أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 91 : الختان كعمليّة تجميليّة جاذبة جنسيّاً















المزيد.....

مسلسل جريمة الختان 91 : الختان كعمليّة تجميليّة جاذبة جنسيّاً


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3906 - 2012 / 11 / 9 - 10:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


إهتم الإنسان كثيراً بإعطاء مظهر جميل لنفسه حتّى يلقى قبولاً من الغير، وخاصّة من الجنس الآخر. وتحتل وسائل التجميل مثل أصباغ الوجه مكاناً كبيراً في ميزانيّة كل بيت.

وتختلف النظرة الجماليّة في المجتمعات البدائيّة من مجموعة إلى أخرى فيما يخص البدانة أو النحالة، ولون الجلد، وشكل الرأس والفم، وحجم وطول الثديين. وكثيراً ما يتم اللجوء للوشم والتخديش. وعندما سئل رجل ما إذا كانت هذه العمليّات مؤلمة، أجاب: «بطبيعة الحال مؤلمة، ولكن أيّة بنت تنظر لهذه العلامات لو لم تكن مؤلمة». وهذا يوضّح علاقة السادومازوشيّة بالإثارة الجنسيّة.

وتختلف النظرة الجماليّة أيضاً في المجتمعات الأكثر تقدّماً. فتذكر الأحاديث الشيعيّة أن ثقب أذن الطفل وختانه، ذكراً كان أو أنثى، هو من السُنّة. أمّا في أيّامنا، خاصّة في الشرق العربي، فنحن عادة نحتفظ بختان الذكر ونستهجن ثقب أذنه، بينما نثقب أذن الفتاة ونستهجن ختانها. وفي بعض مقاطعات سويسرا يعتبر وضع الحلق في إحدى أذني الشاب دلالة على التخنّث بينما في مقاطعات أخرى يعتبر ذلك نوع من العادات الجماليّة. ويقوم اليوم شباب وشابّات الغرب بثقب الأنف والحاجب والشفة واللسان وغيرها من الأعضاء لإمرار حلقة فيها معتبرين ذلك تجميلاً بينما تأنف الأكثريّة من تلك الموجة الجنونيّة التي تعبث بجسم الإنسان. وتمس عمليّات التجميل في الغرب جميع أعضاء الجسم، وتجرى على الصغار مثل الكبار، مثل تصحيح الأنف أو شد جلد الوجه أو تقليل حجم الثدي أو تشكيل الفخذين. وقد قدّر مقال عدد الذين تم عليهم عمليّات تجميل في الولايات المتّحدة عام 1997 بـ 700.000 شخص، بزيادة قدرها 70% عن السنين الأربعة الأخيرة. وقد يكون الرقم الحقيقي ضعف هذا الرقم.

وقد لاقى العضو التناسلي للذكور إهتماماً في كل العصور فكان وما زال محل عبادة بين بعض المجموعات. وقد صوّر أو نحت على أشكال مضخّمة. وقد تدخّل الإنسان لكي يعطيه مظهراً يتّفق ومعاييره الجماليّة الخاصّة التي تختلف حسب المكان والزمان، شداً أو بتراً، بحثاً عن اللذّة الجنسيّة وإرضاءاً للنساء. وكل مجموعة تسخر من تصرّفات المجموعات الأخرى.

وخصّص الشيخ النفزاوي (توفّى عام 1324) فصلاً في كتابه «الروض العاطر» عنونه: «في ما يكبّر الذكر الصغير ويعظّمه». ومن قَبله بقرون عرض كتاب «كاماسوترا» الشهير وسائل مختلفة يلجأ لها الرجال في الهند لزيادة اللذّة الجنسيّة من خلال تضخيم القضيب أو تطويله أو ثقبه.

وعند بعض القبائل الهنديّة، يتم سحب الغلفة وإدخالها في حلقة من العاج أو مادّة أخرى لمنع إنتصاب القضيب. وتزال الحلقة عند التبوّل، وفي الليل تضعها الزوجة في إصبعها. ويسير الرجال هناك في السوق بين النساء وهم لابسون تلك الحلقة دون أي حرج. وعند المصارعين اليابانيين كثيراً ما يتم سحب الغلفة لإرجاع الحشفة إلى كيس الصفن، ثم يفتلون الغلفة ويربطونها بحيث لا تظهر الحشفة. فهم يعتقدون أن كشف الحشفة تضعف قواهم الجسديّة. وقد ذكرنا أن اليونانيين والرومان كانوا يعتبرون كشف الحشفة في الساحات الرياضيّة مخالفاً للذوق. وقد إقترح الطبيب الروماني «شيلسوس» عمليّتين لشد الغلفة «لأجل الزينة».

وفي «الفليبين» و«ميلانيزيا» و«بورنيو» هناك من يثقب الحشفة ويمرّر فيها قضيباً من معدن أو عظم في سُمك عود الثقاب. وترفض النساء في تلك المناطق العلاقة الجنسيّة مع رجل ليس له مثل ذلك القضيب. وفي «سومترا» في إندونيسيا يتم إدخال حجارة صغيرة أو عاج أو قطع صدف تحت جلد القضيب. وتقوم بعض القبائل الأستراليّة بشق مجرى البول وتعمل فيه فتحة تشبه فتحة الفرج. وفي قبائل «كيكويو» الكينيّة يتم شق الغلفة مع الإبقاء عليها ملتصقة بالقضيب لكي يتم إستعمالها كفرشاة لإثارة اللذّة عند شريكة العلاقة الجنسيّة في مهاجع الإستمناء الجماعيّة التي تنظّم بين الشابّات والشباب في تلك القبيلة والتي تتم في بيت ديني منعزل مخصّص لذلك.
وقد وجدت بعض التماثيل الصغيرة المصريّة ترجع إلى العصور القديمة لذكور يلبسون غمداً على القضيب. وكان الإله «بيس» عند المصريّين يلبس مثل هذا الغمد. وتستعمل قبائل «غينيا الجديدة» وبعض قبائل هنود البرازيل غمداً مشابهاً مع أشكال مزخرفة، يسلّم للشاب عندما يناهز سن المراهقة فيبقى معه طول الحياة. ويعتقد أن للغمد قوّة حماية سحرّية، وهو على كل حال يعطي صورة تفخيم للقضيب.

وإذا أتينا إلى أصحاب «الديانات السماويّة»، نجد أن اليهود والمسلمين يعتبرون الغلفة نجسة يجب قطعها. وليس في مؤلّفات اليهود والمسلمين القديمة أيّة إشارة إلى جمال القضيب المختون، ولكن إذا ما تكلّمت مع اليهود والمسلمين، تسمعهم يقولون بأن القضيب المختون أجمل من القضيب غير المختون. وتمدح إحدى المجلاّت النسائيّة الأمريكيّة الواسعة الإنتشار القضيب الملتوي الذي يميل إلى الشمال أو اليمين، جاهلة أن مثل هذه الظاهرة عيب ناتج عن عمليّة جراحيّة فاشلة تم خلالها حرمان القضيب من جزء كبير من جلده يمنعه من الإنتصاب بصورة مستقيمة. وتعرض المجلاّت الخليعة عامّة صوراً لذكور مختونين. فحشفة المختون تكون ظاهرة حتّى في حالة إسترخاء القضيب، ويكون جلد القضيب مشدوداً عند الإنتصاب بسبب قطع جزء منه. وهناك مجموعة ألمانيّة تدعو للختان لإعتقادها أن القضيب المختون أجمل من القضيب غير المختون.

ويرفض معارضو ختان الذكور الإدّعاء بأن الختان يعطي صبغة جماليّة للقضيب، معتمدين في ذلك على معايير النحّاتين والرسّامين في العصر اليوناني والروماني وعصر النهضة الأوروبيّة. فقد صوّر ونحت هؤلاء القضيب في حالة غير مختونة، حتّى عندما يكون الشخص قد ختن. فرسموا الطفل يسوع في حضن أمّه غير مختون، رغم معرفتهم أنه كان مختوناً. وكذلك نحت «ميكيل انجلو» تمثال داود العاري غير مختوناً. فهؤلاء الفنّانون أرادوا التعبير عن جسم كامل وليس جسم مبتور. فقد كانوا ينظرون إلى الختان كعمليّة تشويه. وقد أشرنا في الجدل الطبّي إلى حركة تساعد في إسترجاع الغلفة لأسباب عدّة منها السبب الجمالي معتبرة أن القضيب المختون ليس جميلاً إذ يخالف الطبيعة.

وإذا ما نظرنا إلى مخاطر عمليّة الختان التي تفرض في بعض الأحيان على الطبيب ترقيع جلد بدلاً من الجلد الذي يزال، أو تترك ندباً في الجلد، أو تشوّه الحشفة، فلا يمكننا إعتبار الختان عمليّة تجميل بل عمليّة تشويه لخلق الله.


----------------------
سوف أتابع في مقالي القادم الجدل الاجتماعي فيما يخص ختان الذكور والإناث.
يمكنكم تحميل كتابي ختان الذكور والإناث عند اليهود والمسيحيّين والمسلمين
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131&action=arabic
وطبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
اذا أردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل كتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دين خفيف على المعدة
- هل يحق لنا انتقاد الأنبياء؟
- الأفكار العبقرية لله
- الصينيون ينسفون مكة بقنبلة نووية
- الحج والدوران حول حجر اسود
- مسلسل جريمة الختان 90: الختان كعمليّة تمييز بين الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي ببتر الغلفة والبظر والشف ...
- مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي بشبك الفرج أو إخاطته
- سامي الذيب أستاذ أصول الشريعة؟
- خروف إبراهيم الخرفان
- مسلسل جريمة الختان 87: الكبح الجنسي وحزام العفّة
- مسلسل جريمة الختان 86: الختان وكبح النزوات الجنسيّة
- مسلسل جريمة الختان 85: الختان والدين من وجهة علم الاجتماع
- سامي الذيب، حدد موقفك
- ما زرعناه في مدارسنا نجنيه اليوم حصرما مر المذاق
- احتجاج من احد قرائي على مقالاتي اليومية عن الختان
- مسلسل جريمة الختان 84: الختان علامة تمييز ومخالفة
- مسلسل جريمة الختان 83: الختان وتأثير الثقافة الغالبة
- مسلسل جريمة الختان 82: الختان والتأثير المهني
- مسلسل جريمة الختان 81: الختان والتأثير الإجتماعي


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - مسلسل جريمة الختان 91 : الختان كعمليّة تجميليّة جاذبة جنسيّاً