محمد ارجدال
الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 16:38
المحور:
الادب والفن
الإبداع الشعري لا يميز بين الرجل و المرأة ولا بين الشاب والشيخ فجميع بني البشر شعراء لكن القلة منهم يجيد التعبير عما تفيض به قريحته من شعر .. والشاعرة الامازيغية المغربية خديجة بلوش، من الأسماء الوازنة التي أعلنت عن نفسها بقوة في السنوات الأخيرة منكبة على كتابة قصائدها الشعرية وما تفتحه لها من آفاق ومشارف على عالم الإبداع الرحب كما أن ولوعها ب" النيت"وحبها للشبكة العنكبوتية فتح لها عالما أوسع و مكّناها من نسج علاقات أدبية واسعة في العالم.
وقد رأت الشاعرة خديجة بلوش النور ببلدة بويزكارن اقليم كلميم جنوب المغرب يوم 17 يوليوز 1975 م قبيل أشهر من انطلاق المسيرة الخضراء من أسرة امازيغية محافظة و مثقفة ثقافة مزدوجة ومحبة للشعر والشعراء، فقد تلقى والدها الحسن بلوش تكوينا حديثا بمدارس الحماية الفرنسية وتشبع باللغة الفرنسية لغة مولير، فحرر بها العقود والوثائق وكتب بها الرسائل، بينما تأثر أخوها الأكبر بالثقافة العربية حيث استكمل دراسته بالمشرق وتخرج من الأزهر، أما شاعرتنا خديجة فقد نشأت بمسقط رأسها بويزكارن ودرست بها تعليمها الابتدائي والإعدادي فظهرت موهبتها الشعرية مبكرا حيث بدأت في كتابة الشعر وهي صغيرة متأثرة بكبار الشعراء ،إلا أن الحظ لم يسعفها من إتمام دراستها لتتزوج وتنشئ أسرتها وتقوم بإعمال البيت وتربية أبناءها الثلاثة وشاءت الظروف أن تمر في ظروف صحية وأسرية صعبة إلا أن هذه الظروف لم تمنعها من الاستمرارفي الكتابة وقرض الشعر والانخراط في الجمعيات والنوادي الأدبية، فشاركت في عدة لقاءات شعرية وأدبية على الصعيد المحلي والجهوي ونالت عدة شواهد تقديرية كما أنها فاعلة و نشيطة جمعوية في مجال التواصل الثقافي الكردي الامازيغي.
والشاعرة الامازيغية خديجة تكتب قصائدها الشعرية بالعربية والامازيغية ولها ديوان شعري بالعربية تحت الطبع تحت عنوان (قصائد متعثرة) ، وديوان شعري آخر مخطوط بالامازيغية تحت عنوان (تاندرا ن ورماض/ أنين الألم ).
فالشاعرة خديجة لديها أحساس مرهف وراقي في القصائد فكلما قرأت قصيدة من قصائدها الجميلة تتنفس عبقها الحزين إنها الشاعرة الحزينة الثائرة التي تأسرها الوحدة تقول في قصيدة" غزل شاحب":
هو الشحوب إذن
يعلن غزوه
يطفيء وهج روح
لم ترقص بعد
على فرح
هو الاحتضار
يجاور قلبي
يغازله...
وفي غفلة مني
يعانقه...
ويسرق مني
قبلة...
تمتص رحيق عمر
لم أعشه
ظلام هناك يتوعدني
بأن يسرق كل ألواني
ويأسرني...بحلكته
ورغم الألم...
أبتسم
في حقائب وجعي
أحتفظ بلمسة حب
ترسم بعض الورود
وتزيل الشحوب
#محمد_ارجدال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟