أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد الصلعي - الديمقراطية الانسانية -3-














المزيد.....

الديمقراطية الانسانية -3-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 19:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الديمقراطية الانسانية -3-
******************
الديمقراطية في العالم العربي ، ليست مسلمة Postulat أو معطى جاهزا ، كما هو الحال في البلدان ذات التقاليد الديمقراطية الراسخة والمتجددة عبر تعميق مزيد من الحريات والبحث عن منافذ تظل أبدا مخبأة في ثنايا السلوك والوجود الانساني أو بين تلابيب علاقاته اليومية والآنية، فعبر مقولة اعادة تشكيل الذات ، واكتشافها يمكن ربح الزمن المعرفي ، والتدرج الطفري نحو تأسيس قواعد ديمقراطية تهم جميع مجالات الحياة العربية ، كحرية البحث والسؤال ، وتحصين الثوابت الكبرى ، التي تعتبر في حكم المحصنات بدهيا ، وافشاء حرية المبادرة كقيمة ضرورية لأي انطلاقة حضارية ، وهنا لا بد من التأكيد ان المبادرة لاترتبط آليا بالمنحى الاقتصادى المقاولاتي كما يتم الترويج له عندنا بسوء نية ،أو بغباء نية في أحسن الأحوال . حرية المبادرة تعني أولا حرية الفكر والتعبير والابداع ، قبل أن تنتقل الى قطاع تنموي ما ، فالتنمية غير مرتبطة بالعائد وبالانتاج المادي كما يروج لذلك في مختلف الكتابات ، بل هي ما يسمى حقا بالتنمية البشرية ، التي تهم جميع ميادين اشتغال البشر ، بدءا بعمليات التفكير ، قصد تشكيل الذات وتحصينها ، وانتهاء بعملية الجني ، جني ثمرات التفكير الأول ، مرورا بكل العمليات والتقنيات والاشتغالات البينية أو التراتبية .
الديمقراطية الانسانية انفتاح على الانسان في ذاته ولأجله ، وخاصة الانسان العربي الذي ما يزال في طور البدايات الأولى لاكتشاف ذاته ، وفي طور النشأة الحقيقية في اثبات وجوده كفاعل كوني ، وهذا الفاعل الكوني لن يثبت ذاته اذا لم يثبت فاعليته الوطنية والمحلية والقومية . ولنا في العقول المهاجرة منذ بدايات الاستقلال خير مثال ، فمع العلم أن الكفاءات العربية أثبت جدارتها في مجمل دول العالم ، من القارة الأمريكية الى القارة الأوربية وفي دول ما يعرف بالنمور الآسيوية ، خاصة ماليزيا وكوريا الجنوبية وهي كفاءات تعد بالآلاف ، لكننا لا نعرف الا العشرات .
وهذا يثبت بما لايدع مجالا للشك ان العقل العربي والانسان العربي انسان فاعل ومنتج ومبدع ، لكنه خامل في وطنه مخصي في بيته ، مهان أمام أقربائه ، وهذا ما يلزم اعادة النظر فيه ، وما الثورة الشعبية العربية الا جواب واضح وساطع عن هذه الحاجة .
ان الجوع الى الديمقراطية الانسانية في الوطن العربي جوع وجودي وطبيعي ، وافراز تاريخي لا يمكن القفز على حقيقته ، فبمجرد أن انتفضت الشعوب العربية ، لامسنا انتفاضات عالمية متأثرة بطريقة او بأخرى بالقيمة الانسانية المضافة التي منحتها الشعوب العربية للوعي الانساني ، ومعلوم ان الثورات العربية تعتبر بمثابة الطفرات العلمية الكبرى ، ان لم تكن أنبل وأشمل منها ، لأنها تهم العقل والوعي والوجدان الانساني في خامته الأولى وفي تكوينه الأساس . والملاحظ أن القيمة الانسانية المضافة التي منحتها الشعوب العربية للانسانية جمعاء تم تبخيسها واهمالها الا من قلة قليلة من المفكرين العالميين . وهنا لابدمن التشديد على تحصين قيمنا ورموزنا والدفاع عنها .
تحطيم جدار الصمت ، هو صرخة عظمى ، وانقلاب هائل على المستوى النفسي ، تنقلب معه صورة الوجود ، لتقف على ساقيها بعد أن وقفت لزمن غير هين على رأسها . ومع مفهوم العولمة في صيغته الكونية كما طرحه الفيلسوف الفرنسي جان بورديار ، غدت الثورات العربية ثورات انسانية وهي تجلب اليها تعاطف العالم ، وتفرض على القادة المتواطئين مع أنظمة الاستبداد العربي ، الاعتراف بحقوق الشعوب ، بعد أنكانت قبل عهد قريب من الثورات الشعبية العربية تمنح للرؤساء المخلوعين شرعية القيادة الحداثية العادلة .
أن يعترف كاهن الديكتاتورية الدولية بمشروعية المطالب والانتفاضات الشعبية ، فهذا لايعني الا شيئا واحدا ، أن الشعوب العربية لم تنتفض عبثا ، أو ترفا ، وانما انتفضت من أجل حقوق لا يمكن لأحد أن يتنكر لها أو يتجاهلها ، بما في ذلك رؤوس الظلم وسدنة الطغيان . ففرض اعتراف الظالم والطاغية بحقوق المظلومين ومشروعية ثوراتهم ، هو انقلاب جوهري في حد ذاته في سلم الحقوق والوجود بالنسبة للانسان العربي ، وهو نوع من الاعتراف بديمقراطية انسانية لا علاقة لها بمسميات الديمقراطيات السابقة



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوم صحوالروح في روحها
- الديمقراطية الانسانية -2-
- استسلام لا بد منه
- الديمقراطية الانسانية
- خطاب الانهزام ملامحا ولغة
- طين جا.........طين جا
- النظام المغربي وواقع السياسة
- عصر الشعوب مرة أخرى
- السنة الماضية _1_
- البرلماني والمواطن وحقوق الانسان
- نقاش مع وزير الخارجية الروسي
- الشعرية المبكرة -شارل بودلير-2-
- الدولة الانشائية
- أمطار الجحيم -رواية-16-
- الشعرية المبكرة -1-
- بارمينديس يتهجى أفكاره
- الفيتو الأمريكي والصمت العربي
- تعزية لا شماتة
- الشريعة أم السياسة-3-
- النفاق أو لغة الكون


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد الصلعي - الديمقراطية الانسانية -3-