أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - عفوا نحن فى زمن جاهلية الاخوان















المزيد.....

عفوا نحن فى زمن جاهلية الاخوان


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 20:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يثور الشعب بمعظم فئاته ضد النظام الذي يحكمه لا يمكن أن تكون ثورة ضد شخص الحاكم لذاته لاستبداله بحاكم آخر يحبونه أيضاً لذاته؛ فالشعوب تصبر وتصبر خوفاً من المجهول، ولكنها عندما يتجاوز الطغيان مداه والظلم نهايته ويصبح الفساد هو الأصل وتكون النزاهة نادرة... وتنتقص مواطنة المواطنين ويتمايز الناس بحسب الانتماء للأسرة أو المنطقة أو المذهب أو الجنس واللون، وتصبح حماية المتنفذ أقوى من حماية القانون، ويستد الأفق، ويقتل الأمل أمام الناس، وتكون النظرة للمستقبل أكثر قتامة من الواقع المؤلم، عندها تبدأ طاقات الشعوب بالتململ، وتبدأ إرهاصات الثورة بتحركات ومواقف هنا وهناك رفضاً للواقع، صارخة في وجه الباطل، وغالباً تواجه بعنف وكبت وقمع غير مسبوق، فيزداد الضغط النفسي والمعاناة الشعبية.... الاخوان المسلمون جاءوا الى السلطة بتحالفهم مع العسكر وبرعاية امريكية ...واعتقدوا أنهم هم مصر ، ومصر هم عندما حكمونا ، صحيح أنهم حكمونا وفق تمثيلية ارادة الصناديق ( العسكر والامريكان )، ولكن ما كان لهذه التمثيلية أن تكون لها قيمة وتنفيذ لولا إرادة الشعب الذى خدعوه بالشعارات الزائفة والوعود الكاذبة فأعطى مرسى اصواته نكاية فى اعوان النظام السابق وممثلهم احمد شفيق الحرامىhttp://www.arabtimes.com/portal /article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=20548... !!! المشكلة تكمن فى ان الاخوان لم لم يسمعوا شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» ولم يعرفوا ماذا وراء هذا الشعار ولم يدركوا مغزاه !!!... لذلك عندما امسكوا بتلابيب السلطة انتهكوا هذا الشعار الثورى وانقلبوا عليه فجاءت صورتهم اشد مأساوية وتنفير من صورة مبارك !!! ونسوا او تناسوا أن بقاءهم فى الحكم بعد إرادة الله هو بإرادة الشعب، والعاقل من اتعظ بغيره!!!...


معنى شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» اى ان الشعب يريد اسقاط مراقبة النظام للشعب لان من يجب ان يراقب الآخر هو الشعب... هو بكل بساطة إسقاط الرقابة كلياً... فالشعب يريد ان يراقب النظام فى تعاطيه مع القضايا الخارجية ويراقب الحكومة فى حل مشاكل الشعب الحياتية والخارجية !!!! لان مهمة السلطة والنظام هى تمثيل الشعب وليس التحكم فيه والسيطرة عليه وكأنهم اوصياء على الشعب فى كل كبيرة وصغيرة حتى علاقة افراد الشعب بربهم !!!... فالشعب ليس بحاجة للوصاية الفكرية او الاخلاقية او الدينية او السلطوية او العسكرية ... فالوصاية يجب ان يمارسها الشعب على السلطة والنظام القائم وليس العكس !!! .. فالشعب فى كل الديمقراطيات العريقة ارقى من حكامه واكثر منهم فهما واعلم منهم بالسياسة ... فالشعب المصرى يعرف مايريد ... ولكن مرسى وجماعة الاخوان لايريدون الا السلطة حتى لو كانت على اشلاء وجماجم وجثث الشعب المطحون !!! لذلك انقلبوا على شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» اى يريد بكل بساطة اسقاط الرقابة التى يمارسها النظام من خلال اجهزتة الامنية والدعائية كليا لانهم يعرفون ان الرقابة وسيلة للسيطرة على الناس لانها تحدث فصاما فكريا لدى المفكر والمثقف والصحافى فيضطر كل واحد منهم أن يرضى السلطة فى كل ما ينشره ... هنا ينقسم المفكر او المثقف او الصحافى الى شخصيتين مختلفتين فى جسد واحد !!! فيصبح المفكر او المثقف او الصحافى بحاجة الى علاج بعد ان كان هو الدواء الفكرى لكل المشكلات التى يحار النظام فى حلها !!!الإخوان المسلمون يعيدون أساليب استبداد مبارك دون ادنى شعور بالذنب !!! اى انهم وبأنفسهم يضعون العربة امام الحصان لان الوصاية تحكّم، وفي التحكّم استبداد وديكتاتورية ... انهم يبذرون وبأيديهم بذور ثورة جديدة ضدهم !!!

الدول العريقة فى الديمقراطية لاتمارس الرقابة او الوصاية على شعوبها من خلال ما يسمى بوزارات التوعية كالاعلام الحكومى الذى يسبح بحمد الانظمة الحاكمة .... وخير دليل على صحة ما اقول ما كشفته لجنة الحريات بنقابة المحامين عن تلقيها العديد من الشكاوي و البلاغات من كثير من الإعلاميين و ضيوف البرامج التليفزيونية من الشخصيات العامة و التي أفادت معظمها بأنه تجري الآن عمليات انتقاء و تصفيه لضيوف البرامج التليفزيونية خاصة البرامج الإخبارية المتعلقة بالشأن السياسي و أن هناك تعليمات قد صدرت بأن من يؤيد مواقف الإخوان المسلمين أو الرئيس أو الحكومة ويثني عليهم تتاح له الفرصة في الظهور بالبرامج و العكس صحيح....مما لاشك فيه ان هذا النهج الإعلامي الموجهة داخل تليفزيون الدولة المملوك للشعب سوف يعيدنا من جديد إلي ما قبل ثورة 25 يناير ، و أن الاستمرار في هذه السياسة الإعلامية الموجهة يعني بكل تأكيد أن هذا الجهاز الإعلامي بات يعمل ضد تحقيق أهداف هذه الثورة التي نادت بالحرية و منها حرية الإعلام و التي دفع شعب مصر من اجلها ثمنا باهظا من أرواح ودماء أبناءه شهداء الثورة !!!..لقد بدأ الاخوان عمليات التنكيل و القهر لمذيعي و معدي البرامج الإخبارية و المتنوعة بالقنوات الرسمية لتليفزيون الدولة الرسمي بإحالتهم للتحقيق علي خلفية تعبير بعض ضيوف هذه البرامج من الشخصيات التي تستضيفها عن نقدهم لجماعة الإخوان أو أداء الحكومة أو رئيس الجمهورية... موقف رئيس الجمهورية و رئيس حكومته ووزير إعلامه مخزى وحقير تجاه العاملين بالحقل الإعلامي بإحالتهم للتحقيق و تهديدهم بتوقيع الجزاءات المالية و قطع أرزاقهم لمجرد إتاحتهم الفرصة إمام ضيوف البرامج من أبناء الشعب للتعبير بحرية عن آراءهم ، فهل نحن في طريقنا إلي دولة كبت و قمع للحريات من جديد؟.... ما الفرق بينهم وبين الحزب الوطنى وسياساته بل ما الفرق بين مرسى وحسنى مبارك ... لن تجد اى فرق لان العقلية واحدة !!.. الديمقراطيات العريقة لا وجود فيها لمثل هذا الهراء السياسى والفكرى حيث لا علاقة للسلطة الديموقراطية بالرقابة، ولا بإرشاد الناس وتوعيتهم.... لا لزوم لوزارات الإرشاد والتوعية !!!..



مما لاشك فيه ان من يحتاج إلى توعية وتأهيل سياسى هم أصحاب السلطة السياسية الذين فضحونا امام انظار العالم حيث قامت بعض القنوات الفضائية الاخبارية الامريكية بنشر جزء من لقاء الرئيس محمد مرسي مع رئيسة وزراء أستراليا جوليا جيلارد....حيث قام الرئيس مرسي بعمل حركة اعتبرها الاعلام الامريكي حركة لا يمكن ان تظهر علي شاشات التليفيزيون http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=f3PlCG1zxd8.
...لذلك أذاعت القناة العاشرة الأسترالية لقطات من لقاء الرئيس المصرى مع رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد، وتركت القناة تفاصيل اللقاء وعلق المذيع الأسترالي، علي تعديل مرسي لملابسه بطريقه عفوية أثناء جلوسه بعد مصافحته جيلارد، وطالب المشاهدين بأن يلتفتوا ويشاهدوا مرسي بعناية وهو يعدل بنطاله أثناء جلوسه قائلاً "إنه يبدو وكأنه يحاول أن يثبت نفسه في اللقاء"، على حد قول المذيع الاسترالى ... حيث بث التلفزيون الأسترالي مشهد من اللقاء والرئيس يلمس بنطاله بالقرب من منطقة حساسة بطريقة عفوية فيما اعتبرها التليفزيون الأسترالي عادة تبعد عن البروتوكول في اللقاءات الدبلوماسية وحركة غير لائقة لاينبغى ان تخرج او تحدث من رئيس دولة!!!من يحتاج إلى توعية وتأهيل سياسى هم أصحاب السلطة السياسية وعلى رأسهم محمد مرسى العياط !!!..

يجب أن يعوا حقيقة دورهم في تمثيل الشعب، وفي احترام الشعب... فليس من دورهم حماية الشعب من نفسه.... فالشعب يعرف كيف يحمي نفسه، ولذلك قام بالثورة.... الشعب يعرفما يريد، ولذلك أسقط النظام.... للشعب المصرى إرادة من حديد ، خطفتموها في الانتخابات؛ او بالأحرى تقاسمتموها مع العسكر.... ولكن الاخوان ومرسيهم يريدون اهانة وجدان ومشاعر الشعب بالرقابة عليه واستخدام العنف ضد الثوار او الالتراس مثلهم مثل مبارك والعادلى وبنفس الغباء السياسى الذي يحسدون عليه !!! الشعب يريد ان تضعوا حلولا لمشكلة الفقر والبطالة وانتم تشغلونه بأمور السماء كي لا يطالب بحقوقه على الأرض !!!.. الشعب المصرى يعرف الاسلام اكثر من شياطين جماعة الاخوان التى تكذب على الشعب ليل نهار ولا يحتاجون الى هداية من احد او وصاية دينية من احد .... فالمتأسلمة جيوبهم من اخوان او دعوة سلفية او تيارات متأسلمة جهادية تتأمر فى جنح الظلام من اجل مصالحهم ولتدجين الشعب لكل من يركب على ظهره ...وخير دليل على صحة كلامى ما قاله احمد شفيق حيث أكد أن ماقاله الشيخ ياسر البرهامي، أحد قيادات الدعوة السلفية، حول عقد صفقة معه لإجهاض المظاهرات فى حالة فوزه بمقعد الرئاسة، صحيح تماما، مضيفا "أعتذر أني صرحت بذلك، لكن هذا يأتي رداً على ماوصفه بشغل العيال الذي يمارسه الإخوان http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=68j5vaf9T_4 ما قاله شفيق يوضح وبجلاء انهم لايريدون الا الكرسى حيث اجتمع شفيق القذر مع قيادات سلفية اقذر لاجهاض المظاهرات عن طريق اتباعهم من الخرفان التى لاتعصى لمشائخهم امرا ... وكله بما لايخالف شرع الله !!! ... انهم يتاجرون بالدين , والدين منهم براء !!!... لانريد هداية منكم !!! كل مايريده الشعب المصرى هو نظام اقتصادي يتيح فرص العمل للجميع..... يحتاج الناس إلى العمل ووسائل العمل ووسائل الإنتاج.... بالعمل يكتسب الناس احترامهم لأنفسهم، ويخرجون من ذل الفقر والحاجة وتسول المساعدات !!! يريدون الكرامة التى اهدرها مبارك ونظامه العفن !!...


الصحف تعج باخبار كثيرة عن الرقابة على الصحف والكتاب والمحطات الفضائية ولانرى او نسمع اى اخبار عن برنامج مرسى الاقتصادى او جماعته اذا كان لهم برنامج من الاساس ... كل ما نسمعه عبارة عن اخبار عن القرض من البنك الدولى ... مرسى يستدين ويرهق شعب مصر بالديون كى لايضطر الى تقديم برنامج تشغيلى انتاجى !!.. مرسى يحافظ على اتفاقية كامب ديفيد حتى ينال رضا الامبريالية الصهيوامريكية بحجة ضمان تدفق الاستثمارات !!! وهو يريد الحفاظ على كرسى الحكم لا اكثر ولا اقل !!! لانه يتبنى برنامجا اقتصاديا نيوليبراليا يخدم اغنياء مصر والعرب القدماء والجدد !!! حيث قال موقع "مونيتور" الأمريكي، المتخصص في شئون الشرق الأوسط، إن مصادر بجماعة الإخوان المسلمين، رفضت ذكر اسمها، قالت إن خلافات جدية بدأت تنشب بين الرئيس مرسي والقيادي الإخواني ورجل الاعمال خيرت الشاطر، الذي يوصف بأنه الرجل القوى داخل الجماعة، على حد قول الموقع.... تلك المصادر أشارت إلى أن النزاعات بدأت حين اصطحب مرسي معه رجل الأعمال الإخواني حسن مالك في زيارته للصين، وهى الخطوة التى وصفتها المصادر بأنها "محاولة لتهميش الشاطر"، وهو ما رد عليه الشاطر -بحسب الموقع- بالإعلان عن أن خطة المائة يوم لم تحقق شيئاً، وهو الأمر الذي أحرج مرسي وأظهره "كمخادع" أمام الناس، كما أن مرسي أبقى الشاطر بعيداً عن القضايا الأساسية والمهمة، وهمشه ودعم عصام العريان، الذي ليس على صلة جيدة بالشاطر ومنحه منصب نائب حزب الحرية والعدالة.... ألم اقل لكم الحكم فى مصر الآن اصبح صراع بين رجال اعمال الجماعة (خيرت الشاطر) ورجال السياسة فى الجماعة ( مرسى ) حيث أكدت مصادر مطلعة داخل جماعة الإخوان أن خلافا يدور الآن بين جبهتي د. محمد مرسي رئيس الجمهورية والتي تضم د.سعد الكتاتني ورشاد بيومي، وجبهة خيرت الشاطر والتي تضم محمود عزت ومحمود غزلان.... إن متطلبات الرئاسة تختلف بالكلية عن متطلبات إدارة جماعة الإخوان ، فأجنداتهم مختلفة تماماً .... مما لاشك فيه أن أجندة الجماعة أيديولوجية ولها مصالح سياسية، خاصة بها تعتمد على مصالح شخصية في النهاية.....


الثورة كانت باسم الحرية والكرامة.... وهذه السلطة تريد القضاء على الحرية والكرامة باسم الدين؛ فكأن الدين لها وحدها، أو كأنها هي الناطقة باسم الدين؛ أو كأنها صادرت الدين لحسابها... الطغاة هم من يحتكر الدين باسم الأخلاق، أو ما شابه ذلك...حيث لايرى الطاغية وهو يسوق شعبة نحو الهاوية سوى مجده الشخصى ....هذه هى عبرة التاريخ القديم والمعاصر !!!ان الطغاة يتجملون للناس بصفات ليست فيهم واهداف ليست اهدافهم ونوايا ليست نواياهم .....انهم يكذبون بذمة ويخدعون باخلاص ....ان معظم مآسى الامة العربية الاسلامية تنبع من غياب الحرية وسيادة الحكم المطلق او الديكتاتورى او الشمولى ....لذلك ارى ان مقاومة الطغيان بكل اشكاله السياسية والاقتصادية والاجتماعية هى واجب المفكرين والكتاب والمثقفين !!.. ولكن فى ظل حكم الاستبداد يشك الطاغية بالناس، لأنه يعرف أن الناس يكرهون الاستبداد ويتحينون اللحظة للخلاص منه !!!.. لذلك يراقب الطاغية اهل الفكر والابداع الفكرى متناسيا ان الذي يراقب يمارس سلطة هي ليست له.... والذي يراقب يشك في من يضعه تحت المراقبة.... فهل يعقل أن تحكم بلداً سلطة تشك بالناس؟!! الطاغية مرسى يريد تثبيت سلطة المراقبة وتوسيعها من أجل تكميم أفواه الشعب؛ انه يريد تكميم الأفواه ليمنع تسرب الأفكار؛ لان الأفكار تخيفه؛ ولمنع الفقراء عن المطالبة بالعيش الكريم.... والعيش الكريم غير متاح في ظل برنامج اقتصادي من هذا النوع الدعائى فالطغاة يغذون الاطغال بالكلمات ويطعمون الكبار بالخوف .....ماذا يحدث اذا تذمر الشعب ضدهم ....الطاغية يخرج من المأزق بزيادة ارهابه وزيادة عدد البرامج عنه فى الاذاعة والتلفاز والفضائيات الى جانب زيادة عدد صوره الموجودة فى الشوارع ... الرقابة ليست مجرد خطأ ترتكبه السلطة الجديدة بل هي تعبير عن برنامج عمل لا تستطيع الإفصاح عنه!!!...من أجل كل ذلك يريد الرقابة !!!لقد حدثت الثورة نتيجة وجود أفكار سلبية لدى الناس ضد نظام مبارك الاستبدادى ... وبعد سقوط حكم مبارك انفتح المجال أمام مناقشة أفكار ايجابية جديدة، أفكار تتراكم وتهدد كل سلطة جديدة.... وهذا أكثر ما يخاف منه أهل السلطة الجديدة، وكل سلطة أخرى في العالم.... لذلك لابد من مراقبة هذه الأفكار، تمهيداً لمنعها...وهذا هو بعينه التأسيس لاستبداد جديد.... ولكن الاستبداد هذه المرة يمتلك، أو يظن أنه يمتلك، السلطتين الدينية والعسكرية معاً... لذلك سيكون هذا الاستبداد الجديد أشد وأخطر...

لقد تجددت الرقابة نفسها في العهد الاخوانى «السياسي» الجديد لتضع أهل الثقة الأقل معرفة في موقع التحكّم بالأكثر معرفة... أي انه يرفعون من «فائدة» الجهل.... انهم يريدون التحكّم بالمعرفةعن طريق حكم الجهلاء او اهل الثقة ... ربما كان السادة الجدد من رجالات الاخوان على دراية بشؤون المعرفة وكيف تتطور من خطأ يجانب الصواب، إلى صواب يجانب الخطأ؛ لكنهم بالتأكيد لا يريدون أن يعرف الناس ماذا يفعلون، خاصة على صعيد الربح والخسارة الماديتين...فالحرية لا تخيف الناس.. ولكنها تخيف السلطةالاخوانية الحاكمة .... الحرية هي العزاء الوحيد عن البؤس.... الاستبداد الاخوانى الجديد يريد البؤس دون الحرية.... يحيل الحرية على مراجع رقابية أو مراجع دينية... يرفع راية الدين لمواجهة الحرية لا لمعالجة أسباب البؤس... ينتهي الأمر بالسلطة إلى إرساء معالم دين يتناقض مع الناس؛ يتخلون عن دين الناس في سبيل دينهم الجديد( مصالحهم الشخصية) .... دين الناس هو ما يؤمنون به، ومن جملة ما يؤمنون به هو العيش الكريم... وما تمنعه عنهم الرقابة هو الكرامة والعيش الذي يعتبره الناس لائقاً بهم...لذلك نجد الاخوان ولجانهم الالكترونية الغبية الشبيهة بلجان الحزب الوثنى الديمقراطى الذى اصبح اليوم معروفا باسم (الحزب الوطنى الاخوانى ) يحاولون ترسيخ ثقافة الديكتاتورية الفكرية فى نفوس الشعب المصرى من خلال اصباغ هالة من التقديس على محمد مرسى طاغية الاخوان الجديد وعلى افعالة الصبيانية !!! حيث يهللون له لانه يصلى فى المساجد ويتناسوا كم تتكلف حراسته وحمايته من اموال , فقراء مصر فى حاجة اليها !!!... مما لاشك فيه ان خلافنا فى الرأى نعمة نحمد الله عليها كثيرا !!.. لكن الاخوان ولجانهم الالكترونية حولوا تلك النعمة الى نقمة عن طريق فرض رأيهم على الناس بالاكراه ... فما دامت آراؤنا مختلفة حول فكرة ما فنحن نتناقش فيها ويدلى كل منا برأيه وحجته فنصل فى نهاية المناقشة والحوار الى الافضل والأنسب !!! ولكن اذا حاول بعضنا ان يفرض رأيه على الآخر تحولت ظاهرة الخلاف من كونها نعمة الى الضد تماما !!!حيث نخسر الحوار الذى يفتح نافذة الافكار ونخسر آراء من يختلفون معنا فى وجهات النظر !!! ونظل لانرى غير انفسنا !!! وتلك اول طرق الديكتاتورية الفكرية !!... يجب ان يعرف المتفق والمختلف ان هناك قاعدة عامة تضبط حوارتنا هى : ( ليس كل ما أقوله صوابا ... وليس كل ما يقوله من يعارضنى خطأ ) ... اذا آمنا بهذه القاعدة وكانت هى اساس مناقشاتنا فلن نتصارع او يشتم بعضنا بعضا ... نعم سنختلف !!! ولكننا سنظل يحترم كل منا الآخر !!!.. ولكن ما يفعله الاخوان من غرس لثقافة الديكتاتورية فى النفوس والسب والشتم والارهاب الفكرى يصب فى مصلحة جاهلية التجهيل التى يسعى اليها مرسى وجماعته لان الطاغية يعتبر نفسه هو الممثل الوحيد للشعب بل هو الشعب .... وانه بمقدور فرد واحد ينوب عن شعبه ان يرسل الشعب كله الى الجحيم او الى حرب تلتهم الملايين من شعبه وهو يظن انه يقود الشعب الى المجد ....كما فعل فرعون موسى حين قاد شعبه الى الغرق .... لذلك اقول لطونى خليفة مقدم برنامج ( زمن الاخوان) عفوا نحن فى زمن ( جاهلية الاخوان ) ...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماسة والاحجار
- ما المانع اذا ايها القدر!!!!!
- يامرسى اللى اختشوا ماتوا
- ما احوج اقباط مصر لمناضل يخلصهم من ظلم الاضطهاد!!!
- هل يستطيع الشعب السعودى الثورة على هذا النظام الموالى لاسرائ ...
- احبك يا بحر الرقة والحنان
- فض الاشتباك بين اشكالية اسلام النص واسلام التاريخ
- الاسبرطية والشيوعية والتحريضية الاخوانية الكفاحية هى المشروع ...
- البلوتوث الانسانى(التخاطر عن بعد)
- لن تستطيعوا فهم ما يجرى حولكم حتى تفهموا النظام العولمى
- الأخضر الإبراهيمي هو القنطرة لاستعادة تركيا مجدها السياسى فى ...
- افيقوا الفيلم المسىء للرسول طعم لتغذية الفتنة الطائفية وتقسي ...
- كل ما بداخلى مات
- الفيلم المسىء للرسول هل هو حرية رأى ام تحريض على فتنة طائفية ...
- موسى الصدر والجعد بن درهم من ابلغ الامثلة على القتل الاستهدا ...
- يعنى ايه كوشيز مصر (محمد وديع ) يكون فى السجن وعتاة المجرمين ...
- يا مرسى تعلم من ارسطو ربنا يهديك
- نعمة النسيان
- مبارك والعادلى كانوا يظنون ان الشعب المصرى مجموعة من الخراف ...
- تصريحات هنرى كيسنجر ذلاقة لسان لاتطيق صاحبها ولاتريح نفسها


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - عفوا نحن فى زمن جاهلية الاخوان