أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد السلايلي - هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟














المزيد.....

هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟


محمد السلايلي

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 01:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الظاهر أن برنامج الداعية د. أحمد الريسوني، حافل بالعديد من المفاجئات و أيضا بالقنابل الموقوتة التي يزرعها في محاضراته منذ عودته للمغرب من " منفاه" بالسعودية مصنع التيار الديني الوهابي.

وان كان من الشائع هجومه على "العلمانيين "، و هو مصطلح يضم كل معارضي المذهب الوهابي الذي تنشره السعودية و تعول عليه للجم حركات شعوب المنطقة نحو الحرية و الانعتاق من قبضة الرجعية و الاستبداد، فان الشيخ الريسوني، ما فتأ يفاجىء الجميع بقلب الحقائق و تزوير معطيات التاريخ لتكريس التوجه الوهابي الذي يسحق كل معارضيه باسم " الاسلام الصحيح" وما عدا ذلك فهو كفر و عقوق و خروج عن الجماعة المسلمة!

في محاضرته الاخيرة الأحد المنصرم بمدينة القصر الكبير( شمال المغرب)، حيث يهيمن على تسيير بلديتها حزب العدالة و التنمية المتزعم للحكومة، أطلق الريسوني قنبلة من العيار الثقيل حين قال أن " المجتمع المغربي يواجه طائفة أشد خطورة من الطوائف المتعارف عليها، وهي طائفة غير المسلمين".

و المقصود ب"طائفة غير المسلمين" تيارات تدعو إلى الشذوذ الجنسي أو الإفطار العلني في رمضان أو مجموعة " ما معيدينش" الفايسبوكية، التي هي أصلا مجموعات محدودة و غير منظمة و لا تحظى بشعبية و تجذر داخل البنية المجتمعية. كيف إذن لمثل هذه التيارات المحدودة، وهي مشكلة أصلا من أبناء المسلمين المنتمين للطبقات الوسطى، وليس من الصعب أن يكون من بين المتعاطفين معها أبناء " التكفيريين" أنفسهم كما حصل مع أبناء قيادات من لحماس أو الإخوان بمصرالذين اعتبروا الأمر " طيش شباب"، ماداموا يحرصون على ارسال أبناءهم للدراسة في البغثات الاجنبية و للولايات المتحدة الامريكية تحديدا؟

الريسوني لا يضع هؤلاء الشباب نصب عينه، لانه يعلم جيدا أن ذلك سنة من سنن الحياة العصرية، و لكنه يستهدف الصفة و الذات كل المعارضين المعارضين للمشروع" الاسلامي" الذي تفرضه السعودية كحاجز ايديولوجي ضد استكمال مهام الثورات العربية المطالبة باسقاط الفساد و الاستبداد.

من هذه الزاوية، يكفر الريسوني الجمعيات الحقوقية و الصحافة المدافعة عن الحريات الفردية و الجماعية و يدعو لاستئصالها باعتبارها طائفة غير مسلمة بالمجتمع المغربي.، لأنها حسب رأيه، تدافع و تدعم تلك الجماعات الشبابية الضالة؟

و أهم مفاجأة القى بها د. احمد الريسوني في محاضرته ، تتمثل في الباسه ثورات الربيع العربي ثوب الدعوة . حين قال أن زمن الربيع العربي هو" زمن تصعيد الدعوة بامتياز" ؟.

إخوان الريسوني الذين استولوا على نضالات حركة 20 فبراير النسخة المغربية للربيع العربي، دون أن يشاركوا فيها بل بمعاكستها ووضع العصي في عجلتها، يطبقون بالحرف من خلال رآستهم للحكومة سياسة "عفى الله عن الفساد و الاستبداد" ؟ وهي سياسة على النقيض تماما من شعارات الثورات العربية و حركة 20 فبراير التي غمرت الشوارع و الميادين لاسقاط الفساد و الاستبداد.

والملفت للنظر أن شعارات الاحزاب الاسلامية التي صعدت الحكم بعد سقوط رأس الانظمة بتونس و مصر، كانت في بداية الثورات تفاوض لتحسين شروط بقائها ضمن البنية العامة المولدة للاستبداد بهذه البلدان. وتم تفصيل عمليات الاقتراع على مقاسها لكي تتزعم فعاليات الثورة المضادة التي نعيش اليوم تفاصيلها بكل جلاء و وضوح. والسيد الريسوني أحد مشايخ مجمع الفقه الاسلامي بجدة، لا يختلف عن زعيم النهضة الذي أغرق الصحافة إبان عودته المظفرة من لندن بأن جماعته ستحافظ على الطابع المدني لتونس، و بعد ذلك، اصبح له رأي أخرمخالف؟

أين تقع مطالب ثورات الربيع العربي و مطالب حركة 20 فبراير؟ فالحكومات التي شكلتها الحركات الاسلامية على إثر الغليان الشعبي، لا تختلف عن سابقاتها، فهي على النقيض من مطالب الشعوب، تسن سياسات لإغناء الغني و تفقير الفقير من خلال التقشف و رهن مستقبل الاجيال القادمة بين كماشة المديونية الخارجية. الأكثر من ذلك، لم تمض اسابيع قليلة الا و جب الاسلاميون كل " مقاوماتهم العنترية" السابقة لاسرائيل و أمريكا. وبات التعامل معهما و المحافظة على روابطهمها أمر تفرضه الدبلوماسية الدولية؟

التحذير الذي أطلقه د. أحمد الريسوني مما أسماه " طائفة غير المسلمين" علينا أن نأخذه مأخذ جد. فالمسالة لا تتعلق بالبقاء بدار الاسلام أو الخروج عنها، إنها تستهدف اجتثات مطالب الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية التي لا يمكن لها أن تتحقق الا بسقوط الفساد و الاستبداد. وما الهجوم على " العلمانيين" الا شماعة يستعملها فقهاء السعودية لتمرير سياسة التحكم و البقاء في وجه العواصف الشعبية التي تهدد معاقل استبدادهم بمقدرات المنطقة و ثرواتها.

ما وعد به الاسلاميون أثناء حملاتهم الانتخابية ينسفونه يوميا بتصريف السياسات التي كانت سببا في اندلاع ثورات الربيع العربي. وكما في مصر و تونس، فان الجناح الحزبي لمنظر حركة التوحيد و الاصلاح، يضع نفسه في مواجهة مطالب الحركات الاجتماعية و السياسية، وهو موقف لا شماثة فيه، على اعتبار ان غالبية من صوتوا لهذا الحزب يفركون أيديهم وهم يجدون انفسهم مرهونين في دوامة صراع بالوكالة بين الاسلام و العلمانية، لاشأن لها بجوهر مطالبهم الاجتماعية و الاقتصادية التي تحسن من مستوى عيشهم و تضمن توزيعا عادلا لثروات البلاد ؟




#محمد_السلايلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يستفيد من عيد الأضحى؟
- الإكتساح الكبير هو بداية للأفول
- - البارطاج- في وجه الجشع الرأسمالي
- التابث و المتحول في السياسية المغربية
- رمضان سياسي بامتياز
- في زمن النت : هل انتهى دور الأحزاب ؟
- الخوف لا يجنب الخطر !!
- دعوهم يحكمون دعوهم يمرون!!
- يوم كامل بدار الضريبة !
- الإسلام ضد العلمانية : صراع بالوكالة !!
- في عيدها الأممي : الشغيلة المغربية بين مطرقة الباطرونا وسندا ...
- أنقذهم يا عمر سليمان !
- أطلقوا سراح الحاقد ؟
- المرأة القروية ونخبوية العمل النسائي بالمغرب
- للربيع العربي أيضا أبناء -لقيطين-؟
- ملاحظات منهجية حول استعمال كلمتي النخبة والشعب
- اليسار المغربي والحراك الشعبي الراهن
- الانتخابات بمغرب الاستثناءات
- على هامش تدشين - تي جي في - المغرب : توسيع مجلس الخليج والقض ...
- - الطبقة الوسطى- المغربية والوضوح المطلوب


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد السلايلي - هل أصبح الريسوني منظرا للثورة المضادة؟