أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أتكون الثورة نكبة على شعبنا ؟















المزيد.....

أتكون الثورة نكبة على شعبنا ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 18:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شنّ الإخوان المسلمون وأصوليون من تيارات إسلامية مختلفة هجومًا ضاريًا على المشير طنطاوى لأنه قال ((إنّ القوات المسلحة لن تسمح بأنْ تكون مصرلمجموعة واحدة دون بقية المصريين)) وقال عضوبمجلس شورى الإخوان إنّ المشيريُردّد تصريحات ملوثة تنتشرفى بعض وسائل الإعلام لتشويه الجماعة بأسلوب مُمنهج ورخيص)) (المصرى اليوم 17/7/ 2012) وأعتقد أنّ المجلس العسكرى يتحمل مسئولية التطاول عليه لأنه هو الذى سمح لثلاثة آلاف من الأصوليين المصريين المُختبئين فى كهوف أفغانستان ، والمؤمنين بالعنف الدموى ، بدخول مصربعد 11فبراير2011بثلاثة أسابيع. وهو الذى سمح لهم بتكوين أحزاب دينية رغم مخالفة ذلك للقوانين التى أصدرها. المشهد يصدق عليه المثل الشعبى العبقرى ((كانوا فى جره وطلعوا بره)) خصوصًا بعد أنْ سيطروا على مجلس الشعب بأغلبية اعتمدتْ على زغزغة المشاعر الدينة والرشاوى المادية. وهل دعم الإدارة الأمريكية العلنى والسافر للجماعات الإسلامية والذى وثقه أكثرمن محلل سياسى (د. عمروالشوبكى – المصدر السابق ص4نموذجًا) أحد أسباب هذا الصلف والغرور؟ يؤكد ذلك تصريح خيرت الشاطرالذى قال إنّ ((جماعة الإخوان تهدف إلى شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية)) (أهرام 25/6) وهل انزعاجهم من تصريح المشير له معنى آخر غير أنهم يرفضون التعددية الفكرية والدينية لشعبنا وبالتالى يرفضون مبدأ المواطنة؟ هذا الرفض عبّروا عنه فى أكثر من موقف من ذلك تصريح د. ياسربرهامى الذى قال بوضوح ((نحن نرى عدم جوازتعيين نائب قبطى وامرأة لأنّ ولاية الدولة يجب أنْ يتلولاها مسلم وهذا ينطبق على النائب)) (أهرام 5/7) كما أنه أصدر فتوى شديدة الخطورة قال فيها (إنّ سائق التاكسى أوالميكرباس المسلم لا يجوز أنْ يركب معه القس المسيحى إذا كان الأخير فى طريقه إلى الكنيسة) وهذا ما جعل أ. عماد الدين حسين أنْ يكتب ((الشيخ ياسر هوالمتحدث الرسمى باسم حركة حصلت على ربع مقاعد مجلسىْ الشعب والشورى وبالتالى فإنّ فتواه سيُطبقها أنصاره. ثم إنه شخص اختاره البرلمان كى يُشارك فى كتابة دستور مصر الدائم . فتخيلوا ماذا يمكن أنْ يحصل لنا وهو يحمل هذه الأفكار؟ وإذا كان مرسى جادًا أنْ يكون رئيسًا لكل المصريين فعليه أنْ يكون حازمًا ويُبعد فورًا برهامى من لجنة كتابة الدستور وأنْ يُحيل الأمر للنيابة. وإذا لم يحدث هذا أو ذاك وتمتْ (الطرمخة) على الأمر فلا تلوموا إلاّ أنفسكم إذا فوجئنا بتدخل أمريكى لحماية الأقليات)) (الشروق المصرية 22/7)
وذكرد. محمد أبو الغار أنه حدث فى أحد مقار الشهرالعقارى أنْ تقدّم شخص ملتح بكل صفاقة من أستاذة بطب القاهرة ليسألها عن ديانتها. فقالت ببراءة أنها مسلمة. فأعطاها محاضرة بصوت عال عن ضرورة وضع الحجاب (المصرى اليوم 10/7) ونقابة المحامين تسمح لحزب إسلامى تحت التأسيس بعقد مؤتمر. ونشرتْ صورة لأحد أعضائه وخلفه ملصق كبيرمكتوب عليه (حزب التحريرالإسلامى- ولاية مصر)) (أ. السيد يسين- القاهرة17/7) وطالب قياديان بحزب النور بتعديل المادة الثالثة من الدستور لتنص على أنّ ((السيادة لله)) (الشروق المصرية 15/7) إذا وضعنا هذا فى الاعتبار عرفنا أنّ اسم الحزب (النور) لا يعنى الجوهر لأنّ مطلب (السيادة لله) هوالعودة لعصور الظلم والظلمات ، حيث كان الخلفاء المسلمون يعتبرون أنفسهم ((ظل الله على الأرض)) والخطورة أنّ ما طالب به حزب (النور) تتبناه باقى الأحزاب الإسلامية وكذا (الدعوة السلفية) التى طلب أعضاؤها من لجنة الدستورتضمين النص على ((السيادة لله وحده)) وأنّ نظام مصرشورى مع إلغاء كلمتىْ (الديمقراطية والمواطنة) وطلب آخرون أنْ ينص الدستورعلى أنْ يكون رئيس الدولة ((ذكرًا مسلمًا سنيًا)) (المصدرالسابق)
ومنذ فبراير2011وحتى الآن (يوليو2012) ارتكبتْ الجماعات الإسلامية العديد من الجرائم ضد شعبنا : قطع الطرق ، قطع أذن مواطن مسيحى ، قتل مواطن مسلم اشتبك مع أصولى حول وجوب صلاة الفجرحاضرة ، هدم الكنائس والأضرحة، قتل شابيْن فى الشرقية لأنهما يعملان فى فرقة موسيقية ، قتل من يجلس مع خطيبته فى الطريق العام وأكد مدير البحث الجنائى بمديرية أمن السويس العميد سامى لطفى أنّ الذين قتلوا الشاب مُتشدّدون دينيًا وأنّ الشاب وخطيبته كانا جالسيْن مثل أى إثنين فى وضع طبيعى وغيرمخل بالآداب (الشروق 22/7) من هذا الخبرالأخير يكون الدخول إلى (باب جهنم) المُسمى (الإعلام ومعه أغلب الثقافة السائدة) حيث تم ترديد نفس الكلام وبذات الألفاظ ومُلخصها أنّ القتلة لايعرفون (صحيح الإسلام) الكارثة أنّ هذا الكلام لا يقوله المسئولون الكبار فى وزارة الداخلية فقط ، وإنما يُردّده شيوخ الفضائيات والأرضيات ، فى حين أنّ الأصوليين يكونون أكثر صراحة عندما يستشهدون بآيات من القرآن وبأحاديث الرسول مثل ((من رأى منكم منكرًا فليُغيره بيده إلخ))
باب جهنم (= الإعلام وأغلب الثقافة السائدة) يقودنا إلى أهم أسباب نجاح الأصوليين فى سرقة الثورة. صحيح أنهم يعتمدون على تراث تاريخى للوجدان المصرى تجاه الدين (أى دين) منذ ديانة مصرالقديمة والمسيحية التى راح ضحية اعتناقها آلاف الشهداء ثم الإسلام الذى بدأ سُنيًا ثم تحول إلى الشيعية ثم السنة مرة أخرى على يد صلاح الدين الأيوبى، وفى كل مرة فإنّ الوجدان الشعبى لايهتم بالخلافات المذهبية ولابتغيير(شكل) الدين ، لأنّ إيمانه بوجود إله واحد للكون هو جوهر العقيدة وأساس الإيمان ، لذلك غيّر شعبنا ديانته أكثر من مرة ولم يبال بالتفاصيل. لعب الأصوليون على الوتر الحساس فكان نجاحهم الساحق الماحق فى غزو قلوب شعبنا ، ولذلك يتغاضى الوجدان الشعبى عن أخطائهم القاتلة ، بسبب الإعلام الذى يُركز على أنها ((أخطاء فردية)) أو((إنهم لايفهمون الإسلام)) أو((إنهم عملاء للأمن)) كما يتغاضى الوجدان الشعبى عن التصرفات اللا أخلاقية للأصوليين مثل حصول 60% من النواب الإسلاميين على قروض من صندوق خدمات مجلس الشعب ولم تـُرد حتى الآن (ماجد عطية- وطنى 1/7) فإذا عرفنا أنّ المرشح يصرف الملايين أثناء الحملة الانتخابية، فلماذا يلهث وراء القروض؟ وأنّ أعضاء مجلس الشعب الإسلاميين صرفوا أدوية من صيدلية مجلس الشعب بمبلغ 800ألف جنيه خلال خمسة شهور، منها 600ألف جنيه أدوية مُنشطات جنسية (المصرى اليوم 17/7) يتغاضى الوجدان الشعبى عن كل ذلك بسبب تغلغل قيمة (التسامح المثالية) التى ترفض التعامل مع الواقع المادى ، ويأتى عامل (ضعف الحركة الوطنية) ليكون العمود الثانى فى تثبيت دعائم الأصولية الدينية المُعادية لشعبنا ، ليس على مستوى وأد حرية الاعتقاد فقط ، وإنما أيضًا على مستوى الانتماء الوطنى (رفع الأعلام السعودية فى أكثر من محافظة مصرية- نموذجًا، رفض الوقوف أثناء عزف السلام الوطنى ، وفى وجود رئيس الدولة- نموذجًا ثانيًا، إهانة الوطن {طظ فى مصر وأنه لابأس من أنْ يحكمها أى إنسان مسلم غيرمصرى- نموذجًا ثالثا، مصرمجرد {ولاية} فى الخلافة العربية الإسلامية القادمة- نموذجًا رابعًا) رغم كل ذلك رأينا المحسوبين على الحركة الوطنية لايزالون يُغازلون الإسلاميين، ولعلّ درس نجاح الرئيس مرسى أنّ يكون دالاوعظة لمن لديه شجاعة مراجعة أفكاره : إذْ أنّ من بين أسباب الأصوات المرتفعة التى حصل عليها حصوله على أغلب أصوات المرشح الناصرى. وأثناء الانتخابات (الجولة الأولى والثانية) قرأتُ مقالات غزل فى عبدالمنعم أبوالفتوح باعتباره (ليبراليًا) رغم أصوليته. ومقالات غزل فى الإخوان كتبها من تصفهم الثقافة السائدة ب (الليبراليين) بعضهم يكتب فى العلوم الاجتماعية والسياسية والرواية والشعر. هنا تكمن الكارثة التى تواجه شعبنا : غياب حركة وطنية حقيقة (يوجد بعض الأفراد الشرفاء ولكنهم لايُمثلون تيارًا) تحت سنابك هذا الغياب امتلأتْ الفضائيات والأرضيات بأدعياء الليبرالية وأدعياء الماركسية. والكارثة الأفدح أنّ معظمهم يؤيدون الحزب المعادى للشيطان ويعتبرونه حزب (مقاوم) رغم جرائمه فى حق الشعب اللبنانى ، واعتدائه على السيادة المصرية. مضمون هذه الكارثة أنّ هؤلاء الأدعياء لايعترفون بخطورة تهديد الأصوليين لأمن مصرالقومى (ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء نموذجًا) ولابخصوصية شعبنا الثقافية. ولايعترفون بوجود صراع بين ثقافتين (مصرية وعربية) على أرض مصر. وصدقتْ الكاتبة السعودية المُحترمة نادين البديرفى قولها الحكيم ((باسم الأخلاق ينتحرالعرب ويتحوّلون باسم الدين لعالة وعارعلى العالم الذى يركض تجاه الفضاء. ونركض (نحن) تجاع عذاب القبر. ورغم ذلك ترتفع التحرشات الجنسية فى العالم العربى لأعلى مدى . وترتفع الكراهية لأعلى مدى . فأين الخلاق وأين الدين؟ فى باريس وغيرها تسيرالسيدة بمختلف الأزياء ولايُضايقها أحد . وفى المناطق العربية تسير مُنكسرة خائفة من خطف أواعتداء ولوكانت مُحجبة. وإنْ نجتْ لن تسلم من تحرشات لفظية بذيئة ترشقها بها كائنات تنتهى من مضايقات النساء لترفع أيديها مُكبرة مُهللة للصلوات. فأين الدين وأين الأخلاق؟ متى يستيقظ المجتمع من الوهم؟ (المصرى اليوم 10/7) كان المُفترض أنْ تكون ثورة يناير انطلاقة للنهضة وللحرية ، وإذا بها تتحول إلى كارثة مثل كارثة أبيب/ يوليو52.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن حنفى : الفلسفة بعمامة الأصوليين
- المرأة المصرية بين ثقافتيْن
- عبد الوهاب المسيرى وحكاية العلمانية الجزئية
- نبى العروبة والصحابى الأول
- هل العروبة لصالح مصر والعرب ؟
- العقل المُغيّب منذ طفولة البشرية
- صلاح الدين الأيوبى وعبادة الفرد
- جدل العلاقة بين التعصب والتسامح فى (المهدى)
- أنور عبدالملك ورؤيته لنهضة مصر
- الإسلام الصحيح فى حوزة من ؟
- حميمية العلاقة بين الموت والحياة
- التراث الإنسانى بوجدان وعقل الأنثى
- يونيو67، يونيو2012
- هل العلمانيين واليسارالإسرائيلى خرافة؟
- هل سينحاز الرئيس للعدالة أم للسلطة ؟
- من بعيد : نور من عصر التنوير المصرى
- الشعر عندما يكون مصرى اللغة والوجدان
- الغزو العربى وكيف تعامل معه المؤرخون
- الشخصية المصرية ونتيجة الانتخابات
- الجذورالتاريخية للشريعة الإسلامية


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - أتكون الثورة نكبة على شعبنا ؟