أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الثقافة واليسار المغربي














المزيد.....

الثقافة واليسار المغربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 20:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليسار تاريخيا,هو المعارضة,وعندما انتصرت الرأسمالية,وصار لها معبر
سياسي عن وجودها,ادعت أنه فكري وحتى
ثقافي,ليبرالي,صار الفكر الإشتراكي بالضرورة المعبر الفعلي عن اليسار,له
مقوماته وأهدافه وحتى تاكتيكاته,وقد كان ذلك قبل الثورة
الروسية,بأروبا,التي ظهر فيها الفكر الإشتراكي,وكان من المفترض أن يبدأ
من هناك ويمتد إلى كل بقاع العالم,لكن مكر التاريخ,عرج بالأحداث نحو
قارات أخرى,اعتقد أنها لم تكن مؤهلة اقتصاديا لهذا النوع من الثورات,كان
ذلك نقاشا عميقا بين الإشتراكيين في العالم,ومن هناك حاول الفكر العربي
البحث عن اشتراكيته الخاصة,التي سماها بالعربية,وجد ليجد لها جذورا في
تاريخه,فاعتبرها البعض في الديانة الإسلامية,وقربها الآخرون من فكر
الخوارج وادعى غيرهم أن المعتزلة هم ممثلوا الفكر الإشتراكي في التاريخ
العربي القديم,هنا وقع التداخل بين التاريخي والسياسي والثقافي في معركة
نشطت الفكر,وزودته بعدة منهجية ومعرفية سمحت بمراجعة الكثير من
القيم,وجعلت الفكر اليساري في العالم العربي يتبوأ الصدارة في النقاشات
العامة وحتى السرية منها,وبذلك صار اليساري مرادفا للمثقف,والمثقف
بالضرورة ثوري وفاعل سياسي,أي حسب عبارة لينين,المثقف الثوري,وحسب
اغرامشي المثقف العضوي,المنخرط في الصراعات الطبقية,والمعبر عنها ثقافيا
وسياسيا,انخرط المغرب مبكرا في هذه الصراعات,بحيث اكتشف مثقفوه الفكر
الإشتراكي أثناء الإستعمار الفرنسي,وتفاعلوا معه,بل اعتبروه المحرر,ليس
لهم فقط,بل حتى للشعوب الأروبية,التي تتعارض قيمها مع فكرة الإستعمار
التي فرضت عليها من خلال السيطرةالإقتصادية والسياسية للبرجوازية,التي
تسعى لتحقيق مصالحها ولو على حساب مصالح الشعوب,والمجتمعات ,التي
تحكمها,أي الغربية نفسها,فصار المثقف في المغرب,يساريا وليس مجرد مناصر
لقيم اليسار أو مدافعا عنها,واستمر في ذلك ردحا من الزمن,إلى أن جدت في
العالم مستجدات,وتحولات كبرى,امتد تأثيرها لليسار المغربي نفسه,أولها أن
التغيير يمكن تحقيقه بمعية السلطة السياسيية وليس ضدها بالضرورة,وهنا
وجدت ثقافة جديدة في فكر المغرب السياسي,وهي أن العنف ليس دليلا على صحة
أطروحات اليسار,وأن التغيير الثقافي والحضاري,لا يمكن فرضه على المجتمعات
بالقوة,كما حدث مع الثورة الثقافية بالصين,ولا حتى الثورة السياسية
بروسيا,هنا بدأت ثقافة العنف تتراجع لصالح ثقافات التوافق,والتسامح
والتعاون,وتجنب تحاملات التخوين,الموروثة عن الحركة الوطنية,وما بعدها في
الفكر الطبقي الضيق,والذي أله البروليتاريا ليتحكم فيها لا ليحررها من
الإستغلال والخنوع بل ليمارس بها السيطرة,وربما تشكيل ما عرف بطبقة
الدولة,التي يصير المجتمع في خدمتها بدل أن تكون هي في خدمة المجتمع
والمواطنين,
وساهمت ثقافة الإختلاف,والعلوم الإنسانية والأنتروبولوجية ذات المنحى
الأنجلوساكسوني,في الكشف عن مركزية الفكر الغربي,واتجاهه نحو
العموميات,التي جعلت اتجاه التاريخ واحدا ومطلقا,دون استحضار متغيرات
المجتمعات البشرية,وخصوصياتها العميقة,التي تتطلب المزيد من التفكير في
الوجود الإنساني بعيدا عن النماذج الجاهزة,والمحنطة,والتي أعادت اروبا
نفسها النظر فيها,بنقدها للعقلانية الكلاسيكية واتجحاهاتها الجامدة,في
الفكر والسياسة وحتى الفنون والعلوم الإنسانية,هنا وجد اليسار المغربي
نفسه حبيس معرفة لم تجدد نفسها,بل بقيت حبيسة العقلانية المنغلقة,تلك
التي تنظر للصيرورة البشرية نظرة أحادية وواثقة حد الجمود الفكري,مما فرض
على ثقافة اليسار الإنكماش والعودة للذات بغية إعادة النظر فيما جد في
الفكر السياسي,الذي لم يعد حبيس التأويلات الشكلية للقوانين,أو استحضار
العلوم السياسية وقواعدها البائدة,التي كانت عبارة عن اجتهادات فكرية
سياسية لمرحلة تأسيس الدولة الوطنية كما عرفها التاريخ الأروبي,وكما تم
تعلمها من طرف النخبة المغربية,ذات الميولات اليسارية,والتي كان اليسار
داعما لها في مختلف صراعاتها النخبوية لانتزاع اعتراف الدولة بها
والإستعانة بخبراتها النظرية والسياسية,قبل أن تهدد بجعل هذه المعارف في
خدمة المعارضة السياسية,التي لم تكن إلا قوى اليسار,بكل اجتهاداته
وتوجهاته اللأيديولوجية المعروفة في المغرب.
أمام هذا الزخم الثقافي,انشغل اليسار بتجميع السياسيين,أي الضامنين للفوز
له في الإنتخابات,ومنه حركات انفتحت على ذوي المال والنفوذ,وحتى مقاولي
العمل الإنتخابي المختصين في رسم خرائط الفوز الساحق,بما راكموه من خبرة
في معرفة ميولات المصوتين واتجاهاتهم وحتى نوعية الوعود التي تلائم أصناف
الناس حسب الطبقات والنفسيات والتوجهات العامة والخاصة,مما فرض على
رجالات الثقافة التراجع عن الفعل,خصوصا بعد ترشح العديد منهم,فكانت
الخسارة مدوية ضد مرشحين لا نصيب لهم من الثقافة والسياسة إلا النذر
القليل,مما دفع ببعض الحركات اليسارية,التي ظلت تقاطع الإنتخابات,إلى
التمسك بموقفها,لأنها أدركت طبيعة الإنتخابات والناخبين,وأن حجمها لا
يؤهلها لخوض غمار الصراعات الإنتخابات,التي تتطلب إمكانات مادية وبشرية
هائلة,وهنا ظهرت ثقافة أخرى,مفادها أن المعرفة غدت تقنية بما تعنيه من
خبرات ودراسات متخصصة في التواصل والتأثير على الناخب والمشتري لسلع
الإستهلاك والفوز أيضا,أي الماركوتينج بكل اجتهاداته وتوجهاته.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الثقافة واليسار المغربي