أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الغفار غيضان - دهاليز عالم ثالث














المزيد.....

دهاليز عالم ثالث


محمود عبد الغفار غيضان

الحوار المتمدن-العدد: 3942 - 2012 / 12 / 15 - 12:05
المحور: الادب والفن
    



1- وجبة جاهزة
ما يتبقى منَّي في صناديق قمامة الأغنياء، يظلُّ أيضًا وجبة جاهزة لكثير مِن المشردين في الأرض.

2- نقود
يدُ الفقير؛ هي اليدُ الوحيدةُ التي تعرفُ قيمتي جيدًا؛ لكنها أيضًا اليد الوحيدة التي تغمرني بالوسخ، وتضع بأصابعها القذرة بصمات التعب الخشن التي تُبهتُ ألوان جسدي الناعم.

3- قطط وكلاب
في أوروبا والدول المتقدمة يعاملوننا كحيوانات. أما في بلادكم، فيلقون بنا في الشارع مع المساكين والمتسولين!!!

4- حذاء
رجلٌ أو امرأة. شاب أو شيخ. غني أو فقير. يضعني الجميع في أقدامهم. وحده الثائر، يرفعني أعلى من هامته لعنًا لحاكم مستبد.

5- صورة فوتوغرافية
كنتُ أداة تحقق وتوثيق زمن الأبيض والأسود، الآن وفي زمن الفوتوشوب أصبحتُ أداة طمس وتزوير بامتياز.. حسبي الله ونعم الوكيل.
6- جيص
أعترف دون مكابرة أنَّ رائحتي كريهة. لكن ألستُ مِن صُنعِ بطونهم؟! ثم إنني أتلاشى في ثوانٍ معدودات، فماذا عن عطنٍ تنفثُه أفواههم ويتمدد باتساع الأرض؟! إن كنتَ لا تصدقني. اذهب إلى يوتيوب أو تويتر أو "جيص بوك" وتحقق بنفسك.

7- قُنفذ
تعلمتُ منذ الولادة أنَّ الوقاية خيرٌ من العلاج.

8- قلم
أكتبُ كل ما يُطلب مني؛ كلمات الحب، شهادة الحق، أسجل الدين والمواثيق، السباب واللعن والكذب البيِّن، كل ذلك دون أدنى اعتراض. فلماذا من أجل لوحة مفاتيح مزعجة يتخلون عني بسهولة؟!!!

9- بطريق
نظمتُ إيقاع حياتي حسب قدراتي فعشتُ بهدوء، ولهذا أفخر أني الذكر الوحيد في هذا العالم الذي لا يستخدم المنتجات الكيميائية لزيادة الفحولة.

10- آيات
كنتُ نقشَا يزين قصور الخلفاء وقاعات جلوسهم للحكم، وصرتُ كتابًا يوضع بعناية في صندوق مذهب مغلق فوق مناضد خاصة وبحرصٍ متناهٍ لا يوضع شيء يعلوني، ثم في مكاتب الروؤساء- بمساحة حيٍّ كامل من أحياء الفقيرة- لم يعد لي وجود يذكر.

11- سلة قمامة
أي ذنب اقترفت كي يكون عقابي أنْ أحمل كل قاذوراتهم للأبد؟!!!

12- أفعى
بلسعة واحدة أقتلهم. ومع ذلك يضعون صورتي فوق صيدليات الدواء، يرونها جيئة وذهابًا، دخولاً وخروجًا، دون أن يدركوا أبدًا أنَّ لكل شيء وجهًا آخر.

13- عصا
بين رجلي أطفال القرية كنتُ حمارًا أو حصانًا، وفي يد العجوز أنا وسيلة سير، وفي يد الأحمق أنا وسيلة تحطيم، فقط عندما يعلقونني على الحائط أعرف من أنا.

14- حمامة
غريب أمرهم حد الجنون. يعتبرونني رمزًا للسلام، ويقيمون المسابقات لقنصي رميًا بالرصاص!!!

15- حمار
أحملُ الجميعَ دون تأفف، وأطيعُ الأوامر دون تفكير. لكن ما يرهقني هو ذلك الراكب من البندر. لا تتوقف رجليه عن لكزي، رغم أنني لم أكفّ عن السير.

16- مقص
في يد الطبيب؛ أنا أداة للشفاء. وفي يد الخياط أنا أداة للستر، وفي حصة الرسم والتلوين أنا أداة طيبة في يد الأطفال. فلماذا صرتُ أداة للتمزيق في يد البعض؟
17- مسبحة
تركل أصابع اللص حباتي، لأنها تمرُّ هاربةً مِن سرقةٍ ما. بينما تهدهدني أصابع طيبة، تمرًّ عليَّ بردًا وسلامًا في صلاة خاصة. وأنا في يديهما.... المسبحةُ نفسها.

18- حزام
حول خصر الغني أنا حزام من جلد خاص فحسب. وحول خصر الأغنياء لي معانٍ عدة تجسدها رداءة جلدي. وحول خصر المرأة أنا بأشكال وألوان عديدة مبهجة. أما حول خصر الإرهابي... فأنا حزام ناسف!!

19- درجة سلم
من الخشب أو الأسمنت أو الجرانيت الفاخر، أكون أداة للصعود أو الهبوط، مع أنني لا أتحرك من مكاني قيد أنملة!!!

20- هامش تفسيري
كنتُ دائمًا في أسفل الصفحة، تجتازني العيون دون اهتمام خاص. فقط في حكايات غيضان الحكيم تمكنتُ أخيرًا من الاستمتاع بالوجود في المتن... "قل أعوذ برب الفلق".


محمود عبد الغفار غيضان
15 ديسمبر 2012
[email protected]



#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم فرحات (من حكايات غيضان الحكيم)
- مِن نسْلِ غيضان الحكيم
- إنهم يلعبون -السيجه- في بلد غيضان الحكيم.
- سيجه
- عندما غضب غيضان الحكيم (من حكايات غيضان الحكيم)
- جنازير النهضة (من حكايات غيضان الحكيم)
- عودةُ الضَّخَّاخ ( على هامش: ما أشبه العتبة بالسيدة)
- عودةُ الضَّخَّاخ (على هامش: ما أشبه العتبة بالسيدة)
- حلم -أبو الشِّهيبْ-
- طاقية أبي
- شَالُ جَدِّي
- عالمٌ ثالث
- عالمٌ ثالثٌ مختلف
- عم عليّ رضوان والفرَّاز


المزيد.....




- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود عبد الغفار غيضان - دهاليز عالم ثالث