أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - موسى الصدر والجعد بن درهم من ابلغ الامثلة على القتل الاستهدافى والاغتيال السياسى















المزيد.....



موسى الصدر والجعد بن درهم من ابلغ الامثلة على القتل الاستهدافى والاغتيال السياسى


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3845 - 2012 / 9 / 9 - 01:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال مدير مخابرات ليبيا السابق العميد عبدالله السنوسي في تسريب كتبته صحيفة في مدينة “نيس” الفرنسية ان الامام موسى الصدر والرئيس الليبي السابق معمر القذافي تعاركا بالأيدي بعدما رفض الامام الصدر تنفيذ وقبول التمويل والتسليح لاشعال الحرب في لبنان، فقام القذافي وأهان بالكلمات الامام موسى الصدر فتعارك القذافي وحرسه مع الامام ومرافقيه وفقا لما سربته الصحيفة الفرنسية انه فور انتهاء العراك بالأيدي بين القذافي والامام الصدر وسيطرة حراس الرئيس الليبي السابق على الوضع أعطى القذافي امراً باعدام الامام موسى الصدر ومرافقيه امامه وتم تصفيتهم من قبل الحراس !!!..قد لايعرف البعض من هو موسى الصدر : موسى الصدر (1928 - 1978) عالم دين, ومفكر, وسياسي شيعي وهو ابن صدر الدين الصدر المنحدر من جبل عامل في لبنان...ولد في مدينة قم الإيرانية في 4 حزيران عام 1928م حيث درس العلوم الدينية بعد نيله لشهادتين في علم الشريعة الإسلامية والعلوم السياسية من جامعة طهران في العام 1956م... بعد عدّة سنين في قم توجه موسى الصدر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته تحت إشراف المرجع الأعلى للطائفة الشيعية محسن الحكيم الطباطبائي وزعيم الحوزة العلمية آية الله أبو القاسم الخوئي... في العام 1960م توجه للإقامة في صور اللبنانية....قدم موسى الصدر إلى لبنان من إيران أول مرة سنة 1955، فتعرف إلى أنسبائه في صور وشحور، وحلّ ضيفاً في دار كبيرهم المرجع الديني عبد الحسين شرف الدين الذي تعرف إلى الصدر ومزاياه، وصار يتحدث عنه في مجالسه بما يوحي بجدارته لأن يخلفه في مركزه بعد وفاته.... فبعد أن توفي عبد الحسين شرف الدين بتاريخ 30 ديسمبر 1957، كتبت "صور" رسالة إلى الصدر في "قم" تدعوه إليها.... ولفت المرجع حسين البروجردي إلى ضرورة تلبية الدعوة... وهكذا قدم الصدر إلى لبنان في أواخر سنة 1959 وأقام في مدينة صور...

وصل الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25 أغسطس 1978 يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفاً على السلطة الليبية في "فندق الشاطئ" بطرابلس الغرب... وكان الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع العقيد معمر القذافي.... أغفلت وسائل الاعلام الليبية أخبار وصول الامام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين العقيد القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين... وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا، خلاف عادته في أسفاره حيث كان يُكثر من اتصالاته الهاتفية يومياً بأركان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وبعائلته....بعد أن انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفاءه معهما، أعلنت السلطة الليبية بتاريخ 18 أغسطس 1978 أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية.... ووجدت حقائبه مع حقائب الشيخ محمد يعقوب في فندق "هوليداي ان" في روما وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقاً واسعاً في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12 أغسطس 1979 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية.... وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الإيطالي الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا !!..

أبلغت الحكومة الإيطالية رسمياً، كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الاراضي الإيطالية ولم يمروا بها "ترانزيت".... و أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا حيث تمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من أن الامام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة الذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.... وأعلن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين صحفيين عقدهما نائب رئيس هذا المجلس في بيروت بتاريخ 31 أغسطس 1979 و10 أبريل 1980 مسؤولية العقيد معمر القذافي شخصياً عن إخفاء الامام الصدر ورفيقيه، كما أعلنت هذه المسؤولية أيضاً منظمة التحرير الفلسطينية في مقال افتتاحي في صحيفتها المركزية "فلسطين الثورة"العدد 949 تاريخ 11 ديسمبر ...1979. وأعلن أيضاً نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أن ملوكاً ورؤساء عرب أبلغوه وأبلغوا ممثلي المجلس مسؤولية العقيد القذافي عن هذا الإختفاء...لذلك
صرح الرائد عبد المنعم الهوني شريك العقيد معمر القذافي في ثورة الفاتح من سبتمر أن الإمام موسى الصدر " قتل خلال زيارته الشهيرة إلى ليبيا" عام 1978 و أنه دفن في منطقة سبها في جنوب البلاد... وهذا ما اكده مدير مخابرات ليبيا السابق العميد عبدالله السنوسي في تسريب كتبته صحيفة في مدينة “نيس” الفرنسية ان الامام موسى الصدر والرئيس الليبي السابق معمر القذافي تعاركا بالأيدي بعدما رفض الامام الصدر تنفيذ وقبول التمويل والتسليح لاشعال الحرب في لبنان، فقام القذافي وأهان بالكلمات الامام موسى الصدر فتعارك القذافي وحرسه مع الامام ومرافقيه وفقا لما سربته الصحيفة الفرنسية انه فور انتهاء العراك بالأيدي بين القذافي والامام الصدر وسيطرة حراس الرئيس الليبي السابق على الوضع أعطى القذافي امراً باعدام الامام موسى الصدر ومرافقيه امامه وتم تصفيتهم من قبل الحراس !!..ويؤكد كلام عبدالله السنوسى ما قاله وأكده المستشار الدكتور محمد بشير الخضار، آخر «مدعي عام عسكري» في نظام العقيد الليبي معمر القذافي ...الخضار شغل الكثير من المناصب أبرزها منصب المستشار القانوني للمفتش العام للقوات المسلحة لسنوات كثيرة، وكان شاهدا على واقعه ان الإمام الشيعي موسى الصدر، مؤسس «حركة أمل» في جنوب لبنان، قد قتل في آخر زيارة له إلى ليبيا عام 1978، بعدما دخل في مشادة كلامية مع القذافي واتهمه بالكفر، وكاد يضربه، على حد قولهhttp://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=640657&issueno=11980..... هذا الخبر يفتح امامنا قصص الاغتيالات السياسية ...


يستعمل مصطلح الاغتيال في بعض الأحيان في إطار أدبي لوصف حالة من الظلم والقهر وليس القتل الفعلي، كاستعمال تعبير "اغتيال الفكر" أو "اغتيال قضية" أو "اغتيال وطن" أو "اغتيال البراءة" وغيرها من التعابير المجازية....الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية تستهدف شخصاً معيناً يعتبره منظموا عملية الاغتيال عائقاً لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم....الكلمة الإنجليزية لمصطلح الاغتيال (بالإنجليزية: Assassination) مشتقة من جماعة الدعوة الجديدة أو ماذاع صيتهم بالحشاشين (بالإنجليزية: Hashshashin) الذين كانوا طائفة إسماعيلية نزارية نشيطة استمرت قائمة من القرن الثامن إلى القرن الرابع عشر وهناك الكثير من الجدل حول هذه المجموعة، فاستناداً إلى بعض المصادر فإن الرحالة الإيطالي ماركو بولو (1254 - 1324) هو أول من أطلق تسمية الحشاشين على هذه المجموعة عند زيارته لمعقلهم المشهور بقلعة ألموت (بالإنجليزية: Alamut) التي تبعد 100 كلم عن طهران...... وذكر إن هذه الجماعة كانوا يقومون بعمليات انتحارية واغتيالات تحت تأثير تعاطيهم الحشيش بينما يرى البعض أن في هذه القصة تلفيقاً وسوء ترجمة لاسم زعيم القلعة حسن بن صباح الملقب بشيخ الجبل..... بغض النظر عن هذه التناقضات التاريخية فإن هذه المجموعة قامت بعمليات اغتيال في غاية التنظيم والدقة ضد الصليبيين والعباسيين والسلاجقة واستمروا على هذا المنوال حتى قضى عليهم المغول..... يعود أقدم استخدام أدبي لكلمة اغتيال بالإنجليزية Assassination إلى سنة 1605، عندما ظهرت في مسرحية مكبث لويليام شيكسبير....

يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط إلى مؤسسات عملاقة وحكومات، ولايوجد إجماع على استعمال مصطلح الاغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملاً بطولياً، ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الأغتيال تعقيداً هو أن بعض عمليات الاغتيال قد يكون أسبابها ودوافعها اضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال وليس سبباً عقائدياً أو سياسياً وأحسن مثال لهذا النوع هو اغتيال جون لينون على يد مارك ديفيد تشابمان في 21 يناير 1981.... ومحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان على يد جون هنكلي جونيور في 30 مارس 1981 الذي صرح فيما بعد أنه قام بالعملية إعجابا منه بالممثلة جودي فوستر ومحاولة منه لجذب انتباهها.....بالنسبة للكتب الدينية المقدسة فإن الاغتيال عملية قديمة قدم خلق الإنسان ويورد البعض مثال قتل قابيل لهابيل (أبناء آدم) كأول عملية اغتيال فى التاريخ !!!...اما الاغتيالات في العصور الفرعونية فمن اشهرها اغتيال الامير الفرعوني توت عنخ آمون ومن قبله اغتيال الملك أخناتون ويعتقد أن كهنة المعابد الفرعونية لهم يد في ذلك بسبب توجهه إلى تغيير الالهة إلى الإله الواحد آتون....ومن عمليات الاغتيال المشهورة في فترة قبل الميلاد هو عملية اغتيال فيليبوس الثاني المقدوني (382 - 336 قبل الميلاد) المثيرة للجدل على يد أحد أفراد طاقم حمايته وهناك جدل حول المسؤولية التاريخية عن الاغتيال فالبعض يعتقد أن الاغتيال كان من تدبير زوجته أوليمبياس التي كانت أميرة لمنطقة البلقان بينما يتهم البعض الآخر ابنه الإسكندر الأكبر، ويذهب البعض الآخر إلى إلقاء اللوم على الملك الفارسي داريوش الثالث..... كانت الاغتيالات الوسيلة الشائعة لتصفية الخصوم السياسيين أثناء تحول جمهورية روما إلى الإمبراطورية الرومانية ومنها على سبيل المثال تصفية يوليوس قيصر في سنة 44 قبل الميلاد الذي كان بداية سقوط الجمهورية وبداية انشقاق طبقي بين المتعاطفين مع قيصر من الطبقة الكادحة والوسطى ضد الطبقة الأرستقراطية التي يعتبرها البعض منظم عملية الاغتيال....

وعند ظهور الإسلام وانتشار الرسالة الإسلامية حدثت مجموعة من الاغتيالات المثيرة للجدل منها: اغتيال الشاعر اليهودي كعب بن الأشرف على يد محمد بن مسلمة وبتعاون أبو نائلة الأخ الرضاعي لكعب بن الأشرف وكان الاغتيال نتيجة لتحريض ابن الأشرف لقريش على الثأر لهزيمة غزوة بدر وإنشاده أشعاراً يبكي فيها قتلى قريش وقصائد أخرى شبب فيها بنساء المسلمين ...وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم تم استهداف 3 من الخلفاء الراشدين في عمليات اغتيال ناجحة، فقد تم اغتيال عمر بن الخطاب على يد أبى لؤلؤة المجوسى سنة 23 من الهجرة، وتم اغتيال عثمان بن عفان في حادثة فتنة مقتل عثمان سنة 35 من الهجرة وتم اغتيال علي بن أبي طالب على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم سنة 40 للهجرة....
وفي العصر الحديث إزدادت دقة وحجم وتنظيم عمليات الاغتيال وتخطت أسباب الاغتيال حدود كونها نتيجة صراع داخلي بل اتخذت طابع إقليمي، ففي روسيا القيصرية تم اغتيال 5 من القياصرة في أقل من 200 سنة !!.. وفي الطرف الآخر من العالم يعتبر اغتيال أبراهام لينكون في 15 أبريل 1865 في مسرح فورد الأبرز في تاريخ الولايات المتحدة، حيث قام الممثل المسرحي جون ولكس بووث بإطلاق رصاصة على رأس لينكون أثناء مشاهدته لعرض مسرحي حيث كان بووث من المناصرين لإبقاء نظام العبودية الذي ألغاه لينكون في 1 يناير 1863...وبالإضافة إلى لينكون تم اغتيال 3 رؤساء أمريكيين آخرين وأولهم كان الرئيس العشرون جيمس غارفيلد في 2 يوليو 1881 بعد إطلاق تشارلز غوتو رصاصتين عليه ولم يتم العثور أبداً على الرصاصة الثانية رغم محاولات ألكسندر غراهام بيل استعمال جهازه المتواضع لكشف المعادن لمعرفة مكان استقرار الطلقة في جسم غارفيلد وبقاء الطلقة الثانية بجسمه أودت بحياته بعد 80 يوما من محاولة الاغتيال نتيجة لتسمم الدم وتوفي غارفيلد في 19 سبتمبر 1881 وكان سبب الاغتيال هو رفض غارفيلد تعيين غوتو كقنصل للولايات المتحدة في باريس...كما تم اغتيال الرئيس الأمريكي الخامس والعشرون ويليام مكينلي في 6 سبتمبر 1901 على يد ليون زولغوس في نيويورك أثناء مشاهدته لعرض بعض الاختراعات الجديدة..... ومن مفارقات القدر ان أحد الأجهزة الذي كان يطلع عليها هو جهاز الأشعة السينية الذي لم يفكر أحد باستعماله لمعرفة موضع استقرار الطلقة ومات مكينلي متأثراً بجراحه بعد 8 أيام في 14 سبتمبر 1901، أما زولغوس فقد تم إعدامه بالكرسي الكهربائي وكانت آخر كلماته "لقد قتلته لأنه كان عدواً للبسطاء الكادحين ولا اشعر بالأسف لقتله".... أما الرئيس الأخير الذي تم اغتياله فهو جون كينيدي حيث تم إطلاق النار عليه في يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963 أثناء زيارة لمدينة دالاس، و تم اتهام لي هارفي اوزوالد باغتيال كينيدي وبعد أقل من يومين من توجيه التهمة له أطلق جاك روبي النار عليه في مركز الشرطة ونشأت بعدها الكثير من نظريات المؤامرة حول اغتياله ومزاعم بتورط وكالة المخابرات المركزية والمافيا والمخابرات السوفيتية وفيدل كاسترو ونائب الرئيس ليندون جونسون ولكن لم يتم لحد الآن إثبات أي من هذه النظريات !!!...

بسبب الاختلافات الفكرية العميقة بين الأطراف المتصارعة في الحرب الباردة شهدت الحقبة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية تطور نوعي وكمي في الاغتيالات السياسية. ومن أبرز محاولات الاغتيال في هذه الفترة هي التي نجى منها فيدل كاسترو بأعجوبة عدة مرات وكانت كل هذه المحاولات مخططة لها من قبل وكالة المخابرات المركزية وبالتعاون مع معارضين كوبيين وكان إحدى الوسائل التي أستعملت هي استعمال سيجار تم حقنه بسموم قاتلة، وهناك مزاعم أخرى في ضلوع الوكالة في محاولات لاغتيال القائد الثوري تشي جيفارا !!!...لذلك قام الرئيس الأمريكي جيرالد فورد في عام 1976 بإصدار قانون يمنع ضلوع الحكومة الأمريكية بكل قنواتها في عمليات الاغتيال....وعلى الرغم من انتهاء الحرب الباردة وبالرغم من إصدار جيرالد فورد القرار رقم 12333 القاضي بمنع الاغتيالات إلا أن هناك مؤشرات على استمرار تجنيد وتدريب منفذي الاغتيالات في الولايات المتحدة وروسيا.... ففي مدينة كولومبيا الواقعة في ولاية جورجيا يوجد مؤسسة العالم الغربي الأمنية ( Western Hemisphere Institute for Security Cooperation) وهي مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ومهمتها تدريب الهيئات الأمنية والعسكرية لدول أمريكا الجنوبية...ويتخرج حوالي 1000 طالب سنوياً من هذه المؤسسة وهناك الكثير من الجدل حول الأغراض الحقيقية لهذه المؤسسة ففي عام 1999 إعترض الكونجرس الأمريكي على استعمال المؤسسة كتاب منهجي عن طرق التعذيب في المنهج الدراسي للمعهد.. وقيام هذه المؤسسة بتدريب جهاز الأمن في دول هي على اللائحة العالمية لإساءتها لحقوق الإنسان.... وتسمى هذه المؤسسة من قبل المعارضين بمدرسة الاغتيالات.... ونفس الاتهام موجه إلى روسيا على استمرارها على تكتيكات المخابرات السوفيتية السابقة فيما يخص الاغتيالات ....

من المعروف ان الولايات المتحدة الامريكية لا تستعف ان تستخدم كل الوسائل والتدابير اللازمة لتنفيذ خطط الاغتيالات السياسية فى اى زمان واى مكان مما يؤكد ان الولايات المتحدة الامريكية هى الدولة المارقة بين دول العالم والتى برعت فى تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال لبعض زعماء دول العالم وبعض القادة والسياسيين وتعد واقعة اغتيال زعيم المعارضة الكورى كييم كو سنة 1949 والرئيس اليوغسلافى السابق ميلو سيفيتش من ابرز عمليات الاغتيالات السياسية التى نفذتها اجهزة الاستخبارات الامريكية وقد تلاها محاولة اغتيال محمد مصدق رئيس وزراء ايران سنة 1953 ثم عملية اغتيال رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو ثم مرورا بمحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر سنة 1957 علاوة على تكرار تلك المحاولات و بالاضافة الى ذلك محاولة اغتيال الرئيس العراقى عبد الكريم قاسم سنة 1960 والتى تاكد بما لا يدع مجالا للشك انها نفذت بمعرفة جهاز الاستخبارات الامريكى كما ان محاولة اغتيال الرئيس الفرنسى شارل ديجول سنة 1965 و1966 ايضا اعدت ونفذت بمعرفتهم !!!...وقد تم رصد قوائم الاغتيالات داخل اجهزة الاستخبارات الامريكية وتبين فيها تحديد عدد 346 شخصية مطلوب اغتيالهم وكان فى صدارة هذه القوائم فيدل كاسترو رئيس كوبا وفرانسو بابا زعيم هايتى وجمال عبد الناصر رئيس مصر ....وقد نالت فرق الاغتيالات حظوة كبيرة لدى الرئيس الامريكى ريتشارد نيكسون وخاصة بعد مذبحة ماى لاى فى فيتنام والتى راح ضحيتها 300 مدنى وقرر بعدها الرئيس الامريكى انة لابد من قتل المزيد ...وفى نفس السياق اعدت محاولة لاغتيال الزعيم الصينى الشيوعى شواين لاى كما تم تفجير روفائيل تروخيو رئيس جمهورية الدومنيك فى سيارتة سنة 1961 بمعرفة مدير المخابرات الامريكى الن والاس الذى اكد ان باتريس لومبوما زعيم الكونغو يجب ان يختفى من الوجود ومن على الساحة الدولية وتم اغتياله عن طريق ميكروب جرثومى تم حقنة فى منظف الاسنان الخاص به... وبذلك يتبين لنا ان الولايات المتحدة الامريكية لم تستعف عن قتل اى شخص ترى انة يجب اقصاؤه من على الساحة الدولية لسبب او بدون سبب .....وواصلت جهودها فى نفس المضمار واستطاعت ان تقتل عدد 3 من كبار علماء ايران والمتخصصين فى البرنامج النووى الايرانى وقد نختتم التاريخ الامريكى المزرى والمرعب والملطخ بالدماء فى تنفيذ عمليات قتل وتصفية لبعض الرموز بعملية اغتيال رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان والتى نفذت بمعرفة وحدة الاغتيال CIAفرع الامم المتحدة تحت ادارة يوجين جولدمان وبالتنسيق مع FBI برئاسة روبيرت ميلر وبالتنسيق مع الوحدة رقم 504 المتخصصة فى اعمال الاغتيال و التجسس ....ولم تكن عملية اغتيال انديرا غاندى رئيسة وزراء الهند ببعيدة عن مخططات اجهزة الاستخبارات الامريكية التى حصلت على الدعم الرئاسى والمادى والمعنوى لقتل وتصفية المئات بلا رحمة او شفقة....


مما لاشك فيه ان عملية ميونخ التي قامت بها أفراد من منظمة أيلول الأسود تعتبر بأنها من أهم الاغتيالات في العصر الحديث، وأنها دفعت بالقضية الفلسطينة تحت الأضواء العالمية لافتة الانتباه لعقود من الصراع في الشرق الأوسط... حيث قام أفراد من منظمة أيلول الأسود أثناء الدورة الأوليمبية المقامة في ميونخ بألمانيا عام 1972 باحتجاز أفراد من الفريق الأوليمبي الإسرائيلي كرهائن.....مطالبين بإطلاق سراح 234 معتقل في السجون الإسرائيلية بالإضافة إلى إطلاق سراح الألمانيين أندرياس بادير وأولريك مينهوف أعضاء حركة الجيش الأحمر الألمانية اليسارية الإرهابية، وقد قام المختطفون برمي أحد الرياضيين من الشرفة لإقناع السلطات الإسرائيلية والألمانية الرافضة للمفاوضات بجديتهم وقامت قوة من الشرطة الألمانية بمحاولة إنقاذ فاشلة لكن الأمر انتهى بمقتل 11 رياضي إسرائيلي وقتل 5 من المختطفين الثمانية..... وقد قامت إسرائيل باستغلال العملية لتنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال بحق العديد من القيادات الفلسطينية زاعمة وجود علاقة لهم بعملية ميونخ....كما قامت إسرائيل بالعديد من عمليات الاغتيال بحق قيادات فلسطينية في لبنان أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وفي تونس والعديد من الدول الأوروبية....وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية قامت إسرائيل باستخدام العديد من الوسائل القتالية وعلى رأسها القصف الجوي والمدفعي لتصفية العديد من السياسيين والنشطاء والمقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وكان من أبرز ضحايا تلك الاغتيالات قادة الجبهة الشعبية (أبو علي مصطفى) وحركة حماس (أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة) فضلاً عن وجود شكوك لدى الكثيرين حول تورط إسرائيل في موت ياسر عرفات....

من نافلة القول ان تعرف ان فكرة اغتيال قائد عسكري أو الاغتيال لأسباب عسكرية بحتة ترجع إلى عهود سحيقة حيث يوجد في كتاب الأمير( لمكيافيلي )وكتاب فن الحرب (لسون وو) مؤشرات واضحة وصريحة حول أهمية دور قائد عسكري معين في الروح المعنوية لجنوده وكيف أن مقتل قائد واحد في بعض الأحيان كفيل بكسر شوكة جيش عملاق، ولكن البعض الآخر يرى أن اغتيال القائد العسكري هو سلاح ذو حدين فقد يكون لمقتله رفع للروح القتالية لجنوده المطالبين بالانتقام أو يكون في مقتله احتمالية لتقليل فرص السلام عن طريق فتح المجال لقيادات أقل مركزية ونفوذ ومحورية...وخير مثال على كلامى مقتل ملك السويد غوستاف الثاني الذي كان قائد الجيش السويدي البروتستانتي في الخطوط الأمامية في معركة قرب ساكسن-أنهالت ضد الإمبراطورية البيزنطية الكاثوليكية في نوفمبر 1632 وبالرغم من أنه لم يغتل بل وقع قتيلاً أثناء المعركة إلا أن قتله كان عامل مهم حسب المؤرخين في انتصار الجيش السويدي في تلك المعركة... ولكن التيار المقتنع بأهمية اغتيال أو مقتل القادة العسكريين يوردون بعض الأمثلة التاريخية الأخرى ومنها التأثير السلبي على معنويات الجيش الياباني بعد اغتيال القائد العام للقوات البحرية اليابانية أثناء الحرب العالمية الثانية إيسوروكو ياماموتو في عملية استهداف منظمة من قبل الاستخبارات العسكرية الأمريكية التي إستطاعت التقاط الإشارات اللاسلكية اليابانية وعلمت بأن القائد المذكور سيقوم برحلة لتفقد القطعات البحرية اليابانية فقامت طائرة حربية أمريكية بإسقاط الطائرة التي كان يستقلها...

الجدير بالذكر ان الاغتيالات السياسية ظاهرة قديمة وشائعة جدا ولاتكاد أي فترة تاريخية أو بقعة جغرافية تخلو من هذه الظاهرة، وهناك حوادث اغتيال سياسية سلطت عليها الأضواء وهناك حوادث أخرى لم تلق اهتمام كبير من قبل الإعلام... ومن الأمثلة على الاغتيالات السياسية في الشرق الأوسط التي لم تحظى باهتمام كبير هي الاغتيالات التالية:اغتيال جار الله عمر (1942 - 2002) نائب السكرتير العام للحزب الاشتراكي اليمني في 28 ديسمبر 2002 ذو الأفكار الماركسية على يد شاب ذو أفكار وصفت بالإسلامية المتطرفة واسمه علي أحمد جار الله الذي تم إعدامه في 14 سبتمبر 2003، وكانت عملية الاغتيال ضمن مخطط واسع لاغتيال التيار القومي العربي والناصري في اليمن....واغتيال الطفل إقبال مسيح (1982 - 1995) من باكستان في 16 أبريل 1995 والذي تم بيعه كعبد لإحدى معامل السجاد عندما كان عمره 4 سنوات بمبلغ 12 دولار واستطاع الفرار من عبوديته عندما أصبح عمره 10 سنوات وأصبح ناشط ومتحدث في مجال عبودية الأطفال وبعد 5 سنوات من اغتياله منح جائزة دولة السويد لحقوق الأطفال...

عملية الاغتيال عادة تتم بعد تخطيط وتحضير ويتراوح مدى تعقيد خطة الاغتيال من بسيطة إلى غاية في التعقيد نسبة إلى مدى صعوبة الوصول إلى الشخص المستهدف.... كانت اغتيالات العصر القديم بدائية في تخطيطها وتنفيذها وكان الاغتيال يتم على الأغلب بواسطة العصا أو الهراوة أو طعنة الخنجر ولكن حتى الهراوة القديمة قدم الإنسانية تم تطويرها في العصر الحديث بتحويلها إلى هراوات قادرة على أحداث صعقات كهربائية والتي تسببت في مقتل 73 شخصا من عام 1999 إلى 2004مثلا...بالنسبة للطعن بالخنجر فقد تم اغتيال العديد من القادة المهمين في التاريخ باستعمال هذه الطريقة البسيطة ومنهم يوليوس قيصر ونيرون وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب... وكانت هذه الطرق البدائية فعالة بسبب عدم وجود حماية محكمة ومتطورة لهؤلاء القادة وكان من السهولة الوصول إليهم والاحتكاك بهم بصورة مباشرة، لكن مع التطور أصبح وصول المحكوم إلى الحاكم أكثر صعوبة مما أدى إلى تخطيط أكثر تعقيداً لعملية الاغتيال....ومع ازدياد الحماية للاشخاص المهمين أصبح وسيلة اختراق ذلك الطوق أهم خطوة في الوصول إلى الهدف وأصبح استعمال السموم الوسيلة المفضلة في هذه المرحلة التاريخية ومن أشهر الذين تم اغتيالهم بهذه الطريقة:إمبراطور الصين Chin Hui-ti جين هوي تي (259 - 307) في 8 يناير 307...واغتيال موسى الكاظم باستعمال السم بتوجيه من هارون الرشيد... واغتيال ملك السويد أريك السادس عشر وهو في السجن بتوجيه من شقيقه جون الثالث الذي أزاله عن العرش ثم قام بسجنه وتسميمه... و إرفين رومل الذي كان يلقب بثعلب الصحراء حيث خيره أدولف هتلر بين تناول السم أو المثول للمحكمة بتهمة محاولة التآمر عليه...ومن محاولات الاغتيال الحديثة باستعمال السم هو محاولة اغتيال خالد مشعل قائد الجناح السياسي لحركة حماس من قبل الموساد الإسرائيلي، ولكن المخابرات الأردنية إكتشفت محاولة الاغتيال وقامت بالقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد المتورطين، وطالب الملك الحسين بن طلال من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصل المضاد للمادة السامة التي حقن بها خالد مشعل....

القتل الاستهدافى او الاغتيال السياسى قد يحدث كنتيجة للتوظيف السياسى للدين او ما يعرف ب(السياسديني)على كافة المستويات(الملّية،والمذهبية،والفرقية)،لذا سوف انتقي صورة من ذلك الألبوم المأسوي بغرض اثبات بأن عملية التوظيف السياسديني عبر الماضي والحاضر قد تمت على كافة المستويات.....ومن ثم التأكيد على أهمية إلتزام منهجية فرز(إسلام النص)من (إسلام التاريخ)،وأن تأخيرها أو تركها يعني استمرار عملية التوظيف والتي تطال القاصي والداني وتأتي على الأخضر واليابس جملة ! .....ففي الحاضر القريب من شهر ذي الحجة 1427هـ قد ضحى بالرئيس العراقي المخلوع يوم عيد الأضحى في بالعراق والذين قتلوه كانوا فى ذكر وتعبد من تهليل وتكبير وصلاة على رسوله وآله!! وفي ذات اليوم ولكن في عام(119هـ)أي ما يقرب من(1250 سنة) قد ضحى (خالد القسري ) خطيب صلاة العيد،وأحد حكام العراق بصاحب رأي اسمه (الجعد ابن درهم ) يوم العيد ،في مصلى العيد عند المنبر، أمام عدد غفير من المصلين بالبسمة والتكبير والتهليل،والتناء العطر على القاتل واللعنة على المقتول!! ...كما حدث مع صدام حسين الذى اختلف مع سياساته جملة وتفصيلا !!! ... فقد روى البخاري في كتاب "أفعال العباد" وابن أبي حاتم في كتاب السنة وغير واحد ممن صنف في كتب السنة:( أن خالد بن عبدالله القسري خطب الناس في عيد أضحى فقال: أيها الناس ضحوا يقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا ثم نزل فذبحه في أصل المنبر!! ) ... وجاء في بعض الروايات زيادة إيضاح تصور عملية القتل،حيث أن خالد القسري قد أوثق الجعد كتافا؛قبل أن يصعد المنبر ويخطب في الناس خطبته تلك؛ ثم ربطه في أصل المنبر،وانه لما ذبحه كان مقيدا؛ثم تركه ملقيا تحت المنبر!! ...

مما لاشك فيه أن القراءة التاريخية و(التنقيب في الحفريات) لحادثة قتل الجعد تثبت بأنه كان معارضا سياسيا لحكام بني أمية في زمنه،وكان ناقدا لسياستهم،أوليس هو صاحب تلك الأبيات المشهورة التي جاء في مطلعها: ( ليث علي وفي الحروب نعامة ) ... والتي قالها في وجه الحجاج يهجوه فيها!! ...ولكن إمعانا في التلبيس والتدليس لإخفاء دوافع القتل ودواعيه الحقيقة قام(تاريخ السلطة-وسلطة التاريخ)،بأضفاء هالة والشكر والثناء والتجبيل على شخصية القاتل خالد القسري، حيث وصف لنا بأن لجده صحبة مع رسول الله،وأن فعلته هذه كانت حسنة وهدية عظمى وفضيلة كبرى له، حفظها له علماء الإسلام من المؤرخين والعلماء،وكل من تحدث في الفرق ونشأتها،فهي مأثرة ومنقبة ومحمدة لهذا الأمير!! وكل من بلغه ذلك من التابعين فرح واستبشر،ولم ينقل قط عن أحد من علماء المسلمين أو قضاتهم في ذلك الزمن إلا الفرح والسرور بالقضاء على الجعد الضال!! .... وكما يقول عبدالحكيم الفيتورى : أن(إسلام النص) يحرم القتل في الأشهر الحرم ألم يقول الخالق سبحانه(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم،ذلك الدين القيم)،أولم يجرم القتل بمجرد الخلاف في الدين والرأي والتأويل(لا إكراه في الدين ...فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،أولم يضفي على بعض الأوقات والأزمنة والأمكنة شيئا من الحرمة والهيبة ؛فللإنسان حرمة،وللمسجد حرمة....وليوم العيد حرمة ؛أوليس هذا اليوم هو الذي كرم فيه الانسان بفدائه من النحر(إبراهيم –اسماعيل)؟!!....

في غمار هذه الهالة والتبجيل ينسى البعض أو يتناسى في عملية التوظيف السياسي للخطاب الديني أنها تقوم على مراعاة مصلحة السلطان دونما سواه فيتم القتل الاستهدافى او الاغتيال السياسى الذى قد يحدث كنتيجة للتوظيف السياسى للدين او ما يعرف ب(السياسديني)على كافة المستويات(الملّية،والمذهبية،والفرقية)،فهذا خالد القسري –بعد انتهاء صالحيته السياسية-قد جرد من ماله وسلطانه وقتل على يد خليفته الذي فعل ما فعل من أجل تثبيت ملكه،فقد جاء في المدونة التاريخية أن خالد القسري بعد قتله للجعد بوقت قصير حبس وصودرت أمواله، ثم قتل،بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن يزيد بن عبدالملك،الذي دفعه إلى واليه على العراق يوسف بن عمر،والذي أخذه إلى الكوفة وقتله هناك،وهي ذات المدينة التي قتل فيها الجعد !! .... ويحكي ابن خلدون في تاريخه تفاصيل قتل خالد فيقول:فدفعه إلى يوسف فألبسه عباءة وحمله على غير وطاء وعذبه عذاباً شديداً وهو لا يكلمه‏.‏ثم حمله إلى الكوفة فاشتد في عذابـه ثـم قتلـه ودفنـه فـي عبـاءة ،ويقـال إنـه قتله بشيء وضعه على وجهه،وقيل وضع على رجليه الأعواد وقام عليها الرجال حتى تكسرت قدماه‏ !! ...وهكذا كانت نهاية خالد(صاحب الشكر والثناء من السلف!!)الذي رضى بالتوظيف الديني لصالح السلطان.وللعلم فإن خالد القسري هو الذي قبض على المعارض النشط العالم سعيد ابن جبير حينما كان حاكما على مكة،وهو الذي أرسله إلى الحجاج فقتله الحجاج قتلة سياسية !! ...


فإذا كان ذلك كذلك،أليس من حق عقلاء زماننا أن ينتقدوا هذه الممارسات وهذا التوظيف السياسي البشع للدين،وأن ينزعوا ثوب القداسة على(إسلام التاريخ) ويمحصوا ما ورد فيه من تمجيد وتفسيق وتكفير لأشخاص ورموز وفرق وشعارات كيما تعيش البشرية في آمان مع نفسها وحاضرها وماضيها ،وإلا فإن التاريخ يعيد نفسه كما قيل ؟!! .... ألم يقتل عثمان ابن عفان الخليفة بسم الدين بطريقة بشعة وهو صائما ويقرأ القرآن ،أولم يقتل علي بن أبي طالب الخليفة بسم الدين وهو في المحراب ساجدا يصلى الفجر وقد قيل في قاتله:يا ضربة من تقي ما أراد بها.....إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا ......إني لأذكره يوما فأحسبه...أوفى البرية عند الله ميزانا !!...أولم يحز رأس الحسين بطريقة أكثر بشاعة.....ويقتل عمرو بن الخزاعي في عهد معاوية ورفع رأسه على الرمح من الموصل حتى دمشق،وثم رمي في حجر زوجته،كذلك رمي رأس زيد بن علي في حجر والدته في عهد هشام بن عبدالملك،ورمي رأس مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية في حجر ابنته،ورمي أبو جعفر المنصور رأس إبراهيم أخي محمد النفس الزكية في حجر والده عبدالله بن الحسن وهو مسجون في سجنه!! أولم يصلب السفاح الخليفة العباسي معارضي سياساته بين دجلة والفرات باسم الدين والإجماع المنعقد على ولاية المتغلب وقتل البغاة وأهل البدع والأهواء ؟! وأصدر قاضي غرناطة حكما بكفر لسان الدين بن الخطيب الأديب الاندلسي،وأفتى بعض الفقهاء بقتله،فدخل العامة عليه في السجن وخنقوه،ثم أخرجوه،فأحرقوه ...وكل ذلك تم في أجواء أحتفالية من الذكر الحسن والثناء والتهليل والتكبير ...وهكذا دواليك ...وهكذا استمر مسلسل القتل الاستهدافى والاغتيالات باسم الدين في حقب الحكم الإسلامي المتوالية !!!...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعنى ايه كوشيز مصر (محمد وديع ) يكون فى السجن وعتاة المجرمين ...
- يا مرسى تعلم من ارسطو ربنا يهديك
- نعمة النسيان
- مبارك والعادلى كانوا يظنون ان الشعب المصرى مجموعة من الخراف ...
- تصريحات هنرى كيسنجر ذلاقة لسان لاتطيق صاحبها ولاتريح نفسها
- ليس مهماً أن ندافع عن ثقافة يهددها الإخوان المهم ان نخلق ثقا ...
- اخر نكته مرسى والتوقيع على علم الشهداء
- ابعاد الشراكة بين الاخوان ورشيد محمد رشيد على قفا الشعب المص ...
- قرار الغاء الحبس الاحتياطى مناورة للتهدئة نريد تشريعات تحمى ...
- الى المناضلة الشهيدة لوجين بولنت لست وحدك من يحمل هم الكورد
- حدوتة ( ماء اللفت ) هديتى اليك يامرسى فى عيد ميلادك
- غجرية انظمة ماقبل المدنية تؤدى الى الاعتقالات السياسية
- انت حبى وقطعة منى
- عزبة الاخوان الفاشية
- الخروج الآمن لمجلس العار العسكرى برعاية مرسى وجماعته
- حبيبة القدر
- لماذا لم يكفر الاخوان مرسى لانه سيضع يده فى يد اصدقاء الصهاي ...
- ليس لارهاب حماس وقطر دين ولا رب ولا وطن ولا اخلاق
- اقباط مصر لهم ما لنا وعليهم ما علينا
- هل من النهضة ان يختار مرسى محافظا بلطجيا لوزارة التنمية المح ...


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - موسى الصدر والجعد بن درهم من ابلغ الامثلة على القتل الاستهدافى والاغتيال السياسى