أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر كتاب - الوجه الحقيقي للصراع: طبقي – وطني














المزيد.....

الوجه الحقيقي للصراع: طبقي – وطني


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 3953 - 2012 / 12 / 26 - 22:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اشتدت في الأيام الأخيرة التجاذبات ذات الطابع الطائفي لتأخذ أشكالا بدائية متخلفة تتلاءم مع طبيعتها كونها تخلو من أي مغزى حقيقي فاعل ومنبثق من حاجات صميمة للوطن أو المواطن. وربما لهذا السبب لم يتمكن أصحاب النعرة الطائفية ومن كل الأطراف من لف الجماهير الشعبية وراءهم وإقناعهم في الإسهام في المنازلات المفتعلة والتي تقوم على أسس باطلة من حيث الجوهر.
إن عتاة الفكر الطائفي يحاولون جر البلاد مرة أخرى إلى أتون حرب أهلية خطيرة مستخدمين شتى أساليب الخداع ومستندين على دعم وتدخل سافرين من دول الجوار التي ما فتأت تمد أياديها في الشأن العراقي ليس دفاعا عن مكون يتفق معها طائفيا بل حفاظا على مصالحها المادية وعلى أمنها هي بالذات وما التباكي على " أبناء " طوائفها إلا غطاء ما عاد ينطلي على أحد.
وعتاة الفكر الطائفي يحاولون جاهدين إيهام شعبنا بأن أس الصراع هو طائفي متعمدين طمس حقيقة الإشكال العراقي. لكنهم إذا كانوا قد تمكنوا من خداع الناس في المرة السابقة وجروا البلاد إلى مجازر طائفية أعوام 2006- 2008 فإن شعبنا هذه المرة يقف لهم بالمرصاد ويتحداهم ويتصدى لمؤامرتهم الخبيثة ولتدخل أسيادهم من وراء الحدود. والدليل على ذلك إن مطالب أهلنا المتظاهرين في الأنبار لم تتوقف عند المعاملة بعدالة وإنصاف لأهل المحافظة وسكانها لكنها تعدت المطالب الضيقة لتتسع وتشمل ما هو وطني وإنساني بالرغم من محاولات البعض تسييسها وتحويلها إلى طائفية. والدليل الآخر هو هذا التعاطف والتأييد الذي تحظى به هذه المظاهرات من قبل أبناء المحافظات الأخرى.
إننا نعلنها صراحة وبلا تردد:-
1- إن الأساس الجوهري الأول للصراع في العراق هو صراع وطني بين من يعمل بلا حياء ولا خجل على ربط العراق ومصيره ومستقبله بدول الجوار ويستسلم بخنوع لتدخلاتها الفظة في شؤوننا الداخلية وما تفاعلهم مع هذه التدخلات إلا حفاظا على مصالحهم الأنانية الضيقة وأرصدتهم وتسلطهم وتلاعبهم بمصير العباد والبلاد وبين الوطنيين الأبرار والأحرار من أبناء شعبنا البطل الذين يدعون إلى استكمال تحرير العراق واسترداد سيادته الوطنية والمباشرة في بناء دولة المواطنة لا دولة المكونات والدولة الراعية الضامنة لحياة ومستقبل أبناءها جميعهم بلا استثناء أو تفرقة لأي سبب كان وبناء اقتصاد عراقي متكامل يقوم على أساس الصناعة والزراعة والتجارة والخدمات والسياسة المالية الرشيدة والضرب بيد من حديد على رؤوس سارقي المال العام واسترداد حقوق العراقيين المهدورة أينما كانت.
2- كما أن الأساس الجوهري الثاني هو صراع طبقي إذ أن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا هم من الفقراء المعدومين والمحرومين من أبسط أسباب العيش الكريم والحياة الآمنة. فلدينا الملايين من العاطلين عن العمل من شباب خريجي الكليات والمعاهد والمدارس لا بل حتى الدراسات العليا التي حصرت لتصبح من نصيب أعضاء الأحزاب المتسلطة والمتنفذة فقط. أضف إلى هؤلاء أرامل وأيتام ومعوقي الحروب بما فيها الحروب الطائفية التي أشعل نيرانها من يلوح بها اليوم من جديد. وهناك العمال الكادحون ذوو الأجور اليومية الذين ترتبط مصائرهم ومصائر عوائلهم على ما يجنونه من أجر وهذا يرتبط أيضا بإرادة أرباب العمل وبقدرتهم الجسدية على القيام بالأعمال الشاقة والمضنية وهم بلا أي ضمان صحي أو اجتماعي. وتعاني الطبقة العاملة العراقية من أسباب ضنك العيش الكثير وليس هناك في الأفق ما يشير إلى أي تحسن في أحوال أبنائها. والأمر نفسه يقال بالنسبة للفلاحين وصغار التجار والجنود والطلبة والمعلمين والموظفين وغيرهم من شرائح المجتمع.
3- إن التفاوت الطبقي الحاد وانقسام المجتمع إلى فقراء وأغنياء داخل الطائفة الواحدة والدين الواحد والعلاقات المصيرية بين أغنياء العراق والدول الخارجية التي تدعمهم ضد أبناء وطنهم في مقابل رهنه لهم يجعل هوية الصراع واحدة لا تقبل التأويل ولا الخداع. فهو صراع وطني – طبقي في آن واحد.
4- وبناء على هذا فأن تلبيس الصراعات الأخيرة لبوسا طائفيا هو ليس فقط خطأ بل خطيئة. وهو ليس توهما بل تعمد يرتكبه الطائفيون لأسباب عديدة منها ولاءهم الخارجي ومنها مصالحهم الأنانية الضيقة التي تزين لهم استغلال عواطف الناس والتلاعب بمقدراتهم ومنها أيضا ما جنوه من فوائد في المجازر الطائفية السابقة.
لذلك نتوجه بالنداء لكل أبناء شعبنا العظيم بالوقوف صفا واحدا من أجل الوطن وفقراء الوطن ومن أجل تعرية وفضح المتلاعبين بأفئدة المواطنين ومصائرهم لنبدأ بالمطالبة الشجاعة الجريئة من استكمال تحرير العراق وبناء دولة المواطنة المدنية وتحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية والمساواة التامة بين الناس أبناء المجتمع الواحد.
هذه هو قدر الثوار المخلصين: العمل من أجل الوطن كل الوطن والعمل من أجل الناس كل الناس.
عاش العراق وعاشت قواه الوطنية الديمقراطية والنصر المؤزر لشعبنا الصامد.



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشكل الحقيقي للصراع في العراق
- حملتنا الوطنية ضد الطائفية مستمرة
- الخلل البنيوي في العملية السياسية العراقية : الواقع والبديل
- رؤيا في سياسة خارجية صحيحة للعراق.
- الدولة التي نريد 2
- خاطرة عن الهجمة الأمريكية على المنطقة.
- قراءة في بنية المشكلة العراقية
- الدولة التي نريد
- بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لميلاد حزبنا حزب العمل الوطني ...
- قراءة أولية في فكر الإشتراكية الديمقراطية
- حول التحالف الكردي - الشيعي !!
- من رأى منكم منكرا:-رابعا:- مظاهر الرفض بالحركة
- من رأى منكم منكرا:- ثانيا:- مظاهر الاحتجاج اليومي.
- من رأى منكم منكرا 3 - مظاهر التعبير الواضح.
- من رأى منكم منكرا:- أولا:- ثقافة الرفض.
- من إفرازات العملية السياسية ...الرحيل نحو الهاوية..!!
- نحو حكومة أغلبية راسخة ومعارضة وطنية مستقلة


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شاكر كتاب - الوجه الحقيقي للصراع: طبقي – وطني