أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نعيم عبد مهلهل - نهاية العالم ....














المزيد.....

نهاية العالم ....


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 15:30
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



بعد اكثر من اسبوع على ذهاب وهم اليوم الذي حمل نبؤة نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012 .هاهو العالم بخير ولم تتزحزح بيوت الطين قي قرى جنوب العراق ، ولم يشاهد أي اختلاف في شموخ برج ايقل . فيما ظل برج خليفة في دبي ينتظر عمال التنظيف البنغال ليدهنوا جدرانه بمانع رطوبة البحر المالح الذي يؤثر على لون الحجران . أمي أيضا لم تشعر بأي أختلاف في جهة القِبلة وهي تصلي .لقد ظلت الكعبة في ذات الاتجاه . كما بقيت قبة كنيسة المهد في مكانها . ومعابد البوذيين في التبت لم يطرأ على معالمها أي شيء ، وبأمكان كولمبس وأبن بطوطة أن يعاودا رحلاتهما الاسطورية ولن يشعرا بأي اعصار يهاجم سفن المغامر الاسباني او رمال متحركة تبتلع الرحالة الطنجاوي وبعيره.
لقد وضعتنا حسابات شعب المايا الفلكية في خواطر الخوف والفزع حد الذي جعل البنتاغون يعطل الرحلات التدريبية لطائرات اف 18 في هذا اليوم . والبابا يهجع الى مكتبته .
كنت أدرك كما غيري من المؤمنين والعلمانيين أن لاشيء سيحدث ، فالقيامة أو بعض منها كما ارى مرهونة بطيش نووي كوري شمالي أو جنون ثمل لامريكي أو روسي من ماسكي الزر الاحمر لمنظومة السلاح النووي أو البايلوجي ، وغير هذا الافتراض الارعن فالعالم سيبقى بألف خير عدا ما تناله الارض من بعض سويعات توسينامي أو قصف مدفعي على احياءٍ ثائرة في ربيعنا العربي ، ويقال أن اسرائيل ربما في 2013 ستعيد الكرة على المفاعل الأيراني كما فعلتها على مفاعل تموز في منطقة التويثة جنوب بغداد عام 1982.
الكل تحصن بما يعتقد أنه سيحميه من هذا اليوم الافتراضي لنهاية العالم ، الأمهات الى صلاتهن ، والعصافير الى اعشاشها ، والربابنة الى قاع السفينة ، والرئيس الى ملجئه الكونكريتي المحصن ، والفلاح الى ظل النخلة ، والشاعر الى قصيدته . فقط متشرد بوهيمي من أصل تونسي يسكن مدينة زولنكن الألمانية ( 22 كم جنوب دوسلدورف ) حمل حقيبته وفراشه وقال سأذهب الى مكان اشعر أنه وحده من يحميني من هذا اليوم المنحوس وكان يقصد الواح الورد الخريفي في الحديقة العامة للمدينة التي عندما تراها في الربيع تشعر ان الجنة هنا وليس في أي مكان آخر من العالم. وهذه الحديقة الساحرة هي من اقضي فيها اماسي الصيف المنعش انا وحاسوبي لأكتب هناك فصول رواياتي الاخيرة ( بكاء مقابر الانكليز في بابل ) .
هذا البويهمي جلس وسط سوق المدينة وكتب قي ورقة كارتونية :من يريد النجاة غدا فليأتي معي . والغريب أن الكثير من الشباب وافقه على الذهاب الى حديقة المدينة وقضاء يوم النبؤة هناك ، وكما يقول صاحب فكرة الاحتماء بالورد من الكارثة :أن الموت بين الواح الورد يشبه جمال الموت بين نهدي من تحب.
عبارة ايروتيكية ساخنة اعتبرها تحديا للقلق الذي كان يسكن ذاكرة العالم من هذا اليوم المنحوس. وربما هي وحدها من جعلتني لااهتم لقلق واحدة من بناتي التي ظلت تتابع وبشغف وخوف اخبار اليوم الموعود ، ومثل ابناء المدينة حملت غطاء ليل التحف به والتحقت مع هذا البوهيمي المغاربي وذهبت لاتوسد الورد تاركا بيتي وعائلتي التي فضلت الذهاب للقضاء الليل في حسينية قريبة في مدينة مول هايم قرب كولنيا بعد ان رفضوا المجيء معي لنقضي آخر ليلة في اعمارنا ونحن نشم عطر زهور الخريف في برد لايحتمل.
في الصباح اشرقت الشمس.لم يحدث شيء.كان هناك سرب من عصافير رمادية وبأحجام صغيرة يزقزق فوق رؤوس النائمين ...
نهض البويهمي كما قيصر منتصر وهتف بين الجميع : كنت اعرف أن الورد سيحمينا ....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دَمعتُكَ أعرُفكَ....!
- أمطار في آواني الشتاء والفقراء...!
- الجًنُ والجِنونْ والجَنة ....!
- حياتنا والأسطورة...!
- أعمق مافي عينيك ...!
- بين نسيم عودة وعمار الشريعي
- من هم الايمو .........................؟!
- الفشخة والحجر
- لينين يتصل بالرفيق حميد مجيد موسى ...!
- المزابل في العراق يورانيوم مخصب ...!
- كوميديا أغرب إحصائية في العراق
- قمة عربية في مهب الريح
- الدكتور جبار سيد فليح ...
- المدن التي تموت كل يوم..!
- سُرَ مدينة الناصرية...!
- الموتُ في العراق الآن.........!
- عام 2011
- غابريل غارسيا ماركيز يكتب عن مدينة سامراء........!
- العراق في هذه الساعة
- صوفية عولمة الشفتين ووشم اليدين ...!


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نعيم عبد مهلهل - نهاية العالم ....