أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - صحوة الدائخ














المزيد.....

صحوة الدائخ


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 1105 - 2005 / 2 / 10 - 11:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدائخ،كما هو معروف، هو من يلف رأسه دوار فلا يرى ماحوله بوضوح. ويطلق عليه في واحدة من ابتكارات العامية العراقية( الداهن) وتعني أيضا الشخص الذاهل أي الذي يتنبه للأشياء من حوله بشكل متأخر وبطيء ويبدو وكأنه يراها لأول مرة في الوقت الذي يكون أمر إدراكها ومعرفتها من الآخرين بات عتيقا جدا. وليس أسوأ ما في الدائخ انه نادر الصحو فقط وإنما انه لا يحتفظ بصحوه لفترة مناسبة تعينه على فهم ما يدور من حوله كما الآخرين. وهذا يبقيه في عماء يعيقه عن إدراك الحقائق البديهية الواقعة في مدى النظر العادي. وقد لايكون الدائخ شخص مؤذي إذا كان إنسانا بسيطا ولكنه حين يكون محللا سياسيا يقيم الدنيا ولا يقعدها في دعاواه فانه، بدوخته، يخرج من مطب الخطأ ليقع في مهاوي الخطيئة، لان صحوته هذه قد تكون مكلفة جدا كأن تكون كلفتها دماء غزيرة تسيل وضحايا كثر يسقطون كما يجري تحت النظر الآن في العراق مما يصنفه الواقع والمنطق إرهابا، غير أن الدائخ يصر، بخضوع غريزي للشعار وللوعي ألورقي، أن ما يجري هو مقاومة. وهنا تكمن المأساة، فكم من الضحايا يجب عليهم أن يدفعوا حياتهم وكم من البنى التحتية عليها أن تتهدم ليكتشف الدائخ السياسي إن هذه أفعال تخريب وان ليس هناك مقاومة إلا في ذهنه وفي بديهيات أوراقه التي لا يمكنها أن تضارع الواقع على الإطلاق. ويحق للمرء أن يتساءل:
أحقا يحتاج محللنا الدائخ إلى كل هذا الزمن وكل هذه الوقائع وكل هذه الدماء ليدرك إن ما اكتشفه في لحظة صحوه النادر من قتل للأبرياء وجريمة علنية في الطرقات العامة أمر لاعلاقة له لا بوطن ولا وطنية ولا أخلاق. وان القادمين من وراء الحدود لم يأتوا ليردوا جميل العراقي الذي طالما ضحى بدمه وماله لنصرة حقهم وقضاياهم وإنما هم جاءوا لينصروا عدوه عليه ويقتلونه هو بجريرة انتمائه لمكان يرى فيه ذوي النظرة المغلقة والسطحية للحياة والإنسان انه معبرهم الى الخلود، إلى وهم الجنة أو جنة الوهم لافرق.

هل كان ينبغي للدائخ أن يصرف كل هذا الجهد والورق والكلمات وحرق الأعصاب ليدرك، وهذا يبكي أكثر مما يضحك، أن عدو العراقيين، الإرهابي الحاقد، هو ليس مقاوما.

وليس ثمة شك في اننا سنسعد لو إن دائخينا هؤلاء اكتشفوا الحقائق فعلا، لكنا حينها آمنا بالمثل الإنكليزي القائل: أن يأتي متأخرا خير من أن لاياتي أبدا. ولكنهم ماان يصحون، لقول كلمة حق بدت نافلة، إلا ويعودون ليكرروا، بعناد مستبد، أوهامهم من جديد ولكن بصورة أكثر مأساوية هذه المرة. فبعد أن نفضوا أيديهم، مرغمين بفعل الصحو، من الإرهابيين( الأشقاء العرب) عادوا ليتشبثوا بشعار ومفردة مقاومة فاخذوا ينبهون البعثيين ـ كأنما ليس هم بذاتهم البعثيون من يدعم القتل والخراب ـ ويناشدونهم التخلي عن الارتباط بالإرهابيين، بعد أن صارت رائحة جرائمهم تزكم الأنوف، والى نبذهم، معتبرين هذه المرة إن البعثيين ( وليس غيرهم) هم الذين يحملون لواء المقاومة ـ والبعثيون يقاومون فعلا ولكن ليس لطرد الاحتلال وإنما لاستعادة عزيز فقد( السلطة)ـ وإنهم، أي البعثيين، أصحاب مشروع وطني وتحرري يريد طرد الاحتلال لإقامة وحدة وطنية وإعادة الكرامة الوطنية التي هدروها هم بالأصل، وكانما ليس البعثيون هم من يقتل بخبث وحقد شامل على الإنسان العراقي.

وبهذا الوعي التحليلي التجريدي عاد محللونا الدائخين إلى سباتهم وذهولهم مرة أخرى. فهم يعز عليهم أن يدركوا الحقائق ويخذلوا الشعار. وعلينا انتظار صحوتهم القادمة ليكتشفوا لنا متأخرين كالعادة إن الإنسان أهم بكثير من شعارات المتاجرة القومية والأصولية الدينية. وصحوتهم القادمة آتية لاريب فيها ولكنها قد تأتي بعدما يفنى العراقيون جميعا ـ وهذا محال ـ أو بعد أن لا يحتاج احد لهذه الصحوة الدورية الزائدة. صحوة الدائخ!.


السويد
9-2-2005



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية... ماساة ام مهزلة؟
- نظرة في الدعاية الانتخابية
- محنة الناخب العراقي وسؤال الشرعية
- ثوب الديمقراطية الفضفاض
- تمخض الجبل فولد فارا
- حق الانفصال وداعا ايها الكرد وداعا
- خلل بنيوي وتبعية مركبة
- ماذا عن القتلة
- هيئة علماء المسلمين بين الكراهية الدينية واعادة الاعتبار للن ...
- الجانب الاهم في جرائم النظام البعثي
- الحوار المتمدن في لحظة اختبار
- العراق .. عراق من؟
- تضييق دائرة الصراع علاوي ـ الزرقاوي
- الشهيد عاشقا للحياة
- مخاض السيادة ورهان الامن
- وحدة اليسار العراقي
- البطالة السياسية - عن ظاهرة المنسحبين من الحزب
- شمر بخير ولكن....!
- تسمية الأشياء بأسمائها - حول الأحداث الأخيرة في العراق
- من اجل يسار عراقي معافى - ملاحظة عامة على أوضاع النقد في حيا ...


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد صبيح - صحوة الدائخ