أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (4)














المزيد.....

بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (4)


مسَلم الكساسبة

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البروتوكول الثامن عشر:

إن الكرامة والحرية والأنفة هي من طبائع الأنفس التي تولد معها بالغريزة لكن طول مكوثها تحت القهر والعسف يشوه تلك الأنفس ويطمس جذوة الحرية فيها فستخذي وتخنع وتميل لأخلاق المداهنة والتقية والمكر وهي من أخلاق العبيد ..لكن تلك الجذوة وان طُمست وخبت فهي لا تنطفئ تماما ، فحالها كحال الجمرة حين يخفي الرماد وهجها فتبدو مطفأة حتى إذا هبت عليها الريح نفخت ذلك الرماد وجلته فبان وهجها .. وان مهمتنا أن نحافظ على ذلك الرماد ونحول بين تلك الريح وبين جمر الحرية في النفوس بان نبقى على تلك الأفعال التي تحفظ الاستخذاء والخنوع فيها والذي هو الرماد الذي يخفي عنها جمرها المتقد ..على أننا يجب أن لا نبالغ في تلك الأفعال إلى الحد لذي نبدو فيه قاصدين متعمدين لفعل ذلك ولكي يبدو انقيادهم طاعة نابعة من أنفسهم وبرضاهم وليس أمرا مفروضا عليهم بالقوة .

البروتوكول التاسع عشر :

وإننا إذا كنا بالقوة والغلبة ملكنا ما ملكنا على غير ما يروج للناسَ من يروجون لنا فيصورون لهم أننا خدامهم والمنافحين عن حريتهم وكرامتهم .. الخ .

فإذا صح أن كل شيء يعود إلى أصله ويحتفظ مهما طال المدى بشيء من ذلك الأصل ، لذا فإن القوة والعنف والقهر هما مادة حكمنا وسر بقائه ، على أننا لسنا مضطرين لإظهاره أو الدرجة القصوى منه دائما .. بل حيثما لزم لنعيد الأمور إلى أصلها الذي ولدت ونشأت منه وبه استمرت ..كما أن للعنف والقهر أشكال كثيرة وليس هو القهر الفيزيقي السافر دائما ، فهناك القهر الناعم والقهر المقنع المستتر بقبول المقهور وتسليمه فتحيد القوة وإن ظلت كامنة ، والقهر بالترغيب والقهر بالترهيب .. وان القوة في ذلك مثل السلاح مع الرجل لا يمشي في السوق وهو يلوح به ويشهره لكنه كامن معه وقريب إلى متناول يده متى احتاجه ، ومثل الجند لا يتبخترون في المدن بأسلحتهم وعدتهم لكنهم قريبون متى احتيج لهم ، وهكذا فقوتنا يجب أن تكون مُحيدة مخفية إلى الحد الذي تبدو وكأنها غير موجودة ما دمنا نحصل على ما كنا سنحصل عليه بدون إشهارها ما دمنا غير مضطرين لذلك ... حتى إذا اضطررنا فعلنا ..وهكذا في مراوحة وجدلية ذكية لا تنتهي.

البوتوكول العشرون :

إن اللغة وعاء الفكر والفكر وعاء الشخصية والطباع كما أن اللغة أم بكل معنى .. وكما انه مثلما ترضع الأم أبناءها من لبن يكونون .. كذلك فإنهم على مثل ما تعودوا عليه من قول ينشأون .. وإن شعوبنا هذه مولعة بضروب البيان والبلاغة وفنون القول ..هي ما يصوغ وجدانها ويشكل طباعها ، وإن تطويع اللغة وتبعا لها الألفاظ والمعاني ليكون كل ذلك مصدر هيبة وسطوة لنا في النفوس هو أمر جد مفيد ..وفي هذا يفيدنا التوسع في المفردات والألفاظ المقعرة الجوفاء التي تشيع الهيبة وتعكس السطوة والجبروت ، فبدلا من أن يقال نفذ فلان أمر السلطان فليقل صدع بأمر مولاه .. وبدلا من أن يخاطبنا رجالنا في كتاباتهم خطاب الرجل الحر للرجل الحر فليخاطبنا خطاب العبد أو ما يشبه ذلك لمولاه من مثل "خادمكم المطيع يا سيدي ومولاي" ..وبدلا من أن ننادى بالاسم الذي تحدده الدساتير فلتكن لنا أسماء أكثر وقعا ورهبة في النفس مثل ولي النعم وسيد البلاد وسيدنا ومولانا ... الخ من أسماء وكنى ، فإن وقعها في أنفس العامة سيكون كبيرا حينما يسمعوا خاصتنا من ذوي المكانة والنفوذ تخاطبنا بهذا التفخيم ، ولا بأس من أن يكتب في مآثرنا ومآثر أبائنا وأسرنا الشريفة فإن ذلك مدعاة لوقوع الهيبة في الأنفس لنا حتى لو ادعوا واختلقوا من الصفات ما لا يمكن أن يتحلى به الرسل ولأولياء الصالحون والخارقون من الرجال!

وبالمختصر لتسُد لغة مقعرة من ألفاظ عفا الزمن عليها.وخطاب مصمم بعناية ليلقى الجلال والرهبة في النفوس .

البروتوكول الحادي والعشرين :

إن الناس إذا جاعوا زهدوا فينا وثاروا علينا وإذا شبعوا اغتنوا عنا وتفتحت عيونهم علينا بل وربما اشرأبت أعناقهم لما بين أيدينا ، والرأي في هذا أن نمد أيدينا للجائع حتى نسد رمقه وفاقته ..ونمد أيدينا على من أوشك أن يشبع فنصيب شيئا من قوته حتى إذا استطعنا أن نعيده معوزا فلا باس في ذلك .. وهكذا فلا نسمح لهذا أن يستغني ولا نترك ذاك يجوع .. وإننا لن نعدم الوسائل والحيل ليصير مال هذا في جيوبنا كي لا يجفخ فنعيد شيئا منه لذاك كي لا يثور .

البروتوكول الثاني والعشرين :

إن من طبيعة الأنظمة التي نحكم الناس بها ومن خلالها تملي علينا كل ذلك ولا تترك لنا خيارا .. فكما نحن مجبرون إذا أردنا إن نحتفظ لأنفسنا بالسلطة بحكم طبيعة النظم واصل نشأتها أن نسوس الناس بالقوة والقهر فنحن أيضا مجبرون أن ننهب أموالهم من حيث أن المال قوة وأن القوة يجب أن تكون كلها أو جلها بين أيدينا فلا خيار لنا من نهب تلك الأموال .. عدا عن انه في أنظمة كأنظمتنا حيث لا رقيب ولا حسيب ولا هياكل مرعية تنسرب خلالها تلك الأموال فإننا إذا تركناها ذهبت نهبا حيث لا توجد في أنظمة كأنظمتنا قنوات ينسرب فيها ذلك المال ليرشح للناس .. وما دام انه إذا تركناه ذهب نهبا لذا فنحن أولى بنهبه بما أننا نحن من نمثل مصالح الناس .. على أن نعيد شيئا منه بل من فتاته للمحتاجين منهم فنحظى بامتنانهم ودعواتهم .. فنكون قد أحرزنا المال وامتنان أصحابه في آن معا .



#مسَلم_الكساسبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (3)
- بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (2)
- بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (1)
- عمال ضد الفساد والاستبداد
- مساءكم كرامة وحرية ..
- دفاعا عن قيم الإصلاح .. نهاية القذافي .. كيف ولماذا * ..؟!
- كل عام وأنتم في حراك...!
- إلمامة سريعة في الأول من أيار ...
- الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر ...؟ (2)
- الأنظمة العربية .. هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ ... (1)
- ايها الحكام المستبدون .. كونوا شجعانا لمرة واحدة !
- الشعب يريد .. سلاح العرب الفتاك.
- النخب العربية الحاكمة ، تجهيل وإنكار بقصد الاستغلال !
- الشعب يريد ....(2)
- الشعب يريد ....!
- ميكانيزمات الاستبداد وآلية عملها .
- في سبيل مفاهيم حداثوية لإعادة تشكيل علاقة السلطات بمصدرها
- الاستبداد أمة واحدة
- تلك الجماهير الثائرة مالذي حركها ؟؟
- متلازمة الفاد والاستبداد وثنائية الفصل والوصل .. (2)


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسَلم الكساسبة - بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (4)