؟؟؟؟؟؟ اليوم سمعت من احد المسئولين أن احدهم وهو مسئول مؤسسة إعلامية وراتبه يفوق الخيال لا سقف له يتقاضى راتب بحكم أنة أسير؟؟؟؟؟ والمشكل أن هناك الآلاف من الأسرى المحررين الذي لا يجدون قوت يومهم؟؟؟؟ أين العدالة في ذلك هل من القانوني أن يحصل البعض على أكثر من راتب؟؟؟؟؟؟ هل يحق للسلطة الفلسطينية أن تتعامل مع الفلسطينيين من منطلق ضيق أم أنها المسئول الأول عن معيشتهم من منطلق المساواة في الظلم عدالة والموت مع الجماعة رحمة.
هي أبجديات تتعاطى فيها حركات التحرر الوطني والشعوب التي تطمح للعيش بكرامة، لكن من يعلق الجرس ويخرج عن السرب واضعاً خلف ظهره كل هذا الوخم الذي نعيش معتقداً بمثل الرئيس خوسية موخيكا، أم أن هذا الرجل لم تلده امة بعد.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جيفارا بيت لحم !!!!!!!!
- رسالة من لأجيء: إذا لم نشرب...
- يحدث في محكمة بيت لحم
- هرطقة في زمن الانقسام
- الانتخابات المحلية الفلسطينية: الانقلاب الثاني
- يا صبرا: اخرجي من عالمنا
- مين اللي خرب البلد؟؟!!
- سيدي الرئيس: نحن معك.... ولكن
- محمد رشيد وحق الليلة الأولى
- خربشات على قبر أبو علي مصطفي
- حملات المقاطعة: المواطن ما بيفهمش
- المخيمات وأزمة الكهرباء: مين فينا ألحرامي - 1
- وبعدين معك يا حكومة
- في ذكرى غسان: لمن قرعوا جدران الخزان
- لسان حال الموظف: أنا مش كافر
- قناة الميادين: أول ما شطح نطح
- هل هي أجهزة امن.....
- التطبيع الإعلامي: اغتيال شعب
- يا أخي: اربط الحمار....
- قصة مخيم الدهيشة مع الجندي اندريه


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عطا مناع - متى نرى خوسية موخيكا الفلسطيني