أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم














المزيد.....

صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 21:07
المحور: الادب والفن
    



كان عصر المأمون العباسي من اكثر عصور التاريخ العربي ازدهارا بالمعرفة, ووعلى الرغم من كتيبة العلماء الكبار التي كانت تعمل معه, لم يكن الخليفة يحصل دوما على كل الاجوبة التي يريدها, كان قد اصدر برنامجا منهجيا للدراسات الفلكية, وارسل بعثات موسعة لأجراء التجارب العلمية, وابدى اهتماما بجمع تراث الحضارات القديمة وخاصة الحضارة اليونانية, وأسس بيت الحكمة الذي ضم مكتبة للنسخ ودارا للترجمة الى العربية, وشجع المناظرات الكلامية ,وفي عصره ازدهر علم الكلام وقوي نفوذ العلماء في الدولة. وهنا لا أبغي ان امتدح شخصا ما او نظاما ما, لكني احاول تسليط الضوء والاجابة على اسئلة تدور في خاطري وكثير من المثقفين, وهي اسئلة في غاية الحساسية اذ اننا نجد انفسنا في اسفل القوائم عندما يكون الامر متعلقا بالمنجزات الحضارية ,العلمية ومنها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية, وعندما يكون الامر متعلقا في امور الفساد الاداري والمالي والثقافي, تجد انفسنا متربعين على العرش ونحن امة الأمجاد.
هناك في عصرنا الراهن ما يسمى بصناعة المعرفة ,والتي بدونها لا يمكن للشعوب ان تنهض اقتصاديا وثقافيا وبالتالي حضاريا لتحتل مكانتها بين شعوب العالم المتحضر, ولو سلطنا الضوء من ناحية بنيوية وسياقية, نجد ان هناك محاولات في التراث العربي منذ المرحلة التأسيسية الى عصرنا الحاضر قد شهدت صراعا طاحنا بين تيارين متناقضين هما تيار العقل, وتيار النقل, ولما يقترب اوكاد يقترب تيار العقل من حصد انتصاره تصدى له تيار النقل ,المتمثل بالأرثودوكسية المتخندقة مع الرأسمال الرمزي, بشراسة وذلك لان انتصار العقل ,يهدد بالتالي التراتبية الطبقية لهذا التيار(توجد تراتبية طبقية في كل رأسمال رمزي),مجيشا الوعي المأزوم للطبقات المسحوقة ومن هو على سدة السلطة كي يحافظ على امتيازاته وامتيازات الحاكم. إلا ان هذا التكتيك وفي عصر المعلوماتية اصبح عقيما لاطلاع الكثيرين على مواطن الخلل البنيوي في مجتمعاتنا, لجأ هذا التيار الى تسفية القيمة المعلوماتية بالرغم من موثوقية المصدر, وهذه اشكالية و قطيعة أبستمولوجية معاصرة, رغم ان هناك اعلان عن معرفة جديدة في العالم كل يوم وهناك ثورة في العلوم وهناك قامات جديدة في كل الحقول المعرفية, ووفقا لذلك يمكننا القول ان بنية انظمتنا تحلق فوق الواقع وما يتغير هو جلدها, خلاف مفهوم البنية عند ماركس(اذ الواقع يتغير في حراكيته وهو الذي يتطور ويتغير ويتحول ولا يتغير الا بوجود تناقض في داخله).وعلى الرغم من حدة التناقضات في واقعنا المعاش نجد ان مجمعاتنا تعيش بنية مغلقة مستقلة عن محيطها الا بما شاء(المحيط) وتسير وفق قانون تثبيت اللحظة ,منطلقة من ايديولوجيا قطعية أسست زمن البدايات ,وانها مختلفة عن اشكال الفكر والمعرفة السابقة ومصدرها مطلق, رغم كونها لا تعدو محاولة اجتثاث جذور فكر سابق وعدم الاعتراف به ,رغم تصريحها بانها تستثمر كل ما هو سائد وتدعي ان افكارها هي الكفيلة بحل كل الاسئلة المطروحة ,وقادرة على احتواء كل المشاكل على صعيد العالم, الا اننا نعرف جيدا ان كل المذاهب والتيارات المعرفية التي راجت وسادت في عصرها وان عاشت ,
كل أوجهه وقضاياه ,تبقى قاصرة عن استيعاب ازمات المجتمعات الحديثة, لوجود تحديات كبرى ومصيرية وهناك حاجة ملحة لمعرفة الجذور والأسباب.
ان الحضور الغائب وفق المنظور الارثودوكسي, لا يوصلنا الى المطلوب وسننحدر الى وادي سيزيف ولن نتمكن من رفع الصخرة مرة اخرى.
والانفتاح النسبي الذي نلمسه احيانا من بعض التيارات المحسوبة على الأرثودوكسية لا ينقذنا كونها هي الاخرى هدفا قابل للتحطيم من الداخل وان التمعن في الحقائق الحالية المتتابعة يبين لنا اننا مازلنا تحت تأثير الاغراء.
ان الغاء المفهوم المركزي للواقع في حياتنا المعاصرة ومعالجته بنصوص ذات دلالات فكرية موزعة في ثناياها وربما في طبقاتها(الظاهر والباطن),والكلمة سر مفتوح ومغلق وبالخصوص اذا كان مصدرها مفارق ,هنا يتجلى المسعى الذي يرمي الى تدمير الحاضر والنكوص الى زمن البدايات وهو خلاف قطيعة ورفض لما هو معاش عقلانيا وتاريخيا باستعلائية الكلمة وكبرياء الطبقة الحاكمة التي تغييب آثامها وتعمم فسادها باواليات, تشترك بها الاغلبية,وان اختراق العقل هو ضده ومعه لأنه يتواصل مع الحياة ويعيد الانتاج متجاوزا اليوتوبيات الضيقة ,وما اريد تبيانه هو أثر الحقل المعرفي ,حيث تكون المعارف داخل معيار خارجي يستند الى قيمتها العقلية وصورتها الموضوعية ,وشرط تأريخيها هو امكانيتها.ان التبعثر المكاني والغربة والاغتراب وغرائبيات الظرف الموضوعي لا يمكن ان ينجز نصا يتبع الاصول لان اللغة هي منظومة لبناء عبارات ممكنة.........
لذا لن نجد اليوم معلقات الامس
وختاما:
في اي عكاظ سوف انشدها___وسوق النخاسة كل يوم بات يعتمر



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العيد.......اليها
- فن الواقع بين الماهية والوجود
- عندما تصل المرارة حد الحلقوم
- قصيدة حب الى شالا
- نار وماء وجسد
- سلمى
- ثقافة الفوضى الخلاقة وجمهوريات الكارتون
- وجد...صوفي
- بين الخواتم ضاع حبيبي
- أفاتار)AVATAR(
- بناء الأوطان وثقافة العربان
- البصمة الحضارية والبصمة الغبية
- مومس عوراء-كتابة ممسرحة
- متعة الكتابة ونفايات الزمان
- الطرق على آنية الخراب
- مملكة النحل واخلاق التماسيح
- البدائية الثقافية
- الالوهة المؤنثة واللذة المحرمة
- الحداثة تتجاوز عبثية سيزيف
- الشعائر والرموز من الارواحية الى الاسطورة


المزيد.....




- استقبل الآن بجودة عالية HD.. تردد روتانا سينما 2024 على الأق ...
- -انطفى ضي الحروف-.. رحل بدر بن عبدالمحسن
- فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - صناعة المعرفة.....ومعلقات اليوم