أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - الانتخابات العراقية... منتصرون ومهزومون














المزيد.....

الانتخابات العراقية... منتصرون ومهزومون


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 1112 - 2005 / 2 / 17 - 10:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رفعت احتفالية الابتهاج التي رافقت العملية الانتخابية التحدي عنوانا رئيسيا لها لمواجهة من عادى العملية الانتخابية وراهن على فشلها، ومن المؤكد ان إقبال المواطنين وحماسهم للمشاركة دلل على اهتمام ورغبة حقيقيين في تدشين مرحلة نقيضة وبديلة للمراحل والصيغ السياسية الرديئة التي رافقت الحياة السياسية في العراق على مدى تاريخه المعاصر. ولكن هل كانت تلك التظاهرة الابتهاجية هي تجسيد لهذه الدعوات المعلنة حقا أم إن لها نوايا وتعابير أخرى؟

بالتأكيد ستكون الإجابة على هذا التساؤل ،خارج إطار تعبير الفرح العفوي للمواطنين، هي النفي. لان الشوائب التي رافقت العملية الانتخابية، من تلاعبات وضغوط وتزوير وتحريض، دللت على إن هناك من كان يريد تحويل تلك الممارسة السياسية الحضارية إلى مناسبة ومدخل لخلق وتعزيز نفوذه وتقديم أجندته ورؤاه على حساب كل القيم المعلنة والمبتغاة من وراء هذه العملية، كالوحدة الوطنية وتأسيس دولة القانون والمواطن. ولم يخف عن العين المجردة، بهذا الصدد، التضمينات التي حوتها مهرجانية الابتهاج التي أرادت أن توصل رسائل وإيحاءات غير متسقة مع الطرح السياسي الرسمي المنادي، بإلحاح، على ثوابت وطنية وسياسية واجتماعية معترف بها من الجميع. فقد عبرت فعاليات الابتهاج ومارا فق العملية من ضجيج وكذلك نوع الهتاف والشعار الذي ارتفع بشكل محسوس،عن حس طائفي لدى الشيعة وقومي لدى الأكراد بشكل يجعله يتعارض مع الحس الوطني الذي ينظر للعراق وطنا شاملا. وقد تجسد هذا الشيء ببعض الممارسات المشينة التي رافقت العملية الانتخابية لاسيما من قبل القوميين الأكراد كاستفزازهم لبعض الناخبين من القوميات الأخرى وإلاصرار على تبريز الحضور الكردي في تفاصيل الفعالية الانتخابية، وصولا الى محاولة تكريس وإظهار ان الانتخابات، وليس فقط نتائجها، هي نصر للأكراد. فرفعوا بدلا من علم الوطن العراقي أعلام دولة مخفية في مجاهل النوايا ومتخفية وراء ادعاءات وشعارات الوحدة الوطنية. وعموم السلوك المقصودة والممارسات المقصودة أوحت بقوة بما يراد تصويره على أن ماجرى هو انتصار للأكراد على العرب بالدرجة الأولى من غير أن يبتعد عن توسع دائرة الصراع، الذي يخوضه، بتطرف، القوميون الأكراد المعادين للجميع، ليزج في دائرته قوميات الوطن الأخرى، كلدان وتركمان. كذلك لا تبتعد عن ذات الإيحاء مسيرات الفرح المبالغ فيها في شوارع المدن الكردية، بعد إعلان النتائج، ورفع صور مسؤولين حزبيين أكراد، في عودة لايام (القادة التاريخيين) سيئة الصيت معيدين بهذا لذاكرتنا ذكرياتها الطازجة بتمجيد الحكام وتاليه قادة بشر تعلق بهم شوائب الدم وشهوة السلطة. ولم يبتعد كثيرا الشيعة أو القوى الإسلامية من خلال مؤيديها وإعلامييها من إبراز ذات المضمون ولكن بشكل طائفي فصوروا الأمر ـ كثفت هذا الانطباع غالبية مداخلات فضائية الفيحاء ـ وكأنه نصر للشيعة على السنة أو الانكشاريين كما يطلقون عليهم. غير ان الاختلاف بين الشيعة والأكراد في طنين الابتهاج هو إن الاحتفالية الشيعية كانت خافتة ومظاهرها ابسط واقل ضوضاء وربما يعود هذا إلى أن الشيعة ليسوا دعاة فرح وابتهاج ويعبرون عادة عن مواقفهم (باللطم) وليس بالرقص. فغاب الابتهاج الشيعي عن الظهور من غير أن يغيب التشفي.

إذا أردنا أن نأخذ الأمور من زاوية نظر المبتهجين بنصرهم الانتخابي فإننا سنرى أنهم قد انتصروا فعلا. فطائفيو الشيعة انتصروا حقا على طائفيي السنة الذين طالما غيبوا الشيعة بدوافع طائفية عن نيل حقوق مواطنية وسياسية مشروعة. والقوميون العنصريون الأكراد انتصروا فعلا على الشوفينيين العرب الذين اضطهدوا بشدة أبناء القوميات الأخرى. ولكن دائرة الصراع هذه ليس لها في واقع الحال أي رابط أو وشيجة مع هموم الوطن ولا مع الشعارات المعلنة للقوى السياسية التي تدعي التمثيل لهؤلاء. وهذا الصراع هو في حقيقته صراع ديكة غير مثمر وسوف لن يفيد حتى أصحابه، بل انه، وهذا أكيد، سيضر بخيوط الروابط التي تنسج ثوب الوطنية العراقية. حيث سينمو، بلا شك ومن نفس الأرضية والمنطلق، هاجس الرد عند طائفيي السنة وشوفينيي العرب لهدم بهجة انتصار الخصوم ولخلق بهجة انتصارهم الخاص.، عندها سيكون الصراع الانتخابي صراعا لقوميين متعصبين ولطائفيين غلاة ولا يقدم للوطن وناسه سوى مرارات جديدة محتملة. وقد يجد هذا الصراع السياسي صدى اجتماعيا ينذر بمخاطر كبيرة. وبهذا سينتقل الصراع منحرفا عن شكله الإنساني والأخلاقي الذي يسعى لدفع عجلة بناء الدولة والمجتمع وتقدمهما، إلى دائرة التناحر والأحقاد.

وهي دائرة جهنمية ستورث مزيدا من الخراب بكل تاكيد، وحين يحل الخراب سوف لن يكون هناك من يقدر على الابتهاج حينها.!
السويد
16-2-2005



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة الدائخ
- المصالحة الوطنية... ماساة ام مهزلة؟
- نظرة في الدعاية الانتخابية
- محنة الناخب العراقي وسؤال الشرعية
- ثوب الديمقراطية الفضفاض
- تمخض الجبل فولد فارا
- حق الانفصال وداعا ايها الكرد وداعا
- خلل بنيوي وتبعية مركبة
- ماذا عن القتلة
- هيئة علماء المسلمين بين الكراهية الدينية واعادة الاعتبار للن ...
- الجانب الاهم في جرائم النظام البعثي
- الحوار المتمدن في لحظة اختبار
- العراق .. عراق من؟
- تضييق دائرة الصراع علاوي ـ الزرقاوي
- الشهيد عاشقا للحياة
- مخاض السيادة ورهان الامن
- وحدة اليسار العراقي
- البطالة السياسية - عن ظاهرة المنسحبين من الحزب
- شمر بخير ولكن....!
- تسمية الأشياء بأسمائها - حول الأحداث الأخيرة في العراق


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - الانتخابات العراقية... منتصرون ومهزومون