أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - التظاهر السلمي وحكومة الامن الخشن














المزيد.....

التظاهر السلمي وحكومة الامن الخشن


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 09:43
المحور: المجتمع المدني
    



إن التظاهر السلمي نوع من أنواع الحريات و هي حرية التعبير عن الرأي التي نص عليها الإعلان الدولي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين بل التظاهر السلمي هو حق مشروع ،إن من يمنع التظاهرات هو منتهك لحق من حقوق الإنسان و نوع من أنواع الظلم و التعسف و القمع و الاستبداد يجب محاسبته وفق القانون ليس لأي احد السلطة لاتخاذ أمراو قرار بمنع التظاهر السلمي مهما كانت صفته
وجاء في الباب الثاني من الدستور العراقي الدائم باب ( الحقوق والحريات ) في المادة ( 15 ) منه ( لكل فرد الحق في الحياة والأمن والحرية ,ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق إلا وفقا للقانون ,وبناء على قرار صادر من جهة قضائية مختصة قد كفل الدستور وفي باب الحريات جاء في المادة ( 37 ) ومادته 38 ثالثا حق الاجتماع و التظاهر و هو نوع من أنواع الحريات التي نصت عليه الاتفاقيات و الأعراف والمعايير الأخرى . لذا ليس من حق أي جهة أن تمنع الجماهير و المنظمات من الاحتجاج و التظاهر السلمي . و إن منعها و التدخل بها أو تهديد من يقودها أومن ينظمها يعد انتهاكا لحقوق الإنسان و انتهاكا لكل الاتفاقيات, ان هذه الاحتجاجات او المظاهرات السلمية معترف بها في الدساتير الديموقراطية ومنها الدستورالعراقي
إن العنف الذي تمارسه أجهزة الأمن بمختلف مجالاتها يدخل ضمن ما أسميه «إرهاب الدولة»، فالدولة تمارس الإرهاب المادي والمعنوي من خلال أجهزتها الأمنية على المظاهرات السلمية، وفي هذا الإطار يمكن تفسير الإرهاب الذي تمارسه الأجهزة الأمنية من ناحيتين السيكولوجية والسوسيولوجية
فالعنف الذي تمارسه أجهزة الأمن تجاه المظاهرات السلمية في العراق لا يأخذ أي شرعية اجتماعية وسياسية وقانونية، فهو سلوك إجرامي يعاقب عليه القانون ضمن جريمة الضرب والجرح، ولا يحق لأجهزة الأمن أن تمارس هذه الجريمة التي هي نفسها كأجهزة وجدت من أجل معاقبة من يمارسها من المواطنين في حق مواطنين آخرين. إن ما تمارسه أجهزة الأمن من عنف على المظاهرات السلمية يدخل ضمن «إرهاب الدولة» كما قلت سابقا
أما التفسير السوسيولوجي لإرهاب أجهزة الأمن هو ممارسة الإلغاء والإقصاء، نتيجة وجود توتر يفتعله بعض عناصر أجهزة الأمن يكون نتيجة اصطدام بين رغبة أجهزة الأمن في الهيمنة والسيطرة والسيادة وبين رغبة المتظاهرين في التعبير عن مطالبهم بأشكال سلمية،.
ما هي أشكال إرهاب الدولة في المظاهرات السلمية ؟
تمارس الحكومه من خلال أجهزتها الأمنية شكلين من الإرهاب هناك ما أسميه الإرهاب المازوشي والإرهاب السادي. فالإرهاب المازوشي الذي تمارسه أجهزة الأمن موجه إلى الذات الجماعية التي ينتمون إليها إما كمواطنين عراقيين لهم المطالب نفسها التي تسعى أجهزة الأمن إلى قمعها بالعنف، وفيه تتلذذ الذات بتعذيب نفسها
أما الإرهاب السادي الذي تمارسه أجهزة الأمن فموجه إلى المتظاهرين كذات فردية أو ذات جماعية مخالفة لأجهزة الأمن، فتتلذذ بممارسة العنف تجاهها. وضمن أشكال الإرهاب الذي تمارسه أجهزة الأمن هناك الإرهاب المادي، وهو الذي يمارس فيه الجسد ضربا أو جرحا أو قتلا على الجسد الآخر، وهناك أيضا الإرهاب المعنوي وهو الذي يتمثل في ممارسة العنف على نفسية الآخر إما بالسب والشتم والقذف أو الاحتقار أو الإذلال أو العنصرية والإقصاء والتهميش
إن سيرورة التاريخ تؤكد أن المجتمع العراقي مر كباقي المجتمعات البشرية بالأنواع نفسها من الإرهاب التي ذكرتها سابقا، والذي كان يأخذ هويات متعددة، لكن سنجد أن الحكومة تمارس مجموعة من أشكال الإرهاب، مثل الإرهاب السياسي الذي مورس في الحقبة الماضية ويتجسد في الاعتقالات والتلاعب بالانتخابات وضرب الحصار على مجموعة من القوى الحية في البلاد بهدف الإقصاء أو تصفية حسابات، والإرهاب الاقتصادي وهو عدم محاسبة المفسدين الذين ينهبون أموال الشعب والفقر التي يعيشه المواطن، والإرهاب العقائدي والفكري ويشمل تهمة الارهاب واثارة النعرات الطائفية تجاه الأشخاص أو تجاه وسائل الإعلام لخصومهم، والإرهاب الصامت وغير المباشر ويشمل العنصرية والكراهية والمقاطعة ورفض الحوار مع الغير والتشويش والتشكيك وهدم شرعية الآخر بمختلف الأساليب غير المباشرة وغير الصريحة
ان الحكومة التي لا تتقن سوى لغة العصا فهي فاشلة والتي لم تغادر اساليب وصم الفئة المتنورة من المجتمع، بتهم وأوصاف من قبيل الارهابيين وازلام النظام السابق والمدفوعين وخدام الأجندات الخارجية اصبحت ممله ومزعجه (اسطوانه مشروخه) ،في حقيقتها مطالب المتظاهرين التنديد بالسياسات الرسمية المتبعة التي زادت التفقير والتهميش، مقابل الإمعان في تبذير المال العام في مشاريع وهمية وبعيدة كل البعد عن متطلبات الشعب الآنية المتمثلة في العيش الحر والكريم وغياب العداله وصعود الفاشلين للقمة هي احدى الاسباب التي تدفع العراقي للتظاهر والاعتصام



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقرير الاممي الانساني وتعسف القاضي العراقي
- السياسيون المغامرون وخطرهم على الامن الوطني
- السياسي الحرامي و(الامن المكرود) والعدالة المنكسره
- الكراهية وانعكاس أثرها على الأمن الوطني
- الامن الغذائي للعائلة العراقية وناقوس الخطر
- اكتظاظ النزلاء و العقوبات البديلة المغيبة
- الحاشية الوشاة سلطة جديدة بالدولة العراقية
- تصفيات سياسية باوامر قبض جنائية
- الاسراف بالتوقيف وسلب الحريات نهج للفكر الشمولي
- قراءات احصائية لقوانيين العفو العراقية
- التشهير الإعلامي بأسماء المتهمين انتهاك للحقوق واتباع لنهج ا ...
- تطلعات الانتربول الدولي للامن الاسيوي بالقرن 21
- التوقيف العشوائي فشل للامن وانتهاك للعدالة
- ابعدوا الجيش عن مهام الامن الداخلي
- غسل الاموال بالعراق جريمة يرتكبها الحيتان المتنفذين
- اختيار قادة الامن ولاءات ام كفاءات
- كلمات مؤلمة للعيد
- العيد والموقوف البريء والقاضي العادل
- حوادث اقتحام مباني المؤسسات المهمة (والامن المرتبك)
- دور تكنولوجيا الامن بتبسيط اجراءات المواطن


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - التظاهر السلمي وحكومة الامن الخشن