أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - حتى الممكن صار مستحيلاً!














المزيد.....

حتى الممكن صار مستحيلاً!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





ــ يخيل لبعض المعارضين السوريين ، ممن لاأشك أبداً بوطنيتهم، ولا بغيرتهم على إنقاذ هذا الوطن ووقف حمام الدم والتدمير المستمر مسلسلاً لاينقطع منذ سبعة عشر شهراً، يخرج علينا هذا البعض بين فترة وأخرى بمقترحات وحلول..بعضها يرفع السقف عالياً ، وبعضها الآخر يحاول أن يجد منفذاً حتى لو تنازل عن بعض المُسَّلمات والثوابت الوطنية، لكن أحداً منهم لم يقل أو يطرح أن إمكانية هذه الحلول موجودة فعلاً على الأرض ، وتم البحث فيها مع الطرف الأول المعني بوقف الموت، ألا وهو نظام الأسد نفسه!!..مقترحات تتنازل وتتراجع مع تزايد حجم وهول الموت..مع تدمير كل سبل الحياة على سطح الوطن السوري، فبعد أن كان شعار الأسد وشبيحته الرسميين وغير الرسميين يقول:" الأسد أو لاأحد، الأسد أو نحرق البلد"!...تحول بفعل ساديته المفرطة وهوسه اللامحدود بالمجازر الجماعية إلى شعار أكثر تشدداً " الأسد وحرق البلد"!!..فكيف يمكن إقناع الأسد بوقف الإبادة الجماعية لشعب سوريا؟..
ماذا يملك هذا البعض من وسيلة سحرية تنازلية ترضي غرور الطاغية أو ترغمه على فسح المجال لأحد أعوانه ...لمفاوضات مع معارضة من هذا النوع؟..نقرأ الطروحات..المسماة منطقية..وعقلانية!..ولا نقرأ كيف وضعت على الطاولة ومع من تم تداولها؟ ولا إن كان الطرف المتعنت قد قبل بها أم لا..فهي مجرد تخدير وتصدير لكسب موقع هنا، أو تنافس على قادم مجهول يحمل من الخيبات ــ ربما ـ أكثر مما يحمل من الآمال، أو يمنح بطاقة مرور لهذا الطرف على حساب ذاك...يامعارضاتنا صاحبة السقف العالي أو المنخفض...أبوس روحكم...من كان لديه مشروع ينقذ البلد ويوقف سفك الدماء...ويضع حداً للدمار...فلا ينشره لمجرد النشر واسمعي ياجارتنا" النظام"!! ، أو يامعارضة لاتعرف سوى المستحيلات ..بينما نحن نبحث عن الممكن!..دخيل عين الممكن..اجعلوه ممكناً فعلاً.. وسيكتب لكم التاريخ نصراً واسماً بأنكم حمامات السلام وأنبياء الوفاق ورتق الشقاق...وزواج الحلال...لاتفلقونا بشعارات وفضائيات ورش مبيدات في طريق من لايناسب هواكم هنا ، وغمز لذاك الذي يفتح لكم نوافذه المواربة لغاية نفوذ وحسابات جمارك مناطقية يود ضمكم وضم سوريا الغد لحلفه المقدس ، ولتمرير هذه الأغراض يصل بكم الأمر للحط من قيمة هذا الطرف..ورفع مدماك الوطنية للطرف الآخر...
الفعل باعتقادي خير من القول...الفعل وإن كان الأقل درجة..والأدنى سقفاً إنما يمكنه أن يزيح عن كاهل الشعب السوري المجازر اليومية..ويوفر بيوتاً وأرواحاً كمشروع للموت والخراب...سيروا به ولنختلف فيما بعد على المرحلة الانتقالية ومن سيتصدرها...
فكم من حلول طرحت وسُوِّدت بها الصفحات على طاولات الجامعة العربية ومجلس الأمن ، من الدابي لكوفي أنان ، وغداً الإبراهيمي، وكلها يبدأ موفدها من نقطة الصفر ، بينما عداد بشار الأسد يرتفع ليتجاوز كل ماحفلت به موسوعة غينيس من إبادات جماعية ليتصدر قائمة البرابرة في وحشيته.. يخيل لهذا البعض أننا لانريد حلاً سياسياً..!! فأي حل سياسي ممكن لم نقبل به؟!..نحن لانبحث عن المستحيل، أما إن كان الممكن هو السماح لبشار الأسد بالبقاء..وغسل يديه من الإجرام ...فهذا الأمر باعتقادي بات من الأساطير الإغريقية المغرقة في اللامعقول..وسيفضل المواطن السوري أن يبقى على أطلال وطن على أن يرى بشار الأسد سيداً عليه...فإما أن نرى مسلتكم واضحة بينة وخيوطها بأيدي نظيفة تريد سوريا ديمقراطية حرة...أو كفوا خطبكم العجفاء واذهبوا حيث تجدون سوقاً لبضاعتكم الفاسدة..
لو كانت النوايا صافية، بعيدة عن الأغراض الشخصية أو الأجندات الخارجية...فباعتقادي أن الممكن يفرض نفسه لو توحدت الجهود وكنست المعارضة أمام وداخل بيتها مما علق به وبجنباته من طحالب...وفتحت الباب الواضح لتدخل منه شمس الحقيقة، ونقاء القصد واستقلالية القرار السوري داخلاً وخارجاً ..متوافقاً على الأسلم والأقل ضرراً والأسرع في حسم الأمر ووقف المجازر...دون الإصغاء لأطراف تدعي الصداقة والحرص والأخوة..وهي الصامتة والمُمَدِدة لبقاء بشار الأسد ..والمتخفية خلف حجج شرذمتكم وتناحركم السياسي والعسكري...كونوا صادقين مع أنفسكم ، مع شعبكم..مع دماء أبنائه وبمستوى تضحياته..طوقوا محاولات النيل من ثورتكم وسرقتها....أو عودوا لبيوتكم واعلنوا تقاعدكم..واتركوا ريح الآخر تلعب بنا إلى أن تمحى سوريا عن الخارطة الكونية..كفى بالله تمييعاً للوقت وضياعاً للجهد وهدراً للدم وبيعه في سوق نخاسة المصالح العربية والدولية...فلم يبق لنا ..إلا انتظار الموت ..او معجزة تعيد للرشد مكانته ومكانه بين صفوف المعارضات على اختلاف تجاذباتها.

ــ باريس 27/8/2012.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يقيس البعض مواطنتك:
- المرأة..والثورة
- فضيلة النقد، أم عمى القياس؟
- هام وعاجل:
- الطفل ...الشيخ!
- السين ..من سوريا
- احذروا الإنزلاق من تلال العقل والخُلق لآبار الحقد والثأر
- الصوت السوري
- يوميات في دفتر الثورة:
- الفكر، المفكر والثورة:
- خاطرة سياسية بمناسبة انعقاد مؤتمر أصدقاء شعب سوريا الباريسي ...
- إلى الشاب السوري القابض على الجمر:
- عالم يساهم في تأثيث بيت البربرية:
- خاطرة الوصايا الستة!
- وصية لابني السوري:
- لعيون منصور وابتسامة ريتا أبازيد:
- من طقس درعا البارحة:
- لاتدخل المتن، وابقَ في الحواشي!
- إليكم شعاع من ضوء قلبي وبصيرتي:
- مخطوطات وحدوية!


المزيد.....




- -حماس- تصدر بيانا بشأن تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار
- بعد مرور عام.. المئات يحيون ذكرى ضحايا أول حادث إطلاق نار في ...
- أمريكا تُقر بقتل مدني عن طريق الخطأ في غارة جوية بسوريا بدلا ...
- ما تأثير حرب إسرائيل وحماس على الأردن؟
- البيت الأبيض: بايدن يستقبل العاهل الأردني -الأسبوع المقبل-
- زعيم حركة 5 نجوم الإيطالية: ماكرون ارتكب خطأ فادحا بدعوته لإ ...
- بوريل يعلن أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها المهيمنة في العا ...
- -حماس- تعلن توجه وفدها للقاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى صفقة ...
- -حزب الله-: ضغط بايدن على إسرائيل نفاق ومحاولة لتلميع صورته ...
- ردا على وزير الآثار الأسبق.. أستاذ فقه بجامعة الأزهر يؤكد وج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - حتى الممكن صار مستحيلاً!