أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - وليد يوسف عطو - تجارة الرقيق الابيض والبغاء















المزيد.....

تجارة الرقيق الابيض والبغاء


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 3932 - 2012 / 12 / 5 - 15:18
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


تتميز تجارة الرقيق الابيض بسمات العرض والطلب كاية بضاعة اعتيادية , وبالمضاربة دون اخطار جسيمة ,ارباح بدون خسائر .على هذه الاسس قامت تجارة الرقيق الابيض التي ازدهرت منذ القرن الخامس عشر وحتى وقت قريب .
حينما حل عام 1792 حرمت تجارة الرقيق دوليا . وفي عام 1872 سن القانون الشهير ذي الرقم 295 وكان يعتبر ثورة على تجار الرقيق .اذ نص على ابطال والغاء كل عقودالبغايا والمغنيات اللواتي كن يخضعن لعقود جائرة ارغمهن عليها التجار .وقعنها اذعانا حتى دون معرفة لمضمونها وشروطها التعسفية . ولكن تجار الرقيق التفوا على القانون ,وبعد اكثر من سنة بقليل عادت حليمة الى عادتها القديمة وازدهرت تجارة الرقيق مرة اخرى .فاجتمعت ثلاثون دولة لوضع حل لانتهاك حقوق الانسان متمثلا بالبغاء وتجارةالرقيق .
وسرعان مادقت طبول الحرب العالمية الاولى فنسي الامر .وبعد انتهاء الحرب اجتمعت الدول الاوربية وبعض الدول الاسيوية وقررت معاقبة كل تاجر رقيق تثبت عليه تهمة المتاجرة بنساء دون سن الواحد والعشرين عاما . لكن تقريرا رسميا فرنسيا نشرته السلطات الفرنسية اعترف ان واحدة من بين ثلاث فتيات خضعن لقيود تجارة الرقيق , كانت دون الواحدة والعشرين .
وكان التجار يلجاون لشتى السبل لاثبات عمر الفتاة .وحين انتبه المشرع الى هذه الحيل ,قام بتعديل القانون ,بمعاقبة كل من يتعامل بتجارة الرقيق ,بغض النظر عن عمر الفتاة .وقد اخفق هذا القانون ايضا في الحد من هذه التجارة .ثم نصت على تحريمه احدى فقرات ميثاق عصبة الامم المتحدة .على اعتبار ان تجارة الرقيق هي المشجع الاول على دعم وامداد بيوت الدعارة بالفتيات والنساء . وقد راجت تجارة الرقيق في اميركا منذ اكتشافها ولحداليوم .ادرك التجار ان الفتاة الغربية تستهوي القلب اكثر من سواها من بنات البلد .وصار التجار يطوفون البلاد الاوربية واغراء الفتيات بالسفر الى العالم الجديد ,حيث العمل متاح وكثير , والاجور عالية .وما ان تصل الفتاة حتى يتم بيعها الى احد بيوت الدعارة لتظل تحت رحمة صاحب الدار .
وكان يجري التعامل بالرقيق من بيع وشراء وحتى خزنهن لغرض الاستخدام عندالحاجة ,كما يجري التعامل باية بضاعة اخرى ,كالبن والشاي والسكر . وكثيرا ماكانت الصفقة تتم بيعا او شراء وسفينة الرقيق مازالت تمخر عرض البحار تحت شعار الليبرالية الغربية (حرية ,اخاء , مساواة ).
البغاءوالبغايا مرة اخرى
تقول احدى العاهرات في مذكراتها :
( لم يكن هدفي جمع الفلوس ,بقدر ماكان همي الاستمتاع بمباذخ الحياة ).تتحدث العاهرة عن عملها في مجمع (بلانك انكس )في بورتوريكو ,والذي يعتبر مثابة للعمل اضافة الى كونه مطعما وحانة .تقول العاهرة : اكثر من اربعين امراة تعمل في هذا الموتيل ,من شتى بقاع الارض ..وقد قررت ان اجعل تعريفتي ثلاثين دولارا للعملية السريعة ,والتي لاتزيد على عشر دقائق ,اضافة الى ذلك, فان على الزبون دفع ستة دولارات قيمة ايجار الغرفة لتلك الفترة ولتغطية نفقات (الشراشف )التي تغير اثر كل عملية ,وبعد مغادرة الزبون بلحظات .. وتقول :كنت استطيع استقبال تسعة زبائن في الليلة الواحدة ,اما اذا طلب احدهم البقاء لنصف ساعة او ساعة ,فان عليه ان يدفع (الفرق ) , كانت حصيلة كل ليلة تتراوح بين مائة دولار الى خمسمائة دولار .وكنت حريصة ان اعطي للزبون اقصى مايحتاج اليه .لذلك كان الزبائن ينتظرونني في البار كل ليلة ,وكانوا يصعدون الى غرفتي واحدا بعد الاخر على مدار الساعة .
كانت كل غرفة من غرف ذاك الموتيل مجهزة بحمام وماء دافيء ومناشف.وانها لمهمة اعتدت عليها ان ادعو الزبون للاغتسال وفي اكثر الاحيان اقوم بذلك قبل ان اصطحب الزبون الى الفراش .لم يشبع كل ذلك نهم البغي دولوريس فقد قررت البحث عن مكان اخر وكانت وكالة مختصة بتوريد عارضات الازياء وعاملات المساج ظاهريا .اما في الحقيقة ,فان الوكالة كانت تدير شبكة عريضة من شبكات الدعارة واسعة الانتشار .اخبار هذه الوكالات تجدها في المجلات والفضائيات اللبنانية الواسعة الانتشار ,ومنهن عارضات ازياء لبنانيات تم اتهامهن بالدعارة عن طريق مدرائهن .
البغاء في بغداد
اثناء الاحتلال البريطاني للعراق وفي فترة الحكم الملكي ,خصص للدعارة مكان في منطقة الميدان اطلق عليها (الكلخانة )او ( التلخانة ) .وكن يخضعن للفحص الطبي ,ويسجلن في سجلات الدولة . ولقد ضمن بعض الكتاب والادباء كتبهم اشارات الى تلك الدور وسكانها وما يدور فيها .ومن ذلك اشعار الملاعبود الكرخي وقصائده الشعبية الفاضحة في ( الادب المكشوف )والتي نشرها في الصحافة العراقية في عشرينات او ثلاثينات القرن الماضي .وهي بحدود اربعين قصيدة . وقد تحولت قسم منها الى بستات واغاني للجالغي البغدادي .
تتميز قسم من بيوت الدعارة في بغداد بممارسة القمار وشرب الخمور .وهناك قوادات (سمسسيرات ) يتبعن اساليب ماكرة للحصول على البغي الصغيرة (القحبة ,الشرموطة )واصطياد الزبائن. اذ توجد فتيات عذراوات هربن من اهلهن او سرقن وهن صغارا عن طريق الغجر (الكاولية ) ويتم بيعهن الى القوادات (السمسيرات )لقاء مبالغ ضخمة .
ربما كانت منطقة البتاويين في بغداد اغزر من سواها بوجود اعدادكبيرة من بيوت الدعارة في شتى الازمان .وحتى في زمن الاحتلال الامريكي الراهن للعراق .
هناك العديد من الراقصات يمارسن البغاء والقوادة معا في الكباريهات .فهي تخرج مع الزبون الى شقته او الى شقة عائدة لها ولشبكتها .كما ان الكثير من الفنادق تجلب العاهرات للزبائن مع الكحول .ولقد انتشرت بيوت الدعارة السرية وشبه العلنية في زمن النظام البعثي الصدامي . وكانت هذه الدور والبغايا وشبكات الرقيق والدعارة التي تدير هذه العمليات محمية من قبل الاجهزة الامنية البعثية –الصدامية .وكثيرا مايتم تسجيل حديث لزبون مهم مع احدى العاهرات ,لابتزازه لاحقا ,او للكشف عن معلومات سرية يمتلكها ,او تصويرالواقعة الجنسية بالفيديو بواسطة (الكاميرا الخفية ).
وهناك عاهرات امتهن هذه المهنة باشراف ازواجهن .او تكون العائلة باكملها تقوم بالسمسرة والدعارة معا .
في حادثة مشهورة ,حدثني(والكلام لكاتب المقال ) سائق سيارة اجرة(تاكسي )انه كان قرب بيتهم احدى العاهرات فقام باخرجها من المنطقة عنوة .فما كان منها الا ان اخبرت زوج اختها العاهرة وهو احد منتسبي مديرية الامن العامة بالموضوع وقام بارسال مفرزة الى منزل هذا الشخص وبدون ان يعلم اسمه بل قال اين (ابو فلان ؟) .وتم القاء القبض عليه وتعرض للتعذيب القاسي ,بربطه بمروحة سقفية وضربه بالكيبلات على جسده. وكان رجل الامن زوج اخت العاهرة يتفرج على حفلة التعذيب .وقد قضى هذا الشخص مدة سنة ونصف في اقبية مديرية الامن العامة الى ان تم اطلاق سراحه .
مستقبل البغاء وتجارة الرقيق
كتبت الكاتبة والمحامية سلام خياط في كتابها (البغاء عبر العصور – اقدم مهنة في التاريخ ),الصادر عن دار الريس للكتب والنشر – لندن- قبرص – ط1 –1992 تقول ( ان مستقبل مهنة البغاء هو ماضيها الطويل وحاضرها الراهن ,ولن تعدم ان نجد غدا او بعد غد والى ان تقوم الساعة ,بغيا كبغي المسيح (المجدلية او غيرها ) او عاهرة كعاهرة جلجامش ,او مومسا كمومس السياب ,او ( دنانير ) جارية جعفر البرمكي.. ولابد ان نجد بينهن الفقيرة مدقعة الفقر التي لاتبغي من ممارسة المهنة غير الحصول على الكفاف ,والفاحشة الثراء التي كلما امتلات خزائنها طالبت بالمزيد .وغدا كما البارحة ,لابد ان نجد داعية من دعاة الاخلاق يصرخ منددا بالعمل وداعيا الى محقه,الى جانب سمسار ينتصر للمهنة ويروج لها . وستظل مهنة البغاء احدث مهنة في التاريخ ,كما كانت اقدم مهنة فيه ,مادام هناك رجال ونساء على هذا الكوكب ).
ختاما نؤكد ,ان وجود البغاء وتجارة الرقيق مرتبط بوجود المجتمع الطبقي وبالاستغلال ,وبالملكيةالخاصة وبتسليع المراة .وبزوال التقسيم الطبقي تزول مهنة الرقيق والبغاء .هذه من الناحية النظرية ,اما من الناجية العملية ,فمن الممكن في ظل انظمة تسير على خطى الاشتراكية الحد من هذه الظاهرة الى حد بعيد.وستبقى دائما هناك بؤر للدعارة يتم فيها ممارسة الدعارة لاسباب نفسية .كان يحلو لزوج ما جلب زبون شاب ووسيم الى زوجته وممارسة الجنس امام انظار الزوج ,حتى لولم نسميها دعارة ,كما ان هناك من الازواج من يجلب زبونا للزوجة ليمارس الجنس مع الزوجة مجانا , والهدف من ذلك العمل على ان يمارس الزبون اللواط مع الزوج الشاذ.
في كل المجتمعات الطبقية تتحول المراة الى مجرد (بضاعة ) او (سلعة ) خاضعة لقوانين السوق الراسمالية من عرض وطلب ,تمتلك فيها البغي (قيمة استعمالية )يتقادم تاثيرها بفعل تقدم الزمن والعمر .وتمتلك ( فائض قيمة ) يتحول الى جيب الشركة او القواد(السمسير ).
في المجتمع الراسمالي الطبقي ,تبقى المراة هي الاشد عرضة للاضطهاد وللاستغلال المزدوج من قبل الرجل ورجل الدين والسلطة الحاكمة, وقوانين السوق.
على المودة نلتقيكم ...
مصادر اخرى
(لمحات من تاريخ البغاء العلني والسري في بغداد )ج5- للكاتب العراقي د . معتز محيي عبدالحميد .
يرجى الاطلاع على الرابطين التاليين حول نفس الموضوع وهما للكاتب :1 - http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=293851

2-http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=319614



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور الاحتفال بعيد ميلاد المسيح
- دور البروتستانتية في تطور الراسمالية
- الليبراليون العرب الجدد وازمة الحداثة
- اكذوبة فصل الدين عن الدولة
- ليبراليون جدد بوجه اخواني !
- التكامل بين لاهوت التحرير والشيوعية
- الخطاب المعلب لدى الليبراليين الجدد
- خربشات على جدار الليبراليين الجدد في مجتمعاتنا
- لاوجود للالوهة بدون الانسان !!!
- طائر النورس يحط الرحال في بغداد
- الحديث في البراز الثقافي العراقي
- الحياة اليومية في بابل
- دردشة دينية
- مفهوم الهجرة في الاسلام
- جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة .. ج 2
- جدلية العلاقة بين الدين والعنف والسياسة
- مزامير بني صهيون من الليبراليين
- نحو قراءة جديدة للرواية الاسلامية
- مفهوم الخروج في اليهودية والمسيحية والاسلام
- الصدفة في صنع الحضارة


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - وليد يوسف عطو - تجارة الرقيق الابيض والبغاء