أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - الذات تلتقط الجوهرة -.. ديوان ( ريحة ملايكه ) لحاتم مرعي.. بقلم / مؤمن سمير














المزيد.....

- الذات تلتقط الجوهرة -.. ديوان ( ريحة ملايكه ) لحاتم مرعي.. بقلم / مؤمن سمير


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 21:28
المحور: الادب والفن
    


" الذات تلتقط الجوهرة ".. ديوان ( ريحة ملايكه ) لحاتم مرعي.. بقلم / مؤمن سمير

من أهم ما يميز تجربة حاتم مرعي في ظني بحثه طوال الوقت عن الإنسان و عن لحظات إنسانية "حقيقية" .. يبدأ من الذات ليصادق بعدها أرواح الآخرين ثم يعود إلى تلك الذات، لتي هي منطلق الدراما والحكي والشعر ، يعود وهو محمل بالمصائر والأحزان والمباهج ولحظات الانكسار والأوقات التي تسقط فيها الأقنعة ويتقشر الجلد عن الطائر الممسك بالجوهرة.

يهمس حاتم ، ولن تستطيع التقاط هذا الهديل إلا إذا فتحت بوابة الإنسان فيك ، وقتها يتفجر التخييل وتتصادقا ويكب داخلك روحه ويتشربك و تنسرب أنت إليه، في نفس اللحظة ..

وفي ديوانه " ريحة ملايكه " يحدد لك – باعتبارك صديقه المفترض- بالمفتتح الخاص بأونجاريتى- ثم مفتتحه الشعري: مسرحه وميدانه الذي سيتجول فيه، وهو الذات، ولكنها الذات المكتنزة ، المحملة بالآخرين، ذات تهفو إلى الاندماج والتواصل، لكن إن عز القرب وصعب يكون البديل والمعوض هو الأحلام ، في التخييل والدراما، التي تسمح ببناء عوالم كاملة ويكون الإنسان هو الخالق وهو صاحب المصير إنها رحلات ماكرة فى الزمان والمكان قد يوهمنا النص بحرفيته ، بمدى واقعيتها وقد يومىء أنها متخيله ولا فرق بينها كبيراً .
كأنه عجوز الماضي الصادق في صالة الديسكو البراقة، الخادعة، أو كأنه بائع الساكسونيا الوحيد في زحمة أشياءه، أو هو الممثل الذي تمر عليه كل الأدوار وهو متوحد على سرير تخيلاته ...

يلتقط حاتم مرعي الأحزان، من خلف أي مشهد ومن قلبه ومن أطرافه وينفخ لتطلع الأرواح وتبدأ الدهشة ، كما أنه يكتشف لنا ومعنا كل الحياة المخفية في الجمادات ويتعامل معها ببساطة وعادية وكأن كل الحواجز مابين أنماط الوجود هي مجرد حواجز وهمية صنعها مجرد التواطؤ ليس إلا . ليست المرآة إذن هي مجرد مرآة بل هي النور المجمد ، كاشفة الحزن ، بوابة الروح .. والحطام الناتج عن الحروب ليس مجرد حطام ، إنما هو أصوات وروائح وإيماءات وقبلات محطمة ومصائر موّارة طول الوقت .. القطار والكورنيش والإسفلت .. الخ كلها تختلف في النص عن صورتها فى المخيلة .

إن الخيال هو الكنز أو حائط الصد الوحيد المتبقي لهذا البطل، وهو يشبه تماما ذلك الفانوس ، الذي إن حككته ، وأنت ملىء بالرغبة فى الحياة وتشبه رعشة الفضول وطمعه وقدرته المخفية، يخرج المارد وينقلك على جناح قوتك المخيفة إلى ما تريد .. وهكذا في قصيدته " باضحك لأني خايف ": تحب المارد لأنه مثلنا ومثل مبدع النص يعانى من الوحدة والعزلة والاغتراب والموت ذو الوجوه المتعددة .

كم مره يستخدم النص دال الحزن ومشتقاته ، مرات كثيرة حقاً، وكم مرة يصرح ويقول " وحيد " أو " خايف "، مرات كثيرة كذلك، لكنه أيضاً يحتمي بدال " باحلم "، " باتخيل " ويكرره، إنه ملجأه الوحيد .. والجميل في نفس الآن .

تنجح نصوص الكتاب في صنع جملة حساسة تدخلك بلا معاظلة و بلا تكلف، وهي كذلك جملة على حبل مشدود دائماً، تضربك وتصادقك في نفس الوقت، كما تدل الكتابة على ثقافة كاتبها لكن دون تثاقف ، يجيد رسم المشهد ولكن دون أن يستغرقة ذلك فيهمش المردود الشعوري الخارج منه ويضيع في فخ البرودة، وبسهولة شديدة نلمح أن هناك فلسفة في النصوص هي فلسفة الاكتشاف وطزاجته واندهاشه وليس هناك "تفلسف" مجرد ينقل التجربة إلى الترف العقلي .

إن النص يفتح قوسه للنهاية فيستوعب الحرب والتاريخ والمشاعر الغفل والأحاسيس الملقاة دون أن ينتبه إليها أحد والحيوان والجماد ... الخ ويندغم كل هذا في دورة توازى دورة الحياة ، ولكنها الحياة الأخرى ، الحقيقية .. والكتابة تتراوح بين تهميش المجاز لصالح السرد وبين أن يتكون النص من مجازات جزئية : التقنيتان يلاحقان بعضهما لنصل إلى حيوية الكتابة التي تساءل الوجود وتتغياه من زاوية الروح السارية فيه ، عبرنا .....

*) ريحة ملايكة ، شعر ، كتاب المرسم الإبداعي ، 2009 .



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - خيانتان - شعر : مؤمن سمير
- مونودراما ( بقع الخلاص) بقلم / مؤمن سمير
- - وهكذا . يقتفونَ أَثَرَنَا - شعر : مؤمن سمير
- عاطف محمد عبد المجيد يكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - لمؤمن س ...
- ( بروفيل ) لمؤمن سمير: بقلم د/ أشرف عطية هاشم
- بهاء جاهين يكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - لمؤمن سمير : روح ...
- قصيدة - مؤمن سمير - شعر/ منى كريم – الكويت
- د/ أماني فؤاد تكتب عن ديوان - تفكيك السعادة - للشاعر / مؤمن ...
- خالد محمد الصاوي يكتب عن ديوان - تأطيرالهذيان - لمؤمن سمير : ...
- قصيدة - بوابتان - شعر : مؤمن سمير
- ديوان - السريون القدماء - شعر / مؤمن سمير
- ديوان - ممرعميان الحروب - شعر / مؤمن سمير
- ديوان - هواء جاف يجرح الملامح - شعر / مؤمن سمير
- ديوان - تفكيك السعادة - شعر/ مؤمن سمير
- - الهاتف - مسرحية للأطفال تأليف / مؤمن سمير
- ديوان - تَأطيرُ الهَذَيانْ - كتاب شعري
- ديوان - يُطِلُّ على الحَوَاسْ -
- المجموعة المسرحية ( إضاءة خافتة وموسيقى - تجليات الوحيد - ) ...
- كتاب - أَوْرَادُ النوستالجيا وقراءات أخرى -
- مرفت يس تكتب عن ديوان - تأطيرالهذيان - لمؤمن سمير


المزيد.....




- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - الذات تلتقط الجوهرة -.. ديوان ( ريحة ملايكه ) لحاتم مرعي.. بقلم / مؤمن سمير