أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدي عزالدين حسن - في فلسفة اللغة (1)















المزيد.....

في فلسفة اللغة (1)


مجدي عزالدين حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3874 - 2012 / 10 / 8 - 13:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا تعني فلسفة اللغة؟ وما هي المشاكل والقضايا التي تقوم بطرحها ومعالجتها؟ وما هي قيمتها وأهميتها في تاريخ الفلسفة المعاصرة؟
إن الإجابة على هذه التساؤلات، هي التي تشكل موضوع هذا المقال.
أولاً: قيمة فلسفة اللغة وأهميتها في تاريخ الفلسفة المعاصرة
توجهت الفلسفة في القرن العشرين نحو اللغة، بل وأصبحت فلسفة لغوية. إلا أن هذا التوجه لا يعني أن الفلسفة ـ منذ لحظة ميلادها وطوال تاريخها الطويل ـ لم تهتم باللغة. فمنذ فلاسفة الأغريق الأوائل، نجد اهتماماً بدرس اللغة، إلى درجة أن هناك رأي معاصر يرى في المواضيع التي أثارتها محاورة أفلاطون المعنونة، ب(محاورة كراتيليوس)، مواضيع تنتمي بالدرجة الأولى إلى مبحث فلسفة اللغة.
ومع ذلك، نلحظ التحول الهام للفلسفة المعاصرة نحو اللغة، وإتخاذها موضوعاً للنظر الفلسفي، والذي شكل أحد أهم منعطفاتها الرئيسية. وفي هذا السياق، لابد من التأكيد على أن الفلسفة المعاصرة في منعطفها اللغوي، لم تأخذ صيغة واحدة. وإنما أخذت صيغاً متعددة وأشكالاً مختلفة، تمثلت على سبيل المثال في الاتجاه التحليلي، الاتجاه التأويلي، الاتجاه الألسني، الاتجاه التفكيكي، الاتجاه التواصلي.
من ناحية أخرى، هناك تلازم ضروري بين الفلسفة المعاصرة وبين فلسفة اللغة، يُظهر لنا المكانة الهامة التي تشغلها فلسفة اللغة في تاريخ الفلسفة المعاصرة، إلى الدرجة التي تسمح لنا بتقرير الحقيقة التالية: ليس بوسع أحد، أياً كان، فهم ومناقشة المبادئ الأساسية للمشروع الحداثي وال ما بعد الحداثي، دون تمثل واستيعاب عميق للإمكان المفاهيمي والنقدي الذي تمدنا به فلسفة اللغة. وهو الأمر الذي يجعلنا ننظر لفلسفة اللغة بوصفها جسراً مساعداً ومعيناً لكل من أراد توسيع وتعميق فهمه للتيارات الفلسفية المعاصرة.
وإذا كانت الفلسفة الحديثة قد إرتبطت في تطورها على أخر ما توصلت إليه العلوم الطبيعية من نتائج، وخاصة الفيزياء، وهو الأمر الذي نعزيه، كما قلنا في دراسة سابقة لنا، " إلى أن فلاسفة ذاك العصر، شهدوا الطفرة العلمية والتقدم الهائل الذي حدث على مستوى علوم الطبيعة، والتي كان لإنجازاتها، الأثر الباهر والجاذب لكثير من فلاسفة العصر الحديث. الأمر الذي جعلهم يفكرون في محاولة تأسيس كل معارف الإنسان على أساس يقيني وراسخ، رسوخ العلم الطبيعي والعلم الرياضي، فبداية من فرنسيس بيكون والذي دعا إلى استخدام منهج استقرائي تجريبي، نستطيع من خلاله تفسير الظواهر، حتى يتأتى لنا السيطرة عليها وتسخيرها لصالح الإنسان. مروراً بديكارت الذي أراد أن يشيّد كل معارفه على أساس يقيني ووجده متمثلاً في الرياضيات، حيث كان يرى ـ طبقا لمعارف عصره ـ أن المعرفة اليقينية الوحيدة هي المعرفة الرياضية. وذاك كان هو مشروع كانط المتمثل في إقامة مشروعية الفلسفة والميتافيزيقا"
في المقابل، فإن الفلسفة المعاصرة، ما كان لها أن تتميز عن سابقتها، إلا بتأسيسها لنتاجها الفلسفي على فرضيات ومبادئ اللسانيات وعلم اللغة، والسيميولوجيا/علم العلامات، والهرمنيوطيقا/فلسفة التأويل. وهو الأمر الذي كان له الأثر الملموس على الفلسفة المعاصرة، حيث أصبح فلاسفتها أكثر تواضعاً وأعظم إيماناً بنسبية واحتمالية الحقيقة الإنسانية. ولم تعد الفلسفة المعاصرة شديدة الحماس ل(وهم اليقين) الذي كانت (مسكونة) به الفلسفة الحديثة.
مع الفلسفة المعاصرة، وفي ظل كل هذه التطورات، أضحى الكلام على نموذج المعرفة القائم على (التأويل) نموذجاً لا يدعي، بأي حال من الأحوال، اليقين. بل يتأسس على (فهم) احتمالي نسبي قابل للتطوير وللتعديل وللحذف وللإضافة. بإحتصار، (فهم) لا يدعي (القدسية)، بل هو باستمرار قابل للتأويل وإعادة التأويل.
ثانياً: ما فلسفة اللغة؟
لابد بداية من التمييز بين المنعطف اللغوي في الفلسفة المعاصرة وبين فلسفة اللغة. ونشير هنا إلى أن فلسفة اللغة كانت البديل المناسب للمنعطف اللغوي كما مثلته (الفلسفة اللغوية)، بوصفها بديلاً للفلسفة وانغلاقاً على اللغة، وهو ما يعني أنها كانت محاولة للقضاء على الفلسفة ـ ويظهر ذلك جلياً مع فلاسفة التحليل اللغوي، إبتداء من جورج مور، وبرتراند راسل، مرورا ب فتجنشتاين، والتطورات اللاحقة له ممثلة في فلاسفة الوضعية المنطقية ـ لتصبح بعد ذلك فلسفة اللغة مبحثاً كغيرها من مباحث الفلسفة، يدرس الإشكاليات اللغوية كما طرحتها الفلسفة المعاصرة بمختلف تياراتها.
وكما ذكر الزواوي بغوره في كتابه (الفسفة واللغة)، فإن الفيلسوف الايطالي بندتو كروتشه (ت1952م) يعتبر أول من استعمل مصطلح (فلسفة اللغة)، وحمل فصل من فصول كتابه (محاولات في الاستيطيقا) الصادر عام 1919م، اسم فلسفة اللغة. وكان يرى أن درس اللغة يجب أن يتم ضمن حقل علم الجمال. وعلى ذلك حصر فلسفة اللغة في المجال الفني أو الجمالي، حيث تدرس اللغة دراسة جمالية. وهو الأمر الذي يجعلنا نفهم لماذا ركز بندتو في طرحه على الطبيعة الجمالية للغة، حيث رأى أن اللغة تلعب دوراً توجيهياً في عملية البحث الجمالي، ونظر للغة بوصفها فعل فكري وإبداعي، وأن ما هو مهم في اللغة ليس علاقتها بالفكر، وإنما ما له علاقة بالعاطفة والشعور، وأن حقيقتها تجد خير تمثيل لها في الشعر. وقد قام الفيلسوف الماركسي انطونيو غرامشي بنقد هذا الفهم للغة، مؤكداً بالمقابل، على الجوانب الاجتماعية والسياسية للغة.
أول كتاب كامل صدر في فلسفة اللغة، هو كتاب ألبرت دوزيه عام 1920م، حلل فيه المميزات العامة للغة وقوانين تطورها ومناهجها المختلفة. وإذا كان بندتو كروتشه هو أول من أستعمل مصطلح فلسفة اللغة، فإن مضمونه قد تبلور ضمن سياق الفلسفة التحليلية، ومن خلال أعمال فريجه في المنطق، وفلسفة نيتشه، وما حدث من تحولات ضمن سياق الوجودية والتأويلية والألسنية.
هناك اختلاف في الأراء حول حدود مبحث فلسفة اللغة، يمكن أن نجملها في أربعة أراء:
1/ فلسفة اللغة مبحث فلسفي حديث، ظهر في بداية القرن العشرين، إلا أن هناك من يعتقد أن فلسفة اللغة قديمة قدم الفلسفة، وترجع إلى مختلف الاراء الفلسفية التي قيلت حول طبيعة اللغة وعلاقتها بالفكر والواقع، والتي نقرؤها في نصوص أفلاطون وأرسطو والفارابي وديكارت ولوك ونيتشه وفتجنشتاين وغدامر ودريدا وفوكو وأوستين وكواين...الخ. أو بتعبير مختلف اراء الفلاسفة في اللغة. ومن الواضح أن هذا الرأي يجعل من فلسفة اللغة جزءاً من الفلسفة العامة للفيلسوف، ولا يعطيها المكانة الخاصة التي أصبحت تتمتع بها في الدراسات الفلسفية المعاصرة.
2/ هناك من يقصر فلسفة اللغة على فلاسفة التحليل اللغوي، الذي بدأ مع جورج مور، وبرتراند راسل و فتجنشتاين، وتقوى في التيار الوضعي المنطقي، وتيار مدرسة أكسفورد.
3/ وهناك من يحددها في التيار التأويلي إبتداء من شلير ماخر مؤسس الهرمنيوطيقا الحديثة، مروراً ب دلتاي وهوسرل وهايدغر وغادامر وبول ريكور ودريدا. وهو توجه يحصر فلسفة اللغة في عمليات الفهم والشرح والتأويل والمعنى.
4/ هناك رأي رابع يحصر فلسفة اللغة في اللسانيات ابتداءا من مؤسس علم اللسانيات الحديث فرديناند دي سوسير مرورا ب بنفينست وانتهاءا ب نعوم تشومسكي، مع التركيز على مناهج ومفاهيم الألسنية.
وبوسعنا النظر لمصطلح فلسفة اللغة بوصفه يتضمن معنيين:
معنى خارجي: يعتبر اللغة موضوعا معروفا، وينصرف إلى دراسة علاقتها بالموضوعات الأخرى: مثل علاقة اللغة بالفكر، وبالعالم، وبالواقع، وبالوجود، وبالمجتمع، وبالسلطة، وبالدين..الخ.
معنى داخلي: يجعل هذا التوجه من اللغة مجالا للبحث أو موضوعا للدراسة.



#مجدي_عزالدين_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العلمانية (4)
- عن العلمانية (3)
- عن العلمانية (2)
- عن العلمانية
- الحداثة وما بعد الحداثة (1)
- فلسفة التحليل اللغوي
- نقد هايدغر وغادامر لموضوعية التأويل
- ليس ثمة تأويل موضوعي في مضمار الأديان (2)
- ليس ثمة تأويل موضوعي في مضمار الأديان (1)
- مشروع نقد الفكر الديني عند نصر حامد أبو زيد
- صراع الأفيال: هابرماس وغادامر وريكور، التأويل والتاريخ (3)
- تأويل التاريخ وتاريخية التأويل (2)
- تأويل التاريخ وتاريخية التأويل (1)
- كيف يجب للعقل الإسلامي المعاصر أن يتعاطى مع النص الديني الإس ...
- التأويل داخل حقل الإسلاميات (3)
- التأويل داخل حقل الإسلاميات (2)
- التأويل داخل حقل الإسلاميات (1)
- كيف يجب أن نتعاطى مع النص الديني الإسلامي؟ (1)
- الطريق إلى الحقيقة: سؤال المنهج
- الوجود البشري والحقيقة (6)


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مجدي عزالدين حسن - في فلسفة اللغة (1)